الفريق اليحيى يتحدث عن تجربته في جيوش الإنقاذ والسوري والتحرير الفلسطيني
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
بلال غيث
تحدث الفريق عبد الرزاق اليحيى، العسكري الفلسطيني المميز، عن تجربته، وحاول استرجاع ذاكرته، خلال مراحل نضاله في جيش الإنقاذ العربي، والجيش السوري، وجيش التحرير الفلسطيني والدخول إلى الأرض الفلسطينية والعمل ضمن السلطة الوطنية الفلسطينية.
وأكد اليحيى، في شهادته ضمن برنامج 'من الذاكرة الفلسطينية'، الذي ينظمه متحف محمود درويش، ليكون أول الضيوف الذين يتحدثون عن التاريخ الفلسطيني خلال العقود الستة الماضية، أن القيادة الفلسطينية لم تكن تسعى للتدخل في شؤون الدول العربية الأخرى، وحاولت جاهدة العمل من أجل تحرير فلسطين من الداخل باستخدام جيش الجهاد المقدس، ومن الخارج باستخدام جيش الإنقاذ العربي.
وأضاف أن القيادة الفلسطينية منتصف القرن الماضي كانت أيضا تسعى لإعداد كوارد لاستلام الدولة الفلسطينية في حال استقلالها من الاحتلال البريطاني وهو الذي لم يحدث حيث قامت دولة إسرائيل وقامت بتشريد شعبنا.
وأوضح اليحيى، في البرنامج الذي أداره الكاتب والروائي فيصل حوراني، أن بدايته مع العمل العسكري كانت انطلاقا من إعلان من اللجان القومية التي كانت تعمل في فلسطين إبان نهاية الاحتلال البريطاني عن دورة للضباط في سوريا، حيث قام بالتقديم للاشتراك بهذه الدورة رغم معارضة والده، لكن عمه شجعه على ذلك في حينه.
وقال: 'تقدمت للجان القومية بطلب للالتحاق بدورة الضباط للمساهمة في تحرير فلسطين من الخارج في إطار جيش الانقاذ العربي، بعد أن كنت قد حصلت على شهادة المترك وعملت في دائرة الجمارك بحيفا، في اليوم التالي سافرت إلى سوريا للمشاركة في الدورة مع زميلين لي هما عبد الفتاح يونس وأديب عمار وهو قائد القوات المقاتلة في حي الحليصة بحيفا، لكننا تعرضنا لإطلاق نار وقمنا بالعودة إلى حيفا، ثم سلكنا طريق الساحل للسفر إلى بيروت ومنها إلى سوريا وبالفعل وصلنا إلى سوريا للاشتراك في الدورة العسكرية وبصعوبة جرى قبولنا نظرا لتأخرنا'.
وأضاف: 'خلال إقامتي في سوريا التقيت بالقائد أمين الحسيني الذي جاء لطلب المساعدة من العرب لجيش الجهاد المقدس الذي قاتل في القدس والأرياف بقيادة عبد القادر الحسيني لكنه عاد خائبا ولم يوافق العرب على طلبه في ذلك الحين'.
وتحدث اليحيى عن إنشاء جيش الجهاد المقدس قبل جيش الإنقاذ العربي وكيف كان يعمل ذلك الجيش بعد أن تعرض للتهميش من قبل الدول العربية التي كانت مستقلة في ذلك الحين لاعتقادهم أنه غير قادر على العمل داخل فلسطين وأن جيش الإنقاذ العربي هو الوحيد القادر على تحرير فلسطين.
وأضاف: 'لم يمض وقت طويل على دخولنا إلى الدورة حتى اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية في أعقاب انسحاب الانتداب البريطاني من فلسطين، وهناك جرى تحويلنا إلى الفوج الرابع من جيش الإنقاذ العربي المقيمة في لبنان من أجل أن نعمل ضمنه على الدخول إلى فلسطين وتحريرها'.
وقال: 'كان قائد الفوج الرابع في جيش الإنقاذ العربي فلسطيني وهو حازم الخالدي الذي كان مدربنا في الدورة، وقد دربنا في المناطق الجنوبية من لبنان على وسائل قتال الجيش الإسرائيلي، ثم انتقل الخالدي إلى مكان آخر وحل مكانه القائد وصفي التل الذي بدأ بتدريبنا على حرب الشوارع وكيفية القتال في الأزقة والطرقات وكان يخطط لإحداث انقلاب في لبنان للاستيلاء على أسلحة الجيش هناك وإمداد الثوار بها لكن لم يكن له ما أراد'.
وفي وصفه لجيش الإنقاذ العربي، قال اليحيى 'إنه كان جيشا مجمعا بشكل عشوائي وغير منظم، وكنا بانتظار أوامر الحرب في فلسطين لكننا لم نتلقاها في الفوج الرابع، وجرى حله بعد انتهاء الحرب'.
