برهان صبيح يكشف تفاصيل لغز الافراج عنه رغم اعتقاله بعد اوسلو
المحرر برهان صبيح ووالدته
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
علي سمودي – " حريتي حلم ، فقد خرجت من بطن الحوت وظلمات القهر والاعتقال الظالم لعالم الحرية الذي لم اتوقعه طوال فترة اعتقالي ".. بهذه الكلمات استهل الاسير المحرربرهان حمد عبد صبيح (43 عاما ) حديثه لمراسل صحيفة القدس في اللحظات الاولى لوصوله لمنزل في بلدة كفرراعي قضاء جنين بعد تحرره من السجون الاسرائيلية التي قضى فيها 12 عاما من محكوميته البالغة 6 مؤبدات اضافة ل20 عاما .
لغز ادراجه ضمن الصفقة
ادراج برهان الضابط في جهاز الامن الوقائي ضمن الدفعة الاولى من الاسرى القدامي الذين وافقت اسرائيل على الافراج عنهم عقب انطلاقة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ، اثار الكثير من التساؤلات والاستغراب كونه اعتقل في 18/2/ 2001 عن حاجز عسكري على مفرق دير شرف، رغم حصوله على عفو اسرائيلي شامل، والتزامه بتادية واجباته ضمن الجهاز الذي انتسب اليه عقب اقامة السلطة الوطنية ، لكنه امتلك اجابة واضحه حول اللغز المحير ، وقال " اسرائيل عاقبتني باثر رجعي واعادت فتح ملف القضايا التي كانت موجهة لي قبل اتفاق اوسلو ، حيث كنت مطلوبا لاجهزة الامن الاسرائيلية خلال الانتفاضة الاولى بتهمة قيادة مجموعات الفهد الاسود الجناح العسكري لحركة فتح في منطقة كفرراعي "، واضاف " تعرضت للكمائن والاستهداف ونجوت من عشرات محاولات الاغتيال ، ومنذ عام 1990 وحتى 1994 لم تتمكن قوات الاحتلال من اعتقالي وبعد اقامة السلطة الوطنية وانخراطي في جهاز الامن الوقائي حصلت وكافة المطلوبين على عفو رسمي ".
ووسط فرحته الكبيرة بتحرره ، اوضح برهان ، انه بعد العفو تنقل بشكل طبيعي عبر الحواجز الاسرائيلية وسافر للاردن عدة مرات وعاش حياته بشكل طبيعي حتى فوجيء باعتقاله في ظل السلطة الوطنية وبعد 7 سنوات من توقيع اتفاق اوسلو .
ويقول المحرر برهان " تنصلت اسرائيل من اتفاق العفو رغم جهود القيادة الفلسطينية لاطلاق سراحي ، وخضعت للتحقيق على ملف القضايا المنسوبة الي قبل اوسلو وصدر بحقي الحكم القاسي ولم اتوقع يوما ان حريتي ستكون قريبة رغم قناعتي ان اعتقالي وحكمي تعسفي وظالم "، وتابع " عندما اعلنت اسماء الدفعة الاولى فوجئت بادراج اسمي، واعتقد ان السبب يتعلق بلائحة الاتهام المتعلقة بنشاطي في مقاومة الاحتلال قبل اتفاق اوسلو ، لذلك اعتبروني ضمن المعتقلين القدامى ".
مفاجاة كبيرة
ورغم اجواء الفرح والاحتفالات التي نظمتها حركة فتح في استقبال برهان الذي يعتبر من ابرز قادتها ، والتفاف والدته وزوجته وابنائه واهل بلدته حوله بدت عليه معالم الذهول والاستغراب وكأنه لا يصدق مسألة تحرره ، وقال " عندما سمعت اسمي لم اصدق ، لان الاتفاق كان يقضي بالافراج عن القدامى في وقت امضيت فيه 12 عاما في السجن وهناك اسرى اقدم واولى مني "، ويضيف " عشت لحظات خوف وتوتر اصعب من كل سنوات مطاردتي واعتقالي ، ورغم ابلاغي رسميا من الادارة ونقلي مع باقي اسرى الدفعة لم اصدق حتى وطأت قدماي ارض المقاطعة، عندها ادركت انه ليس كابوس وانما حقيقة ".
