رام الله : "طباشير ملونة من عسقلان" يفتتح مهرجان إنسان السينمائي
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
انطلقت، امس الخميس، فعاليات مهرجان إنسان السينمائي 2013 في قصر رام الله الثقافي، وتنظمه الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية وملتقى فلسطين الثقافي بالشراكة مع بلدية رام الله.
وشمل حفل إطلاق فعاليات المهرجان عرض اغنية تحمل اسم المهرجان لفرقة "بلاك تيما" المصرية، اضافة الى عرض فيلم "طباشير ملونة من عسقلان" للمخرجة اللبنانية ليلى حطيط، الى جانب معرض لمجسمات خشبية تحمل صوراً لعدد من الأسرى والأسيرات القابعين في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وقال يوسف الشايب، مدير مهرجان إنسان السينمائي في كلمته : بدأت حكاية المهرجان بدورة تجريبية، قبل عامين، عقب مشاركتي ممثلا لفلسطين في مهرجان سينمائي لحقوق الإنسان كان نظم في تركيا وحمل اسم "آدم"، وحينها فكرت في تنظيم مهرجان شبيه في فلسطين، وكان ذلك بعد حصولي على حقوق بث عدد من الأفلام العالمية، وبعد لقاء مع المخرج يوسف الديك، رئيس الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية.
وأضاف الشايب: هذا العام، قررت الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية وملتقى فلسطين الثقافي إعادة الحياة لـ"إنسان" كمهرجان سينمائي يفتح النوافذ امام الجمهور الفلسطيني للاطلاع على ثقافات العالم، وينقل في الوقت ذاته فلسطين إلى العالم، وايضا من اجل إخراج "السينما في فلسطين، ولو عنوة، من غرفة الإنعاش"، مستهجناً في الوقت ذاته غياب السينما كحقل فني حيوي عن أجندة الدعم والاهتمام من قبل المؤسسات الرسمية والاهلية ومؤسسات القطاع الخاص.
وشدد على أن قضية الأسرى "الذين يدفعون حريتهم وحيواتهم ثمناً لبقائنا على قيد الحياة، وأملاً في فلسطين حرة من الاحتلال"، قضية إنسانية بامتياز، وبالتالي يتوجب علينا نقلها إلى العالم، ولأنها كذلك، ولأن "الأسرى يستحقون منا الكثير الكثير"، فإن "أقل ما يمكن فعله هو توجيه تحية لهم عبر إهداء مهرجان إنسان السينمائي لهم".
وتناولت المخرجة اللبنانية ليلى حطيط في فيلمها "طباشير ملونة من عسقلان"، حكاية الفنان الفلسطيني زهدي العدوي، الذي امضى 15 عاما في سجون الاحتلال، حيث لم يتجاوز عمره لحظة الاعتقال 15 عاماً.
وتلخصت تجربه العدوي في محاولته التغلب علي جدران وقضبان السجن من خلال الرسم على "قصاصات" وسادته داخل السجن، بمساعده رفاقه الاسرى الذين تمكنوا من تهريب الالوان الى داخل السجن من اجل تجهيز اللوحات، وتهريبها فيما بعد الى خارج السجن عبر اهاليهم، حيث أشار ابن غزة، من داخل منزله في مخيم اليرموك للاجئين في دمشق، حين إنتاج الفيلم قبل أربع سنوات، وعرض لأول مرة في فلسطين، إنه رسم العديد من اللوحات، لكن لوحاته المئة داخل عسقلان وزنازين الاحتلال، ونجح رفاقه في تهريب سبعين منها، هي الأكثر صدقاً.
يذكر ان الفنان الفلسطيني زهدي العدوي اعتقل في العام 1970، لكن ذلك لم يخمد عزيمته فواصل التمرد الذي قاده إلى ابتكار الية ذكية للتعبير عن واقع والام السجن وعن الحرية المسلوبة وتمثلت في الرسم على أغطية مخدات السجن وتهريبها إلى خارج المعتقل عن طريق الزوار، حيث كانوا يقومون بعملية تبادل ذكية معهم، إذ كان الزوار يدخلون الأقلام الجافة الملونة في أفواههم وينقلونها إلى الاسرى بعد تقبيلهم، وفي المقابل كان الاسرى يمرّرون الأعمال الفنية من أكمام ملابسهم إلى أكمام الزوار فترى الأعمال النور، وتنطلق في رحلتها بعد ذلك لتروي حكاية مرارة السجن وحلاوة الحرية المنشودة.
ويختتم مهرجان إنسان السينمائي 2013 فعالياته في 20 من الشهر الجاري بعرض فيلم "مملكة النمل" للمخرج العربي التونسي شوقي الماجري. وتتضمن فعاليات هذا المهرجان أفلاماً تعرض في فلسطين للمرة الأولى مثل "البحث عن رجل السكر"، و"7 ساعات فرق"، و"انغلش فنغلش"، و"شرطي على الهامش".