الاشخاص ذوي الاعاقة بغزة .. يحاصرهم شح الوقود ويخنق ليلهم انقطاع الكهرباء..!!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
أَثر إغلاق معبر رفح البري وهدم الأنفاق وتشديد الحصار سلبا على الاشخاص ذوي الاعاقة في قطاع غزة إذ امتنعَ الكثير منهم عن الاستفادة من خدمات العلاج الطبيعي المقدم في الإغاثة الطبية الفلسطينية نظرا لارتفاع تكاليف المواصلات ناهيك عن إلغاء الكثير من المشاريع الخاصة وتحويلها إلى الدول العربية الشقيقة.
وبلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في محافظات غزة: 97,079 شخص من ذوي الإعاقة ممثلين 6.2% من اجمالي سكان محافظات غزة 1,553,507 نسمة.
مدير برنامج التأهيل المجتمعي التابع للإغاثة الطبية الفلسطينية مصطفى عابد أكدَ أن ما يقارب 2500 حالة في قطاع غزة يعانون الشلل الدماغي حرموا من كافة الخدمات التي تقدم لهم نتيجة غياب المواد الأولية نتيجة إغلاق معبر رفح وتعنت (إسرائيل) في ادخال المواد الطبية اللازمة للقطاع.
وقال :" تلعب جمعية الاغاثة الطبية الفلسطينية وبرنامج التأهيل المجتمعي دورا بارزا في تخفيف معاناة ذوي الاعاقة، ولكن الحصار المفروض على قطاع غزة وإغلاق معبر رفح البري أثرا سلبا على كافه نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتأهيلية واعتقد ان الحصار اثر علي عمل مؤسسات التأهيل وذلك بسبب تقليص خدمات المؤسسات الدولية".
واعتبرَ أن اغلاق المعابر انتهاك لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة إذ أدى لتراجع الخدمات المقدمة لهم فانقطاع التيار الكهربائي منع من شحن بطاريات الكراسي الكهربائية المتحركة وتعطل أجهزة التبخير عمل على تفاقم مشاكل التنفس لديهم، وكذلك تعطل عمل المولدات الكهربائية المستخدمة في تشغيل الفرشات الطبية لذوي الاعاقة الحركية، الأمر الذي سبب تقرحات جسدية لهم، وتعطلت مولدات الأكسجين المستخدمة للأشخاص ذوي الاعاقة.
محمد أبو عوكل الذي يبلغ من العمر ستة أعوام يعاني من ضمور في الدماغ وهو غير قادر على الحركة، ويضطر نتيجة انقطاع التيار الكهربائي إلى تناول الشاي والبسكويت واللبن طوال النهار إذ إنه يحتاج إلى طعام مطحون لا تتمكن والدته من اعداده لثمان ساعات يوميا وربما أكثر.
ويشعر محمد بكثير من الضيق الذي يدفعه للصراخ نتيجة الرطوبة والظلام الذي يهبط على منزل والديه في حواصل بناية سكنية الأمر الذي يضطرهم للخروج به إلى الشارع حتى ينام أو يعود التيار الكهربائي خاصة وأن وضعهم المالي لا يسمح لهم بتوفير مولد كهرباء.
لم تتمكن عائلة محمد من الاستفادة من خدمات الاغاثة الطبية لمدة شهر تقريبا نتيجة ارتفاع أسعار المواصلات "الطلب" وعدم توفرها بسبب ازمة الوقود التي يعيشها القطاع، ناهيكَ عن انتهاء مشاريع الرعاية الطبية في المنازل والتي تقدمها الاغاثة الطبية نتيجة انسحاب المشاريع الأجنبية وتحولها إلى دول الربيع العربي.
مي مقاط طفلة في الخامسة من العمر مقعدة رغمَ أن الكثير من الأطباء أكد إمكانية علاجها في مصر، إلا أن اغلاق المعبر وعدم امتلاك عائلتها للمال حرمها من ذلك، ناهيكَ عن حرمانها من جلسات العلاج الطبيعي في الاغاثة الطبية نظرا لارتفاع تكلفة المواصلات من منزلها في العطاطرة حتى جباليا.
