القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
وليد عوض
 اكد بسام الصالحي امين عام حزب الشعب الفلسطيني لـ’القدس العربي’ امس الثلاثاء بان التحرك الفلسطيني الاردني المصري المشترك لترسيم حدود دولة فلسطين على اساس حدود عام 1967 عبر الامم المتحدة هو احد الخيارات الفلسطينية البديلة للتغلب على فشل محادثات السلام مع اسرائيل التي تواصل رفض التفاوض على اساس تلك الحدود.
وطالب الصالحي بضرورة التحرك الفلسطيني المصري الاردني بشكل مشترك لترسيم حدود دولة فلسطين عبر الامم المتحدة، وذلك لقطع الطريق على جهات اسرائيلية تدفع باتجاه ضرورة المفاوضات مع الاردن ومصر بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة كونهما كانا قبل احتلالهما عام 1967 يخضعان للحكم الاردني والمصري.
وجاءت مطالبة الصالحي بسرعة التحرك الفلسطيني والمصري والاردني المشترك نحو الامم المتحدة لترسيم حدود دولة فلسطين على اساس حدود عام 1967 في ظل رفض المفاوض الاسرائيلي الالتزام بتلك الحدود كمرجعية لعملية السلام التي تعاني من موت سريري رغم استئناف محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية نهاية تموز الماضي برعاية اميركية.
وشدد الصالحي بان اسرائيل تسعى من خلال المفاوضات الجارية دون التزامها بحدود عام 1967 كمرجعية للمفاوضات لاجهاض فكرة اقامة دولة فلسطينية على اساس تلك الحدود، مطالبا بتحرك مصري اردني فلسطيني لترسيم تلك الحدود كون الاردن كانت تسيطر على الضفة الغربية قبل احتلالها ومصر كانت تسيطر على قطاع غزة.
واشار الصالحي الى ان مصر والاردن ترفضان بشكل قاطع التفاوض نيابة عن الفلسطينيين، رغم ان اسرائيل تحاول التفاوض معهما بشأن مستقبل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 كون الدولتين كانتا تسيطران عليها قبل ذلك العام.
وعلى ضوء ذلك اضاف الصالحي قائلا لـ’القدس العربي’، ‘هناك موقف مصري واردني متمسك بدعم اقامة دولة فلسطينية’، مشيرا الى اهمية موقف الدولتين وضرورة تعزيزه بالتحرك المشترك نحو الامم المتحدة لترسيم حدود دولة فلسطين.
وتابع الصالحي قائلا ‘لتعزيز هذا الموقف من المفيد ان يتم تنسيق تحرك سياسي مشترك مصري فلسطيني اردني من اجل ترسيم حدود دولة فلسطين من خلال الامم المتحدة ، وعلى ان تبدأ هذه العملية بشكل مباشر بين كل من فلسطين والاردن ومصر’، مشددا على ان ذلك التحرك ضروري لـ ‘عدم ترك موضوع الحدود رهنا للارادة الاسرائيلية’.
وتابع ‘ نحن على ثقة بان مصر والاردن لن تتجاوب مع اي مسعى اسرائيلي للحلول مكان الفلسطينيين، ولكن من المهم تنسيق هذه المواقف في اطار الرؤية المشتركة الفلسطينية الاردنية المصرية الرامية لدفع المجتمع الدولي نحو خطوات فعلية لانهاء الاحتلال وحسم أمر الحدود من خلال ارادة دولية وعبر الامم المتحدة وليس عبر اسرائيل’.
وبشأن الهدف من التحرك المشترك بين فلسطين والاردن ومصر لترسم حدود دولة فلسطين على اساس حدود عام 1967 ، قال الصالحي ‘الهدف من ذلك انهاء الفيتو الاسرائيلي على موضوع الحدود وجعل هذه القضية جزء من الارادة الدولية وجزء من تدويل القضية الفلسطينية من خلال الامم المتحدة خصوصا بعد الفشل المتتالي في حسم أمر الحدود خلال المفاوضات الثنائية، وبعد ظهور المواقف الاسرائيلية المعلنة الرافضة لغاية الان بحث موضوع الحدود ‘.
واشار الصالحي الى ان القيادة الفلسطينية ستجد نفسها عاجلا ام اجلا مضطرة للمبادرة للتحرك بشكل مشترك مع مصر والاردن لترسيم حدود الدولة الفلسطينية على اساس حدود عام 1967 ‘لانه لا توجد مراهنات على المفاوضات مع حكومة اسرائيل’، مذكرا بالنجاحات الفلسطينية عندما تم التوجه للامم المتحدة لمطالبتها العام الماضي بالاعتراف بدولة فلسطين ، ومنوها الى الدور المتنامي للمنظمة الدولية في حل القضايا الاقليمية الاخرى مثل الموضوع السوري والايراني وغيره.
وشدد الصالحي على ‘ان هناك تحركا فلسطينيا لوقف المفاوضات مع اسرائيل’، ومشيرا الى مذكرة اطلقت من قبل فصائل ومجموعة من القوى الوطنية الفلسطينية، ويجري التوقيع عليها من اجل وقف المفاوضات والتوجه للامم المتحدة من اجل رعاية اية عملية سياسية في المنطقة.
وحذر الصالحي من ان اسرائيل بلورة استراتيجيتها على اساس المشروع الاسرائيلي البديل القائم على ما يسمى الحل الاقليمي، والذي يتلخص في فرض اعادة تفكيك الوحدة السياسية للضفة الغربية وقطاع غزة بما يعني نسف الاساس المادي لقيام دولة فلسطينية في الضفة والقطاع.
واوضح الصالحي بان رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارئيل شارون مهد للدفع بهذه الاستراتيجية من خلال التنصل من تنفيذ خارطة الطريق وكسب موافقة الادارة الامريكية السابقة على ربط مرجعية قرارات الامم المتحدة بمرجعية الوقائع التي فرضها الاحتلال على الارض من خلال رسالة ضمانات الرئيس الاميركي السابق بوش الابن لشارون عام 2004 .
واشار الصالحي الى ان انسحاب اسرائيل الاحادي من قطاع غزة واعتبارها كيانا منفصلا، ومطالبة الامم المتحدة من قبل اسرائيل بالاعتراف بانتهاء الاحتلال عن القطاع شكل المحور الاساسي لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية ودفعها باتجاه الاعتماد على مصر، وفك الروابط بينها وبين السلطة في الضفة الغربية من جهة ،وبينها وبين مسؤوليات الاحتلال الاسرائيلي من الجهة الاخرى ،وبالتالي تكريس صورة مستقبل منفصل لقطاع غزة عن الضفة الغربية.     
عن القدس العربي