'عمر' بين السياسة والحب
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
يزن طه - يتكئ 'عمر' على جدار إسمنتي منتظرا حبيبته 'ناديا' لتنهي مدرستها، قبل أن يسيرا إلى مكان يمكنهما من تبادل الرسائل الورقية، التي تحمل شجون المحبين وآمال العشاق، بعيدا ولو قليلا عن أعين الناس، وأعين زميلاتها الخارجات توا من المدرسة.
تبدأ الحياة طبيعية مع 'عمر' في سعيه المتواصل للقاء حبيبته، مرة عبر اجتياز جدار الفصل العنصري، عبر تسلق الجدار، ومرات ومرات عبر انتظارها إلى حين انتهاء مدرستها، إلى أن يتبين أنه أحد ثلاثة مقاومين للاحتلال الإسرائيلي.
ما بين المخبز الذي يعمل فيه، ومدرسة حبيبته، ولقاء رفاق دربه في النضال للترتيب لعملية تستهدف جنود الاحتلال، يقضي 'عمر' وقته بالعمل في المخبز لجمع النقود للظفر بحبيته 'ناديا'، ويلتقي شقيها 'طارق'، القائد والمخطط للعملية، ومعهما 'أمجد'.. تستمر تحضيرات عمر على كل الجبهات، العمل وجمع النقود وثم التدرب على العملية وآلية تنفيذها والأدوار المناطة بكل واحد منهم.
تصل الحكاية إلى اللحظة التي يعتقل فيها عمر بعد تنفيذ العملية وقتل أحد الجنود، وهناك يتعرض لصنوف العذاب ومعه الابتزاز، إلى أن يطلب منه العمل مع مخابرات الاحتلال. يوافق عمر مبيتا نية أخرى، وما هي إلا أيام ويخرج من سجنه، ليواجه نظرات وكلمات تتهمه بالخيانة، حتى أنها تأتيه من رفاقه في النضال، وهنا يقرر عمر أن يصبح عميلا مزدوجا، مع المقاومة ومع الاحتلال، ويتم الترتيب للإيقاع بجنود الاحتلال عبر كمين، لكن عمر يعتقل مرة أخرى، وفي هذه المرة ينجح عمر من جديد في استمالة ضابط المخابرات وإقناعه بأنه سيأتي برأس 'طارق'، ويخرج عمر مرة أخرى من سجنه لتزداد الشكوك حوله.
هذه المرة يتحقق للاحتلال ما أراد، يرتقي طارق شهيدا، ولكن؛ برصاصة من مسدسه الشخصي، حينما يحاول الانقضاض على 'أمجد' لقتله، بعدما يخبره عمر أن شقيقته 'ناديا' حامل من 'أمجد'، تستقر الرصاصة الخاطئة في عنق 'طارق'، يسلم 'عمر' و'أمجد'، الجثة لضابط المخابرات، ويطلبان منه إخفاءها شهرين لإبعاد الشبهات عنهما، بعد أن يكون 'عمر' كشف سر 'أمجد'، بأنه هو العميل الذي يفشي كل الأسرار للاحتلال، وبعد أن يكشف له 'أمجد' أن ناديا حامل منه.
في هذه الفترة تتزوج 'ناديا' من 'أمجد' بعد أن يطلبها 'عمر' من أبيها، ويمنح 'عمر' كل ما جمعه من مال للزواج بناديا إلى 'أمجد'، وبعدها بفترة وجيزة يجتمع 'عمر' بناديا في منزلها للقاء 'أمجد'، وهنا تتضح حقيقة أخرى.. 'أمجد' خدع 'عمر' ومعه 'طارق' أيضا مرة أخرى، حيث لم تكن 'ناديا' حاملا منه، وحينها يقرر 'عمر' أن يتخلص منه.
هكذا ظن الكل، لكن مخرج الفيلم هاني أبو أسعد يشاء غير ذلك، يلتقي عمر بضابط المخابرات ويطلب منه مسدسا، قبل أن يطلب إليه تدريبه عليه، لتكون أول رصاصة يطلقها عمر، هي تلك الرصاصة التي ستنهي حياة ذلك الضابط، ومعها نهاية الفيلم.
