السنغال تصاهر غزة بعثمان بعد الهند وتركيا
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
غزة - مها شهوان
أخيرا بعد سنتين من الانتظار اكتمل حلم الشاب السنغالي عثمان -30 عاما- بالدخول إلى قطاع غزة للاقتران بياسمين سنونو -27 عاما- التي تعرف عليها خلال دراستهما في أمريكا.
وكان عثمان قد استغل حضور ذوي الفتاة حفل تخرجها لطلب يدها لكن موافقة العائلة على الطلب رهن بالقدوم إلى قطاع غزة وتقديم المهر.
ورغم صعوبة المهمة فإن الشاب السنغالي لم ييأس فأصر حتى تحقق الحلم أخيرا ودخل القطاع.
***** قضيتها جذبته
داخل مطبخ عائلة سنونو، استقبل عثمان "الرسالة" وهو يعد أطباقا تميزت بمذاقها الحار، ويقول بلغته الإنجليزية مازحا: "الأكل الفلسطيني الذي كانت تعده لنا وتدعونا إلى تناوله جعلني أسارع بطلب يدها من عائلتها".
وبعدما جهز الطعام راح يروي قصة إعجابه بياسمين وإصراره على الارتباط بها، قائلا: "أصررت على الزواج بها لأنها ملتزمة ومثقفة وابنة قضية".
ويستذكر اللحظة الأولى التي عرض فيها الزواج على عائلتها قائلا بابتسامته الخجولة: "رغم أنهم أخبروني بصعوبة دخولي غزة وطلبها رسميا فإنني لم أكن أتوقع رد فعل عائلتها الإيجابية على طلبي".
ونوه إلى أنه لم يستسلم للواقع، وحاول طوال العامين إجراء التنسيق لدخول غزة حتى تمكن من الوصول والتقدم رسميا إلى ياسمين ودفع المهر كعادة الغزيين.
الشاب السنغالي عثمان يجمع الشرق والغرب، فهو يحفظ القرآن الكريم ومتضامن مع القضية الفلسطينية.
في حين ذلك، ذكرت ياسمين التي كانت تنصت لقول عثمان أنها لم تكترث لتعليقات الآخرين على ارتباطها بشاب سنغالي، مشيرة إلى أنها تقدر رد فعلهم "لأن ذلك غير مقبول في ثقافة المجتمع الغزي".
وتقول: "لم أتوقع يوما الارتباط برجل ليس من لوني، ولكن تغيرت مفاهيمي حين درست في أمريكا فقد تيقنت أنه لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى".
وحول اختلاف العادات والتقاليد بينهما، تقول بكلمات تدل على قناعتها بالارتباط: "كلانا لا يتبع عادات بلده اتباعا كاملا رغم احترامنا لها، ولكننا رسمنا أفكارنا معا بما يسمح به الإسلام"، متابعة: "ما يدل على احترامه عاداتي حضوره إلى غزة والتقدم رسميا إلى عائلتي وتقديم المهر كبقية الفتيات الفلسطينية".
انتقادات كثيرة تعرضت لها الغزيات لاقترانهن بشباب أجانب بحجة ابتعادهن عن قضيتهن الفلسطينية، وردا على ذلك علقت ياسمين: "اقتراني بشاب أجنبي يخدم قضيتي ويثبت للعالم أننا شعب نحب السلام والاندماج مع الآخرين"، مضيفة: "وجودي في الخارج يعرف العالم بقضيتي، فحين درست في أمريكا كنت أتطرق إلى الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون".
وتعتبر سنونو أن ارتباط الفتيات الغزيات بالأجانب لا يقلل قيمة الشباب الفلسطينيين، "لكن لكل شخص نصيب".
وخلال الحديث مع عثمان وخطيبته الغزية ياسمين لم يكن هناك غرابة في التعامل بينهما، فقد كان يخيم على أجواء اللقاء الجو الفكاهي والمزاح ليثبتا للجميع أنه العقول والقلوب إذا اتفقت فلا يوجد عوائق بينهما.
******** فلسطين ووطن
وإلى حالة ارتباط أخرى أثارت الرأي العام الشهر الماضي للناشطة الغزية مفاز يوسف -23 عاما- حين قررت الارتباط بشاب هندي تعرفت عليه خلال تواصلها معه عبر الإنترنت وإرسال أخبار عن غزة له لنشرها في بلده بناء على أنه متضامن وجاء لزيارة القطاع.
