جامعة النجاح الوطنية تعقد المؤتمر الخامس للفن والتراث الشعبي الفلسطيني" فلسطين في الذاكرة الموسيقية"
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عقدت كلية الفنون الجميلة في جامعة النجاح الوطنية يوم الاربعاء الموافق 9/10/2013 المؤتمر الخامس للفن والتراث الشعبي الفلسطيني "واقع وتحديات"، وعُقد المؤتمر هذا العام تحت عنوان "فلسطين في الذاكرة الموسيقية"، حيث تم عقد المؤتمر بدعم من وزارة الثقافة الفلسطينية، وبحضور الدكتور أنور أبو عيشة، وزير الثقافة، والأستاذ الدكتور سامي جبر، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، وعنان الأتيرة، نائب محافظ محافظة نابلس، والدكتور حس نعيرات، عميد كلية الفنون الجميلة في الجامعة، مقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وممثلين عن العديد من المؤسسات الحكومية والشعبية والباحثون والمشاركون باوراق عمل فيه.
وقد رحب الأستاذ كمال زيدان، عريف الجلسة الإفتتاحية بالحضور وشكر معالي وزير الثقافة على دعمه للمؤتمر كما وجه الشكر والتقدير للأستاذ الدكتور سامي جبر ولإدارة الجامعة على دعمها المتواصل لكلية الفنون الجميلة.
وألقى الدكتور حسن نعيرات كلمة اللجنة التحضيرية رحب فيها بالمشاركين والحضور مؤكدا أن هذا المؤتمر يعقد للعام الخامس على التوالي في موسمه من كل عام متزامنا مع يوم التراث الشعبي الفلسطيني الذي تحييه وزارة الثقافة، وأضاف لقد حرصت اللجنة التحضيرية أن تكون فعالياتُ المؤتمر ومحاوره تختلف من عام لآخر، مشيرا أن هذا العام تدور محاوره حول الموسيقى في الذاكرة الفلسطينية، لما لهذا الموضوع من أهمية خاصة في إثبات الهوية الوطنية.
وقال د. نعيرات: "إن التراث الراقي يعكس بالضرورة ثقافة الشعوب، وهو مرآة حقيقية لأصالتها عبر الأزمنة الغابرة، لذا كان لزاما علينا الاعتزاز بما تركوه من قيم راقية ومتراكمة، لتظل الأساس للمنطق، لان الأمة المتقدمة تعيش أبدً مع الماضي والمستقبل ومدركة أن من لا ماضي له، لا حاضر له ولا مستقبل".
وأوضح د. نعيرات إن انعقاد هذا المؤتمرِ يتضمن عدة محاور تخدم تراث وثقافة هذا الوطن، من خلال الأبحاث والدراسات النظرية والعمليةِ التي تعالج قضايا حساسة لها علاقة بتاريخ وجذور هذا التراث،
أما الدكتور سامي جبر فألقى كلمة الجامعة وقال : "إن جامعة النجاح الوطنية جامعة كل فلسطيني، تؤكد اهتمامها ومنذ عشرات السنين بالتراث والفن الشعبي فكانت كلية الفنون في باكورة الكليات في السنوات الأولى من تأسيس الجامعة وكذلك مركز التوثيق والمخطوطات ثم إنشاء المتحف التراثي الشعبي الفلسطيني الذي يضم مئات المواد التراثية التي تجسد تراث الآباء والأجداد، وذلك بهدف حمايتها من العبث وافساح المجال للتعريف بها".
وأضاف د. جبر إن المؤتمر الخامس يركز في محاوره حول الموسيقى الفلسطينية والآلات الموسيقية التي تعامل معها وكيفية تنسيق توظيفها في الموسيقى الحديثة، وقدمت عدة أبحاث في هذا المجال.
