غزة في العيد: "مالي شغل بالسوق .. مريت اشوفك" !!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
رغم أنها أمست بأنفاق أقل ( بعد إغلاق معظمها من قبل الجيش المصري) و بمعبر يقطعه الاحتلال بالإغلاق حين يشاء، تزدحم أسواق غزة ببضائع العيد، والمواطنين أيضا، غير أن جلّهم ينزلون إليها لـ"لفرجة" فقط ؛ على نحو أقرب إلى أغنية العراقي إلهام المدفعي : "ما لي شغل بالسوق.. مريت أشوفك" !
في "ميدان فلسطين" أو ما يعرف بـ"السّاحة" حيث تتزاحم الأقدام على مدار النهار و جزء من الليل، يتنقل "المتسوقون" من متجر إلى آخر، "لكنهم يخرجون من معظمها فارغي الأيدي"، كما أشار صاحب أحد المتاجر لـالقدس دوت كوم ، فيما لفت الشاب محمد أبو فول، وهو طالب جامعي يضطر بفعل الفقر لتأجيل التحاقه ببعض الفصول الدراسية، إلى أنه منذ 3 أيام يبحث عن ملابس تناسب ذوقه وبأسعار معقولة، لكنه لم يعثر على "ضالته" .
وفيما يقدر "أبو فول" ( 23 عاما ) الذي يفكر في الامتناع عن شراء ملابس لهذا العيد بأن غلاء أسعار الملابس هذا العام قياسا إلى الأعوام الماضية ناجم عن وقف تدفق البضائع المصرية عبر الأنفاق، قالت المواطنة يسرى محجز (38 عاما) أنها تضطر للنزول إلى الأسواق تحت الضغط من أطفالها الأربعة الذين يُصرون مع حلول كل عيد على شراء ملابس جديدة، مبينةً أنها تجهد ما استطاعت لتوفير القليل من راتب زوجها في "حصّالة" خاصة بتلبية متطلباتهم التي وصلت قيمتها مع اقتراب العيد نحو 600 شيكل، مشيرة – بخلاف الشاب "أبو فول" إلى أن أسعار الملابس ومعظم البضائع "جيدة" بالرغم من "الغلاء طفيف".
التاجر "أبو سمير أحمد" الذي يملك 3 متاجر في "الساحة" بمدينة غزة، قال أن حركة البيع "لا تزال ضعيفة مقارنةً بعيد الفطر، رغم أن الأسعار لا تزال تحافظ على توازنها"، موضحا أن جميع البضائع الموجودة في الأسواق جديدة وتم تخزينها من قبل التجار تخوفا من أي أحداث محتملة قد تتسبب في عدم دخولها إلى القطاع، سيما مع العمليات التي ينفذها الجيش المصري لإغلاق الأنفاق في رفح .
في حديثه مع القدس دوت كوم ، أرجع "أبو سمير" ضعف حركة البيع و الشراء في الأسواق إلى أسباب مختلفة، بينها أن عيد الأضحى يتزامن مع موسم الشتاء؛ ما يدفع المواطنين للاهتمام بدرجة أكبر بشراء ما تحتاجه منازلهم من لحوم الأضاحي و الزيت و الزيتون، بينما يؤكد الشاب خالد شتيوي الذي يعمل في متجر لبيع الحلويات، أن معظم المواطنين يأتون للتجول في الأسواق "لمشاهدة أنواع الحلوى والماركات الجديدة من الملابس دون إقبال على الشراء"، معللا الظاهرة، هذه الأيام، بـ" الفترة الطويلة بين صرف الرواتب وموعد العيد"؛ غير أنه يأمل بتحسن حركة البيع و الشراء كلما اقترب العيد أكثر !