من منفاه في ايرلندا المبعد جهاد جعارة يشارك عائلته فرحة زفاف شقيقه بلال في مخيم العروب
جنين – تقرير علي سمودي
اصر المبعد جهاد يوسف خليل جعارة من منفاه القسري في ايرلنداعلى مشاركة عائلته فرحتها بزفاف شقيقه بلال في مخيم العروب ، لنؤكد كما قال في اتصاله الهاتفي مع العريس " ان ارادة الحياة اقوى من الموت والنفي والابعاد ، وان افراحنا ستستمر لتمسح عذابات الايام والم الفراق ونؤكد ان ارواحنا لم ولن تغادر الوطن الذي سنعود اليه مهما طال الزمن ".
اثار الابعاد
فمع استمرار ماساة ابعاد جهاد الناطق باسم مبعدي كنيسة المهد في اوروبا الذي دخل ورفاقه المبعدين عامهم العاشر في المنافي والغربة ، استمرت عائلة جعارة بتاجيل حفل زفاف بلال لمرات عديدة كما يقول شقيقه ماهر " على امل ان نحتفل بعودة اخي جهاد ليكون فرحنا فرحين ، فالابعاد سبب لنا جميعا معاناة قاسية خاصة في ظل الظروف الماساوية التي رافقت المبعدين وتحديدا اخي جهاد الذي استمر الاحتلال باستهدافه وتعرض لمحاولات اغتيال ، فلم يعد للفرح في حياتنا وجود او معنى ".
حياة مؤلمة
ورغم محاولات العائلة خلق اجواء الفرح بنصب صور جهاد على منصة العرس ، وتمثيل نجله له ، فان صور الالم لم ترافقها ، ويقول ماهر " مهما حاولنا ان نتجاوز الصور المؤلمة فانها تفرض نفسها لانها جزء من حياتنا التي اصبحت اكثر الما وحزنا مع استمرار ابعاد جهاد وتوالي الشدائد والاحزان ، فليس جهاد وحده الغائب عنا بل امي الحاجة خضرة التي مرضت من شدة حزنها وبكاءها على جهاد ،ورحلت عام 2003 وهي تردد اسمه وتتمنى وداعه وعناقه ولكن الاحتلال الذي كان يستهدفه عاقبه بحرمانه حتى من القاء نظرة الوداع الاخيرة والمشاركة في تشييع جثمانها ".
وبينما كانت عائلة جعارة وخاصة جهاد في منفاه يعيشون الم وصدمة رحيل الوالدة ، يقول ماهر " حلت علينا نكسة اكبر ، فقد اشتد مرض ابي لان كل جهوده للحصول على موافقة لزيارة نجله باءت بالفشل ، فالاحتلال لم يكتفي بابعاد اخي بل زيارته كانت ممنوعه حتى من السلطات الايرلندية ، ورحل والدي عام 2005 وهو يردد اسمه جهاد الذي كانت صدمته كبيرة برحيل والديه دون ان يتمكن من القاء نظرة الوداع الاخيرة عليهما فهو حتى لم يراهما خلال فترة ابعاده ".
ورغم توافد الاهل والاحبة لمشاركة عائلة جعارة افراحها المحدودة ومحاولة الاصدقاء التخفيف من حزنها لغياب جهاد ، انسابت الدموع من عيني ماهر ونجل شقيقه جهاد يعتلي المنصة ليقدم لعمه هدية ونقوط والده المبعد ، وقال " انها اقسى لحظة في حياتي رغم فرحنا بوجود نجل اخي ، ولكن لم اتمالك نفسي عندما شاهدت الاهل والاحبة والاصدقاء بينما يغيب ابي وامي واخي عنا ، والاشد مرارة انه خلال ابعاد جهاد ابضا وقبل 3 سنوات اصيب شقيقي محمد بانتكاسة صحية وخلال تلقيه العلاج في الاردن ورغم دخوله مرحلة الخطر رفضت السلطات الايرلندية منح جهاد تصريح لزيارته وتوفي دون وداعه، لتتحول كل لحظة في ابعاده لمعاناة قاسية ومؤثرة فتحت في قلوبنا جراح لن تندمل ما دام جهاد مبعدا ويفرض عليه العقوبة القسوى لانه احب وطنه وضحى لاجله".
