النساء والعيد: أحزان كبيرة وأفراح قليلة
جنين - ألف- عبد الباسط خلف: تشق كلمات آمنة محمد طريقها بصعوبة، وهي تتذكر جارتها أم عبد الله التي فقدت ابنيها في المكان نفسه، وبفارق أربعين يوما فقط، مطلع أيلول 2000، ودفنا على بعد أمتار من منزل العائلة في بلدة برقين الملاصقة لجنين.
تقول لـ(ألف): في كل عيد تخطف أم العبد رقم واحد في الحزن، وتصل بخطوتين إلى القبرين وتبث أوجاعها، ولا تستطيع أن تغادر المكان لأنها تسكنه ويسكنها. فمحمود ومحمد مساد غادرا غرفة نومها إلى قبر لا يبعد سوى خطوات عن عيون والدتهما.
فيما تلتقط الصحافية ميرفيت صادق أحزان السيدة سناء القطاوي، الأم لطفلين: سلمان وفخرية، والتي توفي زوجها بعد صراع مع مرض عصبي. بعدها شيدت غرفة من ألواح "الزينكو" المعدنية في منطقة منخفضة قرب جدار الفصل العنصري المحيط بمدينة قلقيلية. تقول صادق: البيت فقير، ولا معنى للعيد فيه، فالأم والأبناء يتشاركون عيشهم مع الأفاعي والقوارض، ويتلذذ الفقر في عذابها.
أما فاطمة عبد الستار التي فلا تتمنى أن تأتي مواسم: العيد والمدرسة ورمضان، لأنها لا تستطيع إقناع أطفالها بالصوم طوال النهار، ثم تفطرهم على طبق خال من الشحم واللحم. تقول: بالكاد نعيش، ولا أعرف من أين سنوفر ملابس العيد، التي ارتفع ثمنها.
فيما يسكن الحزن قلب حليمة النجيب، التي توفي زوجها في حادث سير قبل 17 عاماً، وترك لها ثلاثة أطفال صاروا اليوم في أوج الشباب: "لم أجلس في البيت، وأبكي، فقررت أن أصنع لأولادي في كل عيد جواً خاصاً، فأعمل، وأعلّم، وأربي، وأتحدى الصعاب. وفي كل عيد أسعى بكل استطاعتي لإسعادهم. نجمّل البيت، ونشتري الملابس، ونصنع كعك العيد معاً، والأهم نزور قبر زوجي ووالدهم، ونحتفل بالمناسبة، ونفرح وإن بالدموع. ويمكن لنا أن نحتفل بالعيد رغم الألم الذي يسكن قلوبنا. فلو أطلنا البكاء لفقدنا كل شيء، ولم نتمكن من الحياة، ومن تعليم أولادنا.
تصف أم فوزي حياتها بالكفاح؛ فزوجها مصاب بمرض عضال ولا يعمل. وتدير أسرتها بنجاح. وتعمل وتحضر الحلويات في بيتها، وتزرع الخضروات، وتحقق دخلاً لا باس به. تقول بسعادة تفوح من كلامها:" صحيح الغلاء "بهد الحيل" وأكيد وضعنا على قد حاله، لكن هذا أفضل من أن نمد يدنا للناس. وأحسب مصاريف العيد بالقلم والورقة، فهناك الملابس، والطعام، والضيافة، والعيدية لبعض الأطفال، وغيرها.
وما أن بدأت التحضيرات المبكرة للعيد في سوق جنين، إلا وتبرز مهمة إضافية للنساء، في كيفية تعاطي الأمهات والآباء مع الأطفال الذين يرافقونهم. فهنا أم توسع أبنها ضرباً لأنه أراد أن يشتري لعبة. وفي مكان ثانٍ، تصرخ أم على صغيرتها: لا نريد أن نشتري من هذا المحل، فأسعاره غالية. وعند بوابة مجمع تجاري، تقول سيدة لرفيقة طريقها: هذا المحل رقم (20) الذي ندخله، دون أن نشتري، أما السيدة علياء محمد، فتقول: التأجيل في العيد ضروري، وبخاصة في وقت الغلاء. وتكتفي أم رفيق بعبارة: النساء في بلدنا مطالبات أكثر من الرجال بإقناع الأولاد بتأجيل عملية الشراء أو بالتقشف، لأن الآباء دائما في العمل، وقد يواجهون طلبات الأبناء بعصبية، لذلك فالأمهات هن على"الجبهة الأمامية".