الفرح والدموع
لم تختلف الصورة في منزل عائلة برهان ، فالوالدة السبيعينة سلوى صبيح التي حرمها المرض من رؤية وزيارة ابنها ، والزوجة التي صبرت وتحملت كل الظروف القاسية عندما فوجئت باعتقال برهان مخلفا طفلين في عمر الزهور ، والابناء ليث ومحمود الذين قضوا سنوات عمرهم على بوابات السجون لم يصدقوا نبأ تحرره رغم عناقهم لهم ، وامتزجت مشاعر الفرح بالدموع ، وقالت ام برهان " انها معجزة ، عانقت ابني وقبلته ولكني لم اصدق ان امنية حياتي الوحيدة تحققت وعاد برهان ليعوضنا عن سنوات الالم والفراق ، انه الاغلى واحب ابنائي لدي واعتقاله انتزع قلبي وعيوني ".
وعد الرئيس الصادق
وبينما كان برهان يقبل جبهة ويدي والدته التي انهمرت دموعها بغزارة ، قالت وهي تشارك المحتفين بحريته الرقص والغناء " اشكر الرئيس محمود عباس صاحب الوعد الصادق ، وعدنا بتحرير ابطالنا وحقق الحلم ، فدوما كنت اخشي ان يحل قدري قبل عناق ابني ".
لحظات عناق طويلة تبادلها برهان مع زوجته وولديه الذين انهمكوا في توزيع الحلوى على الحضور ، وقالت الزوجة ام ليث " تحرر زوجي مكرمة ربانية شرفنا بها الرئيس ابو مازن ، لم اتوقعها بمثل هذه السرعة رغم ان كل دقيقة في رحلة اعتقاله التعسفي الظالم تساوي دهر باكمله ، 12 عاما من الالم والعذاب والحرمان والمنع الامني "، واضافت وهي تعانق زوجها " اجتمع الشمل ، وكسر الرئيس المعايير والتنصيفات البغيضة واعاد لنا الحياة والامل ".
طلعنا وقهرنا السجان
حتى الرابعة فجرا ، انتظرت عائلة برهان واهالي بلدته لحظة وصوله ، حيث استقبل بعرس جماهيري رفع المشاركون فيه اعلام فلسطين وصور الرئيس ابو مازن ، وعندما وصل لبوابة منزله اجهش بالبكاء من شدة تاثره برؤية اسرته التي لم يجتمع بها منذ سنوات ، ولكن سرعان ما تبددت لحظات الالم والدموع وتحولت لحظات العناق لاجواء فرح ورقص وغناء تعالت فيها الهتافات على نشيد " طلعنا وقهرنا السجان ".
الابن ليث الذي تركه برهان في عمر 6 سنوات واصبح اليوم طالبا في الجامعة ، قال " نعم تحرر ابي وكسرنا القيد وقهرنا السجان ، فطوال حياتي وانا اتمنى ان اعيش رمضان والعيد مع ابي الذي المنا غيابه حتى اصبح لا يوجد شيء اسمه فرح في قاموس حياتنا "، ويضيف " اعتقل والدي وانا بعمر 6 سنوات، لم اكن اعرفه جيدا،وعانيت طويلا خلال اعتقاله ، خاصة في المناسبات ،لم اتعود ان انادي كلمة ابي كما الاخرين ،وخلال دراستي دوما افتقدته وتالمت لانه لا يشاركني حياتي ".
