الرق في العام 2013 واستغلال 25 عامل فلسطيني في مستوطنات الضفة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
ترجمة القدس دوت كوم- كشف تحقيق للقناة العبرية الثانية، تحت عنوان "الرق في عام 2013"، عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها العاملون الفلسطينيون لدى الشركات الإسرائيلية الموجودة داخل المستوطنات في الضفة الغربية.
ووصفت القناة التلفزيونية الاسرائيلية في تحقيقها المصور الذي بث الليلة الماضية، جوانب من أحوال العمال الفلسطينيين وبأنهم أصبحوا "عبيد حقيقيين" لدى أصحاب المصانع الإسرائيلية في المستوطنات، وأن كثير منهم يعملون ما بين 12 إلى 16 ساعة مقابل أجور متدنية، ودون رقابة رسمية أو التزام قانوني من قبل مشغليهم، ازاء حقوقهم المادية والقانوية العمالية.
وتبين من خلال المقابلات التي تم بثها، أن فتية فلسطينيين تقدر أعمارهم ما بين 15 و 17 عاما، يعملون في تلك الشركات والمصانع الإسرائيلية، دون أن تشير القناة لذلك.
واشار التحقيق الى ان 25 ألف فلسطيني يعملون لدى تلك الشركات الموزعة في مختلف المستوطنات المقامة في الضفة الغربية، وأنهم يكسبون مبالغ ضئيلة جدا مقابل عملهم الشاق، نتيجة عدم حصولهم على تصاريح للدخول إلى إسرائيل، ما يجعلهم مضطرين للعمل في الشركات الإسرائيلية الموجودة في المستوطنات لكسب العيش.
وتقول القناة أنه ورغم قرار المحكمة العليا الإسرائيلية عام 2007، بأن يقوم صاحب العمل الإسرائيلي في الضفة الغربية بدفع أجور مماثلة لتلك التي يتم دفعها في إسرائيل، والتي تصل إلى نحو 23 شيكل عن كل ساعة عمل، اضافة الى الحقوق العمالية الاخرى مثل الإجازات وغيرها، إلا أن كثيرا من الشركات الإسرائيلية في مستوطنات الضفة لا تلتزم بهذا الواقع.
ويقول عمر (اسم وهمي) وهو أحد العمال الذين يعملون في أحد أكبر المصانع، وأكثر العمال خبرة في مهنته، انه كان يكسب عشرة شواقل عن كل ساعة عمل وأن عمله يستمر 12 ساعة مقابل 110 شيقلا، وأن رب العمل يقلل في كثير من الأحيان من الحساب الكلي، فيما يقول فتى يعمل داخل أحد المصانع انه بدأ العمل من ثلاث سنوات وأنه يعمل 12 ساعة، وأنه كان يتلقى في البداية أجرا يصل إلى 12 شيقلا، ثم ارتفع إلى 14، ليتم لاحقا تثبيت أجره حيث اصبح 16 شيقلا بعد ثلاث سنوات من عمله.
ويقول مُعد التقرير، بأن الفلسطينيين الذين يعيشون في فقر يضطرون للعمل بأجور متدنية، في حالة أقل ما توصف بأنها محزنة، وجزء من صفقة "الإسترقاق" (العبودية)، فيما يقول عامل بناء يعمل في إحدى تلك الشركات بأن صاحب العمل يدفع له 12 شيقلا تشمل ضريبة الدخل، وأنه يضطر للعمل لأنه في حال رفض فإن هناك منافسة شديدة من عشرات مستعدون للعمل مكانه، وأنه يتلقى تهديدات من صاحب العمل بذلك دوما.
وحسب تحقيق القناة العبرية، فإن حالة الاستغلال الجارية من قبل أصحاب الشركات الإسرائيلية، تأتي في المقام الأول بسبب حصولهم على دفعة قوية من المقاولين الفلسطينيين الذين يعملون معهم، ويتمتعون بترتيبات خاصة جدا، لجلب عمال بأسعار رخيصة للمصانع.
ويقول أحد العمال انه يحصل في الوقت الراهن على ما بين 8 إلى 9 شواقل في الساعة الواحدة، ويذهب بقية ما يتقاضاه الى جيب المتعاقد الذي جلبه للعمل، وبذلك فإن صاحب العمل الإسرائيلي يكسب كثيرا مع عدم دفعه الحد الأدنى من الأجور للعامل.
وتشير القناة للوضع المزري الذي يحدث للعمال في وادي الأردن، تلك المنطقة التي باتت رمزا لبساتين النخيل، وجعلت الصحراء تزهر، مبينةً أن نحو 4 آلاف فلسطيني يعملون فيها بشكل دائم، ويرتفع العدد إلى نحو 10 آلاف في ذروة موسم الحصاد.
وتقول سميرة وهي فلسطينية من قرية بدوية قرب أريحا، تعد من أكثر الأماكن فقرا، بأنها تعمل منذ 12 عاما في المنطقة، وتكسب يوميا 80 شيقلا تضطر لدفع نفقات التنقل بالسيارات للعودة إلى منزلها، وكذلك تحويل بعض المال إلى الوسيط الذي شغلها، ما يجعل مجمل ما تقاضاه يهبط الى 60 شيقلا فقط.
وقال فلسطيني آخر يعمل في مزارع الأغوار، بأنه يتلقى 60 شيقلا مقابل عمل يصل إلى 10 ساعات، وأنهم يعملون في المنطقة دون أي تأمين صحي أو تأمين عمل، وأنه في حال أصيب أحدهم نتيجة العمل يذهب لوحده لأقرب المراكز الصحية، لتلقى العلاج دون أن يهتم صاحب العمل الإسرائيلي له.