مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

أبو نبيل.. نموذج لتاريخ علاقة الفلسطيني بالبحرين

السيد محمد رباح - أبو نبيل القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
 زلفى شحرور - من حطين إلى مخيم عين الحلوة في الجنوب اللبناني إلى مدينة المنامة عاصمة البحرين، هذه خارطة طريق لحياة الثمانيني محمد رباح المعروف في أوساط الجالية الفلسطينية في البحرين وفي أوساط أهل البحرين أنفسهم بـ'أبو نبيل'.
أبو نبيل المولود في حطين عام 1927 يمتلك ذاكرة متقدة وطاقة للعمل وكأنه في عنفوان الشباب، وتحول لشاهد على تاريخ علاقة فلسطين بالبحرين التي وصلها بعد النكبة بسنوات قليلة في العام 1953، لتشكل هويته الفلسطينية البحرينية بعد حصوله على جنسيتها في العام 1996 وعمّدها بزواج اثنين من أبنائه من بحرينيات.
 وحالة أبو نبيل ليست حالة فريدة من نوعها، فمثله مئات وربما آلاف، حيث تسمح قوانين البحرين للمواطن العربي بالحصول على جنسيتها بعد مرور عشر سنوات على إقامته فيها.
ويبدو أن طيبة وبساطة أهل البحرين دفعت الكثير من الفلسطينيين العاملين فيها لأخذ قرار الاستقرار النهائي فيها وأخذ جنسيتها، والمفارقة أن غالبتهم طلبها بعد وصوله لسن التقاعد، وشعوره أن العلاقة وصلت لمفترق طرق، وليس قبل ذلك.
وكان أبو نبيل من الطلائع الأولى لجيل من المعلمين الفلسطينيين الذين ساهموا في نهضة البحرين، وهم الجيل الذي تلقى صدمة اللجوء، التي خلخلت وهزت كيان المجتمع الفلسطيني وعلى الأخص اللاجئين منهم، وحمل هم ترتيب شؤون حياة أسرهم وهم الثورة ضد الظلم، ليشكل وعي المقاومة الأول.
الشعور بفقدان الوطن، والشعور بمرارة الهزيمة حملها أبو نبيل معه إلى البحرين وأهلها، وساهم بزرع بذور التعاطف مع الشعب الفلسطيني وقضيته من خلال الروايات والقصص التي حملها عن فلسطين ومعاناة أهلها، ومثله الكثير من المعلمين ما ساهم في التعريف بقضية فلسطين وعلى الأخص قبل انطلاقة الثورة الفلسطينية التي بعثت قضية الشعب الفلسطيني من جديد وحولتها من قضية لاجئين لقضية شعب له حقوق وعرفت العالم أجمع بها.
كانت بداية أبو نبيل بمهنة التعليم في فلسطين بعد تخرجه من الثانوية العامة (كان يتقاضى 7 جنيهات فلسطينية)، لكنه تركها للعمل بالتجارة ونقل البضائع والأفراد من حطين للقرى والمدن الأخرى، ليعود لها من جديد في لبنان، وعمل معلما مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين 'الأونروا' مقابل 50 ليرة لبنانية ومن ثم تركها من جديد عندما ذهب إلى البحرين بحثا عن مصدر رزق أوفر  للمساهمة في إعالة عائلته المكونة من 24 فردا (أخوته وأبناؤهم)، والتي صارت تعاني شظف العيش بعد لجوئها.
تعاقد ابو نبيل في حزيران العام 1953 وستة معلمين من عين الحلوة في بيروت مع وزير التربية والتعليم البحريني حينها أحمد العمران. وحط رحالة بعد ثلاثة شهور في مدينة المحرق ومنها بدأ مشواره التعليمي من مدرسة هداية الخليفية وهي أول مدرسة تم تأسيسها في الخليج العربي.
 وساهم أبو نبيل كما غيره من المعلمين بنهضة البحرين التعليمية، وتتلمذ على يديه كبار شخصيات البحرين ومنهم ملك البحرين الشيخ عيسى بن حمد أل خليفة، ورئيس الديوان الملكي وقائد قوى دفاع البحرين وغيرهم.
ويصف أبو نبيل البحرين حين وصلها، وقال 'كانت المحرق هي المركز الرئيسي بالبحرين، ولم يكن فيها مباني، بيوتها مبنية من سعف النخيل والطين، وتم استضافتنا في مضافة كانت تخصص لاستضافة أبناء الخليج الذين كانوا يتعلمون في مدرسة هداية الخليفية وتتكفل البحرين بتأمين احتياجاتهم من مأكل ومشرب'.
 وأضاف، 'وصلت البحرين بدون عائلتي وكان شرط وزارة التربية والتعليم أن يكون العام الأول بدون العائلة ليتاح لنا تقدير إمكانية وقدرة العائلة على التأقلم والاستقرار'.
وأردف: أهل البحرين طيبون جدا، وكانوا يعرضون علينا اخذ احتياجاتنا من الخضار وغيره بدون مقابل وعبارتهم الشهيرة حينها 'أستاذ إذا ما عندك بيزات (مال) حاضرين'.
وشكل  العام 1988 نقطة تحول أخرى في حياة أبو نبيل أعادته من جديد لحضن فلسطين فبعد إحالته إلى التقاعد ورغبته في البقاء بالبحرين وجد ضالته في مكتب منظمة التحرير الفلسطينية حينها، حين عين مسؤولا للشؤون الإدارية والمالية وما زال على رأس عمله حتى اللحظة رغم تقدمه في السن، وكأنه يصر على اختتام سيرته المهنية موظفا فلسطينيا كما بدأها رغم حصوله على الجنسية البحرينية في العام 1996.
 ويمنح القانون البحريني للعربي الجنسية بعد مرور عشر سنوات على وجوده فيها، والكثير من الفلسطينيين (يصل تعداد الجالية لحوالي ثلاثة آلاف شخص) على الجنسية البحرينية.
ويروي أبو نبيل قصة لجوئه من حطين وكأنها حصلت للتو بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة بما فيها أسماء الأشخاص الذين التقاهم في الطريق، كما يصر على تذكر أسماء القرى والمدن الفلسطينية التي عرفها في رحلات عمله  إلى الحولة والخالصة وصور باهر في القدس، حيث كان يقوم بنقل إنتاج حطين من الخضار والقمح في سيارة الشحن التي يمتلكها وهي ذات السيارة التي حملته وعائلته مع غيرهم من فلسطين إلى لبنان ليستقروا في مخيم عين الحلوة، كما يروي مفارقات حصلت معه في رحلاته هذه، وكأنه يحاول التأكد من أن الجغرافيا التي عرفها ما زالت على حالها ولو قدر له العودة سيعرف دروبها وطرقها.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024