تعلق الموظفة في شركة خاصة بجنين وفاء عادل: العيد للأثرياء، أما أصحاب الدخل المحدود فعيدهم يوم خلاصهم من استعمال الآلة الحاسبة وانتظار الفواتير المتراكمة فوق ظهورهم.
تقول لـ(ألف): في كل عيد تخطف أم العبد رقم واحد في الحزن، وتصل بخطوتين إلى القبرين وتبث أوجاعها، ولا تستطيع أن تغادر المكان لأنها تسكنه ويسكنها. فمحمود ومحمد مساد غادرا غرفة نومها إلى قبر لا يبعد سوى خطوات عن عيون والدتهما.
فيما تلتقط الصحافية ميرفيت صادق أحزان السيدة سناء القطاوي، الأم لطفلين: سلمان وفخرية، والتي توفي زوجها بعد صراع مع مرض عصبي. بعدها شيدت غرفة من ألواح "الزينكو" المعدنية في منطقة منخفضة قرب جدار الفصل العنصري المحيط بمدينة قلقيلية. تقول صادق: البيت فقير، ولا معنى للعيد فيه، فالأم والأبناء يتشاركون عيشهم مع الأفاعي والقوارض، ويتلذذ الفقر في عذابها.
أما فاطمة عبد الستار التي فلا تتمنى أن تأتي مواسم: العيد والمدرسة ورمضان، لأنها لا تستطيع إقناع أطفالها بالصوم طوال النهار، ثم تفطرهم على طبق خال من الشحم واللحم. تقول: بالكاد نعيش، ولا أعرف من أين سنوفر ملابس العيد، التي ارتفع ثمنها.
فيما يسكن الحزن قلب حليمة النجيب، التي توفي زوجها في حادث سير قبل 17 عاماً، وترك لها ثلاثة أطفال صاروا اليوم في أوج الشباب: "لم أجلس في البيت، وأبكي، فقررت أن أصنع لأولادي في كل عيد جواً خاصاً، فأعمل، وأعلّم، وأربي، وأتحدى الصعاب. وفي كل عيد أسعى بكل استطاعتي لإسعادهم. نجمّل البيت، ونشتري الملابس، ونصنع كعك العيد معاً، والأهم نزور قبر زوجي ووالدهم، ونحتفل بالمناسبة، ونفرح وإن بالدموع. ويمكن لنا أن نحتفل بالعيد رغم الألم الذي يسكن قلوبنا. فلو أطلنا البكاء لفقدنا كل شيء، ولم نتمكن من الحياة، ومن تعليم أولادنا.
تصف أم فوزي حياتها بالكفاح؛ فزوجها مصاب بمرض عضال ولا يعمل. وتدير أسرتها بنجاح. وتعمل وتحضر الحلويات في بيتها، وتزرع الخضروات، وتحقق دخلاً لا باس به. تقول بسعادة تفوح من كلامها:" صحيح الغلاء "بهد الحيل" وأكيد وضعنا على قد حاله، لكن هذا أفضل من أن نمد يدنا للناس. وأحسب مصاريف العيد بالقلم والورقة، فهناك الملابس، والطعام، والضيافة، والعيدية لبعض الأطفال، وغيرها.
وما أن بدأت التحضيرات المبكرة للعيد في سوق جنين، إلا وتبرز مهمة إضافية للنساء، في كيفية تعاطي الأمهات والآباء مع الأطفال الذين يرافقونهم. فهنا أم توسع أبنها ضرباً لأنه أراد أن يشتري لعبة. وفي مكان ثانٍ، تصرخ أم على صغيرتها: لا نريد أن نشتري من هذا المحل، فأسعاره غالية. وعند بوابة مجمع تجاري، تقول سيدة لرفيقة طريقها: هذا المحل رقم (20) الذي ندخله، دون أن نشتري، أما السيدة علياء محمد، فتقول: التأجيل في العيد ضروري، وبخاصة في وقت الغلاء. وتكتفي أم رفيق بعبارة: النساء في بلدنا مطالبات أكثر من الرجال بإقناع الأولاد بتأجيل عملية الشراء أو بالتقشف، لأن الآباء دائما في العمل، وقد يواجهون طلبات الأبناء بعصبية، لذلك فالأمهات هن على"الجبهة الأمامية".
تعلق الموظفة في شركة خاصة بجنين وفاء عادل: العيد للأثرياء، أما أصحاب الدخل المحدود فعيدهم يوم خلاصهم من استعمال الآلة الحاسبة وانتظار الفواتير المتراكمة فوق ظهورهم.