الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

الطفل إسلام.. تصادف ذكرى ميلاده مع استشهاده .. والشقيقين منذر ومعتز زفا عريسين مع بعضهما وارتقيا شهداء مع بعضهما

غزة - تقرير أحمد قديح
حزن ثم حزن ففراق فألم ... هذا ما يحدث في قطاع غزة الحبيب عائلات كثيرة ذاقت المعاناة  جراء القصف الإسرائيلي الذي خلف مجازر وجرائم وحشية بحق الفلسطينيين الأبرياء الذي أودت حصلته بحياة الكثير في غضون ساعات.. فعائلة قريقع التي تقطن بحي الشجاعية شرق مدينة غزة كان لها النصيب الأكبر من المعاناة فخيمت غمامة سودا في سماء العائلة الصابرة المحتسبة لقدر الله..
الطفل إسلام معتز قريقع ثلاثة أعوام لم يعرف في الدنيا سواء كلمة بحبك ماما بحبك بابا ... ولكن الكلمات التي تعودت عليها أسرة إسلام لم تعد تسمعها ولم يعد لها صدى في البيت المتواضع فباتت الكلمات في خيال الذكريات .. لا لشيء إلا لأن إسلام أصبح في عداد الشهداء فاستشهد واستشهدت كلماته البرية معه فذهب الحب وذهب هو وذهب بابا ولم يعد في البيت مكان لهم سو الذكريات والألم لأهل البيت ..
أم إسلام التي فقدت وعيها عدة مرات ومرات لحظة سماعها الخبر  كانت تظن أنها لن تعيش هذه اللحظات ولم تفكر يوما أنها ستعيش هذه اللحظات بما فيها من أسى  بفقدان طفلها الوحيد وونيسها وضناها وحبيبها وفلذة كبدها .. كانت تخاف عليه حتى من نسمة الهواء ..
المحتسبة أم إسلام حامل في الشهر الخامس فقدت طفلها وزوجها في آن واحد استقبلت جثة طلفلها أشلاء لما يظهر فيه إلا رأسه بل أجزاء من رأسه بل أجزاء الأجزاء التي لم يعد يظهر فيه شي سوا دماء وأحشاء داخلية خرجت .. فحضنته وقبلته وهي لا تصدق ما حدث ومن ثم ودعته وهي تعلم انه لن يعود إليها أبدا ولن تلتقيه بعد هذه الثواني المحدودة ....
إسلام قبل استشهاده بلحظات كان يلعب ويلهو مع أطفال حارته بعد تناوله الطعام لحظة إفطار والديه ... وما إن حل الظلام حتى طلبت منه والدته أن يدخل البيت خوفا عليه من ظلام الليل ولكن إسلام بشقاوته البريئة لم يسمع الكلام .
فبدأ يراودها حتى يكمل لعبته وما هي لحظات حتى ارتطم رأسه بعمود من الحديد فجرح وسال الدم فاتصلت أمه على والده والذي حضر برفقة شقيقه الدكتور منذر فحملوه إلى المستشفى وما أن عادوا من علاجه وفي طريقهم  تلقوا ضربه قضت عليهم جميعا فحولهم صاروخ من طائرة استطلاع اسرئيلية إلى أشلاء متناثرة فعاد إسلام إلى المستشفى ولكن هذه المرة محمل على الأكتاف وجسده مقطع.
الطفل الشهيد البريء إسلام كان ميلاده في التاسع عشر من شهر رمضان لعام 2008 فتصادف ذكرى ميلاده لحظة شهادته في التاسع عشر من رمضان 2011 فمتزجا التاريخ ببعضه لهذا العصفور ليلقى ربه شهيدا ليكمل لعبته مع عصافير الجنة هناك حيث  كانت تنتظره فغارت من لعبته على الأرض فتشوقت للقيته لتلعب معه تحت عرش الرحمن..
أما معتز والد الشهد فهو شهيدا أيضا وكذلك شقيه منذر .. هم من كانوا برفقة إسلام .. خافوا عليه فحملوه إلى المستشفى لحظة إصابته بعمود الحديد ولكن القدر أسرع ليختطف الصاروخ أجسادهم جميعا ليحملوا على الأكتاف .. ووضعوا في ثلاجة الموتى للحظات ... وكل من شاهد المجزرة بكى وبكى وبكى لأن الجثث الثلاثة الطاهرة تفحمت من شده القصف ...
معتز وشقيقه الدكتور منذر الذي يعمل في قسم العناية المكثفة بمستشفى الشفاء بمدينة غزة ... كانا قبل لحظات من الاستشهاد في استضافة الأصدقاء والأحباب على مائدة إفطار جماعية أعدوها لهم وكأنهم كانوا يعرفون لحظاتهم الأخيرة فباتت ذكرى لكل من حضر طعام الإفطار..
وما نقله الأصحاب لي أن معتز ومنذر كانا يقدمان الحلوى لضيوفهم وبشكل مباشر وكأنهم كانوا يحتفلون بشهادتهم قبل استشهادهم كيف لا وكانا قد جمعهما قبل 4 أعوام زفافهم بيوم واحد فقدموا حلوى الفرح لضيوفهم ومن ثم زفا معا كلا إلى عروسه بليلة واحدة وارتقيا شهيدين أيضا مع بعضهما في لحظة واحدة ...

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025