ارتفاع عدد الوافدين إلى الأقصى رغم إجراءات الاحتلال
وفا- راسم عبد الواحد
لوحظ خلال الأيام القليلة الماضية ارتفاع كبير على أعداد الوافدين إلى المسجد الأقصى من مختلف أنحاء مدينة القدس المحتلة وداخل أراضي عام 48، وارتفاع عدد المعتكفين ليلا في المسجد والمشاركة في الصلوات الخمس والتراويح.
وعلل أحد حراس المسجد سبب ذلك لفضل العشرة الأواخر من شهر رمضان، بالإضافة إلى ما يشعر به المواطن الفلسطيني من "استفزاز لمشاعره وانتهاك لحرمة مسجده وتدنيسه من يهود متطرفين الذين باتوا يقتحمونه يوميا باستثناء يومي الجمعة والسبت".
وقال المواطن المقدسي محمد خطيب إنه وأسرته يحرصون على التواجد في المسجد طوال ساعات النهار، وإن حرصهم نابع من واجب فرضته الظروف التي تحاول خلقها سلطات الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة من خلال الاقتحامات المتكررة في محاولة لفرض واقع جديد في المسجد.
وينشغل الوافدون إلى المسجد الأقصى في عباداتهم وتلاوة القرآن الكريم وأداء الصلوات المختلفة والنوافل والاستماع إلى دروس الوعظ والإرشاد والمشاركة في حلقات العلم المنتشرة في المسجد المبارك، فضلا عن المشاركة في وجبات الإفطار الجماعية المنتشرة في باحات المسجد الأقصى من قبل مختلف المؤسسات والجمعيات الخيرية، وأداء صلوات التراويح في رحاب الأقصى المبارك.
وانعكست الأعداد الكبيرة من الوافدين على الأسواق التاريخية في القدس القديمة وأدت إلى انتعاشها بعد إحباط التجار من الركود وضعف حالتي التسوق والشراء.
كما انعكس الأمر على نشر المزيد من عناصر جنود وشرطة الاحتلال في المدينة المقدسة وخاصة في بلدتها القديمة ومحيطها وتسيير المزيد من الدوريات، ونصب أعداد أضافية من الحواجز الطيارة والفجائية في الشوارع ومحاور الطرقات.
ويستعد المسلمون، خاصة في القدس والداخل الفلسطيني، إلى أوسع مشاركة في إحياء ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان الفضيل والتي يُرجح أنها ليلة القدر، وكذلك إلى أكبر مشاركة في صلاة الجمعة "اليتيمة" بعدما حرمت قوات الاحتلال عشرات الآلاف منهم الجمعة الماضية من الصلاة في الأقصى بعد تحديد أعمار المصلين والسماح فقط لمن تزيد أعمارهم عن الخمسين عاما من حملة هوية الاحتلال في القدس والداخل من دخول القدس القديمة والصلاة في الأقصى.
وحذرت قيادات فلسطينية مقدسية سلطات الاحتلال من مغبة الإقدام على أي خطوة استفزازية لتحديد أعمار المصلين في الجمعة "اليتيمة"، ودعت المواطنين إلى الزحف نحو المسجد الأقصى منذ ساعات الفجر الأولى وتحدّي حواجز الاحتلال واستثمار ما تبقى من الشهر الفضيل في زيادة التعبد والدعاء وتلاوة القرآن.
من جانبها، أكدت الأوقاف الإسلامية بأنها استكملت استعداداتها لاستقبال عشرات الآلاف من المواطنين ليلة السابع والعشرين ويوم الجمعة اليتيمة في شهر رمضان برحاب المسجد الأقصى، وأكدت جاهزية فرق الكشافة والإسعاف واللجان الطبية والصحية والتطوعية للتعامل مع الأعداد الكبيرة التي سيحتضنها المسجد الأقصى.