'يلاّ نحب بلدنا' تتجول في شوارع نابلس وتفتح حوارات مع مواطنيها
نفذ مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، ومركز الطفل الثقافي التابع لبلدية نابلس، بالتعاون مع جمعية أصدقاء البيئة اليوم السبت، حملة 'يلاّ نحب بلدنا'.
وشملت الحملة عرض فيلم بيئي ونقاش أخضر مع 21 طفلاً وزهرة، وانتهت بأعمال تنظيف لشوارع المدينة وأسواقها.
وقام عشرات الطلبة الصغار بأعمال تطوعية لتنظيف محيط مكتبة البلدية، وشارع غرناطة، ومداخل البلدة القديمة، ومنطقة الدوار الرئيس، وفتحوا حوارات مع مواطنين وتجار ومارة، حثت كلها على نظافة نابلس، والكف عن إلقاء النفايات العشوائية في الطرقات والميادين وأمام المتاجر.
وانقسم الطلبة إلى خمس مجموعات، انطلقت بالتزامن إلى شوارع بالمدينة، وبدأت بجمع النفايات العشوائية المنتشرة فيها، فيما وقف على رأس المجموعة مرشد، ساعد على إدارة الحملة وفتح النقاشات مع المواطنين، الذين أثنوا على الحملة، وتمنوا تكرار أنشطة مماثلة لتغيير المشهد البيئي، الذي لا يسر صديقا، وبخاصة التخلص من أكوام النفايات العشوائية، التي تنتشر في الطرقات العامة، وتشوه الطبيعة الفلسطينية.
وسبقت الحملة الميدانية، عرض فيلم 'مسؤوليتنا تجاه كوكبنا'، على خشبة مسرح مركز الطفل، الذي يستعرض تجربة روضة مدارس الفرنذدز في رام الله، ويُعلم الأطفال المسؤولية نحو البيئة، والسبل الصحيحة للتخلص من النفايات، عبر تقليها وتدويرها وإعادة استخدامها، بجوار صناعة الأسمدة العضوية (الكمبوست) من مخلفات الأطعمة وبقاياها.
وأعقب العرض نقاشات خضراء، قدم فيها المبادرون البيئيون الصغار، وهو الجسم الذي أطلقه 'التعليم البيئي' و'الطفل الثقافي'، مقترحات وحلول للتحديات البيئية التي تواجه نابلس وفلسطين.
وقالت الزهرة دانية جاموس، إن الخطوة الأولى لتنظيف المدينة والوطن تتمثل في أن يبدأ كل مواطن بنفسه، وأن يكف عن إلقاء النفايات على الأرض، وأن لا يواصل حرقها، ويتعامل مع البيئة كصديق وليس عدو. فيما أشارت سارة الهدد، (12 عاماً)، إلى أن استمرار المواطنين في رمي النفايات على الأرض، لا يمكن فهمه، وبخاصة أنهم من يتضرر من البيئة الملوثة.
فيما ذكر الطفل هشام عوادة، أن أكبر التحديات التي تواجه مدينته، تتمثل في المجاري والنفايات والهواء الملوث من دخان السيارات. وتمنت جنى كلبونة أن يتعود الناس على إعادة استخدام المواد البلاستيكية والمعدنية والزجاجية، وتقليل استعمال المواد البلاستيكية، وتدوير المواد العضوية.
وتجول الأطفال، على هامش الحملة، في خان الوكالة (الفروخية) الذي وضعت بلدية نابلس اللمسات الأخيرة على ترميمه، بعد أن حولته قذائف الاحتلال والإهمال لأكوام من الحجارة التاريخية.
واستمعوا من شرح سريع، استعرضت خلاله مدير'الطفل الثقافي' رسمية المصري، تاريخ الخان، والهدف من ترميمه، وضرورة المحافظة عليه كنموذج صديق للبيئة، بعد أن كان مكرهة صحية ومكانَا مهملاً، وذكّرت الصغار بضرورة أن يتحولوا إلى معلمين للكبار، ويؤثروا على مسلكياتهم، وأن يقدموا دائماً رسائل خضراء.
وقالت المصري، إن الفعالية تهدف إلى رفع وعي الصغار والكبار معاً حول أهمية حماية البيئة، وعدم تلويثها بالنفايات التي تلقى بالشوارع. ودعت إلى تنفيذ حملات تطوعية دائمة وبمشاركة مؤسساتية أوسع لتنظيف المدن والبلدات، وتحويل قضية البيئة إلى قلق يومي وليس ممارسة موسمية.
بدوره، أكد المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي، سيمون عوض، أن الحملة التي يطلقها المركز بدأت في بيت لحم ورام الله، وستتواصل وتتطور في أكبر عدد ممكن من التجمعات، بالتعاون مع مؤسسات رسمية وأهلية ومتطوعين. وستحمل رسالة وحيدة تدعوا إلى أهمية الحفاظ على البيئة ومفاهيم التقليل والتدوير وإعادة الاستخدام، فيما سيتم، في المستقبل الإعلان عن سلسلة متاجر خالية من الأكياس البلاستيكية، والمواد التي تستعمل مرة واحدة، وتتسبب بتلويث البيئة. واستبدالها بأكياس قماش تستخدم عشرات المرات، ما يساهم في تقليل النفايات بنسبة كبيرة.
فيما ذكرت المتطوعة والناشطة في جمعية أصدقاء البيئة التابعة لجامعة النجاح عدين ظاهر، أن 'يلا نحب بلدنا' تثبت مدى حاجة مجتمعنا لتفيذ أنشطة بيئية دائمة، بغية إحداث صدمة لدى المواطنين، تحفزهم وتدفعهم لمراجعة سلوكهم، الذي يعادي البيئة.
وقالت إن الخروج إلى الميدان، وتنظيم حملات نظافة، يمكن أن تنجح في ثني المواطنين عن مواصلة انتهاكهم للبيئة والاعتداء عليها بالنفايات والملوثات.
ورحب المواطنون والتجار بالحملة، فقال المواطن عبد الرحمن قادوس، إن نابلس وسواها تفتقر لمبادرات بيئية، تغير سلوك المواطنين، وتجمل المدينة، بينما رأت ميساء عبد الكريم، فيها الأنشطة الخضراء فرصة لنعليم الصغار ومراجعة ونقد سلوك الكبار، وتفاعل تجار مع المواطنين وقدموا لهم الحلوى وأكياس بلاستيكية، ورحبوا بجهودهم، وتمنوا تكرارها.