مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

الأسرى في شهر رمضان .. إجتهادٌ في الطاعات وإبتكارٌ للوجبات

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية 
 الأسير الصحافي عامر أبو عرفة.
مع قدوم شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار يبدأ المسلمون بصيامه في كل بلدان العالم الإسلامي، وكعادتهم في كل عام تستقبل شعوب الأمة رمضان بطقوس وعادات وتقاليد متوارثة تختلف من قطر لقطر آخر، ومن بين هذه الشعوب هناك فئة تتجرع المرارة وصنوف العذاب يوميا، قدمت التضحيات الجسام من أجل دينها ووطنها، وأبدعت في إختراع أشكال وأنواع المقاومة لترد البغي وتدفع الظلم.
يستقبل الأسرى في سجون الإحتلال شهر رمضان بفرح المؤمن الذي يتوق لكسب مرضاة الله ونيل أجره، فرح ممزوج بذكريات تدمي قلبه وتُبكي الروح إشتياقا للأهل وخاصة في هذا الشهر الذي يجمعهم على مائدة واحدة ويقرب البعيد ويجعل المشغول يتفرغ للقاء العائلة.
أيام حافلة بالطاعات
 يجتهد الأسرى في شهر رمضان بالتقرب من الله بالطاعات وأداء الفروض والسنن لينيروا ظلام القيد بنور الإيمان، يبدأ نهارهم قبل الفجر بساعات حيث ينهض الأسرى لأداء صلاة قيام الليل بقلب خاشع وأكف مرفوعة لنيل الرحمة والفرج القريب من سجون ظالمة وقيود آثمة والخروج من جدران البعد وأسلاك الألم التي تحرمهم من أن تعطر أنفاسهم من رائحة التراب الذي جُبل بالدماء، ولتكتحل أعينهم برؤية الأرض التي قدموا من أجلها أجمل سنين عمرهم والتي عليها يجتمع الأهل والأحبة.
يتوزع الأسرى في مجموعات داخل غرف ككل عائلة واحدة ويجتمعوا ليعدوا السحور الذي يكون خفيفا نوعا ما والذي يتكون عادة من الألبان والحليب والماء، وبعدها يبدأون بالإمساك وصلاة الفجر في جماعة، ويجتمعون لقراءة المأثورات الجماعية وبعد الإنتهاء يتوجهون للنوم، ولأنهم أسرى يستيقظون في اليوم عدة مرات أولها يكون بالعدد الصباحي وبعدها للفحص (دق الشبابيك) ويعيشون خلال يوهم مع القرآن والتسبيح والقراءة والخروج للساحة للتنفس، ويستمرون هكذا حتى صلاة المغرب فيتحضرون قبلها لجلسة جماعية من أجل قراءة المأثورات والأدعية، ومن ثم يُرفع الآذان فيأكلون تمرة ويذهبون للصلاة ومن ثم يبدأون بالإفطار الجماعي.
عندما يعلن رمضان خاتمة يوم جديد يسأل فيه الأسرى الله أن يكتبه في ميزان حسناتهم وأن يعيده عليهم في العام القادم وهم بصحبة أهلهم وذويهم وعلى تراب وطنهم.
طعام الأسرى: الحاجة أم الإختراع
 أما عن الطعام فيبتكر الأسرى نظام طعامهم الخاص من المواد القليلة التي تتيحها لهم مصلحة السجون والتي على شحها يصنعون منها العجائب، فيسخرون من واقعهم ويتحدون مرارته ويعيشوا حياتهم رغم المحنة والمعاناة.
