امبراطورية فلسطينية جديدة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
جميل ضبابات
قبل سنوات قليلة، كان يمكن لأي مار عبر طريق 90الإقليمي شرق الضفة الغربية، ملاحظة الفرق الشاسع بين محيط المستوطنات اليهودية والقرى الفلسطينية.
فالأولى محاطة بأشجار النخيل الباسقة، فيما لا يحيط بالثانية سوى أراض جرداء في الصيف، لكن الفلسطينيون بدؤوا ببناء امبراطوية النخيل الخاصة بهم التي لا تغيب عنها الشمس ليغيروا المشهد.
لذلك يمكن لأحمد أبو جرار وهو حفيد الرجل الذين دشن هذه الزراعة في قريته، أن يقيس بمدى نظره وهو على أعلى شجرة نخيل كيف غطت الأشجار الشمس عندما تبزغ صباحا، وكيف يمكن لحقل نخيل آخر من جهة الغرب أن يغطي عين شمس الغروب.
صاعدا إلى أعلى قمة نخلة يصل ارتفاعها لنحو 10 أمتار، مستعينا برافعة أوتوماتيكية، يشير الشاب لجده مالك الحقل، بان يحرك الرافعة شمالا، ويمينا ليتسنى له تكييس عناقيد البلح المتدلية.
إنه وقت العمل الجاد توطئة للقطاف.
ويتهيأ الفلسطينيون لجني العناقيد خلال شهرين في منطقة تصل فيها درجة الحرارة إلى نحو 40 في يوم تموزي حار، وهم يفخرون ببناء أمبراطوية جديدة تقابل إمبراطورية بناها المستوطنون اليهود في المنطقة، واحتفلوا بالشجرة المليون فيها قبل سنوات قليلة.
وتمتد مزارع نخيل جديدة على طول منطقة الشريط الشرقي للضفة الغربية من ناحية الغرب، ويقابلها من ناحية الشرق مزارع مستوطني الكيبوتسات الزراعية.
ويعزو مسؤولون في وزارة الزراعية تنامي هذه الزراعية، كونها أخذت تشكل رافد استراتيجي للاقتصاد الزراعي الفلسطينية الفردي والجماعي.
وتظهر أجيال مختلفة من النخيل في عموم منطقة الغور المعروف بحرارته العالية وملوحة مياهه. ويقول آل جرار إنهم الآن يعملون في رعاية الجيل الرابع من هذه الزراعة.
وتظهر عناقيد ما زالت خضراء على الأشجار، وأخرى تحول لونها إلى باذنجاني غامق قيل أنها من الصنف البلدي.
ويتفجر الصفار الغامق من العناقيد التي ستنضج بعد أسابيع قليلة. وهي كذلك في مزرعة طلال أبو جرار، لذلك يبدي احمد الفارس وهو مدير لزراعة أريحا، تفاؤلا عميقا بتوسع هذه الزراعة التي أعطت نجاحا سريعا وأكيدا.
وقال الفارس' وصلنا الآن إلى 155 ألف شجرة نخيل من أجيال مختلفة(...) هذه إحصائية حديثة'.
وحسب تقدير رسمي فان مساحة الأراضي المزرعة بالنخيل حتى اليوم بلغت 11 الف دونم مقارنة 28 ألف دونم مزرعة بالخضروات في أريحا والأغوار.
قريبا من منطقة الجفتلك وهي منطقة في الأغوار الوسطى عرفت تاريخيا بزراعة الخضروات المروية، يمكن مشاهدة أراض زراعية جديدة، تم تسويتها وزراعتها بالفسائل.
وأيضا يمكن مشاهدة مزارع نخيل يعطي ثمارا منذ عدة سنوات.
ذاته طلال أبو جرار، واحد من أوائل المزارعين الذين دشنوا الزراعة في قرية مرج الغزال التي يعمل 90 من سكانها الـ300 بزراعة النخيل، يملك أجيالا متفاوتة الأعمار من هذه الأشجار التي تسمى صنف المجهول، وهو تمر كبير الحجم سكري المذاق.
ويقول أبو جرار إن أنتاج المزارع هذا العام جيد جدا، رغم الخوف من مشكلة التسويق. وحسب الفارس، فانه يتوقع إنتاج نحو 3 آلاف طن من التمور، فيما كان إنتاج العام الماضي 2700طن، صدر منها 50% من صنف المجهول إلى الأسواق الخارجية.
والفلسطينيون الذي واجهوا طيلة سنوات الاحتلال مشكلة في زراعة أراضيهم وريها في منطقة الغور، نقلوا خبرات كثيرة من المستعمرات اليهودية التي عملوا فيها عقودا في مزارع النخيل التابعة للمستوطنات الزراعية.