وبين العناق والدموع ، قال الابن محمود الذي تركه والده في سن 3 سنوات "لم يكن والدنا معنا في أي عيد ، فمنذ صغرنا نقضي العيد في زيارته ،ويكون نصيبنا البكاء عندما نشاهد الاباء مع اولادهم يشترون لهم الهدايا والالعاب "، ويضيف "كلنا كنا معتقلون ، لا فرق بيني وبين ابي وشقيقي ووالدتي وجدتي وكل اسرتي عشنا نفس مرارة السجن وسياسات الاحتلال التي فرضت ظلالها على كل مناحي حياتنا ، ولكن كل ذلك اصبح ذكرى فابي عاد شامخا وانتصر بفضل حنكة وشجاعة الرئيس على السجن والسجان ".
فرحة الحرية
الفرحة طيرت النوم من عيون اهالي بلدته كما عائلته ،واشرقت شمس اليوم الجديد والاغنيات الوطنية تصدح في سماء البلدة التي تزينت جدرانها بصور برهان الذي قال " انه انتصار حقيقي كرمنا به الرئيس محمود عباس وشعبنا الوفي ، وعندما استقبلنا الرئيس وعانقنا نسيت كل عذابات السجن المريرة ، والتفاف القيادة وشعبنا حولنا رفع معنوياتنا لاننا تلمسنا الوفاء والدعم لقضيتنا وهذا منحنا الطمانينة على مصير اخوتنا الاسرى وخاصة القدامى بعدما اكد لنا الرئيس ان اتفاق الافراج عنهم جميعا ملزم وسيشمل الجميع وفي مقدمتهم اسرى القدس والداخل ".
واكد المحرر برهان ، انه رغم تاثر الاسرى بتقسيم عملية الافراج لدفعات ، فان لديهم ثقة كبيرة بالرئيس باستكمال الجهد حتى الافراج عن اخر اسير من القدامي ، وقال " لتخرس كل الالسن التي انتقدت اتفاق الافراج عنا ، فهو انجاز وطني كبير يؤسس لمرحلة جديدة في التعامل مع ملف الاسرى ، ويؤكد عظمة قيادتنا الحكيمة في نضالها اليومي إلى جانب أسرانا وإعطائهم الأولوية على طاولة المفاوضات".
وقال المحرر برهان " نعيش فرحة العمر بانبلاج فجر الحرية بحياتنا ، لكن الفرحة لن تكتمل حتى الافراج عن اخر اسير ، ونتامل ان يصر الرئيس على الافراج عن الاسيرات والاطفال والمرضى ومنع اسرائيل من اعدامهم ببطء في مقابر الاحياء خاصة في "الرملة " ، مؤكدا انه سينخرط مع كل احرار شعبنا في كافة الفعاليات لابراز واثارة قضية الاسرى .
رسائل من خلف القضبان
واشار برهان ، الى سلطات الاحتلال مارست اساليب قهرية للتنغيص عليهم خلال الافراج عنهم ، مطالبا بمتابعة هذه القضايا لمنع تكرارها مع اسرى الدفعات القادمة .
ووسط عبارات الشكر للرئيس والقيادة وجماهير الشعب الفلسطيني لدعمهم المستمر لحرية الاسرى ،افاد انه يحمل رسالة من الاسرى للرئيس والقيادة الفلسطينية ، تطالب بتكثيف الجهود لاستعادة الوحدة الوطنية وتنفيذ اتفاق المصالحة وانهاء الانقسام الاسود ، وفي الشق الثاني ، يؤكد الاسرى ضرورة فتح ملفهم بشكل كامل ووضع استراتيجة فلسطينية تقود لاتفاق رسمي وملزم بجدولة الافراج عن جميع ابطال الحرب والسلام والحرية ، وقال :" المطلوب اولا اغلاق الابواب امام اسرائيل لمنعها من التراجع او التلاعب بباقي بنود الاتفاق ، والعمل لتكون الدفعة الثانية من الداخل والقدس وذوي الاقدمية "، واضاف " الضغط من خلال الراعي الامريكي لربط التقدم والاستمرار في المفاوضات بجدول وسقف زمني محدود وواحد لنحقق حلم كل ام وعائلة فلسطينية بتحرير كل اسيراتنا واسرانا الذين ضحوا بحياتهم وحريتهم في سبيل فلسطين شعبهم وارضهم ".
