صور- أبنية القدس القديمة تنهار فوق أصحابها
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
ترجمة موسى قوس- ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن 29 عائلة فلسطينية، يعيشون في بنايتين متجاورتين من الأبنية الخطرة في البلدة القديمة، وخلال الأسبوعين الماضيين عانت تلك العوائل من الشقوق في الجدران، وتحرك قوائم الأبواب والأرضيات الهابطة.
ويقول السكان ان التسرب المائي والبنى التحتية التي نفذتها شركة "جيحون" للمياه لم تكن سليمة، غير أن الشركة تنفي ذلك.
ولمفاقمة الوضع، أثارت الأبنية غضب سلطة الآثار الإسرائيلية التي حذرت من الإضرار بالأبنية القديمة التي يتعين المحافظة عليها.
ومع أن البلدية اعتبرت بعض أجزاء من الأبنية ذات طابقين، وثلاثة طوابق، في حي القرمي بالحي الإسلامي على أنها خطرة، وأمرت السكان بالإخلاء، إلا أنهم يواصلون العيش فيها لأنه لا يوجد اي مكان يذهبون اليه. وقبل أسبوعين، عندما كان الطفل اسماعيل الأسمر (12 عاما) يغادر منزله، سقط حجر كبير من السقف على مدخل المنزل ولم يصبه. وعندما نادى أبويه للنزول، قال أبوه بأنه عندما هم بنزول الدرج لم يشعر أنه نفس الدرج. وأضاف "بدأت أنظر حولي فرأيت الشقوق في كل مكان".
ولاحقا، بدأت الشقوق تظهر في أنحاء مختلفة من شقة عائلة الأسمر، كما أن الأرضية أمام المنزل هبطت بنحو 15 سم، بينما بدأ المدخل المقوس بالتشقق. لكن إقامة الدعامات الخشبية والحديدية على وجه السرعة منع انهياره.
وفيما بعد علمت عائلة الأسمر بأنها لم تكن الوحيدة، حيث عانى جيرانهم من نفس المشكلة. وفي الشقة التي تعلوهم، كان بالإمكان مشاهدة السماء عبر الشقوق الكبيرة في السقف، هذا في حين انه في شقة قريبة، رممت مؤخرا، تحطم الدرج وتغيرت زاوية الجدران، وتساقطت "القسارة "والتوت قوائم الأبواب، ولم يعد بالامكان اغلاق الأبواب.
وفي البداية، اعتقد السكان ان زلزالا حدث، لكن سرعان ما استبعدت تلك الاحتمالية، وبعدها اعتقدوا أن المنازل تأثرت جراء حفريات اثرية في المنطقة، لكنهم اكتشفوا عدم وجود حفريات في المنطقة المجاورة منهم.
وذكر السكان بأن أنابيب المياه الممددة اسفل شارعهم تعرضت للانفجار، ولكون الأبنية بنيت قبل عدة مئات من السنين، بدون اساسات من الباطون، وأدت المياه الى جرف التربة أسفل الأبنية، ما أدى الى التقويض الخطير لاستقرار تلك الأبنية.
ومن جانبها، نفت شركة "جيحون" للمياه أي علاقة ما بين أنابيب المياه وما حدث للمنازل، وقامت بترميم الأنابيب في حي القرمي، إلا ان تحرك الأبنية تواصل واستمر ظهور شقوق جديدة في كل يوم.
وعلى الرغم من الوضع الكئيب، يستمر جميع السكان بالعيش في منازلهم، مع أن بعض العائلات هجرت الغرف التي حدثت فيها الشقوق الكبيرة، بينما قامت عائلة الأسمر بفتح مخرج آخر لمنزلها ليعمل كمخرج طوارىء لاستخدامه في حال حدوث انهيار.
وقال جار عائلة الأسمر مهيب حجازي: "العيش هنا مخيف، لكننا عمال نحصل على 5000 شيكل شهرياً وليس لدينا أي مكان آخر نذهب اليه".
وصرح مالك أحد المنازل، ويدعى سعدي احمد، وهو نجار مسن، بأنه منذ عامين كان يسمع تدفق المياه أسفل أرضية منزله، لكنه عومل باحتقار عندما اتصل بشركة "جيحون"، كما لاحظ السكان ارتفاعا بفواتير المياه في السنتين الأخيرتين.
وتتطلب أعمال الترميم، الهدم الجزئي لبعض الأبنية التي تمتاز بقيمة تاريخية وتحتاج الى المحافظة عليها.
وبعد أيام من بداية ظهور الشقوق، قام السكان وعلى نفقتهم الخاصة باقامة دعامات معدنية للمحافظة على استقرار الأبنية، وهذا استدعى حضور العاملين في سلطة الآثار الذين حذروا من تخريب الحجارة التاريخية.
ويقول الأسمر: "لقد حضروا من جميع الإتجاهات، من البلدية ومن جيحون ومن سلطة الآثار.. نحن في خطر هنا لكن لا أحد يهتم".
وعقبت بلدية القدس على ذلك "في هذه الحالة، قامت البلدية بفحص جميع الأبنية في شارعي الخالدية والقرمي في البلدة القديمة، حيث أظهرت النتائج أنه في بعض الأبنية ظهرت بعض الشقوق بسبب هبوط الأساسات. واعتبرت عدة غرف في ثلاث شقق مختلفة غير صالحة للاستعمال، علما أن أثنتين منها مأهولة بالسكان.
وأضافت البلدية انه في احدى الشقق، هناك غرف اخرى آمنة تعمل على خدمة السكان، في حين انه في الثانية، التي تأوي عائلة مكونة من 13 فردا، عرض على عائلة الانتقال للسكن في فندق مجاور، الا أنها رفضت.
وإضافة الى ذلك، تم ارسال رسائل تحذيرية الى مالكي الأبنية الخطرة، لتحذيرهم من مخاطرها ولمطالبتهم بترميم المنازل وتعزيز اساساتها.
ومن جانبها، نفت شركة "جيحون" ان يكون سبب الشقوق في البناية تسرب المياه في منتصف الشارع الذي تم التعامل معه من قبل طاقم الشركة.
وأشارت الى أن الشقوق كانت موجودة منذ فترة، وتتواجد في خلفية الأبنية، حيث لا تتواجد اي بنية تحتية للمياه.
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.703513526344110.1073742507.307190499309750&type=3&uploaded=6