صور- الحمد الله وابو غربية يكرمان الفائزين في جائزة القدس للنقافة والابداع
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
سلم رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ورئيس اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، اليوم الخميس، جائزة القدس للثقافة والابداع للعام الثاني على التوالي، وذلك ضمن مؤتمر 'القدس ثقافة وهوية'، وسط حضور رسمي وشعبي.
وأكد رئيس الوزراء، خلال كلمة له بحفل التسليم الذي أقيم بمقر المؤتمر الوطني الشعبي للقدس، إن الحكومة تركز عملها باتجاه مدينة القدس ومؤسساتها، داعيا إلى أكبر حشد دولي وإقليمي لفضح ممارسات الاحتلال الاسرائيلي وتبيان الآثار القانونية للانتهاكات الإسرائيلية التى تخرق القانون الدولي.
وأوضح أن هذه الجائزة والمؤتمر حدث وطني يرتقي إلى مستوى مواجهة التحديات والممارسات الإسرائيلية باتجاه مدينة القدس، مبينا في الوقت ذاته الجهود والبرامج الحكومية للقطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية في المدينة.
من جانبه أكد أبو غربية أهمية هذه الجائزة باعتبارها تأكيدا على على التمسك والتجذر في قلب القدس النابض بالثقافة والإبداع المحلي والوطني والعربي والإنساني على مر التاريخ.
وأوضح ان الفائزين بالجائزة شكلوا جسرا وملحمة إبداعيه وأدبية وفكرية ترمي بجذورها في أساسات ومعالم القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية, ودليلا على بقاء بوصلة الفكر والثقافة والإبداع باتجاه الهوية الفلسطينيه عامة والقدس خاصة.
وفي كلمة افتتاح حفل توزيع الجوائز استعرض الشاعر أحمد دحبور رئيس لجنة الجائزة مسيرة الشاعرة والمبدعة الفلسطينية مي الصايغ الحائزة على الجائزة من فلسطين، مؤكدا انتمائها لمدرسة الواقعية الثورية كأديبة وشاعرة ومبدعة، بصفتها أحد الرموز الأدبية الفلسطينية التي ارتبط اسمها بالتاريخ الفلسطيني ونضالاته.
كما تحدث عن أدبها ببعديه الابداعي والإنساني، حيث كانت فلسطين والقدس بمعناها الوطني والنضالي حاضرة فيه وهو ما شكل دافعاً لمنحها الجائزة.
واستعرضت عضو لجنة الجائزه سونيا نمر دور ميّ الصايغ الإبداعي والأدبي، قائلة: 'لنا أن نفرح اليوم، نفرح بمي الصايغ، نفرح بها إلى الجزء الحاضر من حاضرنا لنستطيع الاحتفال بكل ما كان لمي الصايغ من تجربة وترحال بين الأماكن والتحديات والإبداعات كل ذلك نفعله لنجعل الحاضر يقر بعمق الماضي ويجعل للمستقبل باب تعدى حدود ممكن الحاضر الى ممكن المتخيل من الكلمة والفعل.'
وقدم الدكتور ابراهيم أبو هشهش عضو لجنة الجائزة نبذة عن الحائز على الجائزة من العالم العربي الروائي والأديب المغربي محمد برادة الذي لم يتمكن من الحضور بسبب رفض الاحتلال دخوله إلى أرض الوطن.
وقال ابو هشهش: إن برادة مبدعاً مغربياً واصل مشروعاً تحديثياً في مجالات النقد والبحث والرواية والترجمة، تمثلت فيما يزيد عن عشرين كتاباً، وكان ثورياً مؤمناً بقيم العدالة والاشتراكية وذو حس وطني عميق كمواطن مغربي منتمٍ لأمته العربية بما يؤكد تلاحم الوطني بالقومي وصولاً الى الانساني لدى الأديب برادة'.
من جانبه أكد الروائي المغربي محمد برادة في كلمة أرسلها للجنة الجائزة القاها عنه الإعلامي محمد الصانوري ــ عريف المؤتمرــ قائلا : 'مـن هـنا، أجـد أن جـائـزة القدس للثـقافة هـي قبل كل شيء، تـأكـيد لـدور الـثقافة الفلسطـيـنية والعـربية فـــــي مـقاومة الاحـتـلال والـتـشـريد والـتعـسـف الـيومـي مـنذ نـكبة 1948: معتبرا أن تخـصيص جـائزة للـثقافة الفلسـطيـنيــة والـعـربية، تـحـمل اسم القـدس، مــدينة الـرموز الـعـريقة في مـضـمار الـتـعـدديـة الـخصـبة، وروحــانـيــة الـسلام، إنــمـا هــو تـأكـيـد على انـفــتــاح الثقافة والإبداع الــعـربـيـيْــن عـلى عـــمــق التـاريخ وعـلى ســؤال الـنـهوض والــحداثـة.
ورأى أن الـقـدس في ســيـاق رمـزية هذه الجائـزة، تــأخذ دلالــة مـزدوجــة: القـطيعة مـع نـظام احـتلالي يـروم فـصـلها عـن أبــعادها التـاريخية الـمـتـعددة، والاسـتـمـرار داخـل سـيــرورة بـنــاء وتـصـحيح الثـقافة العربية الـهادفــــــة إلى تـصـفية الاسـتـبـداد، وتـحـرير الأرض والإنــسان، وَصَـوْن حـقـوق الـفـرد وحـريـتــه في الـرأي والاعــتــقـاد'.
واعلنت لجنة الجائزه انه سيقام حفل خاص لتسليم الروائي محمد براده جائزته في وقت لاحق.
ومن جهة أخرى قدم الفنان سليمان منصور عضو لجنة الجائزة الفنان المقدسي مصطفى الكرد الذي حاز على جائزة الثقافة والابداع لهذا العام حيث اعتبره أحد أهم الأعلام المؤسسين للموسيقى الفلسطينية تحت الاحتلال، وقال: استطاع الكرد أن يتميز بأسلوبه الخاص لحنا وعزفا وغناء وأداء كان أساسه الالتزام بقضايا شعره مناصرا للفقراء والمظلومين باعتباره ملامسا الفقر وحياة العمال والكادحين وعاصر الباحثين والموسيقين، واعتبره من الفنانين العصاميين الذين نفضوا عنهم غبار النكسة والهزيمة وبدأوا مسيرة الانبعاث والنهضة من جديد فأغنوا ساحاتنا الفلسطينية بروح الصمود والتحدي والأمل.
وفي ختام الحفل قدمت اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية دروعا تكريمية لكل من: السفير المغربي محمد الحمزاوي، وللدكتور محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وللسفير مجدي الخالدي، ولهيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية استلمها بالنيابه الاستاذ الاعلامي محمد الصانوري، وذلك تكريسا لجهودهم المبذولة في إنجاح المؤتمر.
ومن الجدير ذكره أن جائزة الثقافة والإبداع تأتي هذا العام للمرة الثانية على التوالي حيث تسجل بهؤلاء المبدعين أن تنسجم أعمالهم مع القيم الفنية الوطنية والإنسانية والتي تنسجم مع روح القدس ورسالتها بالدفاع عن عروبة المدينة باعتبارها عاصمة دولتنا الفلسطينية.
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.708078862554243.1073742591.307190499309750&type=1