haعلي سمودي – " حريتي حلم ، فقد خرجت من بطن الحوت وظلمات القهر والاعتقال الظالم لعالم الحرية الذي لم اتوقعه طوال فترة اعتقالي ".. بهذه الكلمات استهل الاسير المحرربرهان حمد عبد صبيح (43 عاما ) حديثه لمراسل صحيفة القدس في اللحظات الاولى لوصوله لمنزل في بلدة كفرراعي قضاء جنين بعد تحرره من السجون الاسرائيلية التي قضى فيها 12 عاما من محكوميته البالغة 6 مؤبدات اضافة ل20 عاما .
لغز ادراجه ضمن الصفقة
ادراج برهان الضابط في جهاز الامن الوقائي ضمن الدفعة الاولى من الاسرى القدامي الذين وافقت اسرائيل على الافراج عنهم عقب انطلاقة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ، اثار الكثير من التساؤلات والاستغراب كونه اعتقل في 18/2/ 2001 عن حاجز عسكري على مفرق دير شرف، رغم حصوله على عفو اسرائيلي شامل، والتزامه بتادية واجباته ضمن الجهاز الذي انتسب اليه عقب اقامة السلطة الوطنية ، لكنه امتلك اجابة واضحه حول اللغز المحير ، وقال " اسرائيل عاقبتني باثر رجعي واعادت فتح ملف القضايا التي كانت موجهة لي قبل اتفاق اوسلو ، حيث كنت مطلوبا لاجهزة الامن الاسرائيلية خلال الانتفاضة الاولى بتهمة قيادة مجموعات الفهد الاسود الجناح العسكري لحركة فتح في منطقة كفرراعي "، واضاف " تعرضت للكمائن والاستهداف ونجوت من عشرات محاولات الاغتيال ، ومنذ عام 1990 وحتى 1994 لم تتمكن قوات الاحتلال من اعتقالي وبعد اقامة السلطة الوطنية وانخراطي في جهاز الامن الوقائي حصلت وكافة المطلوبين على عفو رسمي ".
ووسط فرحته الكبيرة بتحرره ، اوضح برهان ، انه بعد العفو تنقل بشكل طبيعي عبر الحواجز الاسرائيلية وسافر للاردن عدة مرات وعاش حياته بشكل طبيعي حتى فوجيء باعتقاله في ظل السلطة الوطنية وبعد 7 سنوات من توقيع اتفاق اوسلو .
ويقول المحرر برهان " تنصلت اسرائيل من اتفاق العفو رغم جهود القيادة الفلسطينية لاطلاق سراحي ، وخضعت للتحقيق على ملف القضايا المنسوبة الي قبل اوسلو وصدر بحقي الحكم القاسي ولم اتوقع يوما ان حريتي ستكون قريبة رغم قناعتي ان اعتقالي وحكمي تعسفي وظالم "، وتابع " عندما اعلنت اسماء الدفعة الاولى فوجئت بادراج اسمي، واعتقد ان السبب يتعلق بلائحة الاتهام المتعلقة بنشاطي في مقاومة الاحتلال قبل اتفاق اوسلو ، لذلك اعتبروني ضمن المعتقلين القدامى ".
مفاجاة كبيرة
ورغم اجواء الفرح والاحتفالات التي نظمتها حركة فتح في استقبال برهان الذي يعتبر من ابرز قادتها ، والتفاف والدته وزوجته وابنائه واهل بلدته حوله بدت عليه معالم الذهول والاستغراب وكأنه لا يصدق مسألة تحرره ، وقال " عندما سمعت اسمي لم اصدق ، لان الاتفاق كان يقضي بالافراج عن القدامى في وقت امضيت فيه 12 عاما في السجن وهناك اسرى اقدم واولى مني "، ويضيف " عشت لحظات خوف وتوتر اصعب من كل سنوات مطاردتي واعتقالي ، ورغم ابلاغي رسميا من الادارة ونقلي مع باقي اسرى الدفعة لم اصدق حتى وطأت قدماي ارض المقاطعة، عندها ادركت انه ليس كابوس وانما حقيقة ".