ربما تتشابه أسماء الأكلات التي يعدها الأسرى داخل السجون مع تلك الأسماء المعروفة خارج السجن ولكن في الحقيقة لا يوجد تشابه بين تلك الأكلات إلا بالاسم فقط ومع إختلاف كبير في المكونات لقلة المتوفر منها. فمثلا يقوم الأسرى بإعداد "الكنافة" بطريقة تختلف تماما عن تلك التي تُصنع بها في الخارج، حيث يصنعون العجينة من الخبز فيقطعونه لقطع صغيرة جدا ويسحقونها ثم يقوموا بوضع الزبدة والكركم لإعطاء لون للعجينة بدل الصبغة والقرفة لإضفاء نكهة عليها ويقومون بخلطها معا، ومن ثم يتم وضع العجينة على بلاطة تعطي حرارة بدلا من وضعها على النار أو الفحم وذلك لأن إستخدام النار والغاز ممنوع داخل السجن، وبعد خلطها جيدا يقومون بفرد العجينة داخل الصينية بعد دهنها بالزبدة ومن ثم يضعون طبقة من الجبنة الصفراء أو جبنة بيضاء تُصنع داخل السجن ومن ثم يضعون فوقها طبقة جديدة من عجينة الخبز المخلوط، يضغطون عليها كي تتماسك ومن ثم يتم تحميرها ويعدون القطر ويضعونه عليها ومن ثم يرشون الفستق فوقها.
عصير الجزر
 يقوم الأسرى بتقشير الجزر وبرشه لقطع صغيرة ثم يقومون بوضعه في الماء والسكر لفترة زمنية تترواح من 8-10 ساعات، ومن ثم يقومون بوضعه في "جراب جديد" وعصره بالكاسات.
القطايف
 يُحضر الأسرى شعيرية ويتم نقعها مع الحليب لمدة ساعتين ومن ثم يضعون نصف كاسة كولا سفن أب (لأن الكولا تعمل عمل الخميرة) ثم يقومون بتصفيتها بشكل جيدا ويتركونها فترة لكي تختمر، وبعدها يسكبونها كأقراص في مقلاة تيفال وعندما تجهز عجينة القطايف يقومون بحشوها بجوز الهند والسكر أو عجوة تمر أو الجبنة صفرا.
الصيادية (سمك وأرز)
يضع الأسرى في الطنجرة الطونا بدلا من السمك بعد تصفيتها من زيتها دون القيام بتفتيتها ويضعون فوقها الذرة ومن ثم يضعون الأرز المنقوع والمخلوط مع عصفر ويسكبون فوقها ماء ويتركونها حتى تنضج. وأحيانا يضيفون البطاطا والبصل والثوم.
ايتم قص رغيف الخبز إلى جزئين ومن ثم يضعون صلصة بندورة على الرغيف، ومن ثم يفردون عليها خلطة مكونة من الطونة والذرة والفطر والبصل، ثم يضعون قطع من الجبنة الصفراء فوقها ويتم شواءها تحت بلاطة الحرارة.
القدرة (المدفونة)
يتم سلق الدجاج بعد تنظيفه ونقع الأرز مع العصفر، يوضع الدجاج المسلوق في الطنجرة ويوضع فوقه الأرز وقليل من الماء ويُترك على نار هادئة حتى ينضج. بعدها يسكبون السمنة فوق الأرز لإضفاء نكهة القدرة، علما أن السمنة يتم صناعتها داخل السجن وتتكون من الزبدة وزيت الزيتون والميرمية والعصفر والشومر.
يحضر الأسرى صفحة من جريدة ويضعونها فوق الطنجرة ويحرقون الجريدة من النصف وينفخون الدخنة داخل الأرز ويحصلون على نكهة الدخنة التي تميز طعم القدرة.
البوظة
 يتم تصفية لبن الشيمينت من الماء، ويوضع عليه ملعقة بودرة النيسكافيه البيضاء (ملبين) وملعقتين سكر، ويتم خلطهم جيدا، ثم يخلطونها بقليل من مربى الفروالة وتصبح الطبقة الأولى جاهزة، ثم يضعون طبقة ثانية بخلط الشيمينت بملعقة شوكو، بعدها يطحنون مكسرات فوقها ويضعونها في الثلاجة كي تبرد.
بهذه المكونات البسيطة والتي لا تمت بصلة لمكونات الطبخة الصحيحة يصنع الأسرى أطباقهم التي يشتهونها مع علمهم أنه لا غنى ولا مقارنة بين وجباتهم التي يخترعونها وبين الطعام الذي تعده والدة أسير أو زوجته، وبتلك الطقوس العبادية والمرحة أحيانا والتي لا تخلو من الحزن والإشتياق يمضي شهر رمضان المبارك داخل السجن ويبدأون بالتحضير للعيد، وهذه حكاية أخرى.
za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024