"إبرة قاتلة" بالخطأ تجعل عائلة" عارف أبو حصيرة " يتيمة
عارف وهو على فراش مستشفيات الداخل قبل وفاته
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
هبة الإفرنجي : عارف محمد أبو حصيرة، 43 عاما ، ليس اسما مشهورا أو شخصية يعرفها الجميع بل هو أب لتسعة أطفال تسببت حقنة خاطئة بخطف حياته من أحضان عائلته، ولا يتسنى لهم إلا رؤية صورته معلقة على أحد حوائط المنزل.
رحمه الله هي الكلمة التي تقترن باسمه بعد أن توفي نتيجة "حقنه بإبرة قاتلة " ، فلم يعد يراه أحد يقف على ميناء غزة يصطاد سمكا كعادته
تفاصيل
محض الصدفة هي من جمعتني وعائلة المتوفى جعلها تسلط الضوء فلربما لمسوا من ينصت لشكواهم من جديد، التقيت علاء محمد أبو حصيرة 35 عام الابن الوحيد لمحمد أبو حصيرة بعد وفاة شقيقه، فكانت الحرقة والألم يسبق حديثه إلى أن جعلناه يسرد تفاصيل قصة عارف رحمه الله فيقول : "عارف يعايني من ضيق في النفس ومياه على الرئتين أخذناه لمستشفى الشفاء وقاموا بسحب المياه وبعد تصويره صورة تلفزيونية CT تبين أن يعاني من ورم سرطاني ".
علاء يكمل ونظره لا يفارق الأرض خافيا دمعة شوق تكاد تجرح صوته الجهوري: "أدخلنا عارف قسم الباطنة في الشفاء وقمنا بمتابعته في مستشفى المطلع بالقدس داخل الخط الأخضر لأخذ علاج مكثف".
بتاريخ 9 /7/2013 أمر الطبيب المعالج بمستشفى الشفاء بضرورة إعطاء المريض عارف جرعة دواء وقائية فرفض المريض وأهله ولكن الأطباء أصروا على العلاج الوقائي وهو عبارة عن 3 حقن ومن ثم لا يحتاج المريض للعلاج بالخارج.
في تمام الساعة 11:00 صباحا بذات التاريخ قام طبيب التخدير (ه .ز) بإعطاء عارف 3 حقن في النخاع الشوكي.
الطبيب( م – أ ) و والممرضة (ع _ج ) بالإضافة للطبيب المذكور أعلاه كان من المفترض أن يشرفوا على إعطاء الحقن للمريض إلا أن الطبيب (م _أ ) المشرف خرج وعاد بعد إعطاء العلاج _حسب أقوال عائلة المتوفى_.
"بدأت حالة أخي تسوء ، توتر كل من أسئله ، تنصل من الإجابة لدى البعض "، جعل من علاء يشك وبعد عدة أيام حصل على أخبار تبين أن مشكلة ما حدثت مع أخيه بعد إعطاءه الحقن" .
الغريق يعلق بقشة
بدأ عارف يشعر بتوعك وحالته تسوء بشكل كبير .
"تسع أيام ومازال عارف في المستشفى فطلب علاء من إدارة المستشفى تحويله للداخل وتم له ذلك فعاد للمنزل قبل تحويله بيومين ".
يتحدث أبو عارف مداخلا ، علمنا أن هناك خطأ طبي ومشكلة صارت مع أخي عن طريق مصادر موثوقة، فطلبنا تحويله لإسرائيل.
يعود ويقول : عملوا له في اسرائيل مسح ذري وأثبت المسح أن حالة الشلل وعدم السمع والبصر كله بسبب "الإبرة القاتلة" التي تؤدي للوفاة بعد أيام من أخذها".
ودعا منظمة الصحة العالمية ومؤسسات حقوق الإنسان ووزير الصحة وكل من يختص بأمور الأخطاء الطبية وكل من له علاقة بالمؤسسات الإنسانية بمساعدتهم معقبا : " ليساعدنا في أخذ حقنا ".
وكان قد قدم الشكوى للنائب العام وشكوى للوزير وشكاوى لمراكز حقوقية كان من ضمنها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان والهيئة المستقلة والميزان والضمير.
لم يصل الرد للعائلة حتى هذه اللحظة ، مؤكدين أنه لم يتم طلبهم لأي تحقيق فيما يخص قضيتهم، ومازالو حتى اللحظة ينتظرون بترقب ما سيحدث لعائلة مكونة من تسعة أنفس باتت دون معيل بعد وفاة عارف، وهم لا يريدون إلا الحق القانوني والعرف والعادة موكلين أمرهم إلى الله
عارف أبو حصيرة 43 عاما لم يكن يعرف أنه سينتهي عمره ولم يزوج كبيرته آية أو يحتضن آخر ماأنجب.
