حماس تأكل الحصرم بشهية وأهلنا بغزة يضرسون!!!- وليد ظاهر – الدنمارك
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
حماس اختارت منذ البداية ان تميز نفسها وان لا تكون شريك للكل الوطني، بل اعتمدت على سياسة الاستقواء بالخارج على الداخل الفلسطيني، واختارت الاقامة في دمشق، معلنة انضمامها الى المحور الايراني-السوري-حزب الله، والذي منحها الغطاء السياسي والعسكري والمالي، وعند اول ازمة واجهها النظام السوري مع جماعة الاخوان المسلمين، لم تكتفي حماس بالخروج من دمشق، بل انتقلت قيادة حماس للاقامة في الدوحة وانضمت الى المحور المعادي للنظام السوري القطري-الاخواني-التركي، الم يكن الاجدر بحماس ان تقف على الحياد وان لا تزج نفسها بالشأن الداخلي السوري، وخاصة لترد جميل النظام السوري معها.
اما اليوم فلقد اختارت حماس ان تشن حملة ظالمة لتشويه صورة القيادة الفلسطينية وحركة فتح، مكررة نفس الاسطوانة المشروخة لتسويق نفسهل بانها الضحية، خاصة بعد سقوط حكم الاخوان في مصر وصدور حكم قضائي مصري بحبس الرئيس المعزول مرسي بتهمة التخابر مع "حماس". سنحاول في هذا التقرير تسليط الضوء على حماس وحملتها الاخيرة.
اولا: لماذا اختارت حركة حماس هذا التوقيت، مع اقتراب موعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني (14/8)، وذلك بناء على الحوارات واتفاقيات المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية؟؟
باعتقادي ان حماس تريد تحقيق هدفين، الاول الهروب الى الامام من استحقاق المصالحة، وتحميل القيادة الفلسطينية وحركة فتح مسؤولية تعطيل المصالحة، والثاني استباق الحكم المصري حول ضلوعها وتتدخلها بالشأن الداخلي المصري، لان كل المؤشرات تقول بان حماس لم تكن طرفا محايدا في الشأن المصري، بل اختارت ان تأتمر بامر المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين.
في مقابلة على شاشة الجزيرة بعد هروبه من سجن النطرون، ذكر الرئيس المصري المعزول بان حماس شاركت في تهريبه، وذكرت صحيفة الاهرام المصرية في 24/6-2013، بعد نظر المحكمة في قضية الهروب من سجن وادي النطرون بتارخ 23/6-2013.. تبين للمحكمة ان عناصر من حماس والقسام وحزب الله نفذت المخطط بمشاركة مجموعات من الداخل وتحيل القضية للنيابة، وفي 26/7-2013 ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية بان المستشار حسن سمير قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة أصدر قرارا بحبس الرئيس المصري محمد مرسي لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيق بتهمة "التخابر" مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) و"اقتحام السجون" في إطار ما يعرف بقضية الفرار من سجن وادي النطرون.
ثانيا: ولكن لماذا تتصرف حماس بهذا الشكل المريب، لمعرفة ذلك نستشهد بميثاق حماس الجذور والفكر:
منذ البداية عرَّفت "حماس" نفسها بأنها "جناح من أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين"، لذلك أعلنت حماس في بيانها الأول الذي صدر يوم 14 كانون الأول ديسمبر 1987 م بأنها الذراع الضارب لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين المحتلة، ومنحت لنفسها صفة العالمية، وذكرت ذلك في المادة السابعة من ميثاقها "بحكم انتشار المسلمين الذين ينهجون منهج حركة المقاومة الإسلامية في كل بقاع العالم، ويعملون على مناصرتها، وتبني مواقفها، وتعزيز جهادها، فهي حركة عالمية"، وتؤمن أن قضية فلسطين قضية إسلامية أساساً، واحدى أهداف حماس الاستراتيجية هي إقامة الدولة الإسلامية على أرض فلسطين، واحترام الرأي الآخر في الحركات الإسلامية الأخرى ما دامت تصرفاتها في حدود الدائرة الإسلامية.
ويذكر عبد الناصر النجار في مقالة بعنوان "نصيحة إلى "حماس" اعتبروا من المتغيرات الجارفة ؟!":
"بعد الانقلاب العسكري الذي نفذته حركة "حماس" في قطاع غزة، وسيطرتها على السلطة في حزيران من العام 2007، سألت زميلاً "حمساوياً": من تفضّل، مواطناً فلسطينياً يصف نفسه بالعلماني أو الاشتراكي أم أندونيسياً يعتبر نفسه عضواً في جماعة الإخوان المسلمين؟ فلم يتردّد في الإجابة بأن الأقرب إليه هو الأندونيسي؛ لأن الأساس هو الالتزام الديني وليس البعد الوطني. هذه الإجابة ربما لم تكن مفاجئة، لأنها تعبّر بالأساس عن فكر الإخوان المسلمين، حيث تعتبر حركة "حماس" نفسها امتداداً لهذه الحركة، وهذا ما يؤكده دستورها".
