مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

أحمد عبيد.. فتى أبكم لم تشفع له اعاقته أمام جنود وقضاة الاحتلال

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية 
 القدس المحتلة – الحياة الجديدة – عيسى الشرباتي - كثيرة هي القصص والحكايات التي رصدتها الكاميرات او اقلام الاعلاميين والعاملين في المؤسسات الحقوقية حول حقيقة ما يتعرض له المقدسيون في مدينتهم, على ايدي وحدات المستعربين وافراد القوات الخاصة وحرس الحدود.
فقضية الطفل شهاب صيام (10 سنوات) الذي تعرض لرش غاز الفلفل الحار على يد جندي اسرائيلي كان يلهو بسلاحه من نافذة دورية مرت بجواره ما زالت اصداؤها قائمة, وكذلك الحال مع الفتى احمد عبيد وهو مصاب باعاقات نطقية وعقلية لكنه رغم ذلك وجد نفسه في مواجهة الاحتلال بجنوده ومستعربيه واخيرا قضاته الذين عقدوا له الجلسات ونظروا في لائحة الاتهام رغم ان احمد كان لا يعلم شيئا عما يدور.
كان ذلك في تاريخ 27-8-2013 حيث شهدت بلدة العيسوية والتي يقصدها الاحتلال لتصدرها اعمار المقاومة في القدس مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال, وكان احمد عبيد في ذلك الوقت متوجها الى الفرن لشراء الخبز, حين انقض عليه افراد من وحدة المستعربين ثم جروه تحت العنف وتهديد السلاح الى دورية عسكرية حيث تم تقييده والاعتداء عليه بالضرب, ولم يكن رد احمد سوى صراخ داخلي لم يسمعه الجنود, فلم يدركوا انه ابكم, وانما ظنوا انه يتحداهم فمارسوا عليه قدراتهم وعضلاتهم.
وكانت عدسة احد المصورين قد اظهرت بوضوح الوحشية التي مارسها افراد القوة الخاصة مع احمد الذي وقف فوقه عدد من المستعربين والجنود وهم يحاولون تقييده.
وكانت «الحياة الجديدة» زارت اسرة احمد في بلدة العيسوية حيث روى والده اللحظات المؤلمة والايام الصعبة التي مرت على الاسرة بسبب اعتقال احمد بشكل مهين وتعريضه لظروف لا تتلاءم مع وضعه الصحي والنفسي, حيث لم تردع اعاقته محكمة الاحتلال من توجيه لائحة اتهام ضده بذريعة إلقائه للحجارة.
وقال داوود عبيد والد احمد والذي يعيل اسرة مكونة من خمسة ابناء اكبرهم احمد انه كان يعمل في سوبرماركت في منطقة «ميشور ادوميم» حين وصله هاتف من الاقارب حول اعتقال الجيش ابنه احمد, في الساعة السابعة من مساء يوم 27-8-2013, مما اضطره الى مغادرة العمل والاسراع نحو مركز الشرطة في شارع صلاح الدين.
وأضاف داوود: « وصلت الى مركز الشرطة وهناك سألت الضابط عن ابني الذي تم اعتقاله من العيسوية وكنت في حالة حادة جدا لادراكي وضع ابني وحالته, لكن الضابط قال انه غير موجود حاليا, وانه علي العودة لاحقا للتأكد, وكانت تلك لحظات صعبة فغادرت المركز مسرعا باتجاه العيسوية حيث وجدت مجموعة من السيارات والدوريات على مدخل البلدة, فنزلت وتقدمت وسألت عن ابني وكيف يعتقلون فتى معاقا, وكان رد الضابط انه لا يعرف من تم اعتقاله, وان عليه الاستفسار من مركز الشرطة».
ولفت داوود « ان هذا الامر ادخله في حالة عصبية لانه لم يعرف كيف يتعامل مع الوضع, فعاد مرة اخرى الى مركز الشرطة حيث سأل ولم يجده, لكن خلال وجوده هناك حضرت دورية ونزل منها جنود وهم يقتادون احمد مكبل اليدين ومعصوب العينين.
