قطاع غزة.. فرحة منقوصة بقدوم العيد
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
حسن دوحان - رغم حالة الهدوء الأمني التي عاشها قطاع غزة شهر رمضان الحالي، بخلاف أشهر رمضان في الأعوام الماضية التي كانت تشهد سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية، إلا أن أجواء استمرار الحصار الإسرائيلي والانقسام ما زالت تلقي بظلالها الكئيبة على الاحتفال بعيد الفطر المبارك.
وفي قطاع غزة، بات كل شيء يشبه الخيال، فارتفاع الأسعار بات ظاهرة تقض مضاجع المواطنين خاصة أسعار الملابس والأدوات المنزلية.
ويشكو أولياء الأمور من تزامن ثلاث مناسبات مع بعضها وهي شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد وبدء العام الدراسي الجديد، الأمر الذي أرهقهم وجعلهم يلجأون للاستدانة في ظل ارتفاع الأسعار بشكل فاق التوقعات.
الأسعار مرتفعة
ويقول المواطن محمد أحمد (45 عاماً) من الشيخ رضوان بغزة: "ذهبت لأشتري ملابس لأولادي السبعة (ثلاثة ذكور وأربع إناث)، لكنني رجعت للبيت خالي الوفاض لأنني وضعت مئتي شيقل لكل فرد، لكن الأسعار غالية كثيرا وأنا بحاجة إلى ضعف هذا المبلغ، أي بحاجة الى3000 شيقل لكسوة أبنائي للعيد عدا عن كسوتي أنا ووالدتهم، وكل ما أتقاضاه هو راتب شهري 3000 شيقل.
ويعمل المواطن أحمد نائب مدير في وزارة الاتصالات سابقا، وراتبه بالكاد يكفيه هو وأسرته، ويضيف "لقد قمت بتأجيل شراء الملابس إلى ما بعد استلامي راتبي".
ويشير إلى انه تفاجأ باستغلال التجار لإغلاق الأنفاق على الحدود الفلسطينية المصرية ورفع أسعار الملابس، خاصة ملابس الأطفال التي أصبحت مرتفعة للغاية وتتراوح أسعار القطعة الواحدة منها بين 40 – 250 شيقلا.
إقبال بلا بيع
وفي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، تبدأ في قطاع غزة أجواء الاحتفال، لكن العام الجاري تأخرت تلك الأجواء والطقوس نظرا لعدم توفر السيولة النقدية لدى المواطنين.
وغالبية المواطنين الذين يتجولون في الأسواق والمحلات التجارية ليس بغرض الشراء وإنما لمعرفة الأسعار، كما يقول التاجر سامر صالح من رفح صاحب محلات بيع ملابس.
ويضيف صالح "منذ عدة أيام وهناك إقبال كبير من قبل المواطنين خاصة الشباب على التجول في المحال التجارية لكن نسبة البيع لم تتعد حتى الآن 10% نتيجة عدم صرف رواتب الموظفين".
ويرجع ارتفاع أسعار الملابس في الأسواق إلى توقف الأنفاق عن العمل وعدم جلب أي كميات من الملابس من مصر، بينما تم الاعتماد فقط على التجار الكبار الذين أصبحوا يتحكمون في الأسعار على مزاجهم، واختفت ظاهرة التجار الصغار، الأمر الذي ينذر بحدوث احتكارات جديدة من قبل التجار الرسميين أصحاب الشركات الكبرى.
اللحوم والدجاج الفواكه
ويعاني المواطنون منذ بدء شهر رمضان المبارك من ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، فقد ارتفعت أسعار الدواجن بشكل كبير إذ وصل سعر كيلو الدجاج إلى 15 شيقلا، وسعر اللحم الى 60 شيقلا.
وتقول الحاجة نعيمة سالم (64 عاما): كل شيء في الأسواق تضاعف سعره حتى الأدوات المنزلية، وطالبت المسؤولين بمراقبة التجار ووضع حد لارتفاع الأسعار أو توفير المواد الأساسية للمواطنين بأسعار مقبولة. ودعت أصحاب الضمائر الحية بضرورة وقف عملية احتكار المواد الأساسية من قبل بعض تجار الجملة في قطاع غزة.
وكالعادة ارتفعت أسعار الفواكه بشكل كبير ليصل سعر كيلو العنب والتين إلى عشرة شواقل رغم أنها إنتاج محلي، فيما ما زالت الحكومة المقالة تمنع إدخال الفواكه التي يتوفر لها بديل في قطاع غزة. ويقول المواطن أنيس محمد (40 عاما) : سعر كيلو المانجا خمسة شواقل لأنه يتم جلبها من إسرائيل بينما أسعار البطيخ والشمام والتين والعنب ما زالت مرتفعة.
أسعار الألعاب
وتشهد أسعار الألعاب ارتفاعا كبيرا، فقد بات الأطفال يطوفون حول تلك الألعاب دون مقدرتهم على شرائها، كما أن الألعاب تكرار لأشكال العاب العام الماضي دون أي جديد، كما يقول الطفل فؤاد يوسف (10 أعوام). ويضيف بتلقائية "بدهم يضحكوا علينا، ألعابهم قديمة وأسعارها نار"، ويشير إلى انه اشترى عددا من تلك الألعاب العام الماضي بأسعار أقل من العام الجاري بمقدار الثلث أو النصف.
أسعار الأسماك والفسيخ
ونتيجة إغلاق الأنفاق، عاودت أسعار الأسماك للارتفاع في قطاع غزة، وهو ما اثر على أسعار الفسيخ الذي بدأ الأهالي منذ بداية شهر رمضان المبارك بصناعته كل حسب طريقته.
فعدد من أهالي قطاع غزة يهوى الفسيخ الرنقا المدخن الإسرائيلي، بينما الجزء الآخر يهوى الفسيخ المدخن المصري، وجزء آخر يهوى الفسيخ البيتي أو الفسيخ العادي.
وتقول المواطنة سهير ادريس من رفح "لقد اشتريت عشرة كيلو سمك جرع مثلج أول شهر رمضان المبارك بسعر 13 شيقلا للكيلو وكبستهن فسيخ". وتضيف "العام الماضي اشتريت سمك جرع طازجا وبأسعار منخفضة، لكن هذا العام لم أجد سمكا طازجا فاشتريت السمك المثلج".
ويهرب التجار الأسماك عبر الأنفاق من مصر إلى قطاع غزة وهو ما أدى إلى وفرة الأسماك خلال الأشهر الماضية وانخفاض أسعاره.