يوم على الحدود: الاشتباكات مستمرة
الحدود الشرقية لفلسطين التي تسيطر عليها إسرائيل
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
جميل ضبابات
في موازاة الاشتباك السياسي الكلامي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي... يخوض جيش الدولة المحتلة حربا على جبهة أخرى.
إنها جبهة الحدود الشرقية.
وتفصل عشرات الأمتار بين السياج الشائك الأول، ومناطق زراعية جديدة داخل الأرض المحرمة على الفلسطينيين، ويجري الجيش تغيرات مستمرة في الأرض.
وتطرد قوات إسرائيلية تحرس المنطقة رعاة اجتازت مواشيهم السياج الأول والثاني والثالث. وقد تصل المواشي إذا غفلت عنها عين الجنود إلى حافة الشريعة، لكن ليس في هذا اليوم التموزي الحار.
عبر التلال المنحدرة نحو الشرق تتقاطع أصوات ونداءات ساخرة من الجيش، يطلقها مواطنون فلسطينيون يرعون مواشيهم قرب جسر أم عشيش الذي يفضي واديه الممتد إلى نهر الأردن على بعد مئات الأمتار.
وليس ثمة أي طير ينعق في المكان، وعلى طول نهار صيفي طويل، لا يمكن مشاهدة فلسطيني واحد يقترب من المنطقة بعيدا عن القرى الزراعية.
والرعاة يسخرون من حرس الحدود الذي لا يستطيع مراقبة قطيع من الابقار قطع السياج الشائك.
لكن على ارض الواقع ثمة سيارات عسكرية تروح وتجيء على طول طرق ترابية ملاصقة لاسيجة الكترونية مكهربة، تراقب بحذر كل شيء.
والاشتباكات الكلامية اليومية مستمرة في المنطقة بين حرس الحدود الاسرائيليين وبين الرعاة الفلسطينيين الذي يتركون احيانا مواشيهم تتحرك بحرية لتقطع الحدود نحو مناطق الزور المنخفضة لترعى وتشرب.
وقد يعتقل الجيش الرعاة لبعض الوقت، او يقوم مزارعون يهود استولوا على الارض بتسميم المواشي.
ويمنع على الفلسطينيين دخول مناطق الحدود على طولها من الشمال حتى الجنوب، منذ عام 1967. ويحجم الرعاة عن ذكر اسمائهم..خوفا.
واقفا على سفح تلة في وضح النهار يقول احدهم 'إن الجيش يمنعهم من التحرك في المنطقة'. وعلى بعد عشرات الامتار تظهر آليات عسكرية تطوي الارض وراءها، ويحجب الغبار المنبعث من الارض تحت العجلات الطريق.
ويراقب الاسرائيليون الحدود الاردنية الفلسطينية عبر ثكنات متطورة وقوات لحرس الحدود التي تعمل ليل نهار على مراقبة الاودية والطرقات الترابية.
ويقول رعاة كانوا يجلسون تحت احد الجسور، 'إن الجيش ايضا يحرس آليات تعمل على تغيير معالم الحدود. ويظهر عمال يبنون جدرانا في وسط المسافة بين نهر الاردن والسياج الشائك.
وغير مرة، أعلن رؤساء حكومات إسرائيل نيتهم تعزيز تلك السيطرة على هذه المنطقة الإستراتيجية التي تشكل 25% من مساحة الأرض الفلسطينية التي احتلت عام1967، في سياق الخطة الإسرائيلية الرسمية التي أُطلق عليها اسم 'تعزيز السيطرة على غور الأردن'.
كان الجيش قام عبر السنوات القليلة الماضية بتغيير معالم المنطقة جغرافيا، وطهرت مساحات واسعة من الاراضي المحرمة من الالغام وأعطتها لجمعيات استيطانية لزراعتها، لذلك يظهر على طول عشرات الكيلومترات من الحدود مناطق زراعية جديدة زرعت بالمحاصيل القشية والزراعية.
وبدأت منذ سنوات قليلة تظهر المزارع اليهودية على طول المنطقة التي تقع داخل الحدود والتي كانت قبل عام 1967 مزارع فلسطينية ترويها عشرات محطات ضخ المياه من نهر الاردن.
لكن اي فلسطيني اليوم لا يستطيع وصول المنطقة، فقد يتعرض لإطلاق نار او قد تدوس قدماه على لغم ارضي يثور فيه.
