نادي بيت لحم للمعاقين.. تفوقٌ بِرسم الرعاية
اعضاء نادي بيت لحم للمعاقين - عدسة عبد الرحمن يونس
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عبدالرحمن يونس- لم تَحُل إعاقة الشاب نضال العيسة، من مخيم الدهيشة، الذي أصيب بشلل الاطفال منذ صغره، دون الانخراط في صفوف فريق لكرة السلة، واللعب من على كرسيه المتحرك، بعد أن انضم الى نادي بيت لحم الرياضي للمعاقين.
ورغم حداثة عهد نضال البالغ 24 عاما، في هذه الرياضة، إلا أنه لم يعد يواجه صعوبة في دفع كرسيه المتحرك باتجاه السلة، وهو يُنَقل الكرة بين يديه والارض، حتى يقتنص فرصة للتسديد نحو الهدف.
ويقول نضال "في البداية واجهت مصاعب كثيرة للتمكن من الامساك بالكرة ودفعها باتجاه السلة في الوقت المطلوب، مع استمرار التحكم بالكرسي، للتمكن من الانخراط في هذه اللعبة، ولكن مع مرور الوقت والتمارين المكثفة، صرت بفضل الله اتقن اللعبة بسهولة ويسر".
وجاءت انطلاقة نادي بيت لحم الرياضي للمعاقين، قبل نحو عقدين، لتحقق عدة غايات ربما كانت فكرة الترويح عن هذه الفئة وتمكينها من اثبات الذات في مقدمة الاهداف، لكن الرسائل التي يحملها النادي في طياته ابعد بكثير من ذلك، ولعل ابرزها، ان امكانات وقدرات هؤلاء على العطاء والابداع لا تقل عن اي فئة اخرى.
ولم تعد ممارسة هذه الرياضة بالنسبة لنضال ورفاقه مجرد وسيلة للتسلية وقضاء اوقات الفراغ فحسب، بل اضحت وسيلة لإثبات الذات، والقدرة على العمل والانجاز، والتواصل، والاندماج في المجتمع المحلي.
ولعل ذلك ما دفع اللاعب، وحيد قراقع (44 عاما)، إلى ممارسة رياضة كرة السلة منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، الامر الذي اعتبر في حينه تحديا للصورة التقليدية وللنظرة المجتمعية السلبية تجاه ذوي الاعاقة.
ويقول قراقع :"حاولت من خلال هذه الرياضة ان اتحدى العادات والتقاليد، والنظرة التقليدية السلبية، تجاه المعاق، وللتأكيد على أن ذوي الاعاقة، لديهم ارادة وآمال، ومشاريع مهمة، كما انهم عنصر مهم في بناء المجتمع، ومن هذا المنطلق بدأت علاقتي بالرياضة، حتى اضحت وسيلة أتعرف من خلالها على مجتمعي".
واليوم وبعد أكثر من 23 عاما، ما يزال قراقع يمارس لعبة كرة السلة، ويعد عنصرا فعالا في فريق بيت لحم الرياضي للمعاقين، واصبحت خبرته الطويلة في هذه الرياضة تمكنه من تسديد واحراز اهداف، يعجز لاعبو السلة الذين لا يعانون اية اعاقات عنها.
وتأسس نادي بيت لحم الرياضي للمعاقين عام 1993، ويعد أحد أبرز الأندية الفلسطينية التي تهتم برياضات ذوي الإعاقة، إذ يرعى النادي انواعا عدة من الالعاب لهذه الفئة، من بينها ألعاب القوى، وتنس الطاولة، وكرة السلة للكراسي المتحركة الذي يحمل لقب بطولة فلسطين، وسبق لهذا الفريق أن مثل فلسطين في عدد كبير من البطولات العربية.
وكانت انشطة نادي بيت لحم للمعاقين توقفت خلال السنوات الماضية (عقب اندلاع الانتفاضة) ولكنه استئناف نشاطه منذ نحو عام، رغم كل المعيقات والصعوبات التي تعترضه، لمواصلة البناء على ما تم احرازه بما يخدم هذه الفئة والرياضة في فلسطين بشكل عام.
ولا تختلف تدريبات وقواعد ممارسة رياضة كرة السلة للمعاقين كثيرا عن القواعد والانظمة المعروفة لهذه الرياضة، غير أنها تشترط ان لا يكون من يمارسها يعاني من درجة اعاقة عالية في الجزء العلوي من جسده وخاصة اليدين والظهر، وان لا يشكو اللاعب من مشاكل او امراض في الصدر والقلب.
