بالصور- فنّانون يصورون المعاناة من الاحتلال والشوق للحرية برام الله
بلال غيث
خمسة وعشرون فنانا من مختلف أرجاء الضفة الغربية اجتمعوا على مدار يومين من أجل رسم جدارية تعبر عن معاناة شعبنا الفلسطيني من الاحتلال والواقع الذي يعيشه وما يتعرض له بشكل عام في حياته اليومية، وذلك في جدارية ضخمة تجاوز طولها الثلاثون مترا في حي بطن الهوى بمدينة رام الله.
الفنانون الذين قاموا خلال ورشة عمل عقدت بالتعاون بين مركز الفن الشعبي وجاليري المحطة بمدينة رام الله، اتفقوا جميعا على القيام برسم جدارية كبيرة يقوم كل فنان منهم برسم ما يجول في خاطره، وتقدميه للجمهور الذي سيحضر لمشاهدتها.
تحمل الفنّانة ريم أبو حلاوة ريشتها وتشرع برسم وجوه عديدة في أسفل الجدار تنظر إلى الأعلى تقابلها وجوه أخرى في أعلى الجدار الذي يجري عليه إعداد اللوحة الفنية، تنظر إلى الأسفل، وتقول إنها تريد من رسم هذه الوجوه إظهار العلاقة بين الخضوع والهيمنة، فهناك أناس يخضعون لآخرين كالمحتل مثلا وآخرون يسيطرون على من هم أسفلهم ويتسببون لهم بمعاناة دائمة.
إلى جانبها، يقف الفنّان جاسم شومان يحاول رسم شيء من التراث الفلسطيني، فهو يقدم المرأة الفلسطينية التراثية برؤية مدينة حديثة، ويرسم إلى جانب تلك المرأة سلة قش وزخارف تعكس التراث الفلسطيني مع إدخال لمسة مدنية حضارية تعكس التطور الذي تشهده فلسطين.
أما الفنان غسان مسك، فهو يرسم شخص يتعرض لضغط متواصل، جراء ما يعيشه من معاناة، وهذا الضغط يظهر من خلال رسم إنسان يقوم بتفريغ متواصل لهذا الضغط، لكن هذا التفريغ لن يستمر للنهاية يمكن أن ينفجر هذا الإنسان في وجه من يسبب له الضغط، وسيؤدي هذا الانفجار ربما إلى الحرية وذلك بألوان تعكس العالم الجميل والحرية.
أما إسلام الأشقر فيقول إنه وجد عملا مرسوما أصلا على الجدار لأسير يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ويحاول إضافة رسوم أخرى إلى هذا العمل تعبر عن الحرية التي سينالها ذلك الأسير في النهاية، وتصوير معاناة الفلسطينيين عبر إدخال مشاهد تشير إلى فلسطين مثل القدس وقبة الصخرة وكنيسة القيامة، ورموز أخرى تشير إلى الحرية والسلام.
إلى جانبه يقوم الفنان سامي زعرور برسم رجل بالمقلوب للتعبير عن الوضع القائم حاليا، فهو يعتبر أن الأمور تسير بالمقلوب في محاولة للتعبير عن المعاناة التي يعيشها شعبنا في حياته اليومية، وجراء ما يقوم به الاحتلال.
إلى ذلك، يؤكد الفنان كمال قلالوة، إن عمله الذي يعبر عن رجل ينتظر الأفضل، سيكون ضمن الجدارية التي ستصبح واحدة من أجمل الجداريات المرسومة في مديني رام الله والبيرة، فهي عمل متكامل يقوم بتنفيذه فنانون متمكنون.
يقول الشاب شادي بكر، أحد القائمين على رسم هذه الجدارية، إن هذه الجدارية يجري إنتاجها في إطار فعاليات مهرجان فلسطين الخامس عشر للرقص والموسيقى، الذي ينظمه مركز الفن الشعبي، بالتعاون مع الفنان الإيطالي الشهيد دافي ديمو سانتوس، الذي أشرف على إخراج العمل بأبهى صورة.
ويوضح بكر، أن تنفيذ العمل يجري بالتعاون والتنسيق التام مع بلدية رام الله ومع شرطة المدينة أيضا، بهدف إضافة لمسة جمالية للحي الذي يجري فيه رسم الجدارية، حيث ستعكس هذه الجدارية جمال مدينة رام الله أيضا.https://www.facebook.com/media/set/?set=a.659355050759958.1073742293.307190499309750&type=1