من الحقن الطبية إلى وتر العود
المواطن علي حسنين
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
رشا حرز الله
تتراقص ألحان أغنيه الفنانة فيروز' نسّم علينا الهوى من مفرق الوادي.. يا هوى دخل الهوى خدني على بلادي' على أوتار عود المواطن علي حسنين ( 52 عاما)، من مدينة نابلس.
هذه الأوتار التي تجمع حول المواطن حسنين يوميا العديد من الشبان والفتيات وحتى الأطفال في محله في ما تعرف بمنطقة 'حبس الدم' في البلدة القديمة، للاستمتاع بعزفه لمقطوعات موسيقية متنوعة.
'حتى طلبة المدارس يأتون للمحل، عند عودتهم من المدرسة ويطلبون مني العزف، ويختارون الأغاني التي يحبون ترديدها' يقول حسنين.
الساعة تشير إلى العاشرة مساء، عود حسنين يدندن، الصوت يرتفع شيئا فشيئا، إلى أن كسر صمت المنطقة التي اعتادت سماع أصوات الانفجاريات والاقتحامات الليلية.
كان للعود القديم المعطوب الذي امتلكه والد المواطن علي حسنين منذ عام 1938، دور في اكتشاف مدى شغفه بهذه الآلة، حيث مكث أيام طوال في محاولة إصلاحه، حتى تكللت هذه المحاولات بالنجاح بالرغم من عدم توفر خبرة سابقة لديه في ذلك، وبعد أن فشل جميع من استعان بهم من أصدقاء وخبراء بصيانته، الأمر الذي جعله يترك مهنة التمريض دون تردد، ويتجه إلى تعلم كل ما له علاقة بتصنيع العود وصيانته.
'زرت بلدانا عربية كثيرة منها العراق وسوريا ومصر، لأتعلم كل ما يتعلق بهذه الآلة، وحرصت على الالتحاق بدورات الموسيقى مع أساتذة فلسطينيين، ومع التجربة وتراكم الخبرة، أصبحت المعتمد الوحيد في تصنيع العود وصيانته، وتعليمه' يقول علي حسنين.
اختار البلدة القديمة مكانا لمحله المعلق على جدرانه أشكال وأحجام مختلفة لهذه الآلة الموسيقية، كونها المكان الأنسب، ومنبع التراث والفلكلور والتاريخ كما يقول.
لآلة العود أنواع وأشكال وأحجام مختلفة، منها ما يتم صناعته من خشب الجوز، وخشب الورد، وشجر السيسم، والأبنوس وهو نوع من الشجر الذي ينمو في اليابان والفلبين وجزر الهند الشرقية، حيث يسافر حسنين خصيصا لشرائه من دول عربية وغربية عدة.
يقول حسنين، إن للعود ثلاثة أحجام منها الكبير، والمتوسط أو ما يقال عنه النصف، بالإضافة إلى الصغير أي الربع، فيما يستغرق تصنيع العود الواحد من 70-90 يوما، ويختلف ثمنها من آلة إلى أخرى غير أن ثمنها يبدأ من 1500 شيقل.
ونتيجة للخبرة المتراكمة أصبح حسنين قادرا على تصنيع آلة واحدة كل الشهر، وهذا يتم بناء على طلب الزبائن المنتشرين في مختلف الدول والمناطق، خاصة طلبة كليات الفنون في الجامعات المختلفة، كما استطاع جذب العديد من الزبائن من بلجيكا وأميركا، مؤكدا أن الأوروبيين يرغبون العود أكثر من غيرهم.
'الموسيقى تحتاج إلى وضع نفسي مريح، حتى يستطيع الإنسان أن يبدع' يؤكد المواطن علي حسنين، مضيفا إنه يقوم بتدريب العديد من الشبان والفتيات الراغبين بالتعلم على الآلة، وما يلفت انتباهه أن معظم المتدربين من الإناث، والموسيقى في فلسطين من وجهة نظره أفضل من السابق، أصبح لدينا فن فلسطيني ملتزم أكثر من غيره من الدول الأخرى، وذلك بحكم الظروف التي تعيشها فلسطين، حيث يستمد الفنان أغانيه من واقعنا الذي نعيشه.
zaرشا حرز الله
تتراقص ألحان أغنيه الفنانة فيروز' نسّم علينا الهوى من مفرق الوادي.. يا هوى دخل الهوى خدني على بلادي' على أوتار عود المواطن علي حسنين ( 52 عاما)، من مدينة نابلس.