ويقول قائد نادي بيت لحم الرياضي، الكابتن خالد شعبان: يعتبر الكرسي المتحرك اساس وقلب رياضة كرة السلة، خاصة ان المقاعد المتحركة المستخدمة في اللعب تختلف كليا عن تلك التي يستخدمها ذوي الاعاقة، حيث انها تمتاز بمرونة كبيرة في الحركة، وسرعتها تزيد عن سرعة المقاعد المتحركة العادية، وهي مجهزة بكثير من وسائل السلامة والحماية، التي تحول دون تعرض اللاعب للحوادث والاصابة اثناء اللعب.
واضاف: يتطلب هذا من اللاعبين، تدريبات اكثر، وجهد مضاعف، مقارنة بما يحتاجه اللاعب سليم الجسد، حتى تتكون لدى اللاعب الذي يعاني اعاقة، قدرة وقوة في العضلات والقلب واليدين، تمكنه من توجيه المقعد خاصته بالصورة الصحيحية بعيدا عن اي معيقات اثناء اللعب.
ويشير الكابتن شعبان، الى ان النادي يعاني من نقص في الجوانب الفنية، وعدم القدرة على استقطاب فنيين، وفرق للعب على الارض الفلسطينية، لتكوين فكرة عن الاحتكاك الرياضي، ناهيك عن انعدام دورات تدريبية، والمشاركة في فعاليات وانشطة دولية.
ويشير إلى أن المقاعد المتحركة التي يستخدمها الفريق تعود لاكثر من 13 عاما، ولا يقوى النادي على استبدالها باخرى جديدة، لأن ثمن كل مقعد يزيد عن (6 آلاف يورو)، كما لا توجد قطع غيار لهذه المقاعد، وإن وجدت فهي باهظة الثمن، الأمر الذي من شأنه أن يحُد من تطور اللعبة وخبرة اللاعبين من ذوي الاعاقة.
ويقول لاعب منتخب فلسطين ونادي بيت لحم للمعاقين مؤيد دعدوع (42 عاما)، بأن المقاعد المتحركة التي يستخدمها اللاعبون، تعاني من أعطال ومشاكل كبيرة، خاصة فيما يتعلق باطاراتها.
واضاف دعدوع وهو مختص في صيانة وصناعة المقاعد المتحركة: "نواجه مشاكل كبيرة وكثيرة في الكراسي، التي يستخدمها اللاعبون في رياضة كرة السلة، وخاصة مشاكل في العجلات، نتيجة احتكاك اللاعبين ببعضهم البعض اثناء اللعب، اضافة إلى مشاكل كثيرة في الطوق المثبت على العجل والذي يستخدم لتحريكه إلى الامام".
وقال: " نحن اللاعبون، نقوم باصلاح الكراسي وصيانتها من خلال الخبرة الذاتية التي حصلنا عليها، مع مرور الوقت، لانه لا وجود لاي مراكز صيانة وتصليح خاصة بالمقاعد المتحركة".
وحذر دعدوع من انه"اذا لم يكن هناك اهتمام مباشر وواضح، ودعم للمعدات والمقاعد المتحركة، من قبل الجهات الحكومية، ومن اللجنة الأولمبية، فإن ذلك يعني أن هذه الرياضة ستندثر على المدى القريب".
وتعد كرة السلة الرياضة الأولى عالميا بالنسبة للمعاقين لما لها من فائدة وظيفية ونفسية لمن يمارسها، فضلا عما تشكله كوسيلة ذات طابع علاجي لمن يعانون من اعاقة، وخاصة للأشخاص الذين يشكون من ضعف في النخاع الشوكي، علاوة على انها تنمي الثقة بالنفس، وروح التعاون والإقدام والشجاعة، وتساعدهم في تنمية الشعور بالانتماء والمشاركة.
ويشكل توفير المعدات، وعدم ملائمة المقاعد المتاحة التي يستخدمها لاعبو نادي بيت لحم، عنوان قلق جميع اللاعبين فيما يتصل بقدرتهم على مواصلة اللعب، حيث يضطرون علي القيام بصيانتها بانفسهم وعلى نفقتهم، ما ادى في محصلته الى تقليص مشاركتهم وانعدام الاشتراك بانشطة دولية او خارجية.
