الزيتون في "عين الطاووس "!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد عبد الله - بدأ عشرات الآلاف منذ مطلع الأسبوع الجاري موسم قطف الزيتون في مختلف المحافظات الفلسطينية، في موسم سيئ إنتاجياً مقارنة مع المواسم السابقة، لأسباب تتعلق بالحرارة، ومرض أصاب أوراق وثمار الشجر.
وعلى الرغم من إعلان وزارة الزراعة يوم الجمعة المقبل موعدا رسميا للبدء بقطف ثمار الزيتون، إلا أن المزارعين خرجوا مبكراً هذا الموسم، لجني المحصول قبل أن يصاب الإنتاج كاملاً بمرض "عين الطاووس".
وتسبب هذا المرض، وفقاً لمزارعين، بسقوط ما نسبته 30٪ من ثمار الزيتون عن الشجر منذ ثلاثة أسابيع، سبقه موجة حر خلال شهري حزيران وتموز الماضيين أدت إلى سقوط زهر الزيتون عن الشجر.
وقال وزير الزراعة وليد عساف، خلال اتصال هاتفي مع القدس دوت كوم إن هذا المرض أثر سلباً على المزارعين، لأنه سيؤدي في نهاية الموسم إلى تقليص إنتاجهم بنسبة كبيرة.
وأضاف عساف أن الوزارة وبالتعاون مع الجمعيات الزراعية، قامت بإعداد خطة مكافحة شاملة خلال وعقب موسم الزيتون، من خلال دراسة تم إعدادها حول أبرز المناطق التي تعرضت لمرض عين الطاووس.
وبينت إحصائيات رسمية صادرة عن اتحاد لجان العمل الزراعي نهاية الأسبوع الماضي، أن 48٪ من أراضي الضفة مزروعة بنحو 8 ملايين شجرة زيتون، تساهم بنحو 15٪ من دخل القطاع الزراعي السنوي، فيما تشكل دخلاً لنحو 100 ألف أسرة فلسطينية.
وقال رئيس مجلس إدارة العمل الزراعي رزق البرغوثي إن لجان العمل الزراعي ووزارة الزراعة حاولتا خلال الفترة الماضية توفير الدواء للقضاء على المرض الذي أفقد المزارعين ثلث إنتاجهم لهذا العام.
وأضاف أنه تم رش نحو 250 ألف شجرة زيتون، بالعلاج اللازم للقضاء على المرض، إلا أن انتشاره كان كبيرا جداً، خاصة في المناطق والقرى الزراعية الواقعة شمالي الضفة، ويجري العمل على رش بقية الأراضي المصابة بالمرض.
من جهة أخرى، توقع مدير عام اتحاد جمعيات عصر الزيتون فياض فياض خلال مقابلة سابقة مع القدس دوت كوم أن يكون إجمالي ناتج موسم الزيتون لهذا العام ما نسبته 30٪ من المواسم الجيدة، مقدراً حجم الناتج من الزيت ما بين 8-10 آلاف طن.
وتبلغ حاجة السوق الفلسطينية السنوية من زيت الزيتون نحو 8000 طن، فيما سيحاول المزارعون تسويق الفائض منه إلى المؤسسات والجمعيات التعاونية، بهدف بيعه إلى الخارج، لأن أسعاره داخل السوق المحلية منخفضة، لوجود البديل التركي والإسباني المستورد.
وقدّر الوزير عساف كمية الزيت التي تبقت في السوق المحلية منذ الموسم الماضي، بنحو 3000 طن، مع توقعاته بأن يصل إنتاج هذا العام ما بين 10-11 ألف طن، مؤكداً أن الوزارة ستعمل على المساعدة في تحديد سعر مناسب للزيت على المستهلك والمزارع معاً.
وقال إن الوزارة وبالتعاون مع الجمعيات الزراعية والتعاونية ستعمل على تحديد سعر الكيلو بنحو 25 شيقلاً (7 دولارات)، مشيراً إلى أن هذا السعر سيكون دافعاً للمزارعين، "لإعادة العلاقة بين الفلسطيني وأرضه".