وتابع الدكتور جبر إن تراثنا وخاصة الموسيقى يعتبر من أبرز مقومات الهوية الفلسطينية التي يجب علينا حمايتها وتعزيزها وتعريف الأجيال بها ويجب علينا معرفة الأخطار المحدقة بتراثنا بدقة ومن أبرز هذه الأخطار هو التغير المتسارع الناتج عن التقدم التقني والمعرفي وهيمنة القوى الكبرى على تراث الشعوب بالاحتلال الاقتصادي أو العسكري، وتأثير المحطات الفضائية والشبكة العنكبوتية ومن أجل حماية التراث فإن مسؤولية ذلك تقع على الجهات الرسمية والشعبية بجدية ومتابعة عن طريق وضع استراتيجية قابلة للتنفيذ وتكون عناصر هذه الخطة تأسيس موقع الكتروني بلغات متعددة، وإحياء المناسبات من خلال تعزيز القيم الثقافية المتنوعة التي تعنى بالفلكلور والزي الشعبي والأغنية والموسيقى وغيرها من المواريث الحضارية، وتشجيع الأبحاث والدراسات التحليلية حول التراث وبتركيز على الموسيقى، إضافة الى إنشاء أرشيف وطني للتراث الشعبي الفلسطيني وإقامة متحف وطني للتراث الشعبي الفلسطيني بكافة أشكاله تحت إشراف إحدى الوزارات أو المؤسسات المعنية.
وبعد ذلك ألقى وزير الثقافة كلمة شكر فيها جامعة النجاح الوطنية على استمرار دعم الثقافة الفلسطينية من خلال عقد المؤتمر في كل عام ليناقش قضايا تتعلق بالتراث والثقافة الفلسطينية، وأضاف أن اهتمام الجامعة بالحفاظ على الموروث الثقافي الفلسطيني نابع من المسؤولية الوطنية التي تتبناها الجامعة في الحفاظ على منكونات الشعب الفلسطيني وعاداته وتقاليده.
وأضاف أبو عيشة أن وزرة الثقافة ستعمل طباعة اوراق عمل المؤتمر البحثية في كتاب خاص ليتم تعميمه والاستفادة منه على مستوى الوطن.
أما الدكتور غاوي ميشيل غاوي فألقى كلمة تحدث فيها عن أهمية الحفاظ على الثقافة الفلسطينية من خلال الحفاظ على هذا النوع من الثقافة الفلسطينية التي تجسد تاريخ وحكياة الشعب الفلسطيني.
واشتمل المؤتمر على فقرة فنية من الغناء الشعبي الفلسطيني مع الفنان موسى حافظ، كما قدم الأستاذ الدكتور يحيى جبر بعنوان فلسطين في الذاكرة الموسيقية القومية، رافقته جوقة جامعة النجاح الوطنية في فقرة فنية قدمت خلالها مقطوعات غنائية، أما الأستاذ ناصر الأسمر فقدم ورقة عمل دراسة مقارنة بين الموشح الفلسطيني والموشح التقليدي، ثم تحدث الدكتور إدريس جردات عن الربابة وهي آلة موسيقية شعبية قديمة جدا ذات وتر حزين وهي من الأدوات الموسيقية الشعبية التي لها دور هام في اثراء المشهد الفني في فلسطين. وشارك في المؤتمر عازف الربابة عوض أبو حديد الذي قدم وصلات فنية نالت إعجاب الحضور.
كما نظم على هامش المؤتمر معرضان الاول ضم لوحات فنية من إنتاج طلبة الكلية والثاني معرض تابع لوزرة الثقافة تم تنظيمه في قاعة مكتبة الحرم الجامعي الجديد.
وقد أوصى المشاركون بأن يستمر عقد المؤتمر سنويا حتى يغطي جميع الجوانب التي تندرج في إطاره، وتنظميم ورش عمل تطبيقية، وتوثيق وأرشفة الأغانيا لشعبية الفلسطينية وإحيائها عن طريق تنظمينها في المقررات الدراسية، وترجمة أعمال وسير ذاتية لأعلام الغناء الشعبي والزجالين والإهتمام بتراثهم وتشجيع الطلبة الواعدين على ترسم خطاهم، ودعوة الجهات الرسمية للإهتمام بالتراث الشعبي وتهيئة الأرضية المناسبة لإعادة انتاجه واستمراره، وجمع الأدوات الموسيقية الشعبية واعداد دليل مصور يعرف بها، تخصيص بعض مشاربع التخرج والدراسات للموروث الشعبي الفلسطيني