عن القدس المقدسية
zaعبدالرحمن يونس- لم تَحُل إعاقة الشاب نضال العيسة، من مخيم الدهيشة، الذي أصيب بشلل الاطفال منذ صغره، دون الانخراط في صفوف فريق لكرة السلة، واللعب من على كرسيه المتحرك، بعد أن انضم الى نادي بيت لحم الرياضي للمعاقين.
ورغم حداثة عهد نضال البالغ 24 عاما، في هذه الرياضة، إلا أنه لم يعد يواجه صعوبة في دفع كرسيه المتحرك باتجاه السلة، وهو يُنَقل الكرة بين يديه والارض، حتى يقتنص فرصة للتسديد نحو الهدف.
ويقول نضال "في البداية واجهت مصاعب كثيرة للتمكن من الامساك بالكرة ودفعها باتجاه السلة في الوقت المطلوب، مع استمرار التحكم بالكرسي، للتمكن من الانخراط في هذه اللعبة، ولكن مع مرور الوقت والتمارين المكثفة، صرت بفضل الله اتقن اللعبة بسهولة ويسر".
وجاءت انطلاقة نادي بيت لحم الرياضي للمعاقين، قبل نحو عقدين، لتحقق عدة غايات ربما كانت فكرة الترويح عن هذه الفئة وتمكينها من اثبات الذات في مقدمة الاهداف، لكن الرسائل التي يحملها النادي في طياته ابعد بكثير من ذلك، ولعل ابرزها، ان امكانات وقدرات هؤلاء على العطاء والابداع لا تقل عن اي فئة اخرى.
ولم تعد ممارسة هذه الرياضة بالنسبة لنضال ورفاقه مجرد وسيلة للتسلية وقضاء اوقات الفراغ فحسب، بل اضحت وسيلة لإثبات الذات، والقدرة على العمل والانجاز، والتواصل، والاندماج في المجتمع المحلي.
ولعل ذلك ما دفع اللاعب، وحيد قراقع (44 عاما)، إلى ممارسة رياضة كرة السلة منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، الامر الذي اعتبر في حينه تحديا للصورة التقليدية وللنظرة المجتمعية السلبية تجاه ذوي الاعاقة.
ويقول قراقع :"حاولت من خلال هذه الرياضة ان اتحدى العادات والتقاليد، والنظرة التقليدية السلبية، تجاه المعاق، وللتأكيد على أن ذوي الاعاقة، لديهم ارادة وآمال، ومشاريع مهمة، كما انهم عنصر مهم في بناء المجتمع، ومن هذا المنطلق بدأت علاقتي بالرياضة، حتى اضحت وسيلة أتعرف من خلالها على مجتمعي".
واليوم وبعد أكثر من 23 عاما، ما يزال قراقع يمارس لعبة كرة السلة، ويعد عنصرا فعالا في فريق بيت لحم الرياضي للمعاقين، واصبحت خبرته الطويلة في هذه الرياضة تمكنه من تسديد واحراز اهداف، يعجز لاعبو السلة الذين لا يعانون اية اعاقات عنها.
وتأسس نادي بيت لحم الرياضي للمعاقين عام 1993، ويعد أحد أبرز الأندية الفلسطينية التي تهتم برياضات ذوي الإعاقة، إذ يرعى النادي انواعا عدة من الالعاب لهذه الفئة، من بينها ألعاب القوى، وتنس الطاولة، وكرة السلة للكراسي المتحركة الذي يحمل لقب بطولة فلسطين، وسبق لهذا الفريق أن مثل فلسطين في عدد كبير من البطولات العربية.
وكانت انشطة نادي بيت لحم للمعاقين توقفت خلال السنوات الماضية (عقب اندلاع الانتفاضة) ولكنه استئناف نشاطه منذ نحو عام، رغم كل المعيقات والصعوبات التي تعترضه، لمواصلة البناء على ما تم احرازه بما يخدم هذه الفئة والرياضة في فلسطين بشكل عام.
ولا تختلف تدريبات وقواعد ممارسة رياضة كرة السلة للمعاقين كثيرا عن القواعد والانظمة المعروفة لهذه الرياضة، غير أنها تشترط ان لا يكون من يمارسها يعاني من درجة اعاقة عالية في الجزء العلوي من جسده وخاصة اليدين والظهر، وان لا يشكو اللاعب من مشاكل او امراض في الصدر والقلب.
