عندما قهرت القدس، الأفاعي بالسحر
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
أسامة العيسة- في حارة النصارى بالقدس القديمة، يوجد مسجد صغير، اسمه يبدو غريبا (مسجد الحيات)، أخذ اسمه من طلسم له مفعول سحري، يبطل مفعول سم الأفاعي، عندما تلدغ أي من سكان القدس او زوارها.
وتُعرف المعاجم العربية الطلسم: «خطوط وأعْدادُ يَزْعُمُ كاتبُها أنهُ يربطُ بها روحانيّات الكواكب العلْوية بالطبائِع السفلية لجَلب مَحْبُوب أو دفع أذًى، وهو لفظٌ يوناني لكل ما هو غامض مُبهَمٌ كالألغاز والأحَاجي».
أسطورة المسجد المتعلقة بالحيات، قديمة، ويعيدها الاخباريون المسلمون، إلى زمن الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب، الذي تسلم مفاتيح القدس من بطريركها صفرونيوس عام (637م)، ونجد حكاية ما يعرف لدى الاخباريين بـ (طلسم الحيات) متشابهة من الهروي، إلى ابن عساكر حتى الحنبلي: «في بيت المقدس حيات عظيمة قاتلة إلا ان الله تعالى قد تفضل على عباده بمسجد على ظهر الطريق أخذه عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، من كنيسة هناك تعرف بقمامة (القيامة)، وفيه اسطوانتان كبيرتان من حجارة على رأسهما صورة حيات يقال إنه طلسم لها فمتى لسعت إنسانا حية في بيت المقدس لم يضره شيئ، وإن خرج عن بيت المقدس شبرا من الأرض مات في الحال، ودواؤه من ذلك ان يقيم ببيت المقدس ثلاثمائة وستين يوما، فان خرج وبقي من العد يوم واحد هلك».
ويذهب صاحب كتاب مثير الغرام، أبعد من ذلك قائلا: «وأخبرني الفقيه شمس الدين محمد بن علي بن عقبة وهو معدل فاضل ثقة: أن ذلك اتفق لشخص سماه هو ونسيت اسمه كان يلقب بآكل الحيات، فلدغته حية فخرج من القدس فمات».
الحنبلي يقدم وصفا للمسجد قبل 500 عام: «هذا المسجد معروف وهو بحارة النصارى بالقدس الشريف، بجوار كنيسة قمامة من جهة الغرب وعن يمنة السالك من درج القمامة إلى الخانقاة الصلاحية».
وتتوافق حكاية طلسم الحيات هذا، بصور الأفاعي في الوجدان الشعبي، والميثولوجيا القديمة في الشرق القديم، ومن بينها فلسطين.
ويبدو ان التطور أخذ مجراه، ولوّ بشكل نسبي، في القدس، منذ عهد الخليفة عمر حتى العصر المملوكي الذي عاش فيه الحنبلي الذي يلاحظ عن مسجد الحيات: «الذي يظهر ان طلسم الحيات بطل منه، والله أعلم».
بقي من أساطير القدس عن الحيات، هذا المسجد المغلق في حارة النصارى، وسط المحلات التي تبيع التحف الشرقية، خُط عليه سنة تأسيسه30هـ وبالميلادي (579م) وهذا خطأ والصحيح (650م)، وهذا يعني انه بُني بعد عدة سنوات من الفتح العمري، لكن كيف تم تحديد سنة البناء؟ لا نعلم. وخُط على باب المسجد الآية الكريمة: «وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى».
المقدسيون الذين أخافتهم الحيات، في ذلك الزمن، الذي كانت المعلومات عنها ضئيلة، وتختلط فيها الحقائق بالأساطير، تحايلوا على خوفهم بالسحر والطلاسم، وربما لم يخطر على بالهم انه في قادم الأيام، ستغزو المدينة افاع بشرية، هي بالتأكيد أخطر بكثير من الأفاعي، التي اتضح مع التقدم في دراسات الحيوانات، ان أكثرها، الذي يعيش في فلسطين، غير سامة.
zaأسامة العيسة- في حارة النصارى بالقدس القديمة، يوجد مسجد صغير، اسمه يبدو غريبا (مسجد الحيات)، أخذ اسمه من طلسم له مفعول سحري، يبطل مفعول سم الأفاعي، عندما تلدغ أي من سكان القدس او زوارها.
