أيام الكتاب الفلسطيني معرض في الشارع... والرصيف شارك لأول مرة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
أسبوع الكتاب الفلسطيني مبادرة هي الأولى من نوعها اقترابا من نبض الشارع الفلسطيني وبساطة مواطنين هم في أمس الحاجة أن يتم جسر العلاقة بينهم والحالة الثقافية والكتاب الفلسطيني الذي يوضع على رفوف مكتبات تتبع النمط التقليدي في المبيعات والترويج، ما يجعل ضعف العلاقة مع الكتاب في ظل الانشغالات الخانقة بتأمين لقمة العيش سببا في تدني نسبة القراءة في فلسطين.
المعرض في رام الله
اتسم المعرض الذي أقيم في رام الله منذ اول أمس الأحد السادس من أكتوبر ولمدة ثلاثة أيام برعاية محافظة رام الله وبلدية المدينة بالعفوية والبساطة وإقبال مقبول من قبل المواطنين، باختيار شارع فرعي من ميدان ياسر عرفات "الساعة" ليكون مكانا لعرض الكتب من مختلف دور النشر، فكان افتتاح المعرض مباشرا وسريعا ببساطة تشبهه وبكلمات مقتضبة من رئيس بلدية رام الله موسى حديد.
وفي كلمة لشبكة نوى أعرب فيها عن رضاه عن الإقبال على المعرض؛ أكد رئيس بلدية رام الله موسى حديد أن المعرض بشكله وأسلوب تنفيذه يهدف إلى فتح الأفق أمام دور النشر والمطبوعات الفلسطينية لتكون أكثر اقترابا من المواطن الفلسطيني الذي سيجد الكتاب في طريقه بسهولة ويسر وفي متناول يده مدة ثلاثة أيام في حالة تشبه الوضع الفلسطيني.
وأضاف: "سنحاول الاستمرار بالتعاون مع وزارة الثقافة والمؤسسات المختلفة، في إرساء تقاليد فعاليات متنوعة تنظم في مدينة رام الله، نحن نتهم دوما بأن البلدية تركز انشطتها على البعد الثقافي أكثر من البعد الخدماتي، ولكن اضطلاع بلدية رام الله بأدوار مشابهة بسبب الدور والسمة التاريخية للبلدية باهتمامها بالثقافة منذ تأسيسها".
من جانبه تحدث لشبكة نوى مدير دائرة الآداب والنشر في وزارة الثقافة الفلسطينية الشاعر عبد السلام العطاري حول انطباعاته عن المعرض الذي جاء مُرضيا بحد تعبير العطاري.
وقال العطاري :" الحالة الثقافية الفلسطينية بحاجة للمزيد من الحراك الثقافي، وتعزيز علاقة المواطن بالكتاب، في ظل تدني نسبة القراءة في فلسطين والتي تصل تقريبا إلى 0.7 % وهي نسبة لا تعبر عن روح وتاريخ المجتمع الفلسطيني الحقيقية".
وتابع العطاري بقوله :" في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وسياسات التضييق ومحاربة الهوية الفلسطينية من قبل الاحتلال، نسعى في وزارة الثقافة الفلسطينية إلى تطوير سياسات تخدم المثقفين والكتاب الفلسطينيين بتشجيع النشر والكتابة، وتوفير الاجواء المواتية للبث الثقافي في المجتمع الفلسطيني، ويأتي المعرض واختيار المكان بغرض الاقتراب من المواطن الفلسطيني، وتقديم الكتاب له على مسرح حياته اليومية في مكان عام ومتاح للجميع".
وفي إجابته على سؤال لشبكة نوى حول دور الوزارة في تحديد أسعار الكتب المعروضة قال العطاري :" نتدخل فقط في أسعار الكتب في المعارض الدولية، وتبقى إمكانية تحديد الأسعار وتقديرها عائدة لدور النشر المشاركة في المعرض، علما بأننا نقدم النصائح بالحفاظ على مستوى مقبول لأسعار الكتب، تشجيعا على القراءة دون الإضرار بالشق التجاري المشروع لدور النشر التي بحاجة للدفع بها قدما في فلسطين".
