العرق 'الحلال' في الأرض المقدسة
صناعة العرق التاريخية التي يقوم بها السامريون سنوياً، وهي تقليد متبع منذ آلاف السنين - عدسة:أيمن نوب
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
جميل ضبابات
أنه موسم تقطير العرق؛ لكنه ليس أي عرق.. انه كما يقول السامري إبراهيم الكاهن، العرق الألذ في التاريخ، 'هكذا صنعه أجدادنا بني إسرائيل، ونحن نعمل الشيء نفسه'.
وفي قبو على واحدة من أعلى قمم نابلس العالية شمال الضفة الغربية، يجهد أبناء الطائفة الأصغر في العالم هذه الأيام في تقطير المشروب الكحولي الأشهر، والذي حللته العقيدة التوراتية بأسفارها الخمسة الأولى.
وصبيحة اليوم، السبت، وكل سبت، يمكن مشاهدة كؤوس العرق المكسور بالماء، على مائدة الإفطار في بيت آل الكاهن المنحدرين من سلالة بني إسرائيل الحقيقية ... وفي بيوت أخرى في الحي الذي يقيم فيه نحو 400 من أبناء الطائفة التي تقدس الجبل الذي يلتف حول مدينة نابلس من الناحية الجنوبية.
'هذا عرق العام الماضي.. صنع بدقة متناهية' يقول أبناء الكاهن.. فيما كانت الأم فايزة وهي أيضا أشهر من صنع العرق وتعلمت ذلك بالوراثة تشير إلى عبوات زجاجية لتخرين عرق العام الماضي وأخرى معدة لاستقبال إنتاج هذا العام.
واقفا بثبات إلى جانب البراميل التي بدأ العنب فيها بالتخمر يلمح ابراهيم، إلى أسرار ساكني جرزيم في صناعة العرق. ويلمح آخرون من أبناء الطائفة إلى هكذا أسرار.
لكن رائحة اليانسون وهو ليس سرا البتة، والمركب الأساس الذي يدخل في صناعة هذا المشروب تفوح بقوة من القبو الذي يحوي 7 براميل فيها نقيع العنب الأبيض.
أنها تفضح السر الحقيقي وراء طعم العرق.
وبدأ السامريون بأنتاج العرق في نابلس قبل نحو3600 عام. وإعلانا ببدء مواسم الأفراح والأعياد يشرب السامريون العرق مكسورا بالماء.
عندما سكب ابراهيم نصف كأس من العرق الصافي وكسره بنصف آخر من الماء تحول المشروب إلى ما يشبه الحليب وخفت حدة الكحول فيه.'اه .اه. هذا العرق ليس له مثيل'.
وترتبط تفاصيل حياة السامريين بالشريعة التوراتية المقدسة بشدة. وكذلك شرب العرق!. لذلك يقول حسني الكاهن عالم الدين ومؤسس أول متحف سامري جمع فيه كل ما يتعلق بتلك الحياة، أن العرق يجلب المسرة، والمسرة من أوامر الشريعة التوراتية.
ويمكن للرجل أن يعطي حكما على جودة العرق من رشفة واحدة.
واقفا تحت شجرة عنب، عبر الكاهن عن سروره من العرق 'هذا من هذا' قال الرجل في إشارة إلى شجرة العنب التي لم تقطف بعد.
ويرفع الكأس إلى مستوى رأسه ملامسا ثمار العنب ليعكس هذه الحقيقة.
وصناعة العرق عملية مضنية.. ومكلفة أيضا، لكن السامريين استفادوا من عناصر الحداثة في تطوير أدوات التقطير والتخمير، وتشير فايزة إلى سنوات الخمسينيات والستينيات عندما كان والدها يجهد لأسابيع طويلة للحصول على لترين من العرق مستخدما نار الحطب وأدوات بدائية.
لكن ابراهيم وهو من جيل صناع الحداثة، الذي استفاد من عناصر متوفرة يستطيع أن يوفر خلال أسبوعين عرقا يكفي العائلة والأقارب لسنتين أو ثلاث.
ويفخر أبناء الطائفة كل بعرقه، لذلك يعرض المشروب أمام الضيوف والزائرين.
