في الاغوار .. تصادر الاراضي لتؤجر لاصحابها !!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
يملك المزارع عمر جبارة من قرية بردلة في مناطق الأغوار نحو 20 دونماً من الأراضي الزراعية، لكنه في المقابل يعيش حياة فقر مدقع، لا يستطيع معها إعالة أسرته المكونة من ثمانية أفراد، لأن الأرض التي يملكها ويعمل فيها، صادرتها إسرائيل قبل 7 سنوات، ليبقى عاملاً فيها، بالإيجار.
المزارع عمر، اضطر عقب مصادرة أرضه الوحيدة التي كان يملكها، لاستئجارها من مستوطن استولى عليها، بأجرة سنوية تصل إلى 15 ألف شيكل، ويعمل فيها مع عائلته، لتوفير قوتهم الذي يجد صعوبة بالغة في توفيره.
إلى جانب عمر، فإن العشرات تعرضوا لنفس الظرف الذي عانى منه، واضطروا لاستئجار أراضيهم المصادرة من المستوطنين بمبالغ باهظة، عدا عن الآلاف من المزارعين الذي يعملون في مستوطنات زراعية ومصانع تغليف وتعليب تعود لإسرائيليين.
ولم يجد هؤلاء المزارعون أية آذان صاغية لشكواهم، لا مؤسسات رسمية كوزارة الزراعة، ولا جهات حقوقية تفضح الإسرائيليين الذين سرقوا أراضيهم ، ليصبحوا أجيرين في أراضيهم ومزارعهم، بينما الثمار التي يجنونها تذهب للمستوطنين الذين ينتظرون في بيوتهم.
واستولت إسرائيل منذ العام 1967 على أكثر من 80٪ من مساحة الأغوار ووادي الأردن في الضفة الغربية، وقامت بتحويلها إلى مناطق عسكرية مغلقة، ومزارع للمستوطنين الذين يعيشون هناك، وبنوا فوقها مصانع وشركات زراعية.
أما النسبة المتبقية من الأراضي، فيقطنها آلاف من البدو والمزارعين، في قرى سكنية عشوائية، تفتقر لأدنى مقومات الحياة، أصروا منذ سنوات على البقاء إلى جانب ما تبقى لهم من أراض عطشى للمياه، بينما يجري الماء من تحت أقدامهم داخل أنابيب باتجاه المستوطنات والأراضي الزراعية المصادرة.
ولم يجد عمر إلا أن يستأجر أرضه المصادرة حتى يواصل حياته قربها ، كما أن عدم وجود مصدر رزق بديل ثبته في أرضه أكثر، "فأنا المعيل الوحيد لأسرتي المكونة من ثمانية أفراد، وعلى استعداد لأذهب وأولادي للعمل لدى المستوطنين لنبقى أحياء".
ويرى أن الأولى بالسلطة الفلسطينية توفير الحد الأدنى من الحياة للفلسطينيين في مناطق الأغوار، الذين يمارسون واجباً وطنياً عبر مرابطتهم في أراض مهددة بالمصادرة كل يوم، "لكن ما يحصل هو العكس، يكثفون استثماراتهم في رام الله، وينسون من هو أحق بها".
وفي سياق متصل، اضطر مزارع آخر، لهجرة أرضه البالغ حجمها 3 دونمات، وتوجه للعمل داخل المستوطنات، لافتقاره إلى مياه تروى الزرع، حيث طمرت إسرائيل ثلاثة آبار مياه كانت بالقرب من مزرعته، واستولت على بئرين آخرين، بهدف تهجيره من المكان الذي يعيش فيه.
ويبلغ عدد الآبار التي استولت عليها إسرائيل أو طمرتها منذ عام 1967 أكثر من 540 بئر مياه ونبع، تمت مصادرها في مناطق الأغوار، عدا عن سرقة مياه نهر الأردن، وتحويلها جمعياً إلى المستوطنات، ولآبار تجميع المياه في تلك المساحات المصادرة.
عن القدس المقدسية