عميل دس له الموت في القهوة..... الأسير هيثم صالحية يعاني من الأمراض القاتلة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد بركات
الرشفة الثالثة من فنجان القهوة أسقطت هيثم أرضا، وبدأ الدم ينزف من فمه، ثم أخذت أصوات الاسرى تتعالى ، شاويش ... شاويش ، وضربات قوية على باب غرفة السجن ، لمعرفة ما حصل مع هيثم واسعافه بسرعة قصوى .
موقف مفاجئ أربك العميل " ابراهيم البريوش" الذي اعترف للأسيرين " نزار التميمي" وعصام فروخ قيامه بدس " حبة " في فنجان قهوة الأسير هيثم صالحية، باتفاق مع مدير استخبارات السجون.
لماذا حاولت الاستخبارات اغتيال "الصالحية"؟
في حوار لشبكة نوى الإخبارية تحدث والد الأسير "هيثم الصالحية" عن معاناة ابنه المحكوم بمؤبدين في معتقلات الاحتلال، واصفا ما جرى من قبل استخبارات السجون بـ"محاولة اغتيال صريحة".
وبحسب والد الأسير "الصالحية"، اعترف "البريوش" ان مدير استخبارات السجون ومديرة (معتقل ايشيل) اجتمعا معه في معتقل بئر السبع وأعطياه صورة لهيثم موكلين له مهمة التخلص منه باستخدام حبة قاتلة تصيبه بمرض مزمن بعد 6 أشهر من تناولها، كمرض نقص المناعة " الايدز " او السرطان ، وذلك مقابل الافراج عنه ومنحه مبلغ 10 الاف شيكل، وكانت رغبة الاحتلال باغتيال الصالحية، نابعة من العمل الأمني بداخل المعتقل والذي مارسه "هيثم" وأسفر عن كشفه لسبعة عملاء للاحتلال داخل السجن، وضغطه عليهم لترك التعامل مع "المخابرات الإسرائيلية".
تردي حالة "الصالحية وإهمال علاجه..
بتاريخ9-1-2011 الساعة السابعة مساءا دخل البريوش الى القسم الذي يتواجد فيه هيثم ليضع الحبة في فنجان القهوةليصاب هيثم بالمرض.
وبملامح كساها الألم تابع "ابو هيثم" رواية تفاصيل ما حدث مع نجله؛ إذ بقي "هيثم" 39 يوما بين الحياة والموت دون معالجة، أو تحويل لإجراء الفحوصات اللازمة في المستشفى، واقتصر علاجه على ليلتين في عيادة سجن (ايشيل) ليتم إعادته الى السجن.
يقول أبو هيثم: "علمنا بما حدث ليهثم بعد مرور أربعة أيام من ذوي أسير من نفس القسم في المعتقل، وأخبرونا عن وضعه الصحي الخطير، وضرورة إبلاغ الصليب الأحمر ووزارة الأسرى بما حدث."
عجز الوزارة، وتساهل الصليب الأحمر ..
توجه "ابو هيثم" إلى وزارة الاسرى وإلى مقر الصليب الاحمر -الذي لا يبعد عن بيته في مدينة البيرة سوى عشرات الامتار -واتضح له أن وزارة الأسرى على علم بالحادثة منذ اليوم الأول وتشابهت الأجوبة في سعي ابو هيثم المتكرر ما بين الوزاة والصليب للاطمئنان عن حاله هيثم فيقول ابو هيثم: "أن وزارة الاسرى أبلغته بعدم قدرتها على إرسال طبيب خاص لهيثم، بسبب الحاجة إلى تنسيق وموافقة " الإدارة الشؤون المدينة " وقالوا إن الموضوع في يد الصليب الاحمر فهو من يستطيع مساعدة هيثم في هذه الوضعية.
من جانبه بعث الصليب الأحمر مندوبا لزيارة هيثم، ليعود إلى "الوالد" ويطمئنه بعد أن قدمت إدارة السجن فحوصات طبية قديمة للأسير.
محاولات واعتصام
مر على الحادثة 24 يوما وابو هيثم يضع قدما في وزارة الأسرى ونادي الأسير، وقدما في الصليب الأحمر ومؤسسة الضمير، وقلبه المتلهف ينشد الاطمئنان على حالة هيثم دون جدوى، ما دفعه للأعتصام وعائلته على دوار المنارة وأن يعقد مؤتمرا صحفيا في مركز وطن للضغط على الجهات المسؤولة لبذل مزيد من الجهاد في تنسيق زيارة لرؤية ولده، وبالفعل استطاع الصليب الأحمر أن ينسق لأبي هيثم وامه زيارة بعد 32 يوما على الحادثة، فيقول أبو هيثم : "بعد 32 يوم زرناه أنا وأمه في السجن ، واتضح لي أن هيثم ليس بوضعه الطبيعي حين أخطأ باسمَي أختيه، وأخبرني حينها أنه يأخذ 4 أنواع من الأدوية للقولون وللمعدة وللكبد ودواء ينظم نبضات القلب .
لقاء مع الرئيس عباس
بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده ابو هيثم ازداد الاهتمام بالقضية، والتقى أبو هيثم الرئيس محمود عباس ابو مازن الذي اوكل لمستشاره "نبيل ابو ردينة" مهمة متابعة قضية هيثم.
ويقول أبو هيثم :" في 29-3 التقيت مع الرئيس الذي أكد متابعته لقضية هيثم، وانه سيعدم "البريوش" حال خروجه" وأكد على "أبو ردينه" متابعة القضية وايصالها للقنصل الأمريكي، لكن الى الان لم يحدث اي تطور على الموضوع.
فقدان للأمل، وتهديد بالإضراب المفتوح عن الطعام
يفقد أبو هيثم الأمل في كل المؤسسات الحقوقية ومؤسسات السلطة الفلسطينية المختصة بالاسرى، فهو يرى أن التفاعل أقل من المستوى المطلوب، وعبر عن استيائه بقوله : "توجد حسرة في قلبي، ليس هناك جهة مسؤولة استطاعت عمل شئ لهيثم وإلى الأن لا نعرف ما هو وضعه الصحي بالتحديد، ولم يتم إجراء الفحوصات له، وهو بحاجة إلى علاج، وقطع عنه الدواء، وانتشرت على جسده " الدمامل " في رأسه وتحت إبطه وفي ظهره وأسفل بطنه ووجهه ، وتلقيت الكثير من الوعود برفع دعاوى من مؤسسات حقوقية كالضمير ونادي الأسير، لكن لم يحدث اي شيء حتى الآن، وهيثم يقول لي لا تلجأ لأي من هذه المؤسسات، ويتوعد بخوض اضراب مفتوح عن الطعام اذا لم يتم نقله الى المستشفى.
ويدخل الاسير هيثم الصالحية سنته الثانية عشر في سجون الاحتلال فقد اعتقل في اول ليلة في رمضان عام 2002 ، و حكم عليه بمؤبدين و ثلاثة سنوات ونصف ، واتهم هيثم بمحاولة قتل مستوطن اطلق عليه النار واصيب بشلل نصفي بالاضافة الى تجهيز استشهادي فجر نفسه في ملهى ليلي في تل أبيب.
عن شبكة نوى