القطايف ..حلوى غير شعبية في بيت لحم!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
اسامة العيسة - في الأيام الأولى من شهر رمضان، اصطف مواطنون، في طوابير أمام محال بيع القطايف، الحلوى الرمضانية، التي لا يستغني عنها الصائمون، بسهولة، لكن الأمر اختلف الآن، حسب أقوال بعض أصحاب هذه المحال.
أحد التجار الذي استلم ما اشتراه من القطايف قال لـ "حياة وسوق": "في الواقع ان القطايف لم تعد حلوى شعبية، فإعداد الكيلو منها يُكلف نحو خمسين شيقلا، واذا كان المواطن العادي يستطيع ان يشتريها، فان ذلك لا يكون يوميا".
وحسب هذا التاجر فان تكلفة إعداد كيلو من القطايف كما يلي: 10 شواقل ثمن كيلو القطايف، و15 شيقلا ثمن أوقية جوز، و13 شيقلا أوقية جبنة، و5 شواقل مبروش جوز هند، و3 شواقل قرفة، و5 شواقل ثمن كيلو سكر لصنع القطر، بالإضافة إلى السمنة وغاز الطهي.
واضاف التاجر: "الكنافة الآن تعتبر أرخص من القطايف، بالنسبة لرب عائلة من خمسة أو ستة أفراد، فثمن كيلو الكنافة 36 شيقلا".
وقال مواطن يعمل في أحد المصانع، ان يوميته 40 شيقلا، وانها لا تكفيه لصنع كيلو قطايف، مشيرا الى ان القطايف بالنسبة له، هي "شهوة" لو أكلها مرة واحدة في رمضان، فهذا يكفيه. ويطالب ياسر الجواريش، الذي يعمل حارسا، جهات الاختصاص، باتخاذ إجراءات لإعادة الطابع الشعبي، كما يصفه، للقطايف. ويقول: "القطايف معروفة بأنها حلوى شعبية، مهمة للصائمين في رمضان، وعلى الجهات المسؤولة تحديد الأسعار، ومتابعة تطبيقها، مثلا سمعنا انه تم تحديد سعر كيلو القطايف بثمانية شواقل، لكن لا أحد يلتزم بذلك، وأنا اتساءل: لماذا لا يكون هناك دعم حكومي لحبة القطايف، حتى يكون سعر الكيلو الجاهز منها 20 شيقلا مثلا؟". ولأحد بائعي القطايف وجهة نظر أخرى، إذ يقول: "كما يعلم الجميع، فان القطايف حلوى رمضانية، لا تسوق إلا في رمضان، وأنا أعتقد ان السعر الذي تباع به الآن غير مبالغ فيه، فالكيلو يساوي أكثر من 20 حبة، وتبقى هي الحلوى الشعبية الأولى في رمضان، ومن الصعب علينا بيع الكيلو بأقل من عشرة شواقل، إلا اذا كان هناك دعم من جهة ما، كما هو الحال في بلدة الخليل القديمة، حيث يباع الكيلو بخمسة شواقل".
ويضيف: "صحيح ان الاقبال على القطايف في بداية الشهر يكون أكثر من قبل الصائمين، الا انها حلوى تبقى مطلوبة". ويقر بأن هناك مشكلة ليس فقط فيما يتعلق بالقطايف ولكنها معاناة اقتصادية بشكل عام، لافتا إلى انه سبق شهر رمضان موسم الأعراس، الذي كلف الناس أموالا، ثم جاء رمضان، وبعده الأعياد، ثم موسم المدارس، وكلها أمور لا شك ستثقل كاهل المواطنين الاقتصادي.
وحسب الجواريش فان: "المواطن البسيط هو من يدفع الثمن دائما، ثمن القضايا الوطنية، والمصاعب الاقتصادية، اننا نعيش أوضاعا صعبة، وقد يكون عدم تمكن فئات من المواطنين على الحصول على القطايف، أحد مظاهرها الصادمة". وتعاني بيت لحم، من نسبة بطالة عالية، ومن حصار احتلالي مشدد، ومصادرة معظم اراضيها، وضمها لحدود بلدية القدس الاحتلالية.