الفرح والدموع
لم تختلف الصورة في منزل عائلة برهان ، فالوالدة السبيعينة سلوى صبيح التي حرمها المرض من رؤية وزيارة ابنها ، والزوجة التي صبرت وتحملت كل الظروف القاسية عندما فوجئت باعتقال برهان مخلفا طفلين في عمر الزهور ، والابناء ليث ومحمود الذين قضوا سنوات عمرهم على بوابات السجون لم يصدقوا نبأ تحرره رغم عناقهم لهم ، وامتزجت مشاعر الفرح بالدموع ، وقالت ام برهان " انها معجزة ، عانقت ابني وقبلته ولكني لم اصدق ان امنية حياتي الوحيدة تحققت وعاد برهان ليعوضنا عن سنوات الالم والفراق ، انه الاغلى واحب ابنائي لدي واعتقاله انتزع قلبي وعيوني ".
وعد الرئيس الصادق
وبينما كان برهان يقبل جبهة ويدي والدته التي انهمرت دموعها بغزارة ، قالت وهي تشارك المحتفين بحريته الرقص والغناء " اشكر الرئيس محمود عباس صاحب الوعد الصادق ، وعدنا بتحرير ابطالنا وحقق الحلم ، فدوما كنت اخشي ان يحل قدري قبل عناق ابني ".
لحظات عناق طويلة تبادلها برهان مع زوجته وولديه الذين انهمكوا في توزيع الحلوى على الحضور ، وقالت الزوجة ام ليث " تحرر زوجي مكرمة ربانية شرفنا بها الرئيس ابو مازن ، لم اتوقعها بمثل هذه السرعة رغم ان كل دقيقة في رحلة اعتقاله التعسفي الظالم تساوي دهر باكمله ، 12 عاما من الالم والعذاب والحرمان والمنع الامني "، واضافت وهي تعانق زوجها " اجتمع الشمل ، وكسر الرئيس المعايير والتنصيفات البغيضة واعاد لنا الحياة والامل ".
طلعنا وقهرنا السجان
حتى الرابعة فجرا ، انتظرت عائلة برهان واهالي بلدته لحظة وصوله ، حيث استقبل بعرس جماهيري رفع المشاركون فيه اعلام فلسطين وصور الرئيس ابو مازن ، وعندما وصل لبوابة منزله اجهش بالبكاء من شدة تاثره برؤية اسرته التي لم يجتمع بها منذ سنوات ، ولكن سرعان ما تبددت لحظات الالم والدموع وتحولت لحظات العناق لاجواء فرح ورقص وغناء تعالت فيها الهتافات على نشيد " طلعنا وقهرنا السجان ".
الابن ليث الذي تركه برهان في عمر 6 سنوات واصبح اليوم طالبا في الجامعة ، قال " نعم تحرر ابي وكسرنا القيد وقهرنا السجان ، فطوال حياتي وانا اتمنى ان اعيش رمضان والعيد مع ابي الذي المنا غيابه حتى اصبح لا يوجد شيء اسمه فرح في قاموس حياتنا "، ويضيف " اعتقل والدي وانا بعمر 6 سنوات، لم اكن اعرفه جيدا،وعانيت طويلا خلال اعتقاله ، خاصة في المناسبات ،لم اتعود ان انادي كلمة ابي كما الاخرين ،وخلال دراستي دوما افتقدته وتالمت لانه لا يشاركني حياتي ".
