رمضان يضخ الدم بقلب الخليل مجددا
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
مهند العدم - يعيد شهر رمضان للبلدة القديمة في الخليل تدفق الدم في عروقها العتيقة مجددا؛ فبالإضافة إلى أن الشهر الفضيل شهر عبادة وطاعات، تكتظ شوارع المدينة بالمتسوقين الذين افتقدت ايقاعهم السريع والمتلاحق بقية العام.
مع بداية رمضان، فتحت المحال المغلقة أبوابها ونفضت عن نفسها الغبار المتراكم بفعل المنع والاغلاق القسري على مدار السنوات الماضية بسبب الاحتلال ومستوطنيه، فقد عادت للتجار بهجتهم بعد حركة تجارية نشطة يأملون أن تستر سوءة شح الحركة في ظل الاغلاقات.
الشيخ ابو احمد الجعبري صاحب احد المحال التجارية بالسوق العتيق، علت تجاعيد وجهه ابتسامة حنين للماضي عندما كانت محال البلدة القديمة تطفح بالمتسوقين. يقول الشيخ الجعبري في حديث مع القدس دوت كوم وقد كان متكئا على جدار عمره مئات السنين "البلدة العتيقة فقدت الحياة في اغلب ايام السنة، سوى بعض المارة المتعجلين الذين نستطيع عدهم على اصابع اليد".
ويبقي اصحاب المحال التجارية في المدينة القديمة ابواب محالهم مفتوحة حتى لا يستولي عليها الاحتلال ويطمع بها المستوطنون، بحسب ما يوضح الجعبري.
يقول الجعبري "الجميع كان يشتري مستلزماته من السوق العتيق وكان الناس يحسدوننا على موقع محالنا والآن صاروا يقولون: الله يعينكم"، مشيرا الى ان التجار في اغلب الأيام لا يبيعون شيئا يذكر.
أما في رمضان فتتحول البلدة العتيقة الى مكان يقصده مئات المواطنين ليتمتعوا بظلال أسواقها وبرودة أجوائها، فرائحة القطايف تذكر بعصر الخليل الذهبي.
والقطايف، حلوى رمضان الأثيرة، تستقطب مئات المتسوقين، في الشهر الكريم خصوصا بعد قرار أصحاب المحلات تخفيض سعر الكيلو لـ 5 شواقل، في خطوة تهدف لدعم سكان البلدة القديمة، وتشجع الناس على زيارتها والتسوق.
وبدوره، يستقطب الحرم الإبراهيمي الشريف في الشهر الفضيل، رغم الحواجز الاحتلالية، مئات المصلين الذي يشدون الرحال إليه طعما في رحمة الله، واعمارا للمسجد الذي يحاول الاحتلال افراغه من تاريخه وقدسيته.
بين تلك الاقواس الممتدة إلى مئات السنين، والبيوت المعمّرة؛ يربك المستوطنون الزائر المفتون بعراقة العمارة واصالتها، هذا ان نجا من حواجز الذل وكاميرات المراقبة التي تحصي الانفاس والخطوات، وتبقى الهاجس الذي يؤرق اهالي المدينة.
وحتى يتم المشهد بكامل تاريخيته وعراقته، يرى الزائر اصحاب الحرف العتيقة، من اصلاح البوابير والفوانيس، وصناع الفخار، كما أن رائحة حلوى الحلقوم تعطر الماشي بين سطور التاريخ حذر الاحتلال!.