"الرسالة" التقت العروس مفاز للحديث عن تجربتها، فقالت: "لم أجازف في ارتباطي بشاب هندي، فقد استخرت ربي واستشرت أهلي وسألوا عنه كما تجري العادة في بلدي"، منوهة إلى أنه طلب يدها رسميا ودفع المهر وفق العادات الغزية.
وبينت أنها شعرت بالخوف في البداية، "لكنها شعرت بالراحة بعد الجلوس معه"، معتبرة إياه الشخص الذي كانت تحلم فيه، "فهو ملتزم دينيا ومتعلم ويهتم بقضيتنا الفلسطينية".
وأكدت مفاز أنها وزوجها سيحافظان على القضية بالموافقة على منح أبنائهما الجنسية الفلسطينية لا الهندية، وكذلك تسمية ذويه بـ"فلسطين ووطن".
وفيما يتعلق بالعادات والتقاليد، ذكرت أنها تتحدث مع عائلة خطيبها يوميا وترى عبر كاميرا الويب طريقة حياتهم وكيف يتعاملون مع بعضهم بعضا ما يريحها كثيرا بالإضافة إلى أن خطيبها أحضر لها فيديوهات لترى عاداتهم في الأفراح، موضحة أن 70% من العادات الهندية تشبه الفلسطينية، "وذلك يرجع إلى ديانة الإسلام التي يسيرون عليها".
يذكر أن الشابة مفاز سبقتها قبل عام شقيقتها إشراق بالزواج بشاب تركي جاء وعائلته إلى غزة وتقدم إليها بطريقة تقليدية.
ياسمين ومفاز وإشراق وغيرهن ممن سبق لهن الاقتران بأجانب لن تكون قصصهن الحالات الأخيرة بل يبدو أن غزة ستواصل مصاهرتها العالم المسلم لتثبت أنها تستطيع التعايش مع الآخرين بسلام بعيدا عن الصورة التي رسمها الاحتلال عنها.
zaغزة - مها شهوان
أخيرا بعد سنتين من الانتظار اكتمل حلم الشاب السنغالي عثمان -30 عاما- بالدخول إلى قطاع غزة للاقتران بياسمين سنونو -27 عاما- التي تعرف عليها خلال دراستهما في أمريكا.
وكان عثمان قد استغل حضور ذوي الفتاة حفل تخرجها لطلب يدها لكن موافقة العائلة على الطلب رهن بالقدوم إلى قطاع غزة وتقديم المهر.
ورغم صعوبة المهمة فإن الشاب السنغالي لم ييأس فأصر حتى تحقق الحلم أخيرا ودخل القطاع.
***** قضيتها جذبته
داخل مطبخ عائلة سنونو، استقبل عثمان "الرسالة" وهو يعد أطباقا تميزت بمذاقها الحار، ويقول بلغته الإنجليزية مازحا: "الأكل الفلسطيني الذي كانت تعده لنا وتدعونا إلى تناوله جعلني أسارع بطلب يدها من عائلتها".
وبعدما جهز الطعام راح يروي قصة إعجابه بياسمين وإصراره على الارتباط بها، قائلا: "أصررت على الزواج بها لأنها ملتزمة ومثقفة وابنة قضية".
ويستذكر اللحظة الأولى التي عرض فيها الزواج على عائلتها قائلا بابتسامته الخجولة: "رغم أنهم أخبروني بصعوبة دخولي غزة وطلبها رسميا فإنني لم أكن أتوقع رد فعل عائلتها الإيجابية على طلبي".
ونوه إلى أنه لم يستسلم للواقع، وحاول طوال العامين إجراء التنسيق لدخول غزة حتى تمكن من الوصول والتقدم رسميا إلى ياسمين ودفع المهر كعادة الغزيين.
الشاب السنغالي عثمان يجمع الشرق والغرب، فهو يحفظ القرآن الكريم ومتضامن مع القضية الفلسطينية.
