الحاجة "أم حسين" دخلت المستشفى لزرع بلاتين فخرجت جثة هامدة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
في حادثة أليمة هزت مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ، حيث كان الإهمال الطبي هو سيد الموقف في مستشفى شهداء الأقصى ، دخلت الحاجة أم حسين الطويل " 60 عاماً " إلى المستشفى لإجراء عملية زرع بلاتين، فخرجت منه جثةً هامدة .
وطالبت عائلة الطويل في مخيم النصيرات إلى ضرورة فتح تحقيق فوري وعاجل لمحاسبة المقصرين ، وعدم تكرار الحادثة مع مرضى آخرين، جراء هذا الإهمال الطبي الواضح .
وكانت الحاجة مريم مصطفى الطويل " أم حسين " ، قد تعرضت إلى انزلاق في منزلها يوم الاثنين 14/10/2013م " وقفة عيد الأضحى " ، أدى إلى كسر فخد القدم اليسرى ، وتم نقلها إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة .
واعتبر الأطباء بمستشفى شهداء الأقصى أن هذهِ الحالة غير طارئة وأنه نظراً لقدوم العيد سيتم تأجيل إجراء العملية إلى بعد عطلة العيد .
وعادت الحاجة أم حسين إلى مستشفى شهداء الأقصى يوم الجمعة الموافق 18/10/2013 ، ووضعت العائلة مجدداً الأطباء في ظروف الحالة الصحية التي تمر بها الحاجة أم حسين، وقالت العائلة للأطباء أنه إذا لم يتوفر العلاج لها في المستشفى من الممكن نقلها على الفور إلى مستشفى خاص بغزة .
في حين أكد الأطباء أن العملية بسيطة ولا تحتاج لتحويلها ونقلها إلى مستشفى خاص لتلقي العلاج ، ومن الممكن إجرائها في المستشفى .
وأوضحت العائلة أنه في يوم الأحد الموافق 20/10/2013م تقرر إجراء عملية زرع بلاتين في عظمة فخد القدم اليسرى ، وقبل البدء بإجراء العملية تبين أن هناك عطل وخلل في جهاز تصوير القلب " الإيكو " ، وعلى إثرها تم نقل الحاجة أم حسين إلى مستشفى دار الشفاء بغزة لعمل الصورة .
وبحسب العائلة، فإن الأطباء بمستشفى الشفاء أكدوا أن الحالة الطبية التي يمر بها القلب سليمة جداً ، وعلى إثرها عادت إلى مستشفى شهداء الأقصى لإجراء العملية ، حيث استغرقت 4 ساعات متواصلة .
وبينت العائلة " أثناء إجراء العملية احتاجت الحالة إلى الأكسجين، فلم يجد الأطباء من يحضرها من الأسفل، مما اضطر بابنها بالذهاب للطابق السفلي وإحضار أسطوانة أكسجين بنفسه إلى الطابق الثالث ، مما يشير إلى إهمال طبي واضح وتقصير ملحوظ من قبل الأطباء .
وأوضحت العائلة أنه بعد الانتهاء من إجراء العملية قال الأطباء أن الحالة سليمة ولكن سيتم نقلها إلى العناية المركزة لاستكمال إجراءات السلامة ، حتى تفاجئ بعض أفراد العائلة بأن الحالة تنقل متوفاة إلى قسم العناية المركزة وفور دخولها قسم العناية وضعت عليها أجهزة التنفس والإنعاش الصناعي ولكن دون جدوى .
وأشارت العائلة، عندما تم سؤال أحد الأطباء عن وضع الحالة ، أجاب بعصبية وانفعال شديدين " الحالة ممتازة ، وأنا الآن مش شايف أمي ، أراكم غداً في المكتب " .
وقالت العائلة " نحن نؤمن بقضاء الله وقدره ، ولا اعتراض على أمر وحكم الله، ولكن هناك تقصير وإهمال واضح من قبل الأطباء أدى إلى هذهِ الفاجعة الأليمة " .
وطالبت العائلة النائب العام ووزير الصحة والحكومة المقالة بغزة ومؤسسات حقوق الإنسان والجهات المختصة لفتح تحقيق فوري وعاجل وعرض النتائج لمحاسبة المقصرين في الحال، ولضمان عدم تكرار مثل هذهِ الحوادث المؤلمة والمفجعة في المرات القادمة .
واعتبرت العائلة هذهِ الحادثة، ظاهرة سلبية وغير مسئولة ، تعكس الإهمال الطبي ، داعيةً إلى تطوير العمل الطبي ومراقبة عمل الأطباء بشكل دائم .
وفور انتشار الخبر، عم الحزن أرجاء مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ، وتجمع المئات من المواطنين أمام منزل الفقيدة لمشاركة العائلة أحزانهم .