المقدسيون يتشبثون بـ'المسحراتي'
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
كرستين ريناوي
الشاب نضال حجازي، طبيب العلاج الطبيعي، يواظب يوميا منذ أربع سنوات على الخروج من بيته قبل أذان الفجر بساعتين، ليعمل 'مسحراتي' في حواري القدس العتيقة.
منذ أربع سنوات اقترحت فرقة الشاب حجازي الخاصة للدبكة الشعبية والمكونة من 16 عضوا، أن تتولى إيقاظ أهالي البلدة القديمة عقب مرور سنة رمضانية خلت من المسحراتي، وأخذوا يجولون في الأزقة والحارات القديمة وهم يرددون أعذب الدعوات والأناشيد والأغنيات الرمضانية، برفقة أطفال وشبان يرغبون بالمشاركة في طقوس مميزة مهددة بالاندثار.
الشاب حجازي قال لـ'وفا'، 'نحن نعمل بشكل تطوعي بهدف الحفاظ على تاريخ المسحراتي المتأصل من أجل عدم السماح باندثار هذه الظاهرة الموجودة منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، فكان بلال بن رباح أول مسحراتي في التاريخ الإسلامي، وفي البلدة القديمة لم يكن مؤخرا 'مسحراتي' يعمل بشكل رسمي، بل كان يخرج بضعة أطفال يقرعون الأواني بشكل عشوائي ما دفعنا لنجدة هذه الظاهرة وإحيائها.'
ولفت حجازي إلى عمله على نقل تراث المسحراتي وتوريثه إلى أجيال لاحقة، في إشارة إلى أصغر مسحراتي مقدسي وهو محمد سُميرة، الذي تعلّم الأناشيد الخاصة بالتسحير وحفظها كأحد سكان البلدة القديمة، وخرج هذا العام على الناس كمسحراتي طفل ويصنف من أقرب المسحراتية على قلوب المقدسيين.
ويقول محمد سُميرة (12 عاما)، إنه يحب ردة فعل الأهالي عند سماعه ينادي على أسماء عائلاتهم واحدة تلو الأخرى، مضيفا: 'أشعر بالسعادة عندما يلاقيني الأهالي ببسمة وهم يراقبونني من على أبواب وشبابيك المنازل حتى أن بعضهم يطلب مني أناشيد بعينها'.
ويلاقي المواطنون في القدس القديمة المسحراتي بالحلويات والكعك والتمور والماء قبيل الأذان، تقديرا واحتراما منهم لجهده وعمله لساعات الفجر متنقلا من حي لآخر، خدمة لهم وحماية لطقوس مهددة بالاندثار، كما أنهم في شهر رمضان من كل عام، ينتظرون المسحراتي الذي يرتدي الزي التراثي الفولكلوري الخاص ببلاد الشام حيث يقرع الطبول ويؤدي مقاطع مختلفة من الأدعية والأغاني أشهرها: 'يا نايم وحّد الدايم ... قوموا على سحوركم جاي رمضان يزوركم' وغيرها العديد.
من ناحيته، قال المسحراتي المسيحي الديانة ميشيل أيوب (37 عاما) من قرية المكر في عكا لـ'وفا'، إنه يعمل في مهنة المسحراتي منذ تسع سنوات، ويتنقل في مهنته من مكان لآخر حاملا رزم القيم والمبادئ والمعتقدات المسيحية والإسلامية التي تتميز بها فلسطين.
وتابع: 'لا أرى أنه من الغريب أن يقوم مسحراتي مسيحي الديانة بإيقاظ أبناء جلدته وقريته وبلده من المسلمين، فنحن شعب واحد ولُحمة واحدة وشركاء في القضية والمعاناة، والتاريخ يشهد، لذلك أنا أعمل كمسحراتي ومقتنع تماما بما أقوم به، كما أن صوتي وأدائي واحترامي للناس هو ما ميزني وليست ديانتي.'
وعن المدينة المقدسة، تمنى أيوب أن يحل السلام على العاصمة القدس، عاصمة الدولة المنشودة، معربا عن أمله بأن يتمكن الفلسطينيون من تصدير ما يملكونه من نماذج ناجحة إلى الوطن العربي أجمع: 'آمل أن يحل السلام على أرض السلام وأن ننال تحرير وطننا حتى أتمكن من التسحير ليس فقط في عكا والقدس ورام الله بل بالدول العربية لنريهم ما نملك من تراث وقيم ومبادئ.'
ويستمر المسحراتي في عمله على إيقاظ الأهالي حتى أذان الفجر، ومع ضربة المدفع يبدأ يوم صيام جديد في شهر رمضان الفضيل، وتبدأ جموع المصلين بالتوافد لأداء صلاة الفجر في رحاب المسجد الأقصى المبارك الذي يستقبل الحجاج من مختلف أنحاء الوطن، والذين يتكبدون عناء الإجراءات الاحتلالية والقيود للوصول إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين للتعبد في شهر العبادة.
haكرستين ريناوي
الشاب نضال حجازي، طبيب العلاج الطبيعي، يواظب يوميا منذ أربع سنوات على الخروج من بيته قبل أذان الفجر بساعتين، ليعمل 'مسحراتي' في حواري القدس العتيقة.
