الجنة الجحيم
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
جميل ضبابات - يمكن لدقائق معدودة ان تنهي حياة كاملة هنا.. فلن يستغرق الامر سوى عدة ضربات لجرافة عسكرية اسرائيلية لتهدم المساكن فوق رؤوس اصحابها.
خربة محكول، الواقعة بين سلسلة جبال عالية، انتهت كواحدة من تجمعات الضفة الغربية الشرقية في غضون ساعتين بقرار عسكري اسرائيلي مدعم بقرار قضائي من اعلى سلطة قضائية اسرائيلية.
مسحت الخربة عن الوجود، فلا مسكن بقي على حاله...ولا حظيرة مواشي، ولا حتى قن دجاج. 'كل شيء اصبح بحكم المنتهي. هدموا كل شيء' صاح احد الرجال لحظات قليلة بعد هدم مسكن عائلته.
في منطقة وعرة من سفح جبل اقيمت فوقه واحدة من اهم نقاط الرادار الاسرائيلي (ام زوقه) كانت عائلة برهان اسمر تعيش حياة كلاسيكية، ترعى فيها المواشي وتزرع الحبوب حتى ساعة قريبة من هذا الصباح.
لقد انتهى كل شي بالنسبة لبرهان. ' اصبحنا كوحوش البراري نعيش هنا'. وهدم الجيش الاسرائيلي صباح اليوم نحو 100 منشأة وشرد نحو 100 من ساكنيها.
برهان وجيرانه واقرباء لهم يعيشون هنا منذ عشرات السنين..' نحن هنا منذ سنين. هنا نرعى المواشي. هنا حياتنا'. بالنسبة للسكان الذين تشردوا في التلال القريبة هذه هي الحياة المثالية، لكن بعيدا عن وجود معسكرات الجيش الاسرائيلي الذي دأب منذ العام 1967 على طرد السكان.
في مكحول لا يصعب ايصال فكرة الاحتلال بكل معاني قسوته: فانهاء حياة جميلة لا يحتاج سوى لساعات معدودة'. لماذا هدموا كل هذه العمارات الشاهقة(...) انظر الى ناطحات السحاب التي هدمتها الجرافات' قال برهان متهكما على قرارات عسكرية اسرائيلية يصعب على السكان تفسيريها.
كانت العائلة تستعد فجرا للانطلاق نحو المراعي، عندما داهم الجيش الخربة فجأة وحاصرها قبل ان تبدأ الجرافات بالهدم'. بدأوا بهدم كل شي. لم يتركوا شيء لنا'. قال برهان.
يردد المعنى ذاته جيرانه الذين انتشروا يتفقدون ركام مساكنهم.
وهذه المرة الاولى التي تجري فيها عمليات هدم في الخربة المقامة اصلا فوق احدى المناطق الاثرية التاريخية في المنطقة، لكن في مناطق ثانية هدم المضارب مستمر وبقوة منذ سنوات.
قال حسين اسمر ' نحن هنا منذ ربع قرن. انا واولادي الثلاثة. هدموا حياتنا هنا ولم يتبق الا العقارب'. يشير رجال تعمموا بالكوفيات من شدة الحر الى ركام متمدد على مساحات واسعة كانت الجرافات الاسرائيلية كومته منذ قليل.
من على بعد يمكن الحكم على قسوة الحياة عندما يتزامن الهدم مع صعود الشمس الحارقة الى كبد السماء. لكن من قرب الحياة قاسية جدا واحتمالات البقاء محدودة في مواجهة الة عسكرية لا ترحم.
وتسيطر القوات الاسرائيلية على معظم مناطق الغور التي تقع في مناطق (ج) حسب اتفاقات اوسلو، يمنع فيها البناء الخراساني، لكن معظم السكان هنا يسكنون في مساكن هشة من الخيش و'الزينكو'.
ومعظم المساكن التي هدمت هذا الصباح كانت بنيت من 'الزينكو' الملتهب صيفا. 'ليس هناك ما يمكن فعله الان. كانت الحياة جميلة مثل الجنة لكنها الان جحيم لا يطاق' قال احد الشبان الذي كان يساعد عائلته على فحص ركام المساكن.