وتُعرف المعاجم العربية الطلسم: «خطوط وأعْدادُ يَزْعُمُ كاتبُها أنهُ يربطُ بها روحانيّات الكواكب العلْوية بالطبائِع السفلية لجَلب مَحْبُوب أو دفع أذًى، وهو لفظٌ يوناني لكل ما هو غامض مُبهَمٌ كالألغاز والأحَاجي».
أسطورة المسجد المتعلقة بالحيات، قديمة، ويعيدها الاخباريون المسلمون، إلى زمن الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب، الذي تسلم مفاتيح القدس من بطريركها صفرونيوس عام (637م)، ونجد حكاية ما يعرف لدى الاخباريين بـ (طلسم الحيات) متشابهة من الهروي، إلى ابن عساكر حتى الحنبلي: «في بيت المقدس حيات عظيمة قاتلة إلا ان الله تعالى قد تفضل على عباده بمسجد على ظهر الطريق أخذه عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، من كنيسة هناك تعرف بقمامة (القيامة)، وفيه اسطوانتان كبيرتان من حجارة على رأسهما صورة حيات يقال إنه طلسم لها فمتى لسعت إنسانا حية في بيت المقدس لم يضره شيئ، وإن خرج عن بيت المقدس شبرا من الأرض مات في الحال، ودواؤه من ذلك ان يقيم ببيت المقدس ثلاثمائة وستين يوما، فان خرج وبقي من العد يوم واحد هلك».
ويذهب صاحب كتاب مثير الغرام، أبعد من ذلك قائلا: «وأخبرني الفقيه شمس الدين محمد بن علي بن عقبة وهو معدل فاضل ثقة: أن ذلك اتفق لشخص سماه هو ونسيت اسمه كان يلقب بآكل الحيات، فلدغته حية فخرج من القدس فمات».
الحنبلي يقدم وصفا للمسجد قبل 500 عام: «هذا المسجد معروف وهو بحارة النصارى بالقدس الشريف، بجوار كنيسة قمامة من جهة الغرب وعن يمنة السالك من درج القمامة إلى الخانقاة الصلاحية».
وتتوافق حكاية طلسم الحيات هذا، بصور الأفاعي في الوجدان الشعبي، والميثولوجيا القديمة في الشرق القديم، ومن بينها فلسطين.
ويبدو ان التطور أخذ مجراه، ولوّ بشكل نسبي، في القدس، منذ عهد الخليفة عمر حتى العصر المملوكي الذي عاش فيه الحنبلي الذي يلاحظ عن مسجد الحيات: «الذي يظهر ان طلسم الحيات بطل منه، والله أعلم».
بقي من أساطير القدس عن الحيات، هذا المسجد المغلق في حارة النصارى، وسط المحلات التي تبيع التحف الشرقية، خُط عليه سنة تأسيسه30هـ وبالميلادي (579م) وهذا خطأ والصحيح (650م)، وهذا يعني انه بُني بعد عدة سنوات من الفتح العمري، لكن كيف تم تحديد سنة البناء؟ لا نعلم. وخُط على باب المسجد الآية الكريمة: «وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى».
المقدسيون الذين أخافتهم الحيات، في ذلك الزمن، الذي كانت المعلومات عنها ضئيلة، وتختلط فيها الحقائق بالأساطير، تحايلوا على خوفهم بالسحر والطلاسم، وربما لم يخطر على بالهم انه في قادم الأيام، ستغزو المدينة افاع بشرية، هي بالتأكيد أخطر بكثير من الأفاعي، التي اتضح مع التقدم في دراسات الحيوانات، ان أكثرها، الذي يعيش في فلسطين، غير سامة.