وبين العناق والدموع ، قال الابن محمود الذي تركه والده في سن 3 سنوات "لم يكن والدنا معنا في أي عيد ، فمنذ صغرنا نقضي العيد في زيارته ،ويكون نصيبنا البكاء عندما نشاهد الاباء مع اولادهم يشترون لهم الهدايا والالعاب "، ويضيف "كلنا كنا معتقلون ، لا فرق بيني وبين ابي وشقيقي ووالدتي وجدتي وكل اسرتي عشنا نفس مرارة السجن وسياسات الاحتلال التي فرضت ظلالها على كل مناحي حياتنا ، ولكن كل ذلك اصبح ذكرى فابي عاد شامخا وانتصر بفضل حنكة وشجاعة الرئيس على السجن والسجان ".
فرحة الحرية
الفرحة طيرت النوم من عيون اهالي بلدته كما عائلته ،واشرقت شمس اليوم الجديد والاغنيات الوطنية تصدح في سماء البلدة التي تزينت جدرانها بصور برهان الذي قال " انه انتصار حقيقي كرمنا به الرئيس محمود عباس وشعبنا الوفي ، وعندما استقبلنا الرئيس وعانقنا نسيت كل عذابات السجن المريرة ، والتفاف القيادة وشعبنا حولنا رفع معنوياتنا لاننا تلمسنا الوفاء والدعم لقضيتنا وهذا منحنا الطمانينة على مصير اخوتنا الاسرى وخاصة القدامى بعدما اكد لنا الرئيس ان اتفاق الافراج عنهم جميعا ملزم وسيشمل الجميع وفي مقدمتهم اسرى القدس والداخل ".
واكد المحرر برهان ، انه رغم تاثر الاسرى بتقسيم عملية الافراج لدفعات ، فان لديهم ثقة كبيرة بالرئيس باستكمال الجهد حتى الافراج عن اخر اسير من القدامي ، وقال " لتخرس كل الالسن التي انتقدت اتفاق الافراج عنا ، فهو انجاز وطني كبير يؤسس لمرحلة جديدة في التعامل مع ملف الاسرى ، ويؤكد عظمة قيادتنا الحكيمة في نضالها اليومي إلى جانب أسرانا وإعطائهم الأولوية على طاولة المفاوضات".
وقال المحرر برهان " نعيش فرحة العمر بانبلاج فجر الحرية بحياتنا ، لكن الفرحة لن تكتمل حتى الافراج عن اخر اسير ، ونتامل ان يصر الرئيس على الافراج عن الاسيرات والاطفال والمرضى ومنع اسرائيل من اعدامهم ببطء في مقابر الاحياء خاصة في "الرملة " ، مؤكدا انه سينخرط مع كل احرار شعبنا في كافة الفعاليات لابراز واثارة قضية الاسرى .
رسائل من خلف القضبان
واشار برهان ، الى سلطات الاحتلال مارست اساليب قهرية للتنغيص عليهم خلال الافراج عنهم ، مطالبا بمتابعة هذه القضايا لمنع تكرارها مع اسرى الدفعات القادمة .
ووسط عبارات الشكر للرئيس والقيادة وجماهير الشعب الفلسطيني لدعمهم المستمر لحرية الاسرى ،افاد انه يحمل رسالة من الاسرى للرئيس والقيادة الفلسطينية ، تطالب بتكثيف الجهود لاستعادة الوحدة الوطنية وتنفيذ اتفاق المصالحة وانهاء الانقسام الاسود ، وفي الشق الثاني ، يؤكد الاسرى ضرورة فتح ملفهم بشكل كامل ووضع استراتيجة فلسطينية تقود لاتفاق رسمي وملزم بجدولة الافراج عن جميع ابطال الحرب والسلام والحرية ، وقال :" المطلوب اولا اغلاق الابواب امام اسرائيل لمنعها من التراجع او التلاعب بباقي بنود الاتفاق ، والعمل لتكون الدفعة الثانية من الداخل والقدس وذوي الاقدمية "، واضاف " الضغط من خلال الراعي الامريكي لربط التقدم والاستمرار في المفاوضات بجدول وسقف زمني محدود وواحد لنحقق حلم كل ام وعائلة فلسطينية بتحرير كل اسيراتنا واسرانا الذين ضحوا بحياتهم وحريتهم في سبيل فلسطين شعبهم وارضهم ".