خلال حفل إشهار في العاصمة الأردنية عمان: الزعنون يعلن إصدار كتاب مذكراته" السيرة والمسيرة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
أعلن سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني عن إصدار كتاب مذكراته بعنوان " السيرة والمسيرة" وذلك خلال حفل إشهار تم تنظيمه اليوم الثلاثاء 10/9/2013 في مقر المجلس الوطني الفلسطيني في العاصمة الأردنية عمان بحضور عدد من أعضاء المجلس وشخصيات أخرى إلى جانب مشاركة وسائل الإعلام.
وعرض سليم الزعنون لمذكراته التي تناولت ما جرى، وروت حوادثاً كثيرة ومتنوعة خلال الستين سنة الماضية، إلى جانب تناولها لبدايات التأسيس للحركة الوطنية الفلسطينية الحديثة، من غزة والقاهرة، ومنها إلى الكويت، وإلى بيروت، ثم إلى عمّان، فأرض الوطن وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية، وفصَّلت المذكرات قبل ذلك حيثيات تاريخ حركة التحرير الوطني الفلسطيني" فتح " وانطلاقتها.
وأشار سليم الزعنون خلال حفل إشهار كتابه انه رغم إشادة معظم قارئي الكتاب بزخم المعلومات وقوة الذاكرة" إلا أنني انتقد صاحب الكتاب بنسيان واقعة هامة تتعلق باستشهاد القادة الثلاثة أبو يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان... فقد خرجت والأخ أبو اللطف للمشاركة في جنازتهم في بيروت التي تجاوزت مائة ألف مشيع، وكان مقررا أن يتحدث أبو اللطف وأنْ أشيعهم بقصيدة ".
وأضاف سليم الزعنون أنه غاب عن صاحب الكتاب إيراد ذكر زيارة هامة إلى جمهورية الصين الشعبية كان معي اعضاء المجلس حمدي مطر وصلاح صلاح وأسد بغداد / أبو إياد، وكيف علم رئيس الجمهورية الصينية بأنه لأول مرة يستمع لمعلومات وحقائق ستجعله يزداد تأييدا القضية الفلسطينية.
كما قال سليم الزعنون منتقدا كتابه أنه غاب عن المذكرات الإشارة إلى نشاط المجلس الوطني ضمن البرلمانات الإسلامية التي تجتمع سنويا ممثلة لشعوب 54 دولة إسلامية، ولذلك وجب مني الاعتذار للأخ جمال عايش وبعده الحاج خالد مسمار الذي يرأس وفدنا إلى فعاليات هذا المؤتمر .
و فات صاحب الكتاب ايضا كما قال سليم الزعنون أن يرى اضطراب العلاقة بيني وبين الأخ أبو إياد من جهة والإخوان المسلمين (التنظيم الفلسطيني) من جهة أخرى، يوم رفضنا التضحية بياسر عرفات الذي كان عليه إجماع لرئاسة رابطة الطلبة في ذلك الوقت . .
وأشار سليم الزعنون انه أيضا نسي أن يذكر ما جرى في اختطاف طائرة وهبوطها في الكويت على يد أبو نضال: جاء في التعليمات احجزوا علي ياسين /علي الحسن إذا جاء للتوسط لحل مشكلة الطائرة وإياكم أن تحتجزوا سليم الزعنون إذا جاء للواسطة .
و في الختام قال سليم الزعنون أنه عندما قدمت النسخة ألأولى من كتاب مذكراتي للأخ أبو مازن قرر الأخ الرئيس اعتماد هذه المذكرات كتاريخ للمسيرة الوطنية ووثيقة في مؤسسات المنظمة والدولة.
وشكر الزعنون كل الحضور على مشاركتهم وملاحظاتهم التي سيبدونها في هذا الحفل.
ووقفت هذه المذكرات عند محطات مهمة في تاريخ النضال الفلسطيني، وتطرقت إلى ما وراء المعُلن، لتضيء على خبايا كانت حبيسة في الصدور... لتقدمها للقارئ بأسلوبِ منْ عاش المرحلة وانصهر في تفاصيلها، وعايش أحداثها.
وكان لهذه المذكرات دور في تأريخ وتعلِّيل وتفسِّير ما جرى، وجمعت ما بين الذاتي والنضالي، وربطت ما بين الخاص والعام، فهي تصف الوقائع كما هي، وتقدم العِبَرَ والدروس، أين أصبنا وأين أخطأنا، كيف اختلفنا وكيف اتفقنا.
وتحدثت المذكرات عن المقاومة الشعبية في قطاع غزة ضد العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، والتي اُعتُبِرتْ الإرهاصات الأولى لحركة فتح وتقتضي أنْ يرتد الجميع عن مشاربهم الحزبية، وأنْ يرتبطوا بتراب الوطن.
