فيديو- الطفل عطا صباح.. والثمن الباهظ لـ "حقيبة المدرسة"
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد ابو الريش- باهظا كان ثمن مزحة شقية للطفل عطا صباح (12 عاما) وأقرانه.. احد الصبية القى حقيبة عطا خارج أسوار مدرسة مخيم الجلزون القريبة من مستوطنة "بيت إيل"، دون ان يدرك ان الحقيبة ستقع بأيدي الجنود الذين يحرسون المستوطنة، حيث رفضوا اعادتها للطفل عطا حين خرج لاسترجاعها واستعاضوا عن ذلك برصاصة اخترقت ظهره ومزقت الحبل الشوكي، ما جعله طريحا بعاهة دائمة.. عطا أصبح اليوم مقعداً!!
جريمة اطلاق النار على عطا التي وقعت قبل 5 اشهر، تكشف جانبا من سلوك جيش الاحتلال الاسرائيلي تجاه الفلسطيني في كل الحالات والظروف.
واوضح الطفل عطا لـ القدس دوت كوم، بأنه كان يلعب مع أصدقائه في ساحة المدرسة، عندما مازحه أحد زملائه والقى حقيبته خارج سور المدرسة، وحين توجه لاستعادتها كان الجنود قد التقطوها واخذوها معهم ورفضوا اعادتها له.
واشار الى ان ذلك حدث اثناء فترة الامتحانات وانه كان عليه في اليوم التالي لحادثة القاء الحقيبة، امتحان في مادة العلوم، وانه كان مضطرا لإستعادة كتبه كي يستعد للامتحان، ما دفعه للعودة مجددة قرب المكان الذي اعتاد الجنود التواجد فيه كي يسترد حقيبته ليتمكن من اكمال امتحاناته كما قال.
هكذا ذهب عطا لانتظار الجنود قرب المكان الذي عادة ما يتواجدون فيه بجوار المدرسة كي يطلب حقيبته وكتبه، وقال: لم يظهر أحد، وقد دخلت الى بقالة هناك لشراء علبة عصير، وحين خرجت، واثناء وقوفي امام البقالة، سقطت على الارض دون ان اعلم ماذا حل بي، ولم اعرف شيئا الا عندما حملني بعض الشبان عن الارض، حيث رأيت جنديا يقف على بعد عشرات الامتار وآخر منبطح على الارض، وفي تلك اللحظة بدأت أفكر بأني أصبت (رغم انه لم يكن في المنطقة اي مواجهات)، لكني في تلك اللحظة لم اشعر بشيء سوى انني لا استطيع ان اقف على قدمي.
هكذا اصيب الطفل عطا بشلل نصفي، ولم تعد احلامه تتجاوز المشي، وبات ينفق معظم وقته بين طيور الحمام والعصافير التي يربيها فوق سطح المنزل، بعد ان اصبحت فكرة اللعب مع اصدقاء الذين يزورونه بين فترة واخرى، هدفا على قائمة احلامه رغم انه ما يزال غير مقتنع ان الحبل الشوكي الذي مزقته رصاصة الجيش، لا يمكن ان يعود كما كان، وان الشلل النصفي الذي اصابه سيلازمه طوال حياته كما يؤكد الاطباء بعد عدة عمليات وعلاج طبيعي اخضع له دون ان يُصلح غير انحناء ظهره بعدما تهتكت احدى فقرات عموده الفقري .
وقالت والدة عطا في حديث لـ القدس دوت كوم، بأن اصابة ابنها قلبت منزل العائلة رأساً على عقب، ومن كافة النواحي المادية والاجتماعية، حيث انه بات بحاجة الى جهد اكبر وعناية خاصة، لا سيما وانه عاد لمقاعد الدراسة منذ بداية العام الدراسي، وانتقل الى في مدرسة المرج في بلدة بيرزيت، لانها مهيئة افضل لحالته فضلا عن ان عائلته ترغب بإبعاده عن مدرسته القديمة، حيث تعرض للاصابة، حرصا منها على وضعه النفسي.
وأضافت بحزن، ان إبنها الذي كان يغرق المنزل بالنشاط والحيوية وبالحركة الدائمة، بات الان مقعدا لا يقوى على التنقل من مكان الى اخر دون مساعدة، ويقضي معظم وقته في المنزل، مشيرة ان اعاقته لن تقف عائقاً أمام مستقبله، وان افراد اسرته يحاولون كل ما يستطيعوا لرفع معنوياته حتى ينهي تعليمه، لانه "السلاح" الوحيد الذي سيعينه في معترك الحياة .
واوضحت انهم رفعوا قضية في المحاكم الاسرائيلية، ضد الجنود الذين تسببوا بأعاقة ابنهم، لكنها لا ترى أي بصيص أمل لمحاسبة المجرمين، مشيرة الى ان محاكمتهم المستبعدة حتى لو حصلت فان ذلك لن يعيد لـ محمد حياته التي اعتادها. -