اسرة مقدسية تلتحف السماء !!!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
رام الله -القدس دوت كوم - من محمد أبو الريش - منذ أربعة أيام مليئة بنذر الشتاء، تواصل عائلة الفلسطيني الجريح رامي غريب من بلدة العيسوية شمال شرقي القدس المبيت بأطفالها تحت السماء فوق منزل يعود إلى جدّه؛ دون أن ينتبه أي من "المسؤولين" ممن اعتبروا محنة العائلة خارج اختصاصهم؛ بمن فيهم مشتغلين في مؤسسة أسر الشهداء والجرحى التي كانت تقدم للعائلة راتبا شهريا قيمته 1200 شيكل، ولكن بصورة متقطعة...
المحنة المؤرقة التي تعيشها العائلة وآخذة في التفاقم بعد أن عجزت عن الاستمرار في توفير قيمة الإيجار الشهرية لصاحب المنزل حيث كانت تقيم ( 1500 شيكل )، ثم مغادرتها المنزل مكرهة مع أطفالها الثلاث الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 5 أعوام – تلك المحنة، كما يقول المواطن غريب،"تختلط بأسى جارح" كلما تذكر أن لا فكاك من القيود التي تمنعه عن فرصة عمل تكفيه شر العوز، وذلك بسبب امتناع سلطات الاحتلال عن منحه تصريحا للعمل منذ اقتلع أحد جنودها عينه اليمنى بعيار معدني خلال مواجهات في ساحة المسجد الأقصى عام 2010، وأيضا بسبب اعتقاله أكثر من مرة لتوثيقه اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على المسجد .
قال رامي اغريب لـالقدس دوت كوم ، أن أكثر ما يوجعه في المأساة التي يعيشها و عائلته هذه الأيام، عيون أطفاله ( ميرا و محمد وأمل – 5 و 4 أعوام و 6 شهور ) وهي تجرعه "مرارة العجز"، سيما عندما اضطرت العائلة للنوم في ليالي "غير دافئة" فوق سطح منزل جدّه المؤلف من غرفتين، لافتا إلى أن المأساة التي غدت أكثر قسوة منذ صارت العائلة بلا مأوى، تنغل بـ"تفاصيل أخرى"، بينها أن لا أفق واضحا ينطوي عليه انتظاره لعودة راتبه الشهري الذي كان يتقاضاه من مؤسسة اسر الشهداء والجرحى"، سيما وأن مسؤولين في المؤسسة كانوا أخبروه في وقت سابق أن انقطاع الراتب "أمر روتيني" ! ما يقض نوم رامي و زوجته التي تشاطره كلّ هذا البؤس، الخوف من أن تنال الأمراض من أطفالهما بسبب الاضطرار للنوم "تحت السماء و الطارق"، مشيرا إلى أن محاولاته لإنقاذ أسرته شملت طرق كل أبواب المسؤولين و توجيه مذكرات لجهات مختلفة في السلطة الفلسطينية ومؤسسات أخرى، غير أنه لم يجد أحدا "يشفي الغليل"، بما في ذلك لمساعدته في توفير عين زجاجية !
ما يثير سخط رامي غريب و زوجته حيال المأزق الذي علقت فيه العائلة – كما قال - هو أن مسؤولين ممن اتصل بهم المفتي العام للديار المقدسة للمساعدة ( بعد أن لجأ إليه ) زعموا أن مثل حالته ليست من اختصاصهم، فيما زعم مسؤولون في "محافظة القدس" أنهم لا يستطيعوا تقديم المساعدة للعائلة بخصوص المنزل؛ لا بدفع إيجار منزل جديد ولا بالمساعدة في بناء منزل متواضع من غرفتين فوق سطح منزل الجد؛ رغم أن رئيس الوزراء السابق كان وافق على صرف 13 ألف شيكل للعائلة .
ما تنشده عائلة الفلسطيني الجريج رامي غريب الذي يحلم بـ"عين يمنى زجاجية"، مأوى صغير ولو من غرفتين فوق منزل جدّه في العيسوية، قبل أن تتوغل المحنة في ليالي شتاء قال أكثر من مصدر أنه قد يكون الأقسى منذ 100 عام – مأوى صغير لا أكثر...!!