طلبت والدة مي من مراكز تأهيل الاشخاص ذوي الاعاقة حركيا كرسيا متحركا ليساعدها أثناء الانتقال بابنتها للعلاج إلا أن أحدا لم يوفر لها بحجة توقف المشاريع، لم تراهن الوالدة كثيرا على الكهرباء التي تساعد ابنتها في جلسات متواضعة على الوقوف على قدميها، خاصة وأنها تقطع لساعات طويلة أثناء النهار.
تقول والدة مي إن ابنتها أصيبت بالشلل بعدَ الحرب الأولى على قطاع غزة إذ كانت تبلغ من العمر ثلاثة أشهر أثناء قصف منزلهم واستنشاقها الفسفور الأبيض، وهي تستعد للسفر إلى الضفة الغربية لإجراء فحوصات إلا أن عجز والديها عن توفير 2500 شيقل ثمن العلاج الذي سيحسن حالتها حتما تسبب بيأس والدتها التي قالت :" أشعر أن ابنتي لن تتلقى علاجها".
محمد بحر طفل في الثالثة من عمره، يعاني من شلل دماغي، وتسببَ انقطاع الكهرباء بسوء حالته الصحية إذ انقطعَ عن التبخيرة مما جعلَ والدته تخرج به يوميا إلى المستشفى أو مركز الرعاية الأولية في الوقت الذي كان بإمكانه الحصول على التبخيرة في منزله.
محمد طفل حساس جدا وكثير البكاء ولا يلهيه إلا التلفاز الذي يشغله، وفي حال انقطع التيار الكهربائي يسمع صراخه الجيران، ناهيكَ عن حاجته للطعام المهروس الذي لا تتمكن والدته من اعداده لست عشرة ساعة يوميا.
مُحمد هو الطفل الثاني لعائلته وجاء بعدَ انتظار عشر سنوات ونتيجة ولادته في الشهر الثامن تعرض لنقص أوكسجين وأصيب بالشلل الدماغي.
نورهان الشيخ ذات السبع سنوات تعاني من ضمور في الدماغ واعاقة في قدميها لم تمكنها من الحركة أو النمو الطبيعي كأي طفل آخر، تحتاج للكثير من العناية المادية والمعنوية إلا أن حالة عائلتها الصعبة حالت دونَ ذلك، حتى أن والدها لم يعد قادرا على زيارة الاغاثة الطبية للحصول على العلاج الطبيعي الامر الذي يعرضها لتشنجات تتطلب الاتصال بالإسعاف والمبيت في المستشفى.
غياب المروحة أكثر ما يؤثر في نورهان التي تشعر بالاختناق مباشرة بعد انقطاع التيار الكهربائي، ونظرا لسوء الوضع المالي لعائلتها لا يتوفر لديهم مولد كهرباء، ناهيكَ عن حاجتها إلى الإضاءة بشكل متواصل خوفا من اصابتها بمضاعفات أثناء انقطاع التيار الكهربائي ليلا.
عبد اللطيف بدران في الخامسة والخمسين من العمر يعاني من اعاقة حركية وتسبب انقطاع التيار الكهربائي بتعطل مركبته حبث لم تساعده مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة في الحصول على قطع غيار أو عربة جديدة، الأمر الذي يعطل حياته خاصة وأنه يعيل 12 ابنا وابنة.
زياد ديب 27 عاما تسببت الحرب الأولى على قطاع غزة 2008-2009 ببتر قدميه واستشهاد 11 شخصا من عائلته، ويعاني نتيجة أزمة المواصلات إذ إنه غير قادر على الوقوف على قدميه الصناعيتين أكثر من 10 دقائق ويضطر أحيانا إلى انتظار سيارة تقله إلى عمله نصف ساعة الامر الذي يتسبب بتقرحات وألم في قدميه لا يهدأ إلا بعد أيام.
نفسيا يشعر ديب أنه محاصر في منزله أثناء انقطاع التيار الكهربائي خاصة وأنه لا يتمكن من مغادرة منزله في الطابق الثاني وهو غير مؤهل للتأقلم على الظلام والحر بعد انقطاع الكهرباء.