لكن قطعان مواشي للسكان الفلسطينيين تستطيع ان تصل الى حدود الاراضي التي طهرت من الالغام لرعي القش ولا يستطيع مالكوها اللحاق بها حتى ساعات المساء حتى تعود.
تحت ظلال الجسر الذي بني ابان الولاية الاردنية على الاراضي الفلسطينية يستطيع اربعة رعاة مراقبة الحدود ومواشيهم دون الاحتكاك بالجيش.
لا يمكن لمس الجدار الشائك او حتى الاقتراب منه، اذ ان مجسات الكترونية يمكن ان تستنفر كل جيش إسرائيل، لكن كيف تستطيع المواشي الوصول الى عمق الارض المحرمة.
عبر فتحات يمكن للإسرائيليين ايضا الدخول منها للوصول الى عين ماء كان الفلسطينيون يستغلونها قبل العام 1967 للزراعة، تسمى عين الساكوت.
من على قمة التلال يمكن مشاهدة الحدود بالعين المجردة، وعند التدقيق يمكان رؤية سيارات ومزارعين على الجانب الاردني يعملون في نهار صيفي حار.
فوق تلة تشرف على امتداد نهر الاردن يمكن لعبد ربه بني عودة، المقيم الوحيد في اقرب نقطة من الحدود ان يشرح ما جرى خلال السنوات الماضية، ويتحدث الرجل عن وضع سموم للمواشي داخل الاراضي المحرمة.
وطيلة العقود الاربعة والنصف الماضية خسر معظم مساحة الغور لصالح مستعمرات اسرائيلية، وعلى امتداد عشرات الكيلومترات زرع النخيل وبات مصدرا قويا لاقتصاد الكيبوتسات الزراعية التي تستغل الحدود التي يجري تغييرها.
لكن رغم الهدوء العسكري المستمر منذ ان اوقف الفدائيون هجماتهم عبر الحدود الشرقية، إلا ان اشتباكا بدون صدى ما يزال مستمر على الحدود.
قد يقض حمار عبر الحدود مضاجع القوات الاسرائيلية المتواجدة على طول منطقة الزور اذا ما قطع السياج عبر احدى فتحاته.' انهم اغبياء. هذه حدود قاتلة لكن البقر لا يعرف الحدود' قال احد الرعاة في المنطقة.
haجميل ضبابات
في موازاة الاشتباك السياسي الكلامي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي... يخوض جيش الدولة المحتلة حربا على جبهة أخرى.
إنها جبهة الحدود الشرقية.
وتفصل عشرات الأمتار بين السياج الشائك الأول، ومناطق زراعية جديدة داخل الأرض المحرمة على الفلسطينيين، ويجري الجيش تغيرات مستمرة في الأرض.
وتطرد قوات إسرائيلية تحرس المنطقة رعاة اجتازت مواشيهم السياج الأول والثاني والثالث. وقد تصل المواشي إذا غفلت عنها عين الجنود إلى حافة الشريعة، لكن ليس في هذا اليوم التموزي الحار.
عبر التلال المنحدرة نحو الشرق تتقاطع أصوات ونداءات ساخرة من الجيش، يطلقها مواطنون فلسطينيون يرعون مواشيهم قرب جسر أم عشيش الذي يفضي واديه الممتد إلى نهر الأردن على بعد مئات الأمتار.
وليس ثمة أي طير ينعق في المكان، وعلى طول نهار صيفي طويل، لا يمكن مشاهدة فلسطيني واحد يقترب من المنطقة بعيدا عن القرى الزراعية.
والرعاة يسخرون من حرس الحدود الذي لا يستطيع مراقبة قطيع من الابقار قطع السياج الشائك.
لكن على ارض الواقع ثمة سيارات عسكرية تروح وتجيء على طول طرق ترابية ملاصقة لاسيجة الكترونية مكهربة، تراقب بحذر كل شيء.
والاشتباكات الكلامية اليومية مستمرة في المنطقة بين حرس الحدود الاسرائيليين وبين الرعاة الفلسطينيين الذي يتركون احيانا مواشيهم تتحرك بحرية لتقطع الحدود نحو مناطق الزور المنخفضة لترعى وتشرب.
وقد يعتقل الجيش الرعاة لبعض الوقت، او يقوم مزارعون يهود استولوا على الارض بتسميم المواشي.
ويمنع على الفلسطينيين دخول مناطق الحدود على طولها من الشمال حتى الجنوب، منذ عام 1967. ويحجم الرعاة عن ذكر اسمائهم..خوفا.
