"شاعر الفقراء" في مصر.. للأغنياء فقط في فلسطين !!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد أبو الريش - ثمة مفارقة لاذعة انطوت عليها أمسية شعرية لـ"شاعر الفقراء" المصري هشام الجخ نظمت بقصر الثقافة في رام الله، ذلك أن أحدا من بين ما يقرب من 800 شخص دفعوا 100 شيكل ثمنا لساعتين في حضرة الشاعر، ليس من مدخني "سجائر اللف" الرخيصة، كما قال أحد المتندرين...
بالنسبة لمواطنين كثر من محبي الاستماع إلى الشاعر الشعبي هشام الجخ عبر الـ"يو تيوب"، كان من الممكن أن يحظوا بحضور الأمسية لو كان سعر تذكرة الدخول إلى قصر الثقافة مساء أمس في متناول أيديهم، فيما عبر موظفون ينتظرون نزول رواتبهم إلى "الصرافات الآلية" في واجهات البنوك عن غيظهم من سعر التذكرة وتوقيت الأمسية، معا؛ مشيرين إلى أن شباك التذاكر كان "حاجزا" ما بين الشاعر ومريديه من الفقراء ومحدودي الدخل، سواء كانوا من رام الله أو من المحافظات الأخرى.
الشاعر "الجخ" الذي قال متفكها في مؤتمر صحفي سبق الأمسية أن "سعر التذكرة يعادل ثمن 4 علب سجائر في فلسطين" و " أنا أصلي سعري غالي "، كان سبق و قدم أمسية شعرية في الجامعة الإسلامية في غزة مجانا، فيما تساءل مثقفون ومتذوقون لشعره حول الأسباب التي دفعته لقبول تنظيم أمسية يتطلب حضورها مبلغا اعتبروه كبيرا، سيما وأن "الجخ" ليس مطربا رافقته فرقة موسيقية وكان يحتاج إلى مصاريف إقامة و لوازم أخرى، كما أشار الناشط الشبابي محمود حريبات الذي قال أن "الأمسية ظهرت وكأنها تجارة على حساب الثقافة"
قالت الصحفية الفلسطينية سيراء سرحان، وهي واحدة ممن كن متشوقات إلى حضور الأمسية؛ "لما يحمله شعر "الجخ" من بساطة وعمق في المعنى على الصعيدين السياسي والاجتماعي" – قالت لـ دوت كوم أنها ألغت وعدد من أصدقائها فكرة الذهاب إلى قصر الثقافة، لأن الأمسية فقدت ( بفعل ارتفاع أسعار التذاكر ) قيمتها المعنوية التي تمثلها كلمات شاعر طالما قال في أكثر من مناسبة أنه "ناطق باسم الفقراء"، لافتة إلى أنها كانت تتمنى لو أن الشاعر قدم أمسية إضافية في أحد المخيمات الفلسطينية التي لا تختلف من حيث مستوى العيش عن المساكن الشعبية في مصر .
من جهته، قال مدير عام الأدب والنشر في وزارة الثقافة الفلسطينية عبد السلام العطاري الذي يرحب بحضور الشاعر هشام الجخ وأي فنان عربي؛ "لخلق حالة من التواصل الثقافي" – قال أن الوزارة رفضت قبول أن تكون الأمسية تحت رعايتها، بعدما تم التأكد أن الهدف ربحي يعود بالفائدة على شركة خاصة، ولأنها ( أي الوزارة )" لا تتعامل مع مفهوم الثقافة بالتجارة" ، مشيرا إلى أنه لو كان ريع الأمسية لدعم الثقافة والاحتياجات المجتمعية لما كان هنالك مشكلة .