في محيط قرية مرج الغزال والقرى الأخرى القريبة من السياج الحدودي الشرقي، تحيط مزارع النخيل الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية.
لذا يمكن لآل جرار وجيرانهم معرفة إلى أي مدى توسعت تلك المزارع.ولا يرى الرجل الذي يأمل أن يبني إمبراطوريته سريعا ضيرا من نقل التجارب الزراعية من عند الاسرائيلين.
وقال فتحي العجوري وهو يملك نحو 1700 شجرة نخيل ' نحن الآن أفضل منهم. نحن تفوقنا عليهم' في إشارة منه إلى المزارعين اليهود.
' تعال إلى هنا بعد عدة سنوات، ستكون المنطقة كلها نخيل'. وثمة بنات نخل جديدات في حقل العجوري زرعت قبل فترة قريبة.
وهو يقول انه سيزرع مساحات أخرى.
وتعمل الآن شركات كبيرة في زراعة مساحات واسعة من النخيل في محيط اريحا، وتصدر إنتاجها للخارج. وقال الفارس' هناك مستثمرين من خارج فلسطين بدأوا بالاستثمار في هذا القطاع'.
كان الفلسطينيون بدؤوا في سنين العمل الأولى بشراء الفسائل من المستوطنات، حيث أنها لم تكن تتوفر إلا عند المزارعين اليهود. لكن ابو جرار ومزارعين آخرين الآن يستطيعون إلى حد كبير سد حاجة المنطقة من هذه الفسائل التي تفقس من بطن الشجرات الكبيرات.
وتحمل الشجرة الكبيرة نحو 15 عنقود، وفي الصباح ينتشر آل جرار في المزارع يضعون الأكياس المخرمة توطئة لنزول المحصول في نهاية أيلول المقبل.
وبنيت المنازل وسط المزارع.
وفي مناطق كثيرة من الجفتلك التي زرع فيها النخيل منذ أكثر من عقدين يظهر سطح الأرض وقد تغير فعلا.فحلت زراعات مكان زراعات.
'لولا النخيل لكنا استسلمنا منذ زمن. الخضروات لم تعد مجدية' قال أبو جرار، في إشارة منه إلى الانهيارات المتلاحقة في أسعار الخضروات خلال السنوات الماضية...فقد يصلح النخيل ما أفسده الدهر، والباذنجان والبندورة.
haجميل ضبابات
قبل سنوات قليلة، كان يمكن لأي مار عبر طريق 90الإقليمي شرق الضفة الغربية، ملاحظة الفرق الشاسع بين محيط المستوطنات اليهودية والقرى الفلسطينية.
فالأولى محاطة بأشجار النخيل الباسقة، فيما لا يحيط بالثانية سوى أراض جرداء في الصيف، لكن الفلسطينيون بدؤوا ببناء امبراطوية النخيل الخاصة بهم التي لا تغيب عنها الشمس ليغيروا المشهد.
لذلك يمكن لأحمد أبو جرار وهو حفيد الرجل الذين دشن هذه الزراعة في قريته، أن يقيس بمدى نظره وهو على أعلى شجرة نخيل كيف غطت الأشجار الشمس عندما تبزغ صباحا، وكيف يمكن لحقل نخيل آخر من جهة الغرب أن يغطي عين شمس الغروب.
صاعدا إلى أعلى قمة نخلة يصل ارتفاعها لنحو 10 أمتار، مستعينا برافعة أوتوماتيكية، يشير الشاب لجده مالك الحقل، بان يحرك الرافعة شمالا، ويمينا ليتسنى له تكييس عناقيد البلح المتدلية.
إنه وقت العمل الجاد توطئة للقطاف.
ويتهيأ الفلسطينيون لجني العناقيد خلال شهرين في منطقة تصل فيها درجة الحرارة إلى نحو 40 في يوم تموزي حار، وهم يفخرون ببناء أمبراطوية جديدة تقابل إمبراطورية بناها المستوطنون اليهود في المنطقة، واحتفلوا بالشجرة المليون فيها قبل سنوات قليلة.
وتمتد مزارع نخيل جديدة على طول منطقة الشريط الشرقي للضفة الغربية من ناحية الغرب، ويقابلها من ناحية الشرق مزارع مستوطني الكيبوتسات الزراعية.
ويعزو مسؤولون في وزارة الزراعية تنامي هذه الزراعية، كونها أخذت تشكل رافد استراتيجي للاقتصاد الزراعي الفلسطينية الفردي والجماعي.
وتظهر أجيال مختلفة من النخيل في عموم منطقة الغور المعروف بحرارته العالية وملوحة مياهه. ويقول آل جرار إنهم الآن يعملون في رعاية الجيل الرابع من هذه الزراعة.