وكنت قد حصلت على نسخة من تقرير كتبته إدارة مستشفى الشفاء يثبت أن المريض تعرض للإصابة بإبرة خاطئة وتقرير من مستشفيات الداخل تبين أن حالة عارف ميؤوس منها نتيجة الإبرة الخاطئة ونسخة عن الشكوى الموجهة لوزارة الصحة.
الزوجة اليتيمة
ام محمد والتي تزوجت عارف منذ 13 عاما هي الأخرى لم تتمالك نفسها فأباحت لدموعها أن تغسل وجهها مرة أخرى ، والتي لربما لم تتوقف في كل ليلة عن تذكر رفيق دربها بدموع الشوق.
تقول ام محمد : "ترك فراغا كبيرا حسيت اني انا اليتيمة مع بناتي ، فقدت زوجي كثير بحياتي هذي الفترة ".
ستة فتيات وولد واحد هي كل ما تركه لها زوجها في هذه الدنيا وحبه للبحر الذي تتنسمه صباح كل يوم
ذكريات مبكية
"كان عارف يحب ياخذ أولاده على البحر، ينتظرو يوم الإجازة يوم الجمعة وليلتمو حوالين أبوهم".
وضعه المادي لم يكن جيدا إلا أنه وكما تقول ام محمد لم يكن يحرم فتياته من شيئ فكانت طلباتهم أوامر ، للحب نصيب فأحبوا كثيرا لتقول ام محمد : "كانوا يحبو ابوهم اكثر مني مقربين لابوهم اكثر مني بس اليوم فقدوه خلص". ولربما كان الحب لأنه لن يحضى به لأن أحدهم سيحرمه من ذلك يوما ما.
عارف لربما إحساسه كان صائبا فلم يكن يبدي استجابة في أخذه الحقنة فكان يتهرب منها ليومين إلا أن الأطباء أصروا على ضرورتها ولكن حدث مالا يحمد عقباه .
تتسائل أم محمد "تسعة ايام كان في مستشفى الشفاء بعد عودته للمنزل أثناء تغيير ملابسه وجدت جسمه مسلخ لم يكن هناك أي اهتمام بصحته".
هي لا تريد شيئا إلا أن يلاقي المخطئ عقابه فتقول : "مابدي ولاشي الا الدكتور الي عمل فيه هيك يلاقي جزاته متل ما عمل فييي ويتم بناتي وحرم زوجي هوا الدنيا، حسبي الله ونعم الوكيل".
غصة آية
آية ابتسامتها لم تفارق عيناها التي أبت إلا أن تغرقا بدموع الشوق لوالدها فهي بكره والتي من صوتها ودموعها التي انهمرت كشلالات مع غصة حلق تكاد تخنق كل من في العمارة تشعر بحجم المصيبة التي حلت على هذه العائلة.
صوتها زلزل كل من كان يجلس معي فلخصت كلماتها كل اسئلتي :" انا مشتاقة لبابا انا مش مسامحة الدكتور الي عمل هيك ، المفروض ياخذ جزاته ، انا ما بنام طول الليل عشانه ، احنا بنسهر عشان نشوفه بتهيألي بالليل انو رح يجيي ويجيبلنا حاجات ويقعد معي ونتحدث، بيوم وليلة صار فيه هيك شي مش معقول".
آية والتي آثرت الحزن على وفاة والدتها على نجاحها في الثانوية العامة لا تزال على موعد بلقاء والدها ليلة ما ، ولا يزال أملها أنه لربما حينما عرف الأطباء خطأ اعطاءه الحقنة قد استطاعوا انقاذه ولكن في الحقيقة لم يكن ذلك يجدي نفعا فالحقنة قاتلة كما وصفها الأطباء في الداخل الفلسطيني ولا نجاة من بعد حقنها.
وزارة الصحة
حاولنا الحصول على كتاب من وزارة الصحة للحديث مع الأطباء المتسببين في الحادثة إلا أن الشؤون القانونية أخبرتنا بعدم إمكانية إجراء مقابلة مع الطبيب في الوقت الحالي إلا بعد انتهاء التحقيق بالحادثة.
المركز الحقوقية
تواصلنا مع مراكز حقوق الإنسان التي قُدمت لها الشكوى فبين مركز الميزان أن الرد لم يصل بعد مترقبين وصوله في الأسابيع القادمة، بردود متعارف عليها.