الرصيف الثقافي تبدأ على الرصيف بـ السلك لعصمت منصور
من المفارقات التي برزت في المعرض الذي كان على رصيف الشارع؛ أن بدأت دار النشر الناشئة "الرصيف الثقافي" مشاركتها الأولى في الفعاليات الثقافية المحلية بزاوية في المعرض خصصت لرواية السلك للمحرر من سجون الاحتلال الروائي عصمت منصور، التي بدأت دار الرصيف الثقافي نشاطها بطباعتها.
ولشبكة نوى قال مؤسس الرصيف الثقافي الصحفي توفيق العيسى : " فكرة الرصيف الثقافي فيها إحياء لرصيف علي فودة ورسمي أبو علي، ولا أرى الرصيف الثقافي دارا لنشر الكتب وحسب، بل مبادرة ثقافية متكاملة ستنفذ على مراحل، تلخص هامشا واسعا من العمل الثقافي، ونطمح من خلالها للمساهمة في الحياة الثقافية الفلسطينية بأنماط متنوعة من الأنشطة والفعاليات المبادرة، لاسيما وأن الرصيف جهد شبابي ذاتي التمويل بشكل خالص".
وأضاف العيسى :" وجود الرصيف على رصيف الشارع في معرض الكتاب، يحمل العديد من الدلالات لاسيما وأننا اخترنا أن يتواجد معنا الروائي عصمت منصور في المعرض، ليوقع عددا من نسخ رواية السلك التي كتبها في معتقل عوفر قبيل الإفراج عنه من سجون الاحتلال، نحاول عبر هذه الخطوة أن نقدم هويتنا بشكل واضح للمتابع الفلسطيني، والوسط الثقافي عن فكر الرصيف وأسلوب عمله".
عصمت منصور وروايته السلك
شبكة نوى تحدثت -على هامش المعرض- مع الروائي عصمت منصور ابن قرية دير جرير قرب رام الله الذي حوكم على نشاطه الوطني بالسجن مدة عشرين عاما في سجون الاحتلال ليخرج قبل شهرين في صفقة الإفراج عن أسرى ما قبل اتفاقية أوسلو، وتحدث منصور عن انطباعاته حول المعرض بقوله :" وجود المعرض في مكان عام هو الشارع، يضفي حالة من الانسجام بين الثقافة ودورها في بناء حياة المواطنين، وبين سلوكهم اليومي، فحركة الناس بين الكتب، وإلى اشغالهم، تمنح المتابع شعورا بالاعتزاز بما يمتلك المواطن الفلسطيني من رغبة في الحياة والتطور والتنوع".
وأضاف: " أتواجد هنا اليوم في المعرض الذي يلقى - بالمناسبة - حضورا طيبا، لأتواصل بشكل مباشر مع الناس، ولأوقع عددا من نسخ الرواية للمشترين، ولمست تفاعل الناس مع الرواية التي صدرت فقط منذ أيام، هذا يشكل دافعا لي لأقدم المزيد".
ورواية السلك تتحدث عن قطاع غزة في الفترة التي تلت الانقسام الفلسطيني، فعالجت الحالة الاجتماعية الغزية، بطلها هو وليد الشاب الفلسطيني الذي رباه والده أحد أبناء جيل النكبة التي ما انفك يردد على مسامع ابنه حلم العودة إلى فردوس بلدتهم في الداخل المحتل، وتحدثت عن كفاح "وليد" لاختراق "السلك" الفاصل بين القطاع وعسقلان، من أجل العمل، ليخوض مغامرته التي أوصلته من البحر إلى غرفة التحقيق في المعتقل الإسرائيلي في محاولته الثانية لدخول عسقلان بعد أن غادرها سابقا لاشتعال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، مغادرا فتاته "نتالي الفلسطينية" ابنه الداخل المحتل عائدا إلى غزة إثر استشهاد اخيه الأصغر.
عن " نوى"