واقفا على سفح تلة في وضح النهار يقول احدهم 'إن الجيش يمنعهم من التحرك في المنطقة'. وعلى بعد عشرات الامتار تظهر آليات عسكرية تطوي الارض وراءها، ويحجب الغبار المنبعث من الارض تحت العجلات الطريق.
ويراقب الاسرائيليون الحدود الاردنية الفلسطينية عبر ثكنات متطورة وقوات لحرس الحدود التي تعمل ليل نهار على مراقبة الاودية والطرقات الترابية.
ويقول رعاة كانوا يجلسون تحت احد الجسور، 'إن الجيش ايضا يحرس آليات تعمل على تغيير معالم الحدود. ويظهر عمال يبنون جدرانا في وسط المسافة بين نهر الاردن والسياج الشائك.
وغير مرة، أعلن رؤساء حكومات إسرائيل نيتهم تعزيز تلك السيطرة على هذه المنطقة الإستراتيجية التي تشكل 25% من مساحة الأرض الفلسطينية التي احتلت عام1967، في سياق الخطة الإسرائيلية الرسمية التي أُطلق عليها اسم 'تعزيز السيطرة على غور الأردن'.
كان الجيش قام عبر السنوات القليلة الماضية بتغيير معالم المنطقة جغرافيا، وطهرت مساحات واسعة من الاراضي المحرمة من الالغام وأعطتها لجمعيات استيطانية لزراعتها، لذلك يظهر على طول عشرات الكيلومترات من الحدود مناطق زراعية جديدة زرعت بالمحاصيل القشية والزراعية.
وبدأت منذ سنوات قليلة تظهر المزارع اليهودية على طول المنطقة التي تقع داخل الحدود والتي كانت قبل عام 1967 مزارع فلسطينية ترويها عشرات محطات ضخ المياه من نهر الاردن.
لكن اي فلسطيني اليوم لا يستطيع وصول المنطقة، فقد يتعرض لإطلاق نار او قد تدوس قدماه على لغم ارضي يثور فيه.
لكن قطعان مواشي للسكان الفلسطينيين تستطيع ان تصل الى حدود الاراضي التي طهرت من الالغام لرعي القش ولا يستطيع مالكوها اللحاق بها حتى ساعات المساء حتى تعود.
تحت ظلال الجسر الذي بني ابان الولاية الاردنية على الاراضي الفلسطينية يستطيع اربعة رعاة مراقبة الحدود ومواشيهم دون الاحتكاك بالجيش.
لا يمكن لمس الجدار الشائك او حتى الاقتراب منه، اذ ان مجسات الكترونية يمكن ان تستنفر كل جيش إسرائيل، لكن كيف تستطيع المواشي الوصول الى عمق الارض المحرمة.
عبر فتحات يمكن للإسرائيليين ايضا الدخول منها للوصول الى عين ماء كان الفلسطينيون يستغلونها قبل العام 1967 للزراعة، تسمى عين الساكوت.
من على قمة التلال يمكن مشاهدة الحدود بالعين المجردة، وعند التدقيق يمكان رؤية سيارات ومزارعين على الجانب الاردني يعملون في نهار صيفي حار.
فوق تلة تشرف على امتداد نهر الاردن يمكن لعبد ربه بني عودة، المقيم الوحيد في اقرب نقطة من الحدود ان يشرح ما جرى خلال السنوات الماضية، ويتحدث الرجل عن وضع سموم للمواشي داخل الاراضي المحرمة.
وطيلة العقود الاربعة والنصف الماضية خسر معظم مساحة الغور لصالح مستعمرات اسرائيلية، وعلى امتداد عشرات الكيلومترات زرع النخيل وبات مصدرا قويا لاقتصاد الكيبوتسات الزراعية التي تستغل الحدود التي يجري تغييرها.
لكن رغم الهدوء العسكري المستمر منذ ان اوقف الفدائيون هجماتهم عبر الحدود الشرقية، إلا ان اشتباكا بدون صدى ما يزال مستمر على الحدود.
قد يقض حمار عبر الحدود مضاجع القوات الاسرائيلية المتواجدة على طول منطقة الزور اذا ما قطع السياج عبر احدى فتحاته.' انهم اغبياء. هذه حدود قاتلة لكن البقر لا يعرف الحدود' قال احد الرعاة في المنطقة.