ومن ثم تحدث اليحيى عن انتقاله للعمل في الجيش السوري حيث تولى مراتب رفيعة هناك ومنح الجنسية السورية، وتطور في عمله حتى أصبح الخبير الوحيد والأوحد في الأسلحة الثقيلة، وقد عمل في زمن الانقلابات التي شهدتها سوريا ورفض قصف جبل الدروز ولم يمتثل للأوامر في هذا السياق فعرض نفسه للوقف عن العمل والمحاكمة العسكرية، كما تحدث عن رفضه التدخل في قمع المظاهرات الطلابية التي خرجت ضد النظام السوري في خمسينيات القرن الماضي، ما أثار إعجاب القيادات السورية واحترامها له لرفضه التدخل في الشأن الداخلي.
وتحدث عن تركه للجيش السوري، 'حيث تعرض قرابة 50 ضابطا فلسطينيا للفصل آنذاك لأنهم فلسطينيون في أعقاب الوحدة بين مصر وسوريا، وجرى تسريهم وإبعادهم فيما بعد وأنا ابعدت إلى الاسكندرية وعدت منها بعد انفكاك الوحدة إلى سوريا مجددا، للعمل في إطار منظمة التحرير'.
وعن عمله في منظمة التحرير، قال اليحيى إنه كان قائدا للواء حطين التابع لجيش التحرير الفلسطيني الذي شكلته المنظمة بعد أن جرى تشكيلها من قبل جامعة الدول العربية، ثم تطور في عمله بالمنظمة ليصبح نائبا للقائد العام لجيش التحرير الفلسطيني.
وبين مختلف مراحل النضال الفلسطيني وانطلاق الثورة الفلسطينية والكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي وصولا إلى نقل قيادة منظمة التحرير من تونس إلى داخل فلسطين.
وتحدث عن دخول قوات منظمة التحرير إلى فلسطين وتشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية، وقال إن الثوابت الفلسطينية واضحة ويجب 'ألا تتحول الثوابت الفلسطينية إلى شعارات، ويجب أن نضع خططا خاصة لتنفيذ هذه الثوابت، أما المتغيرات فمن يتعامل مع المتغيرات بإمكانه أن يقود لأن القدرة في التعامل مع المتغيرات هي قدرة قيادية، والمتغيرات كثيرة في وضعنا الحالي، وأقول إنه يجب وضع خطة طويلة المدى لحالتنا الفلسطينية وأن تكون قابلة للتعديل'.
واتفق الحضور على عقد جلسة أخرى مع عبد الرزاق اليحيى للحديث عن عمله في إطار السلطة الوطنية الفلسطينية بعد الدخول إلى أرض الوطن، وأجاب اليحيى على تساؤلات الجمهور في هذا السياق.
haبلال غيث
تحدث الفريق عبد الرزاق اليحيى، العسكري الفلسطيني المميز، عن تجربته، وحاول استرجاع ذاكرته، خلال مراحل نضاله في جيش الإنقاذ العربي، والجيش السوري، وجيش التحرير الفلسطيني والدخول إلى الأرض الفلسطينية والعمل ضمن السلطة الوطنية الفلسطينية.
وأكد اليحيى، في شهادته ضمن برنامج 'من الذاكرة الفلسطينية'، الذي ينظمه متحف محمود درويش، ليكون أول الضيوف الذين يتحدثون عن التاريخ الفلسطيني خلال العقود الستة الماضية، أن القيادة الفلسطينية لم تكن تسعى للتدخل في شؤون الدول العربية الأخرى، وحاولت جاهدة العمل من أجل تحرير فلسطين من الداخل باستخدام جيش الجهاد المقدس، ومن الخارج باستخدام جيش الإنقاذ العربي.
وأضاف أن القيادة الفلسطينية منتصف القرن الماضي كانت أيضا تسعى لإعداد كوارد لاستلام الدولة الفلسطينية في حال استقلالها من الاحتلال البريطاني وهو الذي لم يحدث حيث قامت دولة إسرائيل وقامت بتشريد شعبنا.
وأوضح اليحيى، في البرنامج الذي أداره الكاتب والروائي فيصل حوراني، أن بدايته مع العمل العسكري كانت انطلاقا من إعلان من اللجان القومية التي كانت تعمل في فلسطين إبان نهاية الاحتلال البريطاني عن دورة للضباط في سوريا، حيث قام بالتقديم للاشتراك بهذه الدورة رغم معارضة والده، لكن عمه شجعه على ذلك في حينه.
وقال: 'تقدمت للجان القومية بطلب للالتحاق بدورة الضباط للمساهمة في تحرير فلسطين من الخارج في إطار جيش الانقاذ العربي، بعد أن كنت قد حصلت على شهادة المترك وعملت في دائرة الجمارك بحيفا، في اليوم التالي سافرت إلى سوريا للمشاركة في الدورة مع زميلين لي هما عبد الفتاح يونس وأديب عمار وهو قائد القوات المقاتلة في حي الحليصة بحيفا، لكننا تعرضنا لإطلاق نار وقمنا بالعودة إلى حيفا، ثم سلكنا طريق الساحل للسفر إلى بيروت ومنها إلى سوريا وبالفعل وصلنا إلى سوريا للاشتراك في الدورة العسكرية وبصعوبة جرى قبولنا نظرا لتأخرنا'.