في حين ذلك، ذكرت ياسمين التي كانت تنصت لقول عثمان أنها لم تكترث لتعليقات الآخرين على ارتباطها بشاب سنغالي، مشيرة إلى أنها تقدر رد فعلهم "لأن ذلك غير مقبول في ثقافة المجتمع الغزي".
وتقول: "لم أتوقع يوما الارتباط برجل ليس من لوني، ولكن تغيرت مفاهيمي حين درست في أمريكا فقد تيقنت أنه لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى".
وحول اختلاف العادات والتقاليد بينهما، تقول بكلمات تدل على قناعتها بالارتباط: "كلانا لا يتبع عادات بلده اتباعا كاملا رغم احترامنا لها، ولكننا رسمنا أفكارنا معا بما يسمح به الإسلام"، متابعة: "ما يدل على احترامه عاداتي حضوره إلى غزة والتقدم رسميا إلى عائلتي وتقديم المهر كبقية الفتيات الفلسطينية".
انتقادات كثيرة تعرضت لها الغزيات لاقترانهن بشباب أجانب بحجة ابتعادهن عن قضيتهن الفلسطينية، وردا على ذلك علقت ياسمين: "اقتراني بشاب أجنبي يخدم قضيتي ويثبت للعالم أننا شعب نحب السلام والاندماج مع الآخرين"، مضيفة: "وجودي في الخارج يعرف العالم بقضيتي، فحين درست في أمريكا كنت أتطرق إلى الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون".
وتعتبر سنونو أن ارتباط الفتيات الغزيات بالأجانب لا يقلل قيمة الشباب الفلسطينيين، "لكن لكل شخص نصيب".
وخلال الحديث مع عثمان وخطيبته الغزية ياسمين لم يكن هناك غرابة في التعامل بينهما، فقد كان يخيم على أجواء اللقاء الجو الفكاهي والمزاح ليثبتا للجميع أنه العقول والقلوب إذا اتفقت فلا يوجد عوائق بينهما.
******** فلسطين ووطن
وإلى حالة ارتباط أخرى أثارت الرأي العام الشهر الماضي للناشطة الغزية مفاز يوسف -23 عاما- حين قررت الارتباط بشاب هندي تعرفت عليه خلال تواصلها معه عبر الإنترنت وإرسال أخبار عن غزة له لنشرها في بلده بناء على أنه متضامن وجاء لزيارة القطاع.
"الرسالة" التقت العروس مفاز للحديث عن تجربتها، فقالت: "لم أجازف في ارتباطي بشاب هندي، فقد استخرت ربي واستشرت أهلي وسألوا عنه كما تجري العادة في بلدي"، منوهة إلى أنه طلب يدها رسميا ودفع المهر وفق العادات الغزية.
وبينت أنها شعرت بالخوف في البداية، "لكنها شعرت بالراحة بعد الجلوس معه"، معتبرة إياه الشخص الذي كانت تحلم فيه، "فهو ملتزم دينيا ومتعلم ويهتم بقضيتنا الفلسطينية".
وأكدت مفاز أنها وزوجها سيحافظان على القضية بالموافقة على منح أبنائهما الجنسية الفلسطينية لا الهندية، وكذلك تسمية ذويه بـ"فلسطين ووطن".
وفيما يتعلق بالعادات والتقاليد، ذكرت أنها تتحدث مع عائلة خطيبها يوميا وترى عبر كاميرا الويب طريقة حياتهم وكيف يتعاملون مع بعضهم بعضا ما يريحها كثيرا بالإضافة إلى أن خطيبها أحضر لها فيديوهات لترى عاداتهم في الأفراح، موضحة أن 70% من العادات الهندية تشبه الفلسطينية، "وذلك يرجع إلى ديانة الإسلام التي يسيرون عليها".
يذكر أن الشابة مفاز سبقتها قبل عام شقيقتها إشراق بالزواج بشاب تركي جاء وعائلته إلى غزة وتقدم إليها بطريقة تقليدية.
ياسمين ومفاز وإشراق وغيرهن ممن سبق لهن الاقتران بأجانب لن تكون قصصهن الحالات الأخيرة بل يبدو أن غزة ستواصل مصاهرتها العالم المسلم لتثبت أنها تستطيع التعايش مع الآخرين بسلام بعيدا عن الصورة التي رسمها الاحتلال عنها.