سقوط حكم الاخوان في مصر:
على اثر عزل الرئيس المصري مرسي وسقوط حكم الاخوان، وجه السيد خالد مشعل والقيادي احمد يوسف واخرين نداء الى حركات الاسلام السياسي، وخاصة لقيادات حركتهم "حماس"، بالقيام بمراجعة وتقييم والاتكال على الداخل الفلسطيني، والعودة الى حضن الشرعية الوطنية الفلسطينية، لكن يبدو ان حماس غزة قد دقت المسمار الاخير في نعش المصالحة الفلسطينية، وحتى لم تكلف نفسها بمراجعة علاقاتها والاعتماد واستقواء بالخارج، الذي لن يعود الا بالكوارث على القضية والشعب الفلسطيني، وبدل من ان تتحمل مسؤولية اخطائها وتقدم اعتذار لما اقترفته بحق الشعب الفلسطيني وقضيته، وتنأى بنفسها عن التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، اختارت المكابرة على الخطأ وتوجيه سموم الفتنة المكشوفة، والتي لم تعد تنطوي على احد الى الداخل الفلسطيني، وقد اصبح واضحا بان حركة حماس قد اصابها التخبط والذعر، وذلك يتجلى في:
- ارتفاع وتيرة الاستدعاءات الامنية بحق ابناء حركة فتح.
- تكميم الحريات والافواه، ففي مساء يوم الخميس 25 تموز/يوليو الجاري، وصلت مجموعة من الشرطة الجنائيّة إلى مقرَّي وكالة "معاً" وقناة "العربيّة" في مدينة غزّة وأبلغت القيّمين عليهما بقرار النائب العام القاضي بإغلاق المكتبَين وأمرت العاملين فيهما بمغادرتهما فوراً. وقد رفضت الشرطة تسليم نسخاً مكتوبة من القرار واكتفت بإبرازه، وفقاً لما روى مديري المكتبَين لـ"المونيتور".
- محاولة اعادة العلاقات الى سابق عهدها مع ايران-سوريا-حزب الله.
- استمرار اعلامها المرئي والمسموع والمقروء في تبني وجهة نظر جماعة الاخوان المسلمين.
- شن حملة ظالمة بحق القيادة الفلسطينية وحركة فتح.
ولقد اتهم الكاتب مصطفى إبراهيم حركة "حماس" بممارسة كبت الحريات في قطاع غزّة، قائلاً "ما تعانيه حماس وما تصرخ به جهاراً نهاراً من كبت وقمع لحرياتها، وأنها ضحيّة وملاحقة في كلّ مكان من الآخرين، تقع به عندما تقوم هي بتكميم أفواه الآخرين وملاحقة وسائل الإعلام وإغلاقها بإجراءات غير قانونيّة وهي بالأساس سياسيّة، وتمارس الانتهاكات على غيرها بطريقة ثأريّة وانتقاميّة".
أضاف في المقال الذي نشره على مدوّنته يوم الأحد 26 تموز/يوليو الجاري، أنه "في زمن الحريات التي تصل عنان السماء والفضاء الرقمي والثورات العربيّة، لم يعد هناك مجال لمنع أي شخص من التعبير عن رأيه، فالمحاسبة هي بالرد على التحريض على الكراهية وتزوير الحقائق وعدم المهنيّة والمصداقيّة الصحافية بالقانون والإجراءات القانونيّة المكتملة، فالأخلاق لا تتجزأ".
وتخشى "حماس" استمرار الحملات الإعلاميّة ضدّها، الأمر الذي قد تستغلّه بعض المجموعات الشبابيّة لدعوة الفلسطينيّين إلى الخروج في مسيرات ضدّ حكمها في قطاع غزّة على غرار ما حدث في مصر، وهو ما شدّد المصدر المسؤول في حماس في حديثه إلى "المونيتور" على مواجهته بكل الوسائل "حتى ولو كان بالعنف".
ومع استشعار الحركة الإسلاميّة للخطر الذي قد تخلّفه تلك الحملات سواء بأخبار صحيحة أو مفبركة، ودخول الرئيس عبّاس مسار المفاوضات السياسيّة مجدداً وهو ما قد يسحب البساط من تحت أقدامها لا سيّما مع الإفراج عن معتقلين من السجون الإسرائيليّة، اتخذت "حماس" موقعاً لتحويل الأنظار عنها وجرّ غريمتها السياسيّة حركة "فتح" إلى الوحل السياسي.
ونختم بما كتبه يحيى رباح في مقالة بعنوان " حماس والهروب الانتحاري إلى الأمام؟؟؟":
على حماس أن تعترف بأن حكم محمد مرسي قد انتهى، محمد مرسي تحول من مرتبة رئيس إلى مرتبة سجين، خاصة وأن الملفات المعدة له في الأيام القادمة غاية في الخطورة!!! فلماذا حماس تركب رأسها، وتواصل الهروب الانتحاري إلى الأمام، هل هذا نوع من العجز، وعدم القدرة على التكيف؟؟؟ أم أن حركة حماس تعترف أنها متورطة أكثر ألف مرة من الاتهامات الموجهة لها من قبل القضاء المصري حتى الآن؟؟؟ ساعد الله قطاع غزة، فحماس تأكل الحصرم بشهية وأهلنا الصامدون في قطاع غزة يضرسون!!!