صور- عائلة هارون.. أحلام حُدودها الخبز والاستشفاء
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عماد سعاده - يشعر غسان هارون (47 عاما) من مخيم عسكر القديم، بالخجل من الناس، لانه يجد صعوبة في رفع يديه النحيلتين المرتخيتين لمصافحتهم، او لرفع كوب شاي او فنجان قهوة، وكثيرا ما لا يتمكن من الرد على هاتفه الخلوي لانه يحتاج الى وقت طويل لاستخراج الهاتف من جيبه والرد على المكالمة، وفي ذلك الوقت الذي يحتاجه للرد يكون الخط قد أقفل.
مشكلة غسان، ميكانيكي السيارات السابق، لا تقف عند هذا الحد، "ففي رقبته" زوجة واطفال وبيت ومسؤوليات، وبعد قليل سيعود ابنه الصغير محمد (8 سنوات) من المدرسة، ولا يوجد في البيت حتى رغيف خبز واحد، فالمرض والفقر مضافا لهما عدم قدرته على العمل، "كلها فؤوس بالرأس" كما يقول غسان.
حكاية غسان، بدأت عام 92، فحتى ذلك الوقت كان يعمل داخل الخط الاخضر كميكانيكي سيارات، وكان وضعه المادي جيداً، الى ان بدأ مرض عصبي يتغلغل الى جسده وتفاقم وضعه الصحي شيئا فشيئا، وعندها طُرد من العمل لان قدرته على العمل ضعفت وتراجعت.
اضطر غسان الذي كان يعيل اربعة ابناء (ثلاث فتيات وولد) للعمل هنا وهناك وبشكل متقطع، بما يتناسب ووضعه الصحي، وقد تزوجت ابنتاه الكبيرتان، وبقي لديه حاليا ابنته ايناس (16 عاما)، وابنه الصغير محمد (8 سنوات) اضافة الى زوجته، ولكن المرض استفحل فيه الان، وكلما عمل في مكان سرعان ما يتخلص منه ارباب العمل.
يعاني غسان من ضعف بالعصب والعضلات، ولضيق الحال لم يكن قادرا على التداوي، فتفاقم وضعه الصحي، واصبحت يداه ضعيفتان وفيهما اعوجاج، كما ان رجليه ترتطمان ببعضهما البعض عند المشي، ولم يعد قادرا حتى على حلاقة ذقنه او تقليم اظافره.
يقول غسان بان الاطباء قدروا نسبة العجز لديه بـ 80%. ويضيف بحسرة :"علمت من طبيب في السعودية ان هناك امكانية لاجراء عملية شد عصب في الظهر، ولكنها مكلفة جدا ونسبة نجاحها لا تتجاوز 20%".
زوجة غسان (ام محمد) التي لا يتجاوز عمرها 41 عاما، تقول ان حياتهم ليست بحياة، فقد عاد ابنها محمد من مدرسته ولا تجد لقمة لتقديمها له. وتضيف يذهب محمد الى مدرسته من غير مصروف، ولا يأخذ معه حتى ساندويشة.
وتتابع زوجة غسان بانها هي الاخرى مريضة وتعاني من غضروف في الظهر، اضافة الى ارتفاع في ضغط الدم، وهي غير قادرة على شراء العلاج.
وتشير ام محمد الى ابنتها ايناس قائلة: "انهت ايناس الصف التاسع هنا في مدرسة المخيم التابعة لوكالة الغوث قبل نحو سنتين، واضطرت بعدها لترك المدرسة لانه ليس بمقدورنا ارسالها الى المدرسة في مدينة نابلس، بسبب عدم امتلاكنا اجرة المواصلات".
وتقول ايناس بانها تشعر بالالم والحزن لانها لم تتمكن من اكمال دراستها مثل زميلاتها بسبب الفقر، واضطرت للجلوس في البيت. وتتمنى لو ان بمقدورها استكمال دراستها.
وتشير الوالدة الى ان ايناس تعاني منذ فترة من آلام متكررة في الخاصرة، ولكنهم غير قادرين على ارسالها للطبيب.
كل شيء في منزل عائلة غسان يشير الى الفقر المدقع الذي تعيشه العائلة، فالحيطان متداعية، ومفاتيح الكهرباء تالفة ومكشوفة ما يشكل خطورة على حياة العائلة. وفي المطبخ ثمة ثلاجة فارغة، وغسالة تالفة، وغاز طهي احترق نصفه، وبعض الاواني القديمة المركونة هنا وهناك.
لا تتلقى العائلة اية مساعدة من وزارة الشؤون الاجتماعية، باعتبار ان المسؤولية تقع على وكالة الغوث، والوكالة بدورها لا تقدم للعائلة سوى التموين الاعتيادي البسيط مرة كل ثلاثة اشهر.
وتقول ام محمد بانهم يقتاتون على ما يقدمه لهم اهل الخير في المخيم، مشيرة الى ان والدها كان يقدم لهم بعض المساعدات البسيطة، ولكنه الان مريض ودخل في غيبوبة.
وتضيف ام محمد بان اقتراب العيد يثير الحزن في نفسها بدلا من الفرح، فلا مجال لشراء ملابس جديدة للابناء، ولا حتى بعض الحلوى. كما ان اقتراب الشتاء يثير مخاوفها، فعادة ما تتسرب المياه الى داخل المنزل، ولان اسلاك الكهرباء مكشوفة والمفاتيح الكهربائية معطوبة تبقى العائلة في دائرة الخطر.
للمساعدة:
غسان هارون - جوال رقم 0598070611
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.710942078934588.1073742629.307190499309750&type=1