مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

المرّ الحلو ..

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
جميل ضبابات
تتهادى حبات الزيتون فوق المفارش المبسوطة تحت أشجار الزيتون.. والكثير يعتقد أن قوة أصوات وقع السقوط الحر للزيتون توحي بكمية الإنتاج السنوي.
فصوت ضعيف يعني حب وإنتاج قليلان.
 ونصرة شقور التي تعمل بجد وسط حقل زيتون في قرية كفل حارس غرب الضفة الغربية واحدة من آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية انخرطوا في موسم سنوي تشتغل فيه قرى بأكملها.
هنا، في كفل حارس، وهي واحدة من القرى الزيتونية التي تقوم على ربوه مرتفعة، يمكن لشقور التي تعمل وحدها في الحقل، أن تختصر الحياة كلها بشجرة زيتون.
شقور (66 عاما) يمكنها أن تصعد سلما مزدوج القوائم مكونا من 9 درجات، ويبدو الأمر شاقا على امرأة القيام بكل هذا العمل لوحدها... في حقول مجاورة تعمل عائلات ممتدة في قطف الزيتون.
انه موسم الهجرة إلى الحقول. فالعائلات تخرج منذ الصباح الباكر وتقضي نهارها حتى المساء. وقد حددت وزارة الزراعة موعدا لقطف الزيتون، لكن كثيرا من المزارعين لا يتقيدون بالمواعيد الحكومية. بالنسبة لشقور هناك ساعتها البيولوجية، فيكفي لها أن تشعر أن الوقت حان للصعود إلى شجرة الزيتون، لتقوم بقطافها.
'منذ 1965 حتى اليوم أنا اقوم بالعمل نفسه. اعمل في هذا الحقل' قالت شقور فيما كانت تشير إلى صفوف متتالية من أشجار الزيتون التي تحيط بمنزلها.
كانت شقور بدأت بقطف ثمار زيتونة لا تبعد امتارا عن باب منزلها، منذ ساعات الصباح الباكر، وحتى منتصف النهار، كانت على وشك الانتهاء منها.
فلا احد يساعدها هذا العام، فالمرأة التي فقدت ابناها شبانا، توزع كل طاقتها اليوم على العمل في الحقل. يبدو الأمر محزنا في هذا الحقل.
'كل يوم انتهي من زيتونة. هذا زيتون كبير جدا. زرعه اجداد اجداد (...) لا اعرف كم الف سنة عمر الزيتونة'. وكفل حارس مشهورة بزيتونها، وتظهر القرية مثل بقعة خرسانية وسط امتداد جغرافي شاسع من حقول الزيتون الخضراء التي تغطي الجبال المطلة على الاتجاهات الأربعة التي تتخللها بعض القرى الفلسطينية والكثير من المستوطنات الإسرائيلية.
ويكد الفلسطينيون سنويا للانتهاء من موسم قطف الزيتون قبل مجيء الشتاء، لكن سقوط امطار لساعات معدودة يبدو امرا محمودا، اذ تغسل الأمطار اشجار الزيتون وتخلصها من غبار الصيف الذي علق بها.
في حقل شقور، تلمع حبات الزيتون تحت اشعة شمس تشرينية، ويمكن لريح شرقية جافة ان تجعل مزاج القاطفين سيئا، لكن على الفلاحين المنخرطين بالقطاف الاستمرار بكل الاحوال.
'انه المر الحلو.. عمل مر وصعب، والقطاف بحاجة الى جهد كبير، لكن عند الانتهاء منها اشعر بالراحة' قالت شقور. يردد المعنى ذاته مزارعون فلسطينيون آخرون في انحاء المحافظة التي تغرق قراها في محيط اخضر من اشجار الزيتون.
وعملية قطاف الزيتون في الاراضي الفلسطينية، اشبه بحالة طوارىء غير معلنة، ففي السنوات الماضية كانت الحكومة تعطل احيانا بعض المؤسسات لاتاحة المجال للقطاف. لكن عطلة العيد الطويلة لهذا العام اعطت الفلسطينيين متسعا من الوقت للعمل.
رغم ذلك لا يتوقع انتاجا كبيرا من الموسم. 'انه شلتوني. هذا العام النسبة ليست كبيرة' ابلغ وليد عساف وزير الزراعة مراسل وكالة 'وفا'.
يردد المعنى ذاته مزارعون في انحاء مختلفة من الضفة الغربية، فانتاج الأشجار عملية تبادلية، سنة مرتفع وسنة منخفض. انها سنة الزيتون على مدار التاريخ.
وقال عساف، 'يمكن ان ننتج هذا العام 35-40% من الموسم. وهذا وضع طبيعي (...) هناك تبادلية في الانتاج. هذا الموسم سيكون الانتاج اقل من العام الماضي'.
ذاتها شقور حازت العام الماضي على انتاج ماسي، 'كان الانتاج ممتازا. لا اتوقع هذا العام الكثير' قالت المرأة. هكذا يقول ايضا محمد داوود واشقاؤه الثلاثة الذين يعملون بمساعدة والدتهم في حقل زيتون قرب قرية جماعين إلى الغرب من نابلس.
'الانتاج قليل، والعمل متعب، لكن الفرح بالإنتاج الحلو مؤجل' قال داوود الذي يتحلق هو واشقاؤه حول زيتونة متوسطة الحجم.
وتتفاوت أعداد أشجار الزيتون في الحقول التي يصل بعضها لآلاف. لكن يمكن لحقل متوسط يقع على أطراف كبرى المستوطنات الإسرائيلية أن يجمع عائلة بأكملها منذ ساعات النهار الأولى حتى المساء، مثل الحقل الذي تعمل فيه عائلة الشاطر.
قال الشاطر الذي يعمل ضمن عائلة ممتدة إن العمل قد يستمر أسابيع في الحقول، لكن فرز الزيتون وعصره يجري بشكل أسبوعي.
في الحقول ينقل الإنتاج يوميا إلى القرى، وبعد ذلك ينقل إلى المعاصر قبل تعبئته في عبوات بلاستيكية. وقد وفرت المعاصر الحديثة الكثير من الجهد على الفلاحين.
قالت امرأة من عائلة الشاطر، ان النساء لم تعد تذري الحَب لفصله عن الأوراق منذ دخول ماكنات العصر الحديثة على خطوط الإنتاج.
ولو كن يفعلن ذلك حتى اليوم، لكن لهذه الريح الشرقية فائدتها في حقول تتوسع كل عام رغم عمليات القطع التي يقوم بها المستوطنون.
'الاستراتيجية واضحة (...) سنزرع في كل مكان ممكن. العام الماضي زرعنا 750 الف زيتونة. هذا العام سنزرع نفس العدد' قال عساف في اشارة الى التوجه الفلسطيني الرسمي لزيادة مساحات الحقول.


ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024