رمضان يعيد الحياة إلى قلب الخليل القديمة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
ويد التميمي
أعاد الوافدون إلى البلدة القديمة بالخليل والحرم الإبراهيمي الشريف من شتى محافظات الوطن، الحياة إلى أزقة البلدة وأسواقها، التي تتعرض لانتهاكات متواصلة من قبل الاحتلال ومستوطنيه بهدف إفراغها من أهلها لتسهل السيطرة عليها.
وقال المواطن موسى اعبيدو (27عاما)، أثناء تجوله في سوق اللبن، لـ'وفا'، ' إن آلاف المواطنين الذين توافدوا اليوم إلى البلدة القديمة بالخليل لأداء شعائر صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك في الحرم الإبراهيمي الشريف ومسجدي السنية والقزازين، أعادوا إحيائها فظهرت بحلتها الجميلة كما كانت في سابق عهدها'.
ولفت المواطن عبد الفتاح شاور ( 44عاما)، أثناء انتظاره على البوابة الحديدية المؤدية للحرم الإبراهيمي التي أقامتها قوات الاحتلال، أن اكتظاظ المواطنين في البلدة القديمة كان سابقا على مدار العام وليس في رمضان فحسب، مشيرا إلى أن 'محلات البلدة التجارية كانت تزخر بالمأكولات الشعبية، والمصنوعات التقليدية المتوارثة، سواء في سوق القزازين أو خزق الفار أو القصبة'.
وأضاف شاور: 'كان بداخلها أسواق الزياتين، واللحامين، واللبن، والإسكافية، والغزل، والعطارين، وكانت مفعمة بالحياة تعج بالزوار والسياح والمواطنين وكان أجدادنا يحرصون على نقل ما ورثوه من أعمال وحرف إلى أبنائهم للمحافظة عليها'.
من جانبه، قال رئيس سدنة الحرم الإبراهيمي حجازي أبو اسنينه، لـ'وفا'، إنه منذ الساعات الأولى من صباح اليوم توافد المصلون من مختلف مدن وقرى محافظة الخليل وخارجها إلى الحرم الإبراهيمي وتمكنوا من الدخول إلى الحرم ومحيطه لأداء شعائر صلاة الجمعة الثالثة من الشهر الفضيل، رغم عراقيل وحواجز الاحتلال العسكرية وبواباته الالكترونية والحديدية المقامة على مختلف مداخل البلدة القديمة.
وأضاف أن أكثر من 50 متطوعا من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالخليل نظموا دخول المصلين عبر البوابات الحديدية إلى الحرم الإبراهيمي، وساعدوا كبار السن بالدخول إلى الحرم ليتسنى لهم الصلاة فيه.
وكان خطيب الحرم الإبراهيمي الشيخ حمدي الزغير، ناشد في خطبته المواطنين مواظبة أداء الصلاة في الحرم للمحافظة عليه من تهويد الاحتلال، وقال 'الواجب يقتضي عمارة هذا المكان الإسلامي المقدس، لذلك علينا أن نعمره بتواجدنا الدائم فيه لحمايته من الاحتلال ومستوطنيه ومخططاتهم الهادفة إلى تهويده وإفراغه من أصحابه الأصليين'.
وتطرق إلى غزوة بدر التي وقعت في مثل هذا اليوم، 17 رمضان في العام الثاني من الهجرة، قائلا 'إن معركة بدر غيرت مسار التاريخ وهي فرقت بين الحق والباطل، وأن انتصارات المسلمين في شهر رمضان سواء في معركة بدر، أو فتح مكة، أو في معركتي حطين وعين جالوت، كانت بسبب وحدتهم ونبذهم الفتنة العمياء والضلالة الجهلاء'.
كما دعا الأمة العربية والإسلامية إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى وعدم الابتعاد عنه من أجل إفشال كافة المخططات والمؤامرات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويده والنيل منه.