'شاشات' لسينما المرأة في فلسطين: 10 أفلام و 100عرض في 20 مدينة و6 مخيمات
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
تنطلق اليوم الأحد، فعاليات 'مهرجان شاشات التاسع لسينما المرأة في فلسطين'، والذي يشتمل على 10 أفلام من إخراج 14 مخرجة من الضفة وقطاع غزة، و100 عرض في 20 مدينة و6 مخيمات، وذلك بالتعاون مع 22 مؤسسة و7 جامعات.
كما يشمل المهرجان الذي يستمر حتى العشرين من كانون الأول، إنتاج وبث 3 حلقات تلفزيونية، علماً بأنه سيكون هناك افتتاحان للمهرجان، أحدهما في الرابع والعشرين من تشرين الأول في قاعة رشاد الشوا في مدينة غزة، 12 ظهراً، والآخر في السابع والعشرين من تشرين الأول في قصر رام الله الثقافي، السادسة مساءً، حيث سيتوحد الجميع هنا برؤية سينمائية لا تفرقها الحدود السياسية ولا الجغرافيا.
الى ذلك سيعلن خلال المهرجان عن إصدار كتاب 'عين على سينما المرأة الفلسطينية'، والذي يبحث في ماهية سينما المرأة في فلسطين، في محاولة للوصول إلى إطار نظري ومنهجي حول تجربة سينما المرأة في فلسطين، وذلك من خلال التركيز على مسيرة 'شاشات' من ناحية التدريب والإنتاج والعروض على مدى ثماني سنوات. وأيضاً إصدار كتاب 'المخرجات الفلسطينيات – ظروف الإنتاج وإستراتيجية إعادة التصور'، والذي يشمل أبحاثا وقراءات نقدية معمقة في أفلام مخرجات فلسطينيات، بالإضافة إلى سير ذاتية وأفلام ل 73 مخرجة فلسطينية.
كما سيتم في هذه المناسبة، الإعلان عن افتتاح المكتبة السينمائية المختصة والتي تشمل أكثر من ألفي فيلم من أهم كلاسيكيات السينما العالمية والحديثة، بالإضافة إلى كتب حول السينما بالعربية والإنكليزية.
يتم مهرجان شاشات التاسع لسينما المرأة في فلسطين، ضمن إطار مشروع 'مُخَلَّفات' الذي تنفذه مؤسسة شاشات، والذي حصل على تمويل رئيسي من الإتحاد الأوروبي وتمويل إضافي من مؤسسة هنريش بول، ومؤسسة تفي-بيت النرويجية، والقنصلية الفرنسية العامة في القدس.
أما 'مُخَلَّفات'، فهو مشروع سينمائي مؤلف من عشرة أفلام ومائة عرض ونقاش في الضفة والقطاع، وثلاث حلقات تلفزيونية، كما يشمل إنتاج 'شاشات' لسبعة أفلام جديدة، ثلاثة من الضفة وأربعة من غزة، بهدف وضع ما هو من بقايا نفايات ومرفوضات موروثة وآنية، على طاولة التشريح الإبداعية، وذلك لأنها تأتي بالخراب الزاحف والبطيء لأنفسنا ومجتمعنا وبيئتنا كالسم الذي لا رائحة له فلا نشتبه بغدره وقتله، ففي الأفلام السبعة الجديدة، والأفلام الثلاثة الأخرى المشاركة في المهرجان، تسلط المخرجات الشابات الضوء على ما تود أن يكون منبوذاً اجتماعياً مثل نمطية التفكير بالمرأة، والنميمة التي تحد من احتمالات المرأة وتقيد آمالها، والتحرش اللفظي والبصري في الأماكن العامة والذي يعد بمثابة اغتصاباً للمرأة، بالإضافة إلى تهميش المرأة المسنة والمرأة المقعدة وعدم السماح لها بالحياة الطبيعية، وتحطيم أمال الشباب بصنع مستقبل نتيجة البطالة، والدمار البيئي بما هو محيط بنا من جمال في بحر غزة وجبال الخليل.
فمشروع 'مُخَلَّفات' يسلط الضوء على هذه القضايا التي نرفضها في محيطنا ونعتبرها جزءاً من تلوث حياتنا على الصعيد الثقافي والاجتماعي والبيئي.
وأشارت مدير عام 'شاشات'، علياء ارصغلي، الى أن المهرجان التاسع يشكل صرخة لقول 'لا....كفى لتدمير أنفسنا...كفى لإخفاء رأسنا تحت التراب، ولنرى ونسمع ما يقوله هذا الجيل في ما نورثه إياه'.
بالإضافة إلى هذا الهدف من مشروع 'مُخَلَّفات'، واستكمالاً لرسالة مؤسسة 'شاشات' من تنمية قدرات المخرجات الفلسطينيات الشابات؛ تمت إتاحة الفرصة لثماني مخرجات خلال هذا المشروع للعمل مع مخرجات ومخرجين محترفين من أجل الاستفادة من خبراتهم ليكونوا بمثابة المنتجين المنفذين/الفنيين لأعمالهم.
فعلى صعيد 'المُخَلَّفات' الثقافية، ركزت المخرجة زينة رمضان على القيل والقال التي تتحكم بحياة الفتيات في 'هشّ!'، (روائي)، ف لمياء فتاة تلاحقها انتقادات ومطالب المجتمع المحافظ لتكون 'الفتاة المثالية' التي يريدون، فبالنسبة لهم نجاح الفتاة في حياتها هو في الزواج، والإنجاب، والسكوت، وأي خيار آخر سيجلب الفضيحة والعار.