ولكن لسان حال آية وأخوتها هو ما يتردد صداه "لازم يأخذ الدكتور جزاته مثل ما انحرمنا من بابا ....
zaهبة الإفرنجي : عارف محمد أبو حصيرة، 43 عاما ، ليس اسما مشهورا أو شخصية يعرفها الجميع بل هو أب لتسعة أطفال تسببت حقنة خاطئة بخطف حياته من أحضان عائلته، ولا يتسنى لهم إلا رؤية صورته معلقة على أحد حوائط المنزل.
رحمه الله هي الكلمة التي تقترن باسمه بعد أن توفي نتيجة "حقنه بإبرة قاتلة " ، فلم يعد يراه أحد يقف على ميناء غزة يصطاد سمكا كعادته
تفاصيل
محض الصدفة هي من جمعتني وعائلة المتوفى جعلها تسلط الضوء فلربما لمسوا من ينصت لشكواهم من جديد، التقيت علاء محمد أبو حصيرة 35 عام الابن الوحيد لمحمد أبو حصيرة بعد وفاة شقيقه، فكانت الحرقة والألم يسبق حديثه إلى أن جعلناه يسرد تفاصيل قصة عارف رحمه الله فيقول : "عارف يعايني من ضيق في النفس ومياه على الرئتين أخذناه لمستشفى الشفاء وقاموا بسحب المياه وبعد تصويره صورة تلفزيونية CT تبين أن يعاني من ورم سرطاني ".
علاء يكمل ونظره لا يفارق الأرض خافيا دمعة شوق تكاد تجرح صوته الجهوري: "أدخلنا عارف قسم الباطنة في الشفاء وقمنا بمتابعته في مستشفى المطلع بالقدس داخل الخط الأخضر لأخذ علاج مكثف".
بتاريخ 9 /7/2013 أمر الطبيب المعالج بمستشفى الشفاء بضرورة إعطاء المريض عارف جرعة دواء وقائية فرفض المريض وأهله ولكن الأطباء أصروا على العلاج الوقائي وهو عبارة عن 3 حقن ومن ثم لا يحتاج المريض للعلاج بالخارج.
في تمام الساعة 11:00 صباحا بذات التاريخ قام طبيب التخدير (ه .ز) بإعطاء عارف 3 حقن في النخاع الشوكي.
الطبيب( م – أ ) و والممرضة (ع _ج ) بالإضافة للطبيب المذكور أعلاه كان من المفترض أن يشرفوا على إعطاء الحقن للمريض إلا أن الطبيب (م _أ ) المشرف خرج وعاد بعد إعطاء العلاج _حسب أقوال عائلة المتوفى_.
"بدأت حالة أخي تسوء ، توتر كل من أسئله ، تنصل من الإجابة لدى البعض "، جعل من علاء يشك وبعد عدة أيام حصل على أخبار تبين أن مشكلة ما حدثت مع أخيه بعد إعطاءه الحقن" .
الغريق يعلق بقشة
بدأ عارف يشعر بتوعك وحالته تسوء بشكل كبير .
"تسع أيام ومازال عارف في المستشفى فطلب علاء من إدارة المستشفى تحويله للداخل وتم له ذلك فعاد للمنزل قبل تحويله بيومين ".
يتحدث أبو عارف مداخلا ، علمنا أن هناك خطأ طبي ومشكلة صارت مع أخي عن طريق مصادر موثوقة، فطلبنا تحويله لإسرائيل.
يعود ويقول : عملوا له في اسرائيل مسح ذري وأثبت المسح أن حالة الشلل وعدم السمع والبصر كله بسبب "الإبرة القاتلة" التي تؤدي للوفاة بعد أيام من أخذها".
ودعا منظمة الصحة العالمية ومؤسسات حقوق الإنسان ووزير الصحة وكل من يختص بأمور الأخطاء الطبية وكل من له علاقة بالمؤسسات الإنسانية بمساعدتهم معقبا : " ليساعدنا في أخذ حقنا ".
وكان قد قدم الشكوى للنائب العام وشكوى للوزير وشكاوى لمراكز حقوقية كان من ضمنها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان والهيئة المستقلة والميزان والضمير.
لم يصل الرد للعائلة حتى هذه اللحظة ، مؤكدين أنه لم يتم طلبهم لأي تحقيق فيما يخص قضيتهم، ومازالو حتى اللحظة ينتظرون بترقب ما سيحدث لعائلة مكونة من تسعة أنفس باتت دون معيل بعد وفاة عارف، وهم لا يريدون إلا الحق القانوني والعرف والعادة موكلين أمرهم إلى الله
عارف أبو حصيرة 43 عاما لم يكن يعرف أنه سينتهي عمره ولم يزوج كبيرته آية أو يحتضن آخر ماأنجب.