ويفصل بين كل مسكن ومسكن نحو امتار قليلة.
لكن في محيط الخربة ثمة معسكرات كبيرة للجيش ومرابض للدبابات.
قال رئيس مجلس قروي المضارب عارف دراغمة، ان عمليات الهدم في مكحول مدبرة لطرد السكان من المنطقة لتوسيع المستعمرات ومعسكرات الجيش.
من اي مكان في الخربة يمكن استطلاع المعسكرات وداخلها الدبابات.
قال دراغمة' يريدون هدم الغور(...) نحن امام دولة محتلة لا ترحم'. لا يصعب العثور على الحزن وسط المضارب، فلا امرأة يمكنها اليوم طهي الطعام ولا راع بامكانه الخروج الى المرعى من وسط هذا الحطام.
وعلى الاقل اصبحت نحو 14 عائلة من المنطقة بلا مأوى. كان يمكن استطلاع طفلة صغيرة لا تتجاوز العامين من عمرها تتنقل حافية بين الركام.
قال دراغمة' نحن امام مهمة مستحيلة. كيف يمكن تدبر امر هذه العائلات في هذه الاجواء الحارة(...) ليس هناك سوى السماء غطاء فوق رؤوسهم.
بالنسبة للسكان في منطقة الغور المعادلة واضحة: اخراج الفلسطينيين واحلال المستوطنين مكانهم. ومنذ عام 1967 بدأت هذه السياسية بهدم القرى الزراعية والمضارب واقامة المناطق العسكرية العازلة.
تظهر المضارب في مكحول والمناطق المحيطة بها مثل مربعات مغلقة تحيط بها المعسكرات، لذلك برهان يمكن ان يتحرك فقط في دائرة لا تتجاوز الجبل الذي يحيط بمسكنه لرعي مواشيه.
'كنا نعيش في الجنة. الان نعيش في الجحيم' قال احد الرجال. وهنا في هذا الشريط الغائر من الارض، الفرق بين الجنة والجحيم هو فقط مسكن من خيش وعدة اعمدة من الحديد الملتهب.
haجميل ضبابات - يمكن لدقائق معدودة ان تنهي حياة كاملة هنا.. فلن يستغرق الامر سوى عدة ضربات لجرافة عسكرية اسرائيلية لتهدم المساكن فوق رؤوس اصحابها.
خربة محكول، الواقعة بين سلسلة جبال عالية، انتهت كواحدة من تجمعات الضفة الغربية الشرقية في غضون ساعتين بقرار عسكري اسرائيلي مدعم بقرار قضائي من اعلى سلطة قضائية اسرائيلية.
مسحت الخربة عن الوجود، فلا مسكن بقي على حاله...ولا حظيرة مواشي، ولا حتى قن دجاج. 'كل شيء اصبح بحكم المنتهي. هدموا كل شيء' صاح احد الرجال لحظات قليلة بعد هدم مسكن عائلته.
في منطقة وعرة من سفح جبل اقيمت فوقه واحدة من اهم نقاط الرادار الاسرائيلي (ام زوقه) كانت عائلة برهان اسمر تعيش حياة كلاسيكية، ترعى فيها المواشي وتزرع الحبوب حتى ساعة قريبة من هذا الصباح.
لقد انتهى كل شي بالنسبة لبرهان. ' اصبحنا كوحوش البراري نعيش هنا'. وهدم الجيش الاسرائيلي صباح اليوم نحو 100 منشأة وشرد نحو 100 من ساكنيها.
برهان وجيرانه واقرباء لهم يعيشون هنا منذ عشرات السنين..' نحن هنا منذ سنين. هنا نرعى المواشي. هنا حياتنا'. بالنسبة للسكان الذين تشردوا في التلال القريبة هذه هي الحياة المثالية، لكن بعيدا عن وجود معسكرات الجيش الاسرائيلي الذي دأب منذ العام 1967 على طرد السكان.
في مكحول لا يصعب ايصال فكرة الاحتلال بكل معاني قسوته: فانهاء حياة جميلة لا يحتاج سوى لساعات معدودة'. لماذا هدموا كل هذه العمارات الشاهقة(...) انظر الى ناطحات السحاب التي هدمتها الجرافات' قال برهان متهكما على قرارات عسكرية اسرائيلية يصعب على السكان تفسيريها.