فرحة منقوصة
وبحزن والم ، تابع ماهر حديثه " لم نشعر بالفرحة طوال ساعات العرس ، ولكن نحن مجبرون على تكريم الضيوف وحياتنا ستستمر رغم ذلك، وحاولنا ان نمنح العريس بلال جزء من الفرحة في ظل الماساة التي تمر بها العائلة فالالام كبيرة وهي من العيار الكبير ،ولكن نحن سنبقى اقوى من كل الالام من اجل الصمود والثبات والبقاء على هذه الارض واستمرار الحياة وكلنا امل بعودة اخي ورفاقه.
لحظة مؤثرة
اما العريس بلال فكان الاكثر تاثرا والما في اللحظة الاجمل لمن يحتفل بزفافه مثله ، وقال" كان قلبي يبكي بحسرة والم وانتابني حزن شديد خلال اللحظات التي صعد فيه ابن اخي جهاد جعارة للمنصة لتقديم النقوط نيابة عن والده المبعد ولكي يوصل رسالة والده لي ومشاركته الفرحة بزواجي رغم فقدانه لابيه المبعد" .
عانق الابن المشتاق لوالده عمه العريس بحرارة ، وهنأه نيابه عن والده وهو يحدق في صورته التي عرضت ولجانبها صورة ابناء عمه الشهيد على منير يوسف جعارة والاسير وفراس محمد جعارة المحكوم بالسجن 25 عاما ، واضاف العريس "الاحتلال غيبهم عنا وحرمنا منهم ، ورغم البعد والفراق نحن اوجدناهم واحضرناهم واشركناهم عبر الصور لعدم تمكنهم من التواجد معنا ورغم كل الظروف اوجدناهم بالصورة ، وهم كانوا حاضرين و شاركونا الفرحة التي لن تكتمل الا بعود جهاد وكل المبعدين وتحرير الاسرى ".
عقوبات اخرى
ومنذ ابعاد جهاد ، لم تتوقف قوات الاحتلال عن عقابه واستهدافه ، وتقول زوجته " تعرض لعدة محاولات اغتيال ونجا من الموت باعجوبة ، ولكن المؤلم ان تستمر معاناة الابعاد دون تحديد موعد لعودتهم ، بينما لا زالت سلطات الاحتلال ترفض السماح لنا بزيارته في منفاه "، واضافت قدم جهاد عشرات الطليات للحصول على فيزا لنا لزيارته في ايرلندا سواء انا او ابناءه ولكن السلطات الايرلندية ترفض ذلك بشدة ، كما ولا تسمح له حتى بالسفر لاي بلد اخر لنتمكن من زيارته فقد مرت 10 سنوات ونحن محرومين منه وابناءه اليوم كبروا وهم بشوق لوالدهم قصي يبلغ (12 عاما ) وعدي (11 عاما ) ومحمد (10 سنوات ) وصامد (9سنوات ) ، وحاولنا بكل السبل الحصول على موافقة على الاقل لزيارة ابنائي لكن دون جدوى لذلك نناشد الرئيس محمود عباس وضع قضية المبعدين على راس سلم الاولويات ، وتكثيف الجهود لعودتهم للوطن لان استمرار ابعادهم يشكل كارثة كبيرة لنا ولهم ، فاذا كانت عودتهم ممنوعه وزيارتهم ممنوعه فماذا نعمل لاغلاق هذا الملف ".
وشارك ماهر ام قصي صرختها ، وقال نامل ان تنتهي هذه الماساة باسرع وقت ممكن ليجتمع شملنا من جديد ".
نفس الامل ، تحدث عنه المبعد جهاد في اتصاله الهاتفي مع شقيقه العريس بلال ، الذي تمنى له السعادة، وقال له" افرح وكن سعيدا ولاتقلق واننا سنعود ان شاء الله قريبا لاحتضنك في مخيمنا عن قريب ، فلن نتخلى عن العودة التي هي املنا وحياتنا ".
المبعد في سطور
ويعتبر جعارة من ابرزمؤسسي وقادة كتائب شهداء الاقصى ، وولد في في مخيم العروب قضاء الخليل في 31/5/1971 ، و اعتقل وهو في سن 13 عاما في الانتفاضة الاولى ، وبعد الثانوية حصل على دبلوم تربية وعلم نفس في معهد الطيرة ، ثم عمل في بيت الشرق في القدس ، حتى دخول السلطة الوطنية والتحق بجهاز الامن الوقائي في اريحا.