آلاء الدسوقي وأريج أبو عيد في 'منشر غسيلو' والذي يشمل رسوم متحركة وتصوير حي، تتناولان بأسلوب ساخر جزءاً من قاموس التحرش الجنسي اللفظي الذي تتعرض له المرأة، مهما ارتدت من ملابس، بالإضافة إلى الاغتصاب البصري الذي يعرّيها مهما غطت نفسها، فتعرض المرأة لهذه التحرشات لا يتعلق بما ترتديه.
وأخذت منى مطير منحى آخر بفيلم 'ع الفرازة يمّا'، (روائي)، حيث يسخر الفيلم من المعايير المزدوجة التي تحكم الشاب والفتاة. فمن مبدأ 'زوجوه بيعقل' في شريعة مجتمعنا الذكوري، يطرح الفيلم واقع حياتنا الاجتماعية التي تشرع للشاب الزواج حسب مقاييس رغباته وقتما وكيفما يشاء، بغض النظر إن كان هو كفء أم لا.
وتمحورت فكرة 'المُخَلَّفات' الاجتماعية عند فادية صلاح الدين في 'أولادي ... حبايبي'، (وثائقي)، في قصة ردينة أبو جراد، وهي أم لأربعة أطفال، و التي واجهت الكثير من المعارضة من قبل المجتمع والمحيطين بها عندما قررت أن تمارس حقها في الإنجاب بحجة أنه لا يحق لها الإنجاب بسبب ما تعانيه من مشاكل.
أما المخرجة رهام الغزالي فترينا في 'آن جي كوز'، (روائي)، كيف تأكل البطالة طاقة الشباب من خلال حمزة الذي تخرج من الجامعة ليبدأ رحلته في البحث عن وظيفة ثابتة تؤمن له حياة كريمة للمستقبل، فها هي خمس سنوات مضت، ولم يستطع أن يجد عملا مما خلق له علاقة غريبة مع ورق السيرة الذاتية وشهادته الجامعية.
أما في محور 'المُخَلَّفات' البيئية فقدمت المخرجة فداء نصر في 'ريف بالأسود'، (وثائقي)، الأشخاص الذين يعتاشون من حرق الخردة في ريف الخليل في مناطق 'ج'، من أجل استخلاص المعادن منها مسببين تلوثا بيئيا هائلا يهدد الريف الأخضر العامر بالزراعة والرعي، وصحة أهالي المنطقة.
بينما تناولت المخرجة رنا مطر الحب للبحر في غزة والخوف من الأمراض التي يسببها تلوثه في 'شكلو حلو بس...' فبحر غزة أصبح الملاذ الغير الآمن، مع أنه الرزق والحب والفرح والأمل وهو الذي يحمل حكاية وتاريخ ورواية أهل غزة من رحيل وحدود واتفاقيات واحتلال، وعلى الرغم من كل ما قدمه البحر، تشوه بنفاياتنا.
هذه الأفلام السبعة التي أنتجتها شاشات بالإضافة إلى ثلاثة أفلام وثائقية أخرى هي 'الأخت وأخوها' ل أميمة حموري ومايكل كروتكيفسكي، والذي يعرض في جو عائلي حميم محاولةَ فتاة فلسطينية، تخطي العقبات لمصارحة أخيها بأنها على علاقة عاطفية، أما 'القرار' ل ليالي الكيلاني، وآنّا بيرسون، ودارا خضر، وإينا هولمكويست، فيتحدث عن فتاة تطمح للسفر والدراسة في الخارج، أما 'فردوس' للمخرجة السويدية الإيرانية أهانج باشي، فيتناول حياة جدتها في إحدى بيوت العجزة في السويد،. وستعرض هذه الأفلام في جولة تشمل 100 عرض في 7 جامعات و22 مؤسسة في 20 مدينة و6 مخيمات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبذلك تحقق شاشات رؤيتها حول نقل السينما إلى الجمهور وتعريفه على عالمها واختبار قدرة السينما على التغيير والتنمية المجتمعية.
يتضمن المشروع أيضاً، إنتاج 3 برامج تلفزيونية ستبث فضائياً، ويشمل كل برنامج عرضاً للفيلم، إضافة إلى تعقيب من المخرجة حوله، مع مقتطفات من نقاش الفيلم في الجامعات، ومقابلات حيوية للإطلاع على رأي الجمهور في القضايا التي تطرقت لها الأفلام، إلى جانب مقابلات مع مثقفين ومختصين من أجل إتاحة هذه الأفلام والمواضيع لجمهور أوسع.
من جانبها رأت رئيس مجلس إدارة شاشات المخرجة غادة الطيراوي أن المهرجان التاسع هو من الأهمية 'ليس فقط لسينما المرأة في فلسطين ولكن للعمل السينمائي الفلسطيني كله ببلوغه عامه التاسع، لأن مهرجان شاشات لسينما المرأة في فلسطين هو المهرجان الأكثر استمرارية في فلسطين ببلوغه عامه التاسع في هذه الدورة منذ انطلاقته في 2005، والمهرجان السينمائي الأكثر استمرارية أيضاً من مهرجانات سينما المرأة في العالم العربي، وهذا إنجاز كبير للعمل السينمائي الفلسطيني'.
ومن الجدير ذكره أن 'شاشات' هي مؤسسة غير ربحية، وغير حكومية، مسجلة رسمياَ في فلسطين، تركز في عملها على سينما المرأة، وأهميتها، وأبعادها في طرح مفاهيم اجتماعية، حول تصورات عن ماهية النوع الاجتماعي، والقيم الثقافية الناتجة عن هذا التصور، وتنمية القطاع السينمائي الفلسطيني، خاصة النسوي منه. وتعمل على إتاحة الفرص للمرأة للتعبير عن ذاتها، ودخولها إلى عالم الإبداع السينمائي من أجل صنع القرار في مجال الثقافة.