كانت العائلة تستعد فجرا للانطلاق نحو المراعي، عندما داهم الجيش الخربة فجأة وحاصرها قبل ان تبدأ الجرافات بالهدم'. بدأوا بهدم كل شي. لم يتركوا شيء لنا'. قال برهان.
يردد المعنى ذاته جيرانه الذين انتشروا يتفقدون ركام مساكنهم.
وهذه المرة الاولى التي تجري فيها عمليات هدم في الخربة المقامة اصلا فوق احدى المناطق الاثرية التاريخية في المنطقة، لكن في مناطق ثانية هدم المضارب مستمر وبقوة منذ سنوات.
قال حسين اسمر ' نحن هنا منذ ربع قرن. انا واولادي الثلاثة. هدموا حياتنا هنا ولم يتبق الا العقارب'. يشير رجال تعمموا بالكوفيات من شدة الحر الى ركام متمدد على مساحات واسعة كانت الجرافات الاسرائيلية كومته منذ قليل.
من على بعد يمكن الحكم على قسوة الحياة عندما يتزامن الهدم مع صعود الشمس الحارقة الى كبد السماء. لكن من قرب الحياة قاسية جدا واحتمالات البقاء محدودة في مواجهة الة عسكرية لا ترحم.
وتسيطر القوات الاسرائيلية على معظم مناطق الغور التي تقع في مناطق (ج) حسب اتفاقات اوسلو، يمنع فيها البناء الخراساني، لكن معظم السكان هنا يسكنون في مساكن هشة من الخيش و'الزينكو'.
ومعظم المساكن التي هدمت هذا الصباح كانت بنيت من 'الزينكو' الملتهب صيفا. 'ليس هناك ما يمكن فعله الان. كانت الحياة جميلة مثل الجنة لكنها الان جحيم لا يطاق' قال احد الشبان الذي كان يساعد عائلته على فحص ركام المساكن.
ويفصل بين كل مسكن ومسكن نحو امتار قليلة.
لكن في محيط الخربة ثمة معسكرات كبيرة للجيش ومرابض للدبابات.
قال رئيس مجلس قروي المضارب عارف دراغمة، ان عمليات الهدم في مكحول مدبرة لطرد السكان من المنطقة لتوسيع المستعمرات ومعسكرات الجيش.
من اي مكان في الخربة يمكن استطلاع المعسكرات وداخلها الدبابات.
قال دراغمة' يريدون هدم الغور(...) نحن امام دولة محتلة لا ترحم'. لا يصعب العثور على الحزن وسط المضارب، فلا امرأة يمكنها اليوم طهي الطعام ولا راع بامكانه الخروج الى المرعى من وسط هذا الحطام.
وعلى الاقل اصبحت نحو 14 عائلة من المنطقة بلا مأوى. كان يمكن استطلاع طفلة صغيرة لا تتجاوز العامين من عمرها تتنقل حافية بين الركام.
قال دراغمة' نحن امام مهمة مستحيلة. كيف يمكن تدبر امر هذه العائلات في هذه الاجواء الحارة(...) ليس هناك سوى السماء غطاء فوق رؤوسهم.
بالنسبة للسكان في منطقة الغور المعادلة واضحة: اخراج الفلسطينيين واحلال المستوطنين مكانهم. ومنذ عام 1967 بدأت هذه السياسية بهدم القرى الزراعية والمضارب واقامة المناطق العسكرية العازلة.
تظهر المضارب في مكحول والمناطق المحيطة بها مثل مربعات مغلقة تحيط بها المعسكرات، لذلك برهان يمكن ان يتحرك فقط في دائرة لا تتجاوز الجبل الذي يحيط بمسكنه لرعي مواشيه.
'كنا نعيش في الجنة. الان نعيش في الجحيم' قال احد الرجال. وهنا في هذا الشريط الغائر من الارض، الفرق بين الجنة والجحيم هو فقط مسكن من خيش وعدة اعمدة من الحديد الملتهب.