وثمة مسابقة غير منهجية لقياس جودة العرق: إنها التذوق بسرعة. مارا من أمام المتحف السامري قال احد الرجال بعد أن تذوق كأسا صغيرا من العرق المكسور 'هذا جيد(...) طعمه جيد'. واثنى آخرون على العرق الذي قطره ابراهيم في العام الماضي.
لكن عرق العام الحالي بحاجة لأسابيع قليلة حتى يوضع على الموائد. وليس مسموحا شرب العرق قبل مضي شهرين على تقطيره إذ تكون نسبه الكحول فيه مرتفعة.
ولا يجد السامريون ضيرا في الانتفاع من العرق في امور كثيرة مثل علاج بعض الأمراض. لكنهم في كل مرة يشرحون أهميه هذا المشروب الكحولي يربطون ذلك بالعقيدة وتعاليم التوارة.
'إنها صناعة من رضا الله' قال ابراهيم.
شارحا بعض أصول الدين في ركن وضعت فيه توراة ضخمة قال الكاهن حسني 'هذا المحلل المحرم. محلل لفتح الشهية ومحرم إذا دفع للسكر'.
وفي الليلة التي تسبق كل عرس سامري هناك ليلة تسمي 'المسكرة' يشرب فيها السامريون العرق المسكور بالماء.
يجب أن يعلم العالم أن أفضل أنواع العرق هو العرق السامري 'أننا نقطره قطرة قطرة (...) ونشربه قطرة قطرة'. قال الكاهن.
ويدفع الأطفال أحيانا لشرب كميات قليلة من العرق كسنة حياة مغلفة بتربية دينية توراتية خالصة، هنا على ارتفاع 880م فوق سطح البحر.
داخل الحي الديني لا يصعب العثور على أي سامري لا يمدح العرق. وتنفرج ابتسامة ابراهيم عندما يتحدث عن المشروب الذي يمكن أن يحدث عدم توازن في الجسم.. كان ابراهيم ذاته زرع نحو 100 شجرة عنب للاستفادة منها في صنع العرق، العرق المحرم في المحيط الإسلامي المجاور.
haجميل ضبابات
أنه موسم تقطير العرق؛ لكنه ليس أي عرق.. انه كما يقول السامري إبراهيم الكاهن، العرق الألذ في التاريخ، 'هكذا صنعه أجدادنا بني إسرائيل، ونحن نعمل الشيء نفسه'.
وفي قبو على واحدة من أعلى قمم نابلس العالية شمال الضفة الغربية، يجهد أبناء الطائفة الأصغر في العالم هذه الأيام في تقطير المشروب الكحولي الأشهر، والذي حللته العقيدة التوراتية بأسفارها الخمسة الأولى.
وصبيحة اليوم، السبت، وكل سبت، يمكن مشاهدة كؤوس العرق المكسور بالماء، على مائدة الإفطار في بيت آل الكاهن المنحدرين من سلالة بني إسرائيل الحقيقية ... وفي بيوت أخرى في الحي الذي يقيم فيه نحو 400 من أبناء الطائفة التي تقدس الجبل الذي يلتف حول مدينة نابلس من الناحية الجنوبية.
'هذا عرق العام الماضي.. صنع بدقة متناهية' يقول أبناء الكاهن.. فيما كانت الأم فايزة وهي أيضا أشهر من صنع العرق وتعلمت ذلك بالوراثة تشير إلى عبوات زجاجية لتخرين عرق العام الماضي وأخرى معدة لاستقبال إنتاج هذا العام.
واقفا بثبات إلى جانب البراميل التي بدأ العنب فيها بالتخمر يلمح ابراهيم، إلى أسرار ساكني جرزيم في صناعة العرق. ويلمح آخرون من أبناء الطائفة إلى هكذا أسرار.
لكن رائحة اليانسون وهو ليس سرا البتة، والمركب الأساس الذي يدخل في صناعة هذا المشروب تفوح بقوة من القبو الذي يحوي 7 براميل فيها نقيع العنب الأبيض.
