صور- ادهم.. سقط من "الخامس" مضرجاً بلقمة العيش
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمود قزموز - إتكأت على باب بيتها، أرسلت نظرها الى آخر الزقاق، وفكّرت: غداً يعود أدهم، فموعدنا الخميس.. هكذا خبّرني ولدي قبل ان يغادر المخيم الى عمله في رام الله.
اغلقت الباب على افكارها، وعادت لاستكمال أعمالها المنزلية، لكنها لم تنسَ أن أدهم لم يكن سعيداً بعمله في ورشة البناء تلك؛ فقد قال لها في المرة الماضية انه تعب من صعوبة العمل ومشقته وسيرجع نهاية الاسبوع الى مخيم نور الشمس، ولن يعود الى ضاحية الغدير مجدداً.
ادهم.. لن يعود الى أي عمل آخر، فقد سقط من الطابق الخامس في ورشة البناء مضرجاً بلقمة العيش!
ادهم.. الشاب اليافع الذي اختتم عمره في خريف عامه التاسع عشر عاد الى امه قبل موعدهما بيوم.. لكنه كان محمولاً على الاكتاف!
صرخت الام باعلى وجعها: "بدي ابني.. ادهم طلع وحكالي يما انا بروح الخميس ان شاء الله ومش رح ارجع على هاد الشغل بس ادهم روح قبل بيوم روح يوم الاربعا روح بكفنو ادهم "، وسقطت مغشياً عليها.
اما عوني سليط، والد ادهم، فكان يتحدث مع من حوله باكيا "اتصلوا فيي اصحاب ادهم.. حكولي ادهم وقع.. وهيو في المستشفى، قالولي انه منيح ما في اشي".
"طلعنا ع رام الله انا وامو ع طول، بس والله انا كنت حاسس انو ادهم مات، حكيت لامه؛ ادهم ابننا راح منّا، حكيتلها انه مش رح نشوف ادهم بعد اليوم، اخ يابا يا حبيبي.. الله يرحمك، ويصبرنا على فراقك".
فارقهم ادهم.. فارق الاهل والاصحاب في المخيم.. وما كان اخرجه منه الى رام الله سوى البحث عن لقمة العيش المغمسة بالعرق.. والدم!
وأدهم، لمن لا يعلم، هو الاسم الاخير في لائحة تعج بضحايا العمل الذين بلغ مجموعهم في النصف الاول من هذا العام 395 جريحاً و 8 قتلى.
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.709496249079171.1073742605.307190499309750&type=3&uploaded=5
zaمحمود قزموز - إتكأت على باب بيتها، أرسلت نظرها الى آخر الزقاق، وفكّرت: غداً يعود أدهم، فموعدنا الخميس.. هكذا خبّرني ولدي قبل ان يغادر المخيم الى عمله في رام الله.
اغلقت الباب على افكارها، وعادت لاستكمال أعمالها المنزلية، لكنها لم تنسَ أن أدهم لم يكن سعيداً بعمله في ورشة البناء تلك؛ فقد قال لها في المرة الماضية انه تعب من صعوبة العمل ومشقته وسيرجع نهاية الاسبوع الى مخيم نور الشمس، ولن يعود الى ضاحية الغدير مجدداً.
ادهم.. لن يعود الى أي عمل آخر، فقد سقط من الطابق الخامس في ورشة البناء مضرجاً بلقمة العيش!
ادهم.. الشاب اليافع الذي اختتم عمره في خريف عامه التاسع عشر عاد الى امه قبل موعدهما بيوم.. لكنه كان محمولاً على الاكتاف!
صرخت الام باعلى وجعها: "بدي ابني.. ادهم طلع وحكالي يما انا بروح الخميس ان شاء الله ومش رح ارجع على هاد الشغل بس ادهم روح قبل بيوم روح يوم الاربعا روح بكفنو ادهم "، وسقطت مغشياً عليها.
اما عوني سليط، والد ادهم، فكان يتحدث مع من حوله باكيا "اتصلوا فيي اصحاب ادهم.. حكولي ادهم وقع.. وهيو في المستشفى، قالولي انه منيح ما في اشي".
"طلعنا ع رام الله انا وامو ع طول، بس والله انا كنت حاسس انو ادهم مات، حكيت لامه؛ ادهم ابننا راح منّا، حكيتلها انه مش رح نشوف ادهم بعد اليوم، اخ يابا يا حبيبي.. الله يرحمك، ويصبرنا على فراقك".
فارقهم ادهم.. فارق الاهل والاصحاب في المخيم.. وما كان اخرجه منه الى رام الله سوى البحث عن لقمة العيش المغمسة بالعرق.. والدم!
وأدهم، لمن لا يعلم، هو الاسم الاخير في لائحة تعج بضحايا العمل الذين بلغ مجموعهم في النصف الاول من هذا العام 395 جريحاً و 8 قتلى.
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.709496249079171.1073742605.307190499309750&type=3&uploaded=5