كما روتْ مذكرات سليم الزعنون قصص وتجارب وذكريات مع الشهيد "أبو عمار" والشهيد "أبو جهاد"... ومع شخصيات وطنية كان لها بصمات راسخة حقَّ لها أن تتباهى وأن يذكُرها التاريخ.
ولم تغفل المذكرات على لسان كتابها الحديث عن المجلس الوطني الفلسطيني بكل مراحله وانعطافاته، وبيّنتْ كيف تمكَّن هذا المجلس من الصمود في وجه من أرادوا له الانحراف عن دوره ومكانته.
وتحدث كل من الحاج خالد مسمار عضو المجلس الوطني الفلسطيني والكاتب نواف الزرو حول كتاب المذكرات.
وأكد الحاج خالد مسمار أن مذكرات سليم الزعنون تعد مرجعية مهمة للتاريخ الفلسطيني ولكل الأجيال القادمة وجميع المهتمين بالشأن السياسي الفلسطيني ، واشار مسمار الى بداياتي معرفته بسليم الزعنون بالعام ( 75 ) وانه عايشه عن قرب وسمع منه وعرف مواقفه الوطنية الثابتة ، كما استعرض مسمار بعض ما تضمنته مذكرات سليم الزعنون منذ المقاومة الشعبية في غزة عام 56 ، ومرحلة السيتنات والسبيعنات ومواقف سليم الزعنون من دخول القوات العراقية للكطويت عام 1990 .
واكد مسمار ان المذكرات تعتبر مرجعا للمجالس الوطنية الفلسطيني وقراراتها منذ عام 64 حتى عام 2009 .
وقال مسمار ان هنالك حوادث واسرار كثيرة ما زالت في بطن الشاعر _ على حدا وصفه _ بل لمس بعضها لمسا خفيفا ولم يغص في التفاصيل .
وقد عرض نواف الزرو بشكل مكثف لما جاء في هذه المذكرات والتي تكونت من خمسة أبواب و25 فصلا، وملاحق المذكرات ، تناول الباب منها الأسباب التي دفعت سليم الزعنون إلى كتابة مذكراته، ثم عرج الباب على الحديث عن مقتطفات من أيام الطفولة والصبا، وذكريات الكاتب مع والده، و مع البوصيري وشوقي، وفصل كامل بعنوان "مع ياسر عرفات " ثم تحدث في فصل أخر عن ذكريات الجامعة و الدارسة والعمل، وخصص سليم الزعنون الفصل الخامس من هذا الباب للحديث عن المقاومة الشعبية وتحرير قطاع غزة في الخمسينيات، ثم ختم الباب الأول بالحديث عن القضاء واللجوء إلى المهجر.
وأضاف الزرو أن الباب الثاني تناول فيه سليم الزعنون ذكرياته عن الانطلاقة وتطورات الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة، مشيرا في فصوله الثمانية إلى تفاصيل الإعداد للانطلاقة ، وكواليس مهمة مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني _ فتح . ومبدأ الحياد للحركة إلى جانب الاتصالات والمبادرات لحشد الدعم للانطلاقة والموقف من الأحزاب في مراحل الإعداد للانطلاقة وموقف أحمد الشقيري من الانطلاقة وموقف الإخوان المسلمين وحركة القوميين العرب والانطلاقة.
وأما الفصل الثاني فتحدث عن المؤتمرات العامة لحركة فتح حتى المؤتمر السادس.التمرد الأول في حركة فتح ، و مأساة عام 1966 و أحمد جبريل ، وأفرد سليم الزعنون فصلا كاملا ظاهرة صبري البنا- أبو نضال ومعسكر فتح في جنوب العراق و تغيّر موقف أبي نضال من فتح في الكويت ، ثم اغتيال أبي نضال في العراق. وتطرق الفصل الرابع لمرحلة الصدام مع الأنظمة العربية ، والنزاع بين حركة فتح والقيادة السورية سنة 1976و مرحلة الخمسة عشر يوماً في لبنان ـ تموز 1979، وما فعله السادات، وقمة فاس 1981.وتناول الفصل السابع: استشهاد القادة : أبي جهاد و أبي إياد وأبي الهول وفخري العمري.
وشرح الفصل الثامن: الوجود والخروج الفلسطيني من الكويت ودخول القوات العراقية للكويت في شهر آب 1990 واللقاءات مع الحكّام العراقيين للكويت و المراسلات بين سليم وبين أبي عمار حول الوضع في الكويت وخروج سليم الزعنون من الكويت، والجلسة الصاخبة لمناقشة أوضاع الجالية الفلسطينية في الكويت في اجتماع المجلس المركزي1991.