أنها تفضح السر الحقيقي وراء طعم العرق.
وبدأ السامريون بأنتاج العرق في نابلس قبل نحو3600 عام. وإعلانا ببدء مواسم الأفراح والأعياد يشرب السامريون العرق مكسورا بالماء.
عندما سكب ابراهيم نصف كأس من العرق الصافي وكسره بنصف آخر من الماء تحول المشروب إلى ما يشبه الحليب وخفت حدة الكحول فيه.'اه .اه. هذا العرق ليس له مثيل'.
وترتبط تفاصيل حياة السامريين بالشريعة التوراتية المقدسة بشدة. وكذلك شرب العرق!. لذلك يقول حسني الكاهن عالم الدين ومؤسس أول متحف سامري جمع فيه كل ما يتعلق بتلك الحياة، أن العرق يجلب المسرة، والمسرة من أوامر الشريعة التوراتية.
ويمكن للرجل أن يعطي حكما على جودة العرق من رشفة واحدة.
واقفا تحت شجرة عنب، عبر الكاهن عن سروره من العرق 'هذا من هذا' قال الرجل في إشارة إلى شجرة العنب التي لم تقطف بعد.
ويرفع الكأس إلى مستوى رأسه ملامسا ثمار العنب ليعكس هذه الحقيقة.
وصناعة العرق عملية مضنية.. ومكلفة أيضا، لكن السامريين استفادوا من عناصر الحداثة في تطوير أدوات التقطير والتخمير، وتشير فايزة إلى سنوات الخمسينيات والستينيات عندما كان والدها يجهد لأسابيع طويلة للحصول على لترين من العرق مستخدما نار الحطب وأدوات بدائية.
لكن ابراهيم وهو من جيل صناع الحداثة، الذي استفاد من عناصر متوفرة يستطيع أن يوفر خلال أسبوعين عرقا يكفي العائلة والأقارب لسنتين أو ثلاث.
ويفخر أبناء الطائفة كل بعرقه، لذلك يعرض المشروب أمام الضيوف والزائرين.
وثمة مسابقة غير منهجية لقياس جودة العرق: إنها التذوق بسرعة. مارا من أمام المتحف السامري قال احد الرجال بعد أن تذوق كأسا صغيرا من العرق المكسور 'هذا جيد(...) طعمه جيد'. واثنى آخرون على العرق الذي قطره ابراهيم في العام الماضي.
لكن عرق العام الحالي بحاجة لأسابيع قليلة حتى يوضع على الموائد. وليس مسموحا شرب العرق قبل مضي شهرين على تقطيره إذ تكون نسبه الكحول فيه مرتفعة.
ولا يجد السامريون ضيرا في الانتفاع من العرق في امور كثيرة مثل علاج بعض الأمراض. لكنهم في كل مرة يشرحون أهميه هذا المشروب الكحولي يربطون ذلك بالعقيدة وتعاليم التوارة.
'إنها صناعة من رضا الله' قال ابراهيم.
شارحا بعض أصول الدين في ركن وضعت فيه توراة ضخمة قال الكاهن حسني 'هذا المحلل المحرم. محلل لفتح الشهية ومحرم إذا دفع للسكر'.
وفي الليلة التي تسبق كل عرس سامري هناك ليلة تسمي 'المسكرة' يشرب فيها السامريون العرق المسكور بالماء.
يجب أن يعلم العالم أن أفضل أنواع العرق هو العرق السامري 'أننا نقطره قطرة قطرة (...) ونشربه قطرة قطرة'. قال الكاهن.
ويدفع الأطفال أحيانا لشرب كميات قليلة من العرق كسنة حياة مغلفة بتربية دينية توراتية خالصة، هنا على ارتفاع 880م فوق سطح البحر.
داخل الحي الديني لا يصعب العثور على أي سامري لا يمدح العرق. وتنفرج ابتسامة ابراهيم عندما يتحدث عن المشروب الذي يمكن أن يحدث عدم توازن في الجسم.. كان ابراهيم ذاته زرع نحو 100 شجرة عنب للاستفادة منها في صنع العرق، العرق المحرم في المحيط الإسلامي المجاور.