وكنت قد حصلت على نسخة من تقرير كتبته إدارة مستشفى الشفاء يثبت أن المريض تعرض للإصابة بإبرة خاطئة وتقرير من مستشفيات الداخل تبين أن حالة عارف ميؤوس منها نتيجة الإبرة الخاطئة ونسخة عن الشكوى الموجهة لوزارة الصحة.
الزوجة اليتيمة
ام محمد والتي تزوجت عارف منذ 13 عاما هي الأخرى لم تتمالك نفسها فأباحت لدموعها أن تغسل وجهها مرة أخرى ، والتي لربما لم تتوقف في كل ليلة عن تذكر رفيق دربها بدموع الشوق.
تقول ام محمد : "ترك فراغا كبيرا حسيت اني انا اليتيمة مع بناتي ، فقدت زوجي كثير بحياتي هذي الفترة ".
ستة فتيات وولد واحد هي كل ما تركه لها زوجها في هذه الدنيا وحبه للبحر الذي تتنسمه صباح كل يوم
ذكريات مبكية
"كان عارف يحب ياخذ أولاده على البحر، ينتظرو يوم الإجازة يوم الجمعة وليلتمو حوالين أبوهم".
وضعه المادي لم يكن جيدا إلا أنه وكما تقول ام محمد لم يكن يحرم فتياته من شيئ فكانت طلباتهم أوامر ، للحب نصيب فأحبوا كثيرا لتقول ام محمد : "كانوا يحبو ابوهم اكثر مني مقربين لابوهم اكثر مني بس اليوم فقدوه خلص". ولربما كان الحب لأنه لن يحضى به لأن أحدهم سيحرمه من ذلك يوما ما.
عارف لربما إحساسه كان صائبا فلم يكن يبدي استجابة في أخذه الحقنة فكان يتهرب منها ليومين إلا أن الأطباء أصروا على ضرورتها ولكن حدث مالا يحمد عقباه .
تتسائل أم محمد "تسعة ايام كان في مستشفى الشفاء بعد عودته للمنزل أثناء تغيير ملابسه وجدت جسمه مسلخ لم يكن هناك أي اهتمام بصحته".
هي لا تريد شيئا إلا أن يلاقي المخطئ عقابه فتقول : "مابدي ولاشي الا الدكتور الي عمل فيه هيك يلاقي جزاته متل ما عمل فييي ويتم بناتي وحرم زوجي هوا الدنيا، حسبي الله ونعم الوكيل".
غصة آية
آية ابتسامتها لم تفارق عيناها التي أبت إلا أن تغرقا بدموع الشوق لوالدها فهي بكره والتي من صوتها ودموعها التي انهمرت كشلالات مع غصة حلق تكاد تخنق كل من في العمارة تشعر بحجم المصيبة التي حلت على هذه العائلة.
صوتها زلزل كل من كان يجلس معي فلخصت كلماتها كل اسئلتي :" انا مشتاقة لبابا انا مش مسامحة الدكتور الي عمل هيك ، المفروض ياخذ جزاته ، انا ما بنام طول الليل عشانه ، احنا بنسهر عشان نشوفه بتهيألي بالليل انو رح يجيي ويجيبلنا حاجات ويقعد معي ونتحدث، بيوم وليلة صار فيه هيك شي مش معقول".
آية والتي آثرت الحزن على وفاة والدتها على نجاحها في الثانوية العامة لا تزال على موعد بلقاء والدها ليلة ما ، ولا يزال أملها أنه لربما حينما عرف الأطباء خطأ اعطاءه الحقنة قد استطاعوا انقاذه ولكن في الحقيقة لم يكن ذلك يجدي نفعا فالحقنة قاتلة كما وصفها الأطباء في الداخل الفلسطيني ولا نجاة من بعد حقنها.
وزارة الصحة
حاولنا الحصول على كتاب من وزارة الصحة للحديث مع الأطباء المتسببين في الحادثة إلا أن الشؤون القانونية أخبرتنا بعدم إمكانية إجراء مقابلة مع الطبيب في الوقت الحالي إلا بعد انتهاء التحقيق بالحادثة.
المركز الحقوقية
تواصلنا مع مراكز حقوق الإنسان التي قُدمت لها الشكوى فبين مركز الميزان أن الرد لم يصل بعد مترقبين وصوله في الأسابيع القادمة، بردود متعارف عليها.
ولكن لسان حال آية وأخوتها هو ما يتردد صداه "لازم يأخذ الدكتور جزاته مثل ما انحرمنا من بابا ....