وتظهر عناقيد ما زالت خضراء على الأشجار، وأخرى تحول لونها إلى باذنجاني غامق قيل أنها من الصنف البلدي.
ويتفجر الصفار الغامق من العناقيد التي ستنضج بعد أسابيع قليلة. وهي كذلك في مزرعة طلال أبو جرار، لذلك يبدي احمد الفارس وهو مدير لزراعة أريحا، تفاؤلا عميقا بتوسع هذه الزراعة التي أعطت نجاحا سريعا وأكيدا.
وقال الفارس' وصلنا الآن إلى 155 ألف شجرة نخيل من أجيال مختلفة(...) هذه إحصائية حديثة'.
وحسب تقدير رسمي فان مساحة الأراضي المزرعة بالنخيل حتى اليوم بلغت 11 الف دونم مقارنة 28 ألف دونم مزرعة بالخضروات في أريحا والأغوار.
قريبا من منطقة الجفتلك وهي منطقة في الأغوار الوسطى عرفت تاريخيا بزراعة الخضروات المروية، يمكن مشاهدة أراض زراعية جديدة، تم تسويتها وزراعتها بالفسائل.
وأيضا يمكن مشاهدة مزارع نخيل يعطي ثمارا منذ عدة سنوات.
ذاته طلال أبو جرار، واحد من أوائل المزارعين الذين دشنوا الزراعة في قرية مرج الغزال التي يعمل 90 من سكانها الـ300 بزراعة النخيل، يملك أجيالا متفاوتة الأعمار من هذه الأشجار التي تسمى صنف المجهول، وهو تمر كبير الحجم سكري المذاق.
ويقول أبو جرار إن أنتاج المزارع هذا العام جيد جدا، رغم الخوف من مشكلة التسويق. وحسب الفارس، فانه يتوقع إنتاج نحو 3 آلاف طن من التمور، فيما كان إنتاج العام الماضي 2700طن، صدر منها 50% من صنف المجهول إلى الأسواق الخارجية.
والفلسطينيون الذي واجهوا طيلة سنوات الاحتلال مشكلة في زراعة أراضيهم وريها في منطقة الغور، نقلوا خبرات كثيرة من المستعمرات اليهودية التي عملوا فيها عقودا في مزارع النخيل التابعة للمستوطنات الزراعية.
في محيط قرية مرج الغزال والقرى الأخرى القريبة من السياج الحدودي الشرقي، تحيط مزارع النخيل الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية.
لذا يمكن لآل جرار وجيرانهم معرفة إلى أي مدى توسعت تلك المزارع.ولا يرى الرجل الذي يأمل أن يبني إمبراطوريته سريعا ضيرا من نقل التجارب الزراعية من عند الاسرائيلين.
وقال فتحي العجوري وهو يملك نحو 1700 شجرة نخيل ' نحن الآن أفضل منهم. نحن تفوقنا عليهم' في إشارة منه إلى المزارعين اليهود.
' تعال إلى هنا بعد عدة سنوات، ستكون المنطقة كلها نخيل'. وثمة بنات نخل جديدات في حقل العجوري زرعت قبل فترة قريبة.
وهو يقول انه سيزرع مساحات أخرى.
وتعمل الآن شركات كبيرة في زراعة مساحات واسعة من النخيل في محيط اريحا، وتصدر إنتاجها للخارج. وقال الفارس' هناك مستثمرين من خارج فلسطين بدأوا بالاستثمار في هذا القطاع'.
كان الفلسطينيون بدؤوا في سنين العمل الأولى بشراء الفسائل من المستوطنات، حيث أنها لم تكن تتوفر إلا عند المزارعين اليهود. لكن ابو جرار ومزارعين آخرين الآن يستطيعون إلى حد كبير سد حاجة المنطقة من هذه الفسائل التي تفقس من بطن الشجرات الكبيرات.
وتحمل الشجرة الكبيرة نحو 15 عنقود، وفي الصباح ينتشر آل جرار في المزارع يضعون الأكياس المخرمة توطئة لنزول المحصول في نهاية أيلول المقبل.
وبنيت المنازل وسط المزارع.
وفي مناطق كثيرة من الجفتلك التي زرع فيها النخيل منذ أكثر من عقدين يظهر سطح الأرض وقد تغير فعلا.فحلت زراعات مكان زراعات.
'لولا النخيل لكنا استسلمنا منذ زمن. الخضروات لم تعد مجدية' قال أبو جرار، في إشارة منه إلى الانهيارات المتلاحقة في أسعار الخضروات خلال السنوات الماضية...فقد يصلح النخيل ما أفسده الدهر، والباذنجان والبندورة.