قال داوود « صدمت حين رأيته بهذا الشكل, صرخت على الجنود وعلى الضابط هذا فتى معاق وهذه هويته انه لا يتكلم ولا يعرف شيئا, كيف تعتقلونه هذا لا يجوز, لكنهم لم يستجيبوا وقاموا بادخاله الى المركز ولم يسمحوا لي بمرافقته.
واوضح داود انه اتصل بالمحامي الذي يتابع ملف ابنه منذ فترة طويلة لدى بعض الجهات ويدعى نائل فهمي الذي حضر لمتابعة قضيته في مركز شرطة صلاح الدين, حيث تمكن من لقائه في المركز بعد فك قيوده, الا انه لم يتمكن من اخلاء سبيله رغم تقديم الاوراق والمستندات التي تشير الى حالته الصحية والنفسية وكونه أبكم, لكن هذا لم يمنع المحققين من ابقائه في المركز, بل واحضار اخصائية اسرائيلية في مشاكل النطق لتحقق معه حول رشقه الحجارة على جنود الاحتلال.
وحسب اسرة احمد « فان المحققين طلبوا من المحامي ووالد الفتى مغادرة القسم والحضور الى محكمة الصلح صباح اليوم التالي لمتابعة قضيته, وعندما توجه داوود برفقة المحامي كانت الصدمة لهما حين قرر القاضي تأجيل الجلسة واستمرار توقيف احمد الابكم ؟!!
ثلاث جلسات قضائية في ثلاثة أيام متتالية عقدتها محكمة الاحتلال للنظر في لائحة الاتهام المقدمة ضد أحمد، دون أدنى مراعاة لوضعه الخاص، أو النظر بما قدمته العائلة من وثائق وتقارير طبية تفيد أنه يعاني من إعاقة ذهنية، «القاضي رفض النظر بالتقارير الطبية ومدد اعتقاله حتى (15) أيلول وهي المهلة التي قدمها للباحث الاجتماعي ليقدم لدراسة ملفه ووضعه».
وبدا احمد خائفا ومصدوما في قاعة المحكمة غير قادر على استيعاب سبب احتجازه مكبل اليدين والرجلين، وغير قادر على العودة مع والده إلي منزله، «كان وضعه النفسي جدًا سيئ، كما يقول والده: « شعرت انني عاجز عن انقاذه وفقدت الثقة في كل شيئ, طلبت من المحامي ان يبذل جهده وانه لا يجوز ان يبقى احمد قيد الاعتقال, سيكون هذا تدميرا وتحطيما تماما له.
واشار داوود الى انه وفي ضوء تمديد اعتقاله لمدة 15 يوما في الجلسة الثالثة, طلب من المحامي تقديم التماس سريع للمحكمة المركزية من أجل طلب اطلاق سراحه, وبالفعل تمكن المحامي من تقديم الطلب وعقد جلسة لمناقشة قضيته يوم الاثنين 2-9 حيث أخلت الشرطة الاسرائيلية سراحه بعد أن فرضت عليه المحكمة المركزية دفع غرامة مالية قدرها 2500 شيقل والحبس المنزلي, والتوقيع على كفالة مالية بقيمة 10 آلاف شيقل.
وبعد اطلاق سراح احمد تبين لاسرته ان الشرطة قامت بنقله بعد اعتقاله من مركز شرطة صلاح الدين الى المسكوبية, وان احمد تم نقله الى مستشفى هداسا للكشف عن حالته الصحية.
وفي المنزل يجلس احمد متوجسا, فهو حبيسه, ولا يسمح له بمغادرته على الاطلاق حتى الى مدرسته, كما يتوجب على والده ان يبقى برفقته وتحت انظاره, وكان احمد طيلة فترة اللقاء مع اسرته يشير باشارات مختلفة حول تهديده من قبل المستعربين ووضع المسدس على رأسه, كما اشار الى المستعربين الذين اعتقلوه في صورة كانت بين يديه, ولم تكن علامات القيود البلاستيكية قد اختفت عن يديه, حيث ما زالت شاهدة على وحشية الاحتلال.
 
 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024