هذه الأوتار التي تجمع حول المواطن حسنين يوميا العديد من الشبان والفتيات وحتى الأطفال في محله في ما تعرف بمنطقة 'حبس الدم' في البلدة القديمة، للاستمتاع بعزفه لمقطوعات موسيقية متنوعة.
'حتى طلبة المدارس يأتون للمحل، عند عودتهم من المدرسة ويطلبون مني العزف، ويختارون الأغاني التي يحبون ترديدها' يقول حسنين.
الساعة تشير إلى العاشرة مساء، عود حسنين يدندن، الصوت يرتفع شيئا فشيئا، إلى أن كسر صمت المنطقة التي اعتادت سماع أصوات الانفجاريات والاقتحامات الليلية.
كان للعود القديم المعطوب الذي امتلكه والد المواطن علي حسنين منذ عام 1938، دور في اكتشاف مدى شغفه بهذه الآلة، حيث مكث أيام طوال في محاولة إصلاحه، حتى تكللت هذه المحاولات بالنجاح بالرغم من عدم توفر خبرة سابقة لديه في ذلك، وبعد أن فشل جميع من استعان بهم من أصدقاء وخبراء بصيانته، الأمر الذي جعله يترك مهنة التمريض دون تردد، ويتجه إلى تعلم كل ما له علاقة بتصنيع العود وصيانته.
'زرت بلدانا عربية كثيرة منها العراق وسوريا ومصر، لأتعلم كل ما يتعلق بهذه الآلة، وحرصت على الالتحاق بدورات الموسيقى مع أساتذة فلسطينيين، ومع التجربة وتراكم الخبرة، أصبحت المعتمد الوحيد في تصنيع العود وصيانته، وتعليمه' يقول علي حسنين.
اختار البلدة القديمة مكانا لمحله المعلق على جدرانه أشكال وأحجام مختلفة لهذه الآلة الموسيقية، كونها المكان الأنسب، ومنبع التراث والفلكلور والتاريخ كما يقول.
لآلة العود أنواع وأشكال وأحجام مختلفة، منها ما يتم صناعته من خشب الجوز، وخشب الورد، وشجر السيسم، والأبنوس وهو نوع من الشجر الذي ينمو في اليابان والفلبين وجزر الهند الشرقية، حيث يسافر حسنين خصيصا لشرائه من دول عربية وغربية عدة.
يقول حسنين، إن للعود ثلاثة أحجام منها الكبير، والمتوسط أو ما يقال عنه النصف، بالإضافة إلى الصغير أي الربع، فيما يستغرق تصنيع العود الواحد من 70-90 يوما، ويختلف ثمنها من آلة إلى أخرى غير أن ثمنها يبدأ من 1500 شيقل.
ونتيجة للخبرة المتراكمة أصبح حسنين قادرا على تصنيع آلة واحدة كل الشهر، وهذا يتم بناء على طلب الزبائن المنتشرين في مختلف الدول والمناطق، خاصة طلبة كليات الفنون في الجامعات المختلفة، كما استطاع جذب العديد من الزبائن من بلجيكا وأميركا، مؤكدا أن الأوروبيين يرغبون العود أكثر من غيرهم.
'الموسيقى تحتاج إلى وضع نفسي مريح، حتى يستطيع الإنسان أن يبدع' يؤكد المواطن علي حسنين، مضيفا إنه يقوم بتدريب العديد من الشبان والفتيات الراغبين بالتعلم على الآلة، وما يلفت انتباهه أن معظم المتدربين من الإناث، والموسيقى في فلسطين من وجهة نظره أفضل من السابق، أصبح لدينا فن فلسطيني ملتزم أكثر من غيره من الدول الأخرى، وذلك بحكم الظروف التي تعيشها فلسطين، حيث يستمد الفنان أغانيه من واقعنا الذي نعيشه.