الأحمد يلتقي القنصل العام البريطاني لدى فلسطين    "هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

محاجر بني نعيم في الخليل رافع اقتصادي ودمار بيئي

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
جويد التميمي

رغم تميز حجرها على مستوى فلسطين ومساهمتها في الاقتصاد الفلسطيني، شوّهت المحاجر المنتشرة في بلدة بني نعيم شرق الخليل جمال الطبيعة، وبثت مكاره بيئية وصحية أثرت بشكل كبير على حياة المواطنين الذين أعربوا عن استيائهم بسبب مخاطرها التي تتزايد مع مرور الزمن.

المواطن المتضرر لقرب مسكنه من المحاجر محمد مناصره (23 عاما) قال لـ'وفا'، تحولت المحاجر إلى حفر عميقة دمرت الطبيعة والبيئة في البلدة، وفائدتها المادية تعود لمالكيها والعاملين فيها فقط، موضحا أنه مقابل مبلغ زهيد من المال يرضخ بعض سكان البلدة المتضررين لأصحاب المحاجر، رغم أنهم يعانون الأمرين نتيجة المخاطر الصحية والبيئية والنفسية التي فاقت الحدود.

 وتابع 'لا أعرف ماذا أفعل، ناشدنا المسئولين ولم يرد أحد علينا، والمحجر القريب من منزلي لا يمتلك أي مقومات السلامة العامة، المنطقة كلها صارت منزعجة بسبب أصوات الماكينات، وتلوثت شوارعنا وأشجارنا ومدارسنا وأراضينا الزراعية'.

كما أعرب جمعه مناصرة (48 عاما) عن استيائه هو الآخر بسبب قرب المحاجر من منزله، بقوله 'أرغب بالرحيل من هذا المكان المزعج إلى مكان آخر، لأن صوت الماكينات مزعج، كما أن الغبار الصادر عنها دمر مزارعنا ولوث بيئتنا'.

وأفاد مدير الهلال الأحمر في البلدة عبد ربه مناصرة، بأن المحاجر خلفت تلوثا بيئيا على صحة المواطنين، و55% من سكان البلدة يعانون من مشاكل صحية، و35% من الأطفال دون سن 5 سنوات يعانون من حساسية صدرية، بسبب تعرضهم لغبار هذه المحاجر، التي أصبحت منتشرة بشكل كبير، عدا عن معاناتهم من ضعف السمع والبصر.

وأضاف، 'كبار السن يعانون أيضا من حساسية صدرية وصعوبة في التنفس، خصوصا في فصل الخريف والربيع، حيث يتأثرون بنوبات وحالات مزمنة صعبة، أما الحوامل فقد أثر ذلك على حملهم والنتيجة ولادة أطفال مصابين بنقص الأكسجين، كما أظهرت عدة دراسات أن المحاجر سببت الكثير من أمراض السرطان التي انتشرت في الآونة الأخيرة في تلك المنطقة'.

من جانبه، تحدث رئيس بلدية بني نعيم علي طرايرة عن الأضرار الناجمة عن المحاجر، منوها إلى أن البلدية تعمل من أجل الحد من فوضى انتشارها، مشيرا إلى أنه 'تم الوقوف بشكل مباشر في وجه هذه المخاطر ومتابعتها في المحاكم، ونحن على اتصال مباشر مع المواطنين وأصحاب المحاجر للنظر فى تداعياتها، وللحد من انتشارها'.

وأضاف، 'نسعى للحد من هذه الظاهرة بالتعاون مع وزارات الحكم المحلي والصناعة والزراعة، ولا ضرر من إغلاق بعض المحاجر إن لم يتم استغلالها بالشكل الصحيح، وقد اتخذنا قرارا بإغلاق جميع المحاجر التي تقع داخل المخطط الهيكلي للبلدة، أما المحاجر خارج المخطط فقد قمنا وبالتنسيق مع الحكم المحلي بترخيصها تطبيقا للقانون ومبادئه'.

وقالت منسقة جمعية بني نعيم الخيرية نجوى مناصرة 'قمنا بإعادة تأهيل محجرين في بني نعيم، ليتم استغلالها للمصلحة العاملة والاستفادة منها، حولنا أحدها متنزها للترفيه، وآخر تم تأهيله حديقة عامة بالتعاون مع عدد من المؤسسات المحلية والدولية'.

بدوره، أضاف المدير التنفيذي لاتحاد صناعة الحجر والرخام ماهر حشيش، 'أن قطاع الحجر والرخام أهم القطاعات الصناعية الانتاجية في فلسطين، وهو يشكل 5% من الناتج الاجمالي المحلي، و30% من إجمال الناتج الصناعي، أي ثلث الناتج الصناعي تقريبا'.

وتابع قائلا، 'يعمل في هذا القطاع 15 الف عامل بشكل مباشر، وعدة آلاف بشكل غير مباشر، كما أن 26% من الصادرات الفلسطينية حسب مركز الاحصاء هي من منتجات الحجر، فالحجر الفلسطيني وصل إلى أسواق 60 دولة، وهو يحظى بسمعة جيدة في الأسواق العالمية'.

 وأوضح حشيش، يعتبر حجر بني نعيم من أفضل الأنواع الموجودة في فلسطين، ورغم أهمية هذا القطاع اقتصاديا واجتماعيا، إلا أنه يواجه جملة من المشاكل، كعدم توفر مناطق صناعية وتجمعات مناسبة لهذه الصناعة، بالإضافة إلى غياب التخطيط المكاني لمناطق الحجر في فلسطين، وعدم ايجاد المناطق الخاصة بالتحجير، ما يعني عدم وجود تنظيم وتبعثر الصناعة والمحاجر في عدد من المناطق'، لافتا إلى أنه تم إعطاء أصحاب المحاجر القائمة داخل حدود البلدية مهلة زمنية لإنهاء عملهم في فترة محددة، حفاظا على البيئة والصحة والسلامة العامة.

وفيما يخص المحاجر المتروكة، دعا الجهات المختصة إلى إعادة استصلاحها، خاصة بعد التجارب العملية الناجحة لإعادة تأهيل البعض منها، سواء بتحويلها إلى أرض زراعية، أو باستغلالها كمتنزهات وحدائق وملاعب' .

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025