وأضاف: 'خلال إقامتي في سوريا التقيت بالقائد أمين الحسيني الذي جاء لطلب المساعدة من العرب لجيش الجهاد المقدس الذي قاتل في القدس والأرياف بقيادة عبد القادر الحسيني لكنه عاد خائبا ولم يوافق العرب على طلبه في ذلك الحين'.
وتحدث اليحيى عن إنشاء جيش الجهاد المقدس قبل جيش الإنقاذ العربي وكيف كان يعمل ذلك الجيش بعد أن تعرض للتهميش من قبل الدول العربية التي كانت مستقلة في ذلك الحين لاعتقادهم أنه غير قادر على العمل داخل فلسطين وأن جيش الإنقاذ العربي هو الوحيد القادر على تحرير فلسطين.
وأضاف: 'لم يمض وقت طويل على دخولنا إلى الدورة حتى اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية في أعقاب انسحاب الانتداب البريطاني من فلسطين، وهناك جرى تحويلنا إلى الفوج الرابع من جيش الإنقاذ العربي المقيمة في لبنان من أجل أن نعمل ضمنه على الدخول إلى فلسطين وتحريرها'.
وقال: 'كان قائد الفوج الرابع في جيش الإنقاذ العربي فلسطيني وهو حازم الخالدي الذي كان مدربنا في الدورة، وقد دربنا في المناطق الجنوبية من لبنان على وسائل قتال الجيش الإسرائيلي، ثم انتقل الخالدي إلى مكان آخر وحل مكانه القائد وصفي التل الذي بدأ بتدريبنا على حرب الشوارع وكيفية القتال في الأزقة والطرقات وكان يخطط لإحداث انقلاب في لبنان للاستيلاء على أسلحة الجيش هناك وإمداد الثوار بها لكن لم يكن له ما أراد'.
وفي وصفه لجيش الإنقاذ العربي، قال اليحيى 'إنه كان جيشا مجمعا بشكل عشوائي وغير منظم، وكنا بانتظار أوامر الحرب في فلسطين لكننا لم نتلقاها في الفوج الرابع، وجرى حله بعد انتهاء الحرب'.
ومن ثم تحدث اليحيى عن انتقاله للعمل في الجيش السوري حيث تولى مراتب رفيعة هناك ومنح الجنسية السورية، وتطور في عمله حتى أصبح الخبير الوحيد والأوحد في الأسلحة الثقيلة، وقد عمل في زمن الانقلابات التي شهدتها سوريا ورفض قصف جبل الدروز ولم يمتثل للأوامر في هذا السياق فعرض نفسه للوقف عن العمل والمحاكمة العسكرية، كما تحدث عن رفضه التدخل في قمع المظاهرات الطلابية التي خرجت ضد النظام السوري في خمسينيات القرن الماضي، ما أثار إعجاب القيادات السورية واحترامها له لرفضه التدخل في الشأن الداخلي.
وتحدث عن تركه للجيش السوري، 'حيث تعرض قرابة 50 ضابطا فلسطينيا للفصل آنذاك لأنهم فلسطينيون في أعقاب الوحدة بين مصر وسوريا، وجرى تسريهم وإبعادهم فيما بعد وأنا ابعدت إلى الاسكندرية وعدت منها بعد انفكاك الوحدة إلى سوريا مجددا، للعمل في إطار منظمة التحرير'.
وعن عمله في منظمة التحرير، قال اليحيى إنه كان قائدا للواء حطين التابع لجيش التحرير الفلسطيني الذي شكلته المنظمة بعد أن جرى تشكيلها من قبل جامعة الدول العربية، ثم تطور في عمله بالمنظمة ليصبح نائبا للقائد العام لجيش التحرير الفلسطيني.
وبين مختلف مراحل النضال الفلسطيني وانطلاق الثورة الفلسطينية والكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي وصولا إلى نقل قيادة منظمة التحرير من تونس إلى داخل فلسطين.
وتحدث عن دخول قوات منظمة التحرير إلى فلسطين وتشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية، وقال إن الثوابت الفلسطينية واضحة ويجب 'ألا تتحول الثوابت الفلسطينية إلى شعارات، ويجب أن نضع خططا خاصة لتنفيذ هذه الثوابت، أما المتغيرات فمن يتعامل مع المتغيرات بإمكانه أن يقود لأن القدرة في التعامل مع المتغيرات هي قدرة قيادية، والمتغيرات كثيرة في وضعنا الحالي، وأقول إنه يجب وضع خطة طويلة المدى لحالتنا الفلسطينية وأن تكون قابلة للتعديل'.
واتفق الحضور على عقد جلسة أخرى مع عبد الرزاق اليحيى للحديث عن عمله في إطار السلطة الوطنية الفلسطينية بعد الدخول إلى أرض الوطن، وأجاب اليحيى على تساؤلات الجمهور في هذا السياق.