وتحدث سليم الزعنون بشكل مفصل في الباب الثالث عن منظمة التحرير الفلسطينية بمراحلها المختلفة : أحمد الشقيري ويحيى حمودة ، عبد المحسن القطان وخالد الفاهوم والشيخ عبد الحميد السائح ، وكان للمجلس الوطني الفلسطيني بدوراته المختلفة وما حدث فيها مساحة واسعة في مذكرات سليم الزعنون.
و غطى الباب الرابع المرحلة الانتقالية منذ عام 1994 -2012 من مؤتمر مدريد للسلام و معركة التمثيل الفلسطيني ، والموقف الإسرائيلي- الأمريكي من هذا التمثيل الفلسطيني ، ثم تناول هذا الباب إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني والمؤامرات عليه، واتفاق أوسلو وعلاقته بالمجلس الوطني والمجلس التشريعي، وماذا يقصد بالمجلس الوطني والمجلس المركزي والمجلس التشريعي وتوضيح العلاقة بين المجلس الوطني والمجلس التشريعي ومعركة إلغاء الربط بين المجلسين الوطني والتشريعي في قانون الانتخابات لعام 2005.
و شرح سليم الزعنون كيفية اختيار الأخ أبو مازن رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بعد استشهاد القائد أبو عمار، الى جانب الحديث مشروع الدستور الفلسطيني 2001 ـ 2011 ، وفي الميثاق الوطني الفلسطيني ، وهل عُدّلَ الميثاق أم لا؟
وفي الباب الخامس استعرض سليم الزعنون السياسة الداخلية الفلسطينية والتعامل مع إسرائيل تحت حكم شارون واستعدادات المجلس الوطني الفلسطيني لنهاية المرحلة الانتقالية وانتخاب البرلمان الفلسطيني ونهاية المرحلة الانتقالية..........واجتماع المجلس المركزي أيلول 2000 ودعـوة حماس للمشاركة في أعماله.... ثم المفاوضات.. والدولة عام 2000 ، الى جانب الحديث عن إنشاء هيئة الاستقلال الوطني الفلسطيني 1/1/2001 وماذا حدث َ في الدورة الطارئة للمجلس المركزي- رام الله 2003...
وبين الزرو انه حول التطورات الأخيرة منذ عام 2011 فيما يخص استحقاق أيلول 2011 وعضوية فلسطين في الأمم المتحدة، فتنال سليم الزعنون الأسس القانونية للدولة الفلسطينية 1999 – 2011، وقرارات الدورة 25 للمجلس المركزي واستحقاق الدولة (استحقاق أيلول2011) تموز -رام الله ، ثم تحدث عن اجتماعات اللجنة المركزية والمواقف فيها بشان
إن الذهاب إلى الأمم المتحدة وضرورة مصارحة شعبنا بحقيقة استحقاق أيلول، عضوية كاملة أم دولة غير عضو؟آب 2011... "وقِفُوهُمْ إنهم مسئولون" قبل 23/9/2011... (استحقاق أيلول، كما تطرق سليم الزعنون إلى موضوع المصالحة واجتماعات لجنة إعداد نظام انتخابات المجلس الوطني برئاسته سنة 2012وما نتج عنها.
و اشار الزرو أن سليم الزعنون لم يغفل الحديث عن علاقات المجلس الوطني البرلمانية ، ومشاركته في تأسيس الاتحاد البرلماني العربي ووضع المجلس الوطني في البرلماني العربي، ومعركة عضوية المجلس الوطني الفلسطيني في الاتحاد البرلماني الدولي والمؤامرات عليه في هذا الجانب .
وكان السيد رئيس دولة فلسطين محمود عباس قرر اعتماد كتاب مذكرات رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون' السيرة والمسيرة '، وثيقة في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، ومؤسسات دولة فلسطين، كمرجع لأبرز محطات القضية الفلسطينية ومراحلها. ، وذلك أثناء الرئيس استقباله الزعنون الذي أهدى سيادته النسخة الأولى من كتاب مذكراته' السيرة والمسيرة'، في العاصمة الأردنية عمان ، وأشاد الرئيس بالكتاب، معتبرا إياه عملا مهما يؤرخ للثورة الفلسطينية منذ بدايات التأسيس حتى وقتنا الحاضر.
وأخير نقول أن هذه المذكرات عرَّفَتْنا على سليم الزعنون الإنسان، الأب، الشاعر، الطالب، والقاضي، بمواقف لامستها صفحات هذه المذكرات.ابن فلسطين، وأحد مؤسسي حركة فتح، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، ثبتَ على موقفه النضالي، حرصَ على وحدة الصف الوطني، ولم يغادر مربع الانتماء والوفاء للقضية.
وصدر الكتاب السيرة والمسيرة عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في عمان.
وبعد ذلك فتح الباب للحضور لإبداء ملاحظاتهم حول المذكرات.