ربط ما بين السياسة والحب، بل إنه صراع ما بين الحب والسياسة، عندما تصل الأمور للحظة التي يطلب فيها 'عمر' حبيبته 'ناديا' للزواج من رفيقه في النضال 'أمجد'، في بلد لا يعرف إلا الحرب والدمار والاحتلال. ربط تمكن من خلاله المخرج وكاتب السيناريو هاني أبو أسعد من نيل جائزة التحكيم في مهرجان كان السينمائي الدولي؛ فالجمهور يتوقع حدثا ليكتشف أن شيئا آخر سيحدث؛ فلم يتوقع أحد أن يكون 'أمجد' العميل رقم واحد في هذه الخلية، ولم يتوقع أحد أيضا أن ينخدع 'عمر' مرتين بأمجد، وربما لم يكن متوقعا أيضا أن يقتل 'عمر' ضابط المخابرات مع نهاية الفيلم.
تدور أحداث الفيلم، الذي عرض في قصر رام الله الثقافي مساء أمس الثلاثاء، برعاية وزارة الثقافة، وبنك فلسطين، في مدينتي الناصرة ونابلس، وهو أول فيلم من إنتاج فلسطيني بالكامل، حيث تكلف إنتاجه مليوني دولار أميركي، وبتمويل فلسطيني خالص.
وقال أبو أسعد بعد الانتهاء من عرض الفيلم أمام جمهور ملأ المسرح، إن فلسطين أكثر مكان يتوتر فيه ويحب أن يكون فيه، وأهم جمهور لديه هو الجمهور الفلسطيني، بالإضافة إلى أن هذا الفيلم أعد خصيصا لهذا الجمهور.
وأضاف: 'شيء عظيم جدا، أول مرة يتحقق هذا الشيء، ونعمل فيلما فلسطينيا كاملا'.
haيزن طه - يتكئ 'عمر' على جدار إسمنتي منتظرا حبيبته 'ناديا' لتنهي مدرستها، قبل أن يسيرا إلى مكان يمكنهما من تبادل الرسائل الورقية، التي تحمل شجون المحبين وآمال العشاق، بعيدا ولو قليلا عن أعين الناس، وأعين زميلاتها الخارجات توا من المدرسة.
تبدأ الحياة طبيعية مع 'عمر' في سعيه المتواصل للقاء حبيبته، مرة عبر اجتياز جدار الفصل العنصري، عبر تسلق الجدار، ومرات ومرات عبر انتظارها إلى حين انتهاء مدرستها، إلى أن يتبين أنه أحد ثلاثة مقاومين للاحتلال الإسرائيلي.
ما بين المخبز الذي يعمل فيه، ومدرسة حبيبته، ولقاء رفاق دربه في النضال للترتيب لعملية تستهدف جنود الاحتلال، يقضي 'عمر' وقته بالعمل في المخبز لجمع النقود للظفر بحبيته 'ناديا'، ويلتقي شقيها 'طارق'، القائد والمخطط للعملية، ومعهما 'أمجد'.. تستمر تحضيرات عمر على كل الجبهات، العمل وجمع النقود وثم التدرب على العملية وآلية تنفيذها والأدوار المناطة بكل واحد منهم.
تصل الحكاية إلى اللحظة التي يعتقل فيها عمر بعد تنفيذ العملية وقتل أحد الجنود، وهناك يتعرض لصنوف العذاب ومعه الابتزاز، إلى أن يطلب منه العمل مع مخابرات الاحتلال. يوافق عمر مبيتا نية أخرى، وما هي إلا أيام ويخرج من سجنه، ليواجه نظرات وكلمات تتهمه بالخيانة، حتى أنها تأتيه من رفاقه في النضال، وهنا يقرر عمر أن يصبح عميلا مزدوجا، مع المقاومة ومع الاحتلال، ويتم الترتيب للإيقاع بجنود الاحتلال عبر كمين، لكن عمر يعتقل مرة أخرى، وفي هذه المرة ينجح عمر من جديد في استمالة ضابط المخابرات وإقناعه بأنه سيأتي برأس 'طارق'، ويخرج عمر مرة أخرى من سجنه لتزداد الشكوك حوله.
