الطفلة أنوار... فَقَدَت البوصلة في قلنديا
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
أسيل الأخرس
'قرب العيد وأبوي ما راح يكون معي'، اقتصر تفكير الطفلة أنوار في تعليقها على رحيل والدها، وفقدانها تواجده في البيت وبين أزقة المخيم، دون أن يذهب بها التفكير إلى أن اختفاءه سيطول جميع مناسباتهم.
رصاصة واحدة في الصدر قضت على حياة أب لأربعة أبناء أكبرهم أنوار ابنة 12 عاما والتي لم تتوقف عن طرح الأسئلة، هو عايش ولا ميت؟ من سيدللني بعده؟ والدي كان يدللني أكثر من باقي إخوتي، 'كان يحكي لي تمني خيرا للناس مشان الله يعطيكي إلي بدك إياه'.
أنوار ابنه الشهيد روبين زيد من مخيم قلنديا، كانت ترتدي زي المدرسة واستبدلته بالرداء المناسب لهذا اليوم الذي ستتحول فيه حياتها من طالبة عادية إلى ابنة شهيد وسيرتبط لديها نسيم الصباح برائحة الموت.
تقول أنوار 'الصبح بابا أيقظني من النوم وقال لي أن أيقظ إخوتي ثم غادر المنزل، واتصل على والدتي بعد مغادرته، وقال 'لا ترسلي الأطفال ألغيت المدرسة اليوم بسبب دخول الجيش باكرا '.
خرج الطفل فارس 6 أعوام أصغر إخوته للاحتفال بيوم أضافي للعب، وأخبر صديقا له عن إصابة والده إما في ظهره، أو في كتفه إلى والدته، وهو حتى لا يميز معناه ولا يقدر على تخيل تبعات هذا الخبر'.
تقول أنوار 'جلسنا على الشباك فيما هرعت الأم المكلومة للتأكد من خبر الإصابة، 'وسألنا أقرباءنا وإذا بهم يبكون وسكان المخيم يبكون ويرتدن السواد، ذهبنا لبيت جدي وأخبرتنا جدتي هناك باستشهاد والدنا'.
وجلست عمة الشهيد وشقيقة الشهيد عودة زيد تخفف عن الطفلة وتحدثها عن مكانة الشهيد وهو عودة زيد، والذي استشهد عام 1989 في عيد الاستقلال وطمأنتها أنه سيكون باستقبال والدها وسيهتم به.
لم تسعف الإبر المهدئة أم الشهيد وزوجته اللتان تلقتا النبأ المشؤوم ولكن تجرع مرارة الألم كان أقوى واشد.
وتقول والدة الشهيد 'طلبت من المسؤولين في المستشفى أن أراه ودخلت ورايته يبتسم كما لم أراه مبتسما بالسابق ودمه الأحمر يغطي جسده'، وتردف قائلة: 'تركتني وتركت أولادك الصغار لمين يما ؟؟؟'سؤال لم يتمكن أحد من الإجابة عليه سوى بذرف المزيد من الدموع'.
وأثناء التجمع الغفير بانتظار وصول الشهيد روبين جاء نبأ آخر حمل صراخ واستغفار وتمنيات لذوي الشهيد جهاد أصلان بالصبر... مشهد قديم حديث، ولكن وجع الفاقدين الجدد يذكر الفاقدين القدامى بخسارة أعزائهم فيما أعلن عبر مكبرات الجوامع عن إضراب شامل في المخيم حدادا على أرواح الشهداء الأمر الذي ذكّر سكان المخيم بفترات عصيبة خسروا فيها أعزاءهم.
جميع الشهداء روبين زيد، ويونس جحجوح، وجهاد أصلان، تركوا أزقة المخيم، لنرى لكل منهم صورة ترسم قريبا على بوابة قلنديا، لتعود من جديد مرارة الوجع وحسرة الفقدان.
haأسيل الأخرس
'قرب العيد وأبوي ما راح يكون معي'، اقتصر تفكير الطفلة أنوار في تعليقها على رحيل والدها، وفقدانها تواجده في البيت وبين أزقة المخيم، دون أن يذهب بها التفكير إلى أن اختفاءه سيطول جميع مناسباتهم.
رصاصة واحدة في الصدر قضت على حياة أب لأربعة أبناء أكبرهم أنوار ابنة 12 عاما والتي لم تتوقف عن طرح الأسئلة، هو عايش ولا ميت؟ من سيدللني بعده؟ والدي كان يدللني أكثر من باقي إخوتي، 'كان يحكي لي تمني خيرا للناس مشان الله يعطيكي إلي بدك إياه'.
أنوار ابنه الشهيد روبين زيد من مخيم قلنديا، كانت ترتدي زي المدرسة واستبدلته بالرداء المناسب لهذا اليوم الذي ستتحول فيه حياتها من طالبة عادية إلى ابنة شهيد وسيرتبط لديها نسيم الصباح برائحة الموت.
تقول أنوار 'الصبح بابا أيقظني من النوم وقال لي أن أيقظ إخوتي ثم غادر المنزل، واتصل على والدتي بعد مغادرته، وقال 'لا ترسلي الأطفال ألغيت المدرسة اليوم بسبب دخول الجيش باكرا '.
خرج الطفل فارس 6 أعوام أصغر إخوته للاحتفال بيوم أضافي للعب، وأخبر صديقا له عن إصابة والده إما في ظهره، أو في كتفه إلى والدته، وهو حتى لا يميز معناه ولا يقدر على تخيل تبعات هذا الخبر'.
تقول أنوار 'جلسنا على الشباك فيما هرعت الأم المكلومة للتأكد من خبر الإصابة، 'وسألنا أقرباءنا وإذا بهم يبكون وسكان المخيم يبكون ويرتدن السواد، ذهبنا لبيت جدي وأخبرتنا جدتي هناك باستشهاد والدنا'.
وجلست عمة الشهيد وشقيقة الشهيد عودة زيد تخفف عن الطفلة وتحدثها عن مكانة الشهيد وهو عودة زيد، والذي استشهد عام 1989 في عيد الاستقلال وطمأنتها أنه سيكون باستقبال والدها وسيهتم به.
لم تسعف الإبر المهدئة أم الشهيد وزوجته اللتان تلقتا النبأ المشؤوم ولكن تجرع مرارة الألم كان أقوى واشد.
وتقول والدة الشهيد 'طلبت من المسؤولين في المستشفى أن أراه ودخلت ورايته يبتسم كما لم أراه مبتسما بالسابق ودمه الأحمر يغطي جسده'، وتردف قائلة: 'تركتني وتركت أولادك الصغار لمين يما ؟؟؟'سؤال لم يتمكن أحد من الإجابة عليه سوى بذرف المزيد من الدموع'.
وأثناء التجمع الغفير بانتظار وصول الشهيد روبين جاء نبأ آخر حمل صراخ واستغفار وتمنيات لذوي الشهيد جهاد أصلان بالصبر... مشهد قديم حديث، ولكن وجع الفاقدين الجدد يذكر الفاقدين القدامى بخسارة أعزائهم فيما أعلن عبر مكبرات الجوامع عن إضراب شامل في المخيم حدادا على أرواح الشهداء الأمر الذي ذكّر سكان المخيم بفترات عصيبة خسروا فيها أعزاءهم.
جميع الشهداء روبين زيد، ويونس جحجوح، وجهاد أصلان، تركوا أزقة المخيم، لنرى لكل منهم صورة ترسم قريبا على بوابة قلنديا، لتعود من جديد مرارة الوجع وحسرة الفقدان.