ويقول قائد نادي بيت لحم الرياضي، الكابتن خالد شعبان: يعتبر الكرسي المتحرك اساس وقلب رياضة كرة السلة، خاصة ان المقاعد المتحركة المستخدمة في اللعب تختلف كليا عن تلك التي يستخدمها ذوي الاعاقة، حيث انها تمتاز بمرونة كبيرة في الحركة، وسرعتها تزيد عن سرعة المقاعد المتحركة العادية، وهي مجهزة بكثير من وسائل السلامة والحماية، التي تحول دون تعرض اللاعب للحوادث والاصابة اثناء اللعب.
واضاف: يتطلب هذا من اللاعبين، تدريبات اكثر، وجهد مضاعف، مقارنة بما يحتاجه اللاعب سليم الجسد، حتى تتكون لدى اللاعب الذي يعاني اعاقة، قدرة وقوة في العضلات والقلب واليدين، تمكنه من توجيه المقعد خاصته بالصورة الصحيحية بعيدا عن اي معيقات اثناء اللعب.
ويشير الكابتن شعبان، الى ان النادي يعاني من نقص في الجوانب الفنية، وعدم القدرة على استقطاب فنيين، وفرق للعب على الارض الفلسطينية، لتكوين فكرة عن الاحتكاك الرياضي، ناهيك عن انعدام دورات تدريبية، والمشاركة في فعاليات وانشطة دولية.
ويشير إلى أن المقاعد المتحركة التي يستخدمها الفريق تعود لاكثر من 13 عاما، ولا يقوى النادي على استبدالها باخرى جديدة، لأن ثمن كل مقعد يزيد عن (6 آلاف يورو)، كما لا توجد قطع غيار لهذه المقاعد، وإن وجدت فهي باهظة الثمن، الأمر الذي من شأنه أن يحُد من تطور اللعبة وخبرة اللاعبين من ذوي الاعاقة.
ويقول لاعب منتخب فلسطين ونادي بيت لحم للمعاقين مؤيد دعدوع (42 عاما)، بأن المقاعد المتحركة التي يستخدمها اللاعبون، تعاني من أعطال ومشاكل كبيرة، خاصة فيما يتعلق باطاراتها.
واضاف دعدوع وهو مختص في صيانة وصناعة المقاعد المتحركة: "نواجه مشاكل كبيرة وكثيرة في الكراسي، التي يستخدمها اللاعبون في رياضة كرة السلة، وخاصة مشاكل في العجلات، نتيجة احتكاك اللاعبين ببعضهم البعض اثناء اللعب، اضافة إلى مشاكل كثيرة في الطوق المثبت على العجل والذي يستخدم لتحريكه إلى الامام".
وقال: " نحن اللاعبون، نقوم باصلاح الكراسي وصيانتها من خلال الخبرة الذاتية التي حصلنا عليها، مع مرور الوقت، لانه لا وجود لاي مراكز صيانة وتصليح خاصة بالمقاعد المتحركة".
وحذر دعدوع من انه"اذا لم يكن هناك اهتمام مباشر وواضح، ودعم للمعدات والمقاعد المتحركة، من قبل الجهات الحكومية، ومن اللجنة الأولمبية، فإن ذلك يعني أن هذه الرياضة ستندثر على المدى القريب".
وتعد كرة السلة الرياضة الأولى عالميا بالنسبة للمعاقين لما لها من فائدة وظيفية ونفسية لمن يمارسها، فضلا عما تشكله كوسيلة ذات طابع علاجي لمن يعانون من اعاقة، وخاصة للأشخاص الذين يشكون من ضعف في النخاع الشوكي، علاوة على انها تنمي الثقة بالنفس، وروح التعاون والإقدام والشجاعة، وتساعدهم في تنمية الشعور بالانتماء والمشاركة.
ويشكل توفير المعدات، وعدم ملائمة المقاعد المتاحة التي يستخدمها لاعبو نادي بيت لحم، عنوان قلق جميع اللاعبين فيما يتصل بقدرتهم على مواصلة اللعب، حيث يضطرون علي القيام بصيانتها بانفسهم وعلى نفقتهم، ما ادى في محصلته الى تقليص مشاركتهم وانعدام الاشتراك بانشطة دولية او خارجية.
عن القدس المقدسية