بدات قوات الاحتلال بملاحقته عقب اندلاع انتفاضة الاقصى بتهمة تاسيس وقيادة الكتائب في بيت لحم ونجا من عدة محاولات اغتيال وخلال الهجوم على بيت لحم اصيب جهاد بعيار ناري في ساقة ، وبعد صمود اسطوري في بيت لحم في نيسان عام 2002 ، ابعدته سلطات الاحتلال في 10-5 من العام نفسه مع 39 مبعدا لغزة واوروبا
اصر المبعد جهاد يوسف خليل جعارة من منفاه القسري في ايرلنداعلى مشاركة عائلته فرحتها بزفاف شقيقه بلال في مخيم العروب ، لنؤكد كما قال في اتصاله الهاتفي مع العريس " ان ارادة الحياة اقوى من الموت والنفي والابعاد ، وان افراحنا ستستمر لتمسح عذابات الايام والم الفراق ونؤكد ان ارواحنا لم ولن تغادر الوطن الذي سنعود اليه مهما طال الزمن ".
اثار الابعاد
فمع استمرار ماساة ابعاد جهاد الناطق باسم مبعدي كنيسة المهد في اوروبا الذي دخل ورفاقه المبعدين عامهم العاشر في المنافي والغربة ، استمرت عائلة جعارة بتاجيل حفل زفاف بلال لمرات عديدة كما يقول شقيقه ماهر " على امل ان نحتفل بعودة اخي جهاد ليكون فرحنا فرحين ، فالابعاد سبب لنا جميعا معاناة قاسية خاصة في ظل الظروف الماساوية التي رافقت المبعدين وتحديدا اخي جهاد الذي استمر الاحتلال باستهدافه وتعرض لمحاولات اغتيال ، فلم يعد للفرح في حياتنا وجود او معنى ".
حياة مؤلمة
ورغم محاولات العائلة خلق اجواء الفرح بنصب صور جهاد على منصة العرس ، وتمثيل نجله له ، فان صور الالم لم ترافقها ، ويقول ماهر " مهما حاولنا ان نتجاوز الصور المؤلمة فانها تفرض نفسها لانها جزء من حياتنا التي اصبحت اكثر الما وحزنا مع استمرار ابعاد جهاد وتوالي الشدائد والاحزان ، فليس جهاد وحده الغائب عنا بل امي الحاجة خضرة التي مرضت من شدة حزنها وبكاءها على جهاد ،ورحلت عام 2003 وهي تردد اسمه وتتمنى وداعه وعناقه ولكن الاحتلال الذي كان يستهدفه عاقبه بحرمانه حتى من القاء نظرة الوداع الاخيرة والمشاركة في تشييع جثمانها ".
وبينما كانت عائلة جعارة وخاصة جهاد في منفاه يعيشون الم وصدمة رحيل الوالدة ، يقول ماهر " حلت علينا نكسة اكبر ، فقد اشتد مرض ابي لان كل جهوده للحصول على موافقة لزيارة نجله باءت بالفشل ، فالاحتلال لم يكتفي بابعاد اخي بل زيارته كانت ممنوعه حتى من السلطات الايرلندية ، ورحل والدي عام 2005 وهو يردد اسمه جهاد الذي كانت صدمته كبيرة برحيل والديه دون ان يتمكن من القاء نظرة الوداع الاخيرة عليهما فهو حتى لم يراهما خلال فترة ابعاده ".
ورغم توافد الاهل والاحبة لمشاركة عائلة جعارة افراحها المحدودة ومحاولة الاصدقاء التخفيف من حزنها لغياب جهاد ، انسابت الدموع من عيني ماهر ونجل شقيقه جهاد يعتلي المنصة ليقدم لعمه هدية ونقوط والده المبعد ، وقال " انها اقسى لحظة في حياتي رغم فرحنا بوجود نجل اخي ، ولكن لم اتمالك نفسي عندما شاهدت الاهل والاحبة والاصدقاء بينما يغيب ابي وامي واخي عنا ، والاشد مرارة انه خلال ابعاد جهاد ابضا وقبل 3 سنوات اصيب شقيقي محمد بانتكاسة صحية وخلال تلقيه العلاج في الاردن ورغم دخوله مرحلة الخطر رفضت السلطات الايرلندية منح جهاد تصريح لزيارته وتوفي دون وداعه، لتتحول كل لحظة في ابعاده لمعاناة قاسية ومؤثرة فتحت في قلوبنا جراح لن تندمل ما دام جهاد مبعدا ويفرض عليه العقوبة القسوى لانه احب وطنه وضحى لاجله".
فرحة منقوصة
وبحزن والم ، تابع ماهر حديثه " لم نشعر بالفرحة طوال ساعات العرس ، ولكن نحن مجبرون على تكريم الضيوف وحياتنا ستستمر رغم ذلك، وحاولنا ان نمنح العريس بلال جزء من الفرحة في ظل الماساة التي تمر بها العائلة فالالام كبيرة وهي من العيار الكبير ،ولكن نحن سنبقى اقوى من كل الالام من اجل الصمود والثبات والبقاء على هذه الارض واستمرار الحياة وكلنا امل بعودة اخي ورفاقه.