منذ أربع سنوات اقترحت فرقة الشاب حجازي الخاصة للدبكة الشعبية والمكونة من 16 عضوا، أن تتولى إيقاظ أهالي البلدة القديمة عقب مرور سنة رمضانية خلت من المسحراتي، وأخذوا يجولون في الأزقة والحارات القديمة وهم يرددون أعذب الدعوات والأناشيد والأغنيات الرمضانية، برفقة أطفال وشبان يرغبون بالمشاركة في طقوس مميزة مهددة بالاندثار.
الشاب حجازي قال لـ'وفا'، 'نحن نعمل بشكل تطوعي بهدف الحفاظ على تاريخ المسحراتي المتأصل من أجل عدم السماح باندثار هذه الظاهرة الموجودة منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، فكان بلال بن رباح أول مسحراتي في التاريخ الإسلامي، وفي البلدة القديمة لم يكن مؤخرا 'مسحراتي' يعمل بشكل رسمي، بل كان يخرج بضعة أطفال يقرعون الأواني بشكل عشوائي ما دفعنا لنجدة هذه الظاهرة وإحيائها.'
ولفت حجازي إلى عمله على نقل تراث المسحراتي وتوريثه إلى أجيال لاحقة، في إشارة إلى أصغر مسحراتي مقدسي وهو محمد سُميرة، الذي تعلّم الأناشيد الخاصة بالتسحير وحفظها كأحد سكان البلدة القديمة، وخرج هذا العام على الناس كمسحراتي طفل ويصنف من أقرب المسحراتية على قلوب المقدسيين.
ويقول محمد سُميرة (12 عاما)، إنه يحب ردة فعل الأهالي عند سماعه ينادي على أسماء عائلاتهم واحدة تلو الأخرى، مضيفا: 'أشعر بالسعادة عندما يلاقيني الأهالي ببسمة وهم يراقبونني من على أبواب وشبابيك المنازل حتى أن بعضهم يطلب مني أناشيد بعينها'.
ويلاقي المواطنون في القدس القديمة المسحراتي بالحلويات والكعك والتمور والماء قبيل الأذان، تقديرا واحتراما منهم لجهده وعمله لساعات الفجر متنقلا من حي لآخر، خدمة لهم وحماية لطقوس مهددة بالاندثار، كما أنهم في شهر رمضان من كل عام، ينتظرون المسحراتي الذي يرتدي الزي التراثي الفولكلوري الخاص ببلاد الشام حيث يقرع الطبول ويؤدي مقاطع مختلفة من الأدعية والأغاني أشهرها: 'يا نايم وحّد الدايم ... قوموا على سحوركم جاي رمضان يزوركم' وغيرها العديد.
من ناحيته، قال المسحراتي المسيحي الديانة ميشيل أيوب (37 عاما) من قرية المكر في عكا لـ'وفا'، إنه يعمل في مهنة المسحراتي منذ تسع سنوات، ويتنقل في مهنته من مكان لآخر حاملا رزم القيم والمبادئ والمعتقدات المسيحية والإسلامية التي تتميز بها فلسطين.
وتابع: 'لا أرى أنه من الغريب أن يقوم مسحراتي مسيحي الديانة بإيقاظ أبناء جلدته وقريته وبلده من المسلمين، فنحن شعب واحد ولُحمة واحدة وشركاء في القضية والمعاناة، والتاريخ يشهد، لذلك أنا أعمل كمسحراتي ومقتنع تماما بما أقوم به، كما أن صوتي وأدائي واحترامي للناس هو ما ميزني وليست ديانتي.'
وعن المدينة المقدسة، تمنى أيوب أن يحل السلام على العاصمة القدس، عاصمة الدولة المنشودة، معربا عن أمله بأن يتمكن الفلسطينيون من تصدير ما يملكونه من نماذج ناجحة إلى الوطن العربي أجمع: 'آمل أن يحل السلام على أرض السلام وأن ننال تحرير وطننا حتى أتمكن من التسحير ليس فقط في عكا والقدس ورام الله بل بالدول العربية لنريهم ما نملك من تراث وقيم ومبادئ.'
ويستمر المسحراتي في عمله على إيقاظ الأهالي حتى أذان الفجر، ومع ضربة المدفع يبدأ يوم صيام جديد في شهر رمضان الفضيل، وتبدأ جموع المصلين بالتوافد لأداء صلاة الفجر في رحاب المسجد الأقصى المبارك الذي يستقبل الحجاج من مختلف أنحاء الوطن، والذين يتكبدون عناء الإجراءات الاحتلالية والقيود للوصول إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين للتعبد في شهر العبادة.