هذه المرة يتحقق للاحتلال ما أراد، يرتقي طارق شهيدا، ولكن؛ برصاصة من مسدسه الشخصي، حينما يحاول الانقضاض على 'أمجد' لقتله، بعدما يخبره عمر أن شقيقته 'ناديا' حامل من 'أمجد'، تستقر الرصاصة الخاطئة في عنق 'طارق'، يسلم 'عمر' و'أمجد'، الجثة لضابط المخابرات، ويطلبان منه إخفاءها شهرين لإبعاد الشبهات عنهما، بعد أن يكون 'عمر' كشف سر 'أمجد'، بأنه هو العميل الذي يفشي كل الأسرار للاحتلال، وبعد أن يكشف له 'أمجد' أن ناديا حامل منه.
في هذه الفترة تتزوج 'ناديا' من 'أمجد' بعد أن يطلبها 'عمر' من أبيها، ويمنح 'عمر' كل ما جمعه من مال للزواج بناديا إلى 'أمجد'، وبعدها بفترة وجيزة يجتمع 'عمر' بناديا في منزلها للقاء 'أمجد'، وهنا تتضح حقيقة أخرى.. 'أمجد' خدع 'عمر' ومعه 'طارق' أيضا مرة أخرى، حيث لم تكن 'ناديا' حاملا منه، وحينها يقرر 'عمر' أن يتخلص منه.
هكذا ظن الكل، لكن مخرج الفيلم هاني أبو أسعد يشاء غير ذلك، يلتقي عمر بضابط المخابرات ويطلب منه مسدسا، قبل أن يطلب إليه تدريبه عليه، لتكون أول رصاصة يطلقها عمر، هي تلك الرصاصة التي ستنهي حياة ذلك الضابط، ومعها نهاية الفيلم.
ربط ما بين السياسة والحب، بل إنه صراع ما بين الحب والسياسة، عندما تصل الأمور للحظة التي يطلب فيها 'عمر' حبيبته 'ناديا' للزواج من رفيقه في النضال 'أمجد'، في بلد لا يعرف إلا الحرب والدمار والاحتلال. ربط تمكن من خلاله المخرج وكاتب السيناريو هاني أبو أسعد من نيل جائزة التحكيم في مهرجان كان السينمائي الدولي؛ فالجمهور يتوقع حدثا ليكتشف أن شيئا آخر سيحدث؛ فلم يتوقع أحد أن يكون 'أمجد' العميل رقم واحد في هذه الخلية، ولم يتوقع أحد أيضا أن ينخدع 'عمر' مرتين بأمجد، وربما لم يكن متوقعا أيضا أن يقتل 'عمر' ضابط المخابرات مع نهاية الفيلم.
تدور أحداث الفيلم، الذي عرض في قصر رام الله الثقافي مساء أمس الثلاثاء، برعاية وزارة الثقافة، وبنك فلسطين، في مدينتي الناصرة ونابلس، وهو أول فيلم من إنتاج فلسطيني بالكامل، حيث تكلف إنتاجه مليوني دولار أميركي، وبتمويل فلسطيني خالص.
وقال أبو أسعد بعد الانتهاء من عرض الفيلم أمام جمهور ملأ المسرح، إن فلسطين أكثر مكان يتوتر فيه ويحب أن يكون فيه، وأهم جمهور لديه هو الجمهور الفلسطيني، بالإضافة إلى أن هذا الفيلم أعد خصيصا لهذا الجمهور.
وأضاف: 'شيء عظيم جدا، أول مرة يتحقق هذا الشيء، ونعمل فيلما فلسطينيا كاملا'.