لحظة مؤثرة
اما العريس بلال فكان الاكثر تاثرا والما في اللحظة الاجمل لمن يحتفل بزفافه مثله ، وقال" كان قلبي يبكي بحسرة والم وانتابني حزن شديد خلال اللحظات التي صعد فيه ابن اخي جهاد جعارة للمنصة لتقديم النقوط نيابة عن والده المبعد ولكي يوصل رسالة والده لي ومشاركته الفرحة بزواجي رغم فقدانه لابيه المبعد" .
عانق الابن المشتاق لوالده عمه العريس بحرارة ، وهنأه نيابه عن والده وهو يحدق في صورته التي عرضت ولجانبها صورة ابناء عمه الشهيد على منير يوسف جعارة والاسير وفراس محمد جعارة المحكوم بالسجن 25 عاما ، واضاف العريس "الاحتلال غيبهم عنا وحرمنا منهم ، ورغم البعد والفراق نحن اوجدناهم واحضرناهم واشركناهم عبر الصور لعدم تمكنهم من التواجد معنا ورغم كل الظروف اوجدناهم بالصورة ، وهم كانوا حاضرين و شاركونا الفرحة التي لن تكتمل الا بعود جهاد وكل المبعدين وتحرير الاسرى ".
عقوبات اخرى
ومنذ ابعاد جهاد ، لم تتوقف قوات الاحتلال عن عقابه واستهدافه ، وتقول زوجته " تعرض لعدة محاولات اغتيال ونجا من الموت باعجوبة ، ولكن المؤلم ان تستمر معاناة الابعاد دون تحديد موعد لعودتهم ، بينما لا زالت سلطات الاحتلال ترفض السماح لنا بزيارته في منفاه "، واضافت قدم جهاد عشرات الطليات للحصول على فيزا لنا لزيارته في ايرلندا سواء انا او ابناءه ولكن السلطات الايرلندية ترفض ذلك بشدة ، كما ولا تسمح له حتى بالسفر لاي بلد اخر لنتمكن من زيارته فقد مرت 10 سنوات ونحن محرومين منه وابناءه اليوم كبروا وهم بشوق لوالدهم قصي يبلغ (12 عاما ) وعدي (11 عاما ) ومحمد (10 سنوات ) وصامد (9سنوات ) ، وحاولنا بكل السبل الحصول على موافقة على الاقل لزيارة ابنائي لكن دون جدوى لذلك نناشد الرئيس محمود عباس وضع قضية المبعدين على راس سلم الاولويات ، وتكثيف الجهود لعودتهم للوطن لان استمرار ابعادهم يشكل كارثة كبيرة لنا ولهم ، فاذا كانت عودتهم ممنوعه وزيارتهم ممنوعه فماذا نعمل لاغلاق هذا الملف ".
وشارك ماهر ام قصي صرختها ، وقال نامل ان تنتهي هذه الماساة باسرع وقت ممكن ليجتمع شملنا من جديد ".
نفس الامل ، تحدث عنه المبعد جهاد في اتصاله الهاتفي مع شقيقه العريس بلال ، الذي تمنى له السعادة، وقال له" افرح وكن سعيدا ولاتقلق واننا سنعود ان شاء الله قريبا لاحتضنك في مخيمنا عن قريب ، فلن نتخلى عن العودة التي هي املنا وحياتنا ".
المبعد في سطور
ويعتبر جعارة من ابرزمؤسسي وقادة كتائب شهداء الاقصى ، وولد في في مخيم العروب قضاء الخليل في 31/5/1971 ، و اعتقل وهو في سن 13 عاما في الانتفاضة الاولى ، وبعد الثانوية حصل على دبلوم تربية وعلم نفس في معهد الطيرة ، ثم عمل في بيت الشرق في القدس ، حتى دخول السلطة الوطنية والتحق بجهاز الامن الوقائي في اريحا.
بدات قوات الاحتلال بملاحقته عقب اندلاع انتفاضة الاقصى بتهمة تاسيس وقيادة الكتائب في بيت لحم ونجا من عدة محاولات اغتيال وخلال الهجوم على بيت لحم اصيب جهاد بعيار ناري في ساقة ، وبعد صمود اسطوري في بيت لحم في نيسان عام 2002 ، ابعدته سلطات الاحتلال في 10-5